في الثاني من أغسطس من العام 1990 قامت القوات العراقية بغزو الكويت..أي أن 22 عاما مرت علي ماحدث في هذا الوقت البعيد مما كان له تأثيره المباشر علي التدهور الخطير الذي شهدته المنطقة منذ وقوع هذا الحدث الكبير. صحيح ان الإستفزازات الكويتية..والإعتداء علي بترول حقل الرميلة الحدودي العراقي كان السبب الرئيسي وراء ماجري في هذا الوقت..لكن الصحيح أيضا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ممثلة في سفيرتها في العراق إبريل جلاسبي في هذا الوقت..كانت العنصر الأكثر تأثيرا في توريط الرئيس العراقي الراحل صدام حسين..ودفعه دفعا إلي قرار غزو الكويت..يومها,,والكل يتذكر..قالت جلاسبي ردا علي سؤال صدام لها حول الموقف الأمريكي من سرقة الكويت لبترول حقل الرميلة..وتهديده بالرد علي مايجري..يومها قالت السفيرة بلغة واضحة.."إنه ليس بيننا وبين الكويت معاهدة عدم إعتداء". كان الجواب في حد ذاته يحمل توريطا لصدام..وإغرائه بدخول الكويت..وقد كان من سوء حظ أمة العرب أن ابتلع الرئيس العراقي الطعم وقام بغزو الكويت في الثاني من أغسطس من ذاك العام. لم يدرك صدام أن الهدف من وراء الموقف الأمريكي هو القضاء علي الجيش العراقي الذي شكل القوة الرابعة بين جيوش العالم..وهو ماتحقق بالفعل يوم أن قادت الولاياتالمتحدة جيوش 33 دولة لتدمير الجيش العراقي..قبل ان تعود القوات الأمريكية مجددا في العام 2003 لتقضي علي ماتبقي من نظام صدام وتزيله تماما من الوجود. واليوم يتكرر نفس الهدف الأمريكي..فقد استثمرت واشنطن دماء الشهداء التي سالت في ميادين العرب للتحرر من الأنظمة الطاغية..لتحطم الجيوش العربية..وهو هدف متصل..بدأ بالجيش العراقي..ولن يتوقف حتي يتم تحطيم الجيش المصري..ومعروف بالطبع أن كل ذلك يتم لمصلحة"إسرائيل الكبري"التي ستنشأ علي حطام جماجمنا العربية.