مع نهاية الأنتخابات البلديه (المحليات) والتى تُجرى لأول مره فى تونس منذ قيام الثوره التونسيه فى ديسمبر 2010 يُعلن حزب النهضه الإسلامى (أحد فروع جماعة الأخوان المسلمين ) عن نفسه مجدداً ويفوز بنسبة كبيرة من مقاعد المجالس البلدية متفوقاً على حزب نداء تونس العلمانى الحاكم والمسيطر علي أغلبية البرلمان منذ انتخابات 2014 فهل هو اليأس بسبب الأوضاع الأقتصاديه الخانقه أم أن الأرض قد تغيرت مجدداً لصالح الأسلاميين فى تونس ..!! في ظل عزوف شبابي واضح عن الأنتخابات بسبب خيبة الأمل لدى قطاعات كبيره من الشباب التونسى المثقف ومع تفشي البطالة وخصوصاً في صفوف الشباب دعا الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي التونسيين للتوجه لصناديق الأقتراع لأختيار مُرشحيهم لأول مرة في الأنتخابات البلديه بعد 8 سنوات من الحكم المركزى وغياب المحليات وتأرجح الحكم النيابى والرئاسى بين حزبي النهضه فى البدايه ثم حزب نداء تونس مؤخراً وفي ظل غياب كامل لبقية القوى السياسيه والأحزاب المدنيه ليتقاسم الحزبان الكبيران مقاعد المحليات وان تفوق حزب النهضه بحوالى 5% على حزب نداء تونس فى ظل انخفاض ملحوظ جداً للمشاركه الشعبيه فى الأنتخابات بالمقارنه بالأستحقاقات السابقه فى تونس وفى مؤشر خطير لابد من الانتباه له خاصه ونحن على موعد مع نفس الأستحقاق الأنتخابى قريبا فى مصر ...!!
وفقا للمحللين التونسيين فقد كان حزب النهضه الاسلامى بمثابة الحزب الوحيد المنظم خلال الحملة الأنتخابية وكان أنصاره وقواعده هم الأكثر مشاركة أو الأقل عزوفاً .. كما برز من خلال هذا الأستحقاق الأنتخابي الأخير أن حركة النهضة مازالت تمتلك قاعدة انتخابية وفية في كل أنحاء البلاد رغم ما يتردد عن خلافات داخلية على مستوى القيادة ورغم الضربات المعنويه التى وجهت للجماعه والأيهام بأن هناك انشقاقات داخلها فقد شوهدت فى الأنتخابات الاخيره قيادات تُحسب على الغاضبين داخل النهضة في حملات دعائية لمرشحى الحركة وقوائمها حتى في أقاصي البلاد ومناطقها الداخلية... انهم يعودون ببطء عن طريق بوابة #المحليات استعداداً لانتخابات البرلمان القادم بسبب تغلغلهم التاريخى المتأصل داخل المجتمع التونسى منذ تاسيس الحركه عام 1972 على يد راشد الغنوشى احد قيادات التنظيم العالمى للأخوان المسلمين لتظل حركه سريه محظوره حيث لم يتم الأعتراف بالحركة كحزب سياسي في تونس إلا في 1 مارس 2011 بعد مغادرة الرئيس زين العابدين بن علي البلاد فى الرابع عشر من يناير 2011 على إثر إندلاع الثورة التونسية لتشارك الحركه فى اول استحقاق برلمانى وتفوز ب89 مقعدا من أصل 217 أي حوالي 42% من المقاعد وتشكل حكومه ائتلافيه مع عده احزاب صغرى برئاسة الأمين العام للحركه الاسلاميه حمادي الجبالي والذى قام بتكليف الرئيس الجديد المنصف المرزوقي رئيسا للبلاد حتى كانت الخساره فى انتخابات برلمان عام 2014 امام جبهة نداء تونس وانسحاب حركة النهضه من الانتخابات الرئاسيه ليأتى الرئيس باجى السبسى على راس السلطه وليتبقى للحركه بعضاً من التواجد داخل البرلمان ولكن ليس بالقوه السابقه التى حظوا بها فى 2011 وليتنبأ الجميع فى تونس وخارجها بأن الحركه الى زوال واختفاء لتُثبت الأنتخابات المحليه الأخيره هذا الاسبوع ان الأمر مختلف وانهم مازالوا على قيد الحياه رغم الأختفاء المنظم الذى كان على ما يبدو هدنه وفرصه لتنظيم الصفوف مجدداً والعوده الى سطح الأحداث وصدارة المشهد من جديد ...!!
حتى لا تكون الأجابه تونس مثلما اعتدنا خلال سنوات 2011 وما بعدها من تشابه في سيناريو الأحداث لابد وان نعى الدرس جيداً رغم اختلاف الظروف والأجواء السياسيه بين مصر وتونس ولكن يبقى هناك أوجة للتشابه بين البلدين فنحن ننتظر قريبا انتخابات محليه بعد 8 سنوات من الفراغ وفى ظل خمول كامل للأحزاب السياسيه المدنيه وبُعدها عن ملامسة الواقع وعدم الألتحام القوى بقواعد الجماهير وفى ظل توغل الإسلاميين داخل المناطق الشعبيه والريف المصرى وبعض المناطق الحدودية على شكل تيار سلفى أو فلول للأخوان او محبين لفكره الأسلام السياسى ذاتها مع عزوف ظاهر للشباب المدنى المثقف عن المشاركه في الأستحقاقات الأخيرة .. فى ظل كل هذا تقترب انتخابات المحليات فى مصر فهل نحن مستعدون لهذا الحدث الذى يختلف تماما عن انتخابات الرئاسة أو حتى البرلمان فالمقاعد قد تتخطى أكثر من 50 الف مقعد على مستوى الجمهوريه وبالتالى تصبح عملية السيطرة والتحكم شديدة الصعوبة ويصبح الأختراق سهلاً مالم تسرع الأحزاب والقوى المدنية من الأن فى الأستعداد الجيد لهذه الموقعه وعدم الأرتكان الى أن الأرض مستوية ففى عالم السياسه لاشىء مضمون ابداً ..... اتحدوا واستعدوا جيداً حتى لا تكون الإجابه تونس .. حفظ الله مصر الوطن .