قبل أن ينتهى شهر مارس من العام 2018، كان الحديث عن المدعو «أبو ياسين المصرى» هو الموضوع الأول على موائد التنظيمات الإرهابية فى سوريا والإرهابيين الهاربين فى دول الملاذ الآمن بعد اتهامات صريحة أعلنها تنظيم ما يُسمى ب «هيئة تحرير الشام» الذى أكد أن المدعو «أبو ياسين المصرى» ارتكب وقائع نصب واحتيال على أكثر من مائة إرهابى، بينهم مصريون، وأفراد من عائلات الهالكين فى مناطق خاضعة لسيطرة التنظيمات الإرهابية المسلحة فى سوريا. وقالت العناصر الهاربة إن المذكور هرب إلى تركيا بعد أن جمع نحو 500 ألف دولار حصيلة وقائع الاحتيال المزعومة!! وأصدرت «محكمة القضاء العسكرى» التابعة للكيانات الإرهابية فى إدلب السورية مذكرة بتوقيف المتهم بتاريخ 17 أبريل 2018 بعد أن حددت له جلسة محاكمة غيابية فى 24 مارس 2018، وأصدرت المحكمة المزعومة أمرًا إلى ما يسمى بوزارتى العدل والداخلية فى تنظيم «هيئة تحرير الشام» بالبحث عن المذكور وضبطه!! وطالبت العناصر الإرهابية المصرية الهاربة فى دول الملاذ الآمن بالانتقام منه بكل الوسائل المتاحة، وقاموا بتوزيع صورته وبياناته بين الإرهابيين المصريين الهاربين فى الخارج، وأصبح رأسه مطلوبًا للجميع!! وقبل النصف مليون دولار، كان البحث جاريًا عن مليون دولار أخرى، كانت مُخصصة للمساهمة فى إنشاء مخيمات إيواء الإرهابيين واللاجئين على الحدود التركية – السورية، وانقسمت صفوف الإرهابيين الهاربين فى تركيا ودول الملاذ الآمن بين مجموعات تتهم القاضى المتأخون المفصول «وليد شرابى» بالاستيلاء على المليون دولار وبين آخرين يدافعون عنه.. وامتد الانقسام إلى صفوف تنظيم قضاة «رابعة»، وكانت صدمة الجميع فى موقف القاضى السابق عماد أبو هاشم الذى أعلن صراحة تأييده ودعمه لمن يتهم المتأخون «وليد شرابى» بالاستيلاء على المليون دولار!! وفى إحدى دول الملاذ الآمن قدم قيادى إخوانى مصرى هارب بلاغًا إلى السلطة القضائية يتهم فيه قياديًا شابًا من جبهة «محمد كمال» المسلحة، بخيانة الأمانة والاستيلاء على أموال الجماعة، ولم تجد سلطات دولة الملاذ، مفرًا من حبس الشاب الإخوانى المصرى، ولم يتم الإفراج عنه إلا بعد وساطات وتعهدات بسداد الأموال المنهوبة.. وفى المقابل دافعت جبهة «محمد كمال» عن عناصرها، وأكدت أن القيادى الشاب حصل على هذه الأموال بالفعل بهدف استخراج جوازات سفر مصرية لمساعدة الهاربين فى التنقل من دولة إلى أخرى، وقام بتسليم الأموال إلى إخوانى هارب داخل مصر.. ولكن تمكنت أجهزة الأمن من رصده وضبطه قبل أن يقوم بتنفيذ المهمة!! وجاءت السرقات والاختلاسات وعمليات النهب المنظم المتكررة داخل جماعة «الإخوان» وتنظيمات الحلفاء بالتزامن مع الضربات الأمنية الاستباقية الناجحة التى استهدفت تجفيف منابع التمويل وأصابت التنظيمات الإرهابية فى مقتل، وكان عليها البحث عن بدائل عاجلة، ومع اقتراب أيام شهر رمضان المبارك أطلقت جماعة «الإخوان» وتنظيمات الحلفاء حملات مكثفة داخل مصر وخارجها بدعاوى جمع التبرعات لتجهيز وجبات افطار الصائمين فى السجون وشراء مستلزمات عيد الفطر لعائلات الإرهابيين القتلى والمسجونين بالإضافة إلى من يسمونهم بالمهاجرين المصريين ومن لحق بهم من عائلاتهم!! وكشف القيادى الإخوانى الهارب «محمد العقيد» – عن غير قصد – أن نصيبا من هذه التبرعات تذهب إلى من يسمونهم بالمجاهدين، وهؤلاء هم أعضاء الخلايا العنقودية المسلحة الهاربون داخل مصر ويتم تخصيص ملايين الدولارات لشراء ما يطلبونه من أسلحة ومتفجرات، وما يلزم من دعم لوجستى لتنفيذ المخططات الإخوانية الإرهابية!! وطالب القيادى الهارب فى الخارج «محمد العقيد» أثرياء الجماعة ومن يجمعون الزكاة والصدقات بعدم إخراجها لغير الأعضاء فى جماعة «الإخوان» والجماعات الحليفة ومن وصفهم بالمجاهدين وأهالى الشهداء والأسرى والمطاردين، وقال: «لا تعطوها لغير الملتزمين ولمن لا يؤمنون بفكرتكم الإسلامية» وأضاف: ما يحتاجه بيت الملتزم يحرم على بيت غير الملتزم!! الإرهابى محمد العقيد الذى ينصب نفسه مُفتيًا فى أموال المسلمين، ويقدم نفسه فى الدول التى هرب إليها بصفات ومؤهلات لا صلة له بها من قريب أو بعيد، فهو يزعم أنه عالم متخصص فى الدراسات الإسلامية، حاصل على درجة الدكتوراه، كما يزعم أنه يعمل عضوا بهيئة التدريس فى الجامعة الأمريكية المفتوحة بالقاهرة، فى حين أن المجلس الأعلى للجامعات فى مصر لا يعترف بهذه الجامعة الوهمية وبالتالى لا يعترف بأى مؤهل صادر عن كيانها الهلامى!! وتشترك مئات الجمعيات والمنظمات الخيرية الإخوانية فى العديد من دول العالم فى حملات جمع التبرعات الرمضانية ومنها على سبيل المثال لا الحصر: 21 جمعية لها حق جمع التبرعات فى إحدى الدول، كما يعتمد التنظيم الإخوانى على 10 جمعيات فى سويسرا، و13 جمعية فى بريطانيا وعشرات الجمعيات فى الولاياتالمتحدةالأمريكية وتأتى فى المقدمة منها «الجمعية الإسلامية الأمريكية» التى تمارس نشاطها من خلال 60 فرعًا فى الولاياتالأمريكية!! ولا تترك جمعيات «تنظيم الحمدين» فى قطر، مناسبة شهر رمضان، دون استفادة منه فى إنعاش خزائن التنظيمات الإرهابية المسلحة، وتأتى فى مقدمة هذه الجمعيات مؤسسة قطر الخيرية، وهى تعمل فى 25 بلدًا فى آسيا وإفريقيا وأوربا. وتستخدم جماعة «الإخوان» خلاياها النائمة فى مصر وبعض المؤيدين والحلفاء فى جمع التبرعات بدعاوى المساهمة فى أعمال الخير خلال شهر رمضان، وأعلنت إحدى الحملات الإخوانية أنها تستهدف جمع 200 ألف جنيه تقريبا كبداية انطلاقة للحملة قبل شهر رمضان، بالإضافة إلى الزكاة العينية، كما أعلنت العناصر الإخوانية أنها تستهدف توزيع ألف وجبة إفطار فى بعض القرى بقيمة 30 جنيها للوجبة. وتراهم على اختلافهم وتعددهم، يزعمون أنهم يجمعون تبرعات لأعمال الخير فى شهر رمضان، ثم تظهر الأموال فى الشركات والمشروعات الإخوانية الكبرى فى العديد من الدول، كما تظهر فى شراء السيارات والأسلحة والمتفجرات المستخدمة فى العمليات الإرهابية، وبعدها تكشف الصراعات والمعارك الداخلية الإخوانية عن السرقات والاختلاسات وأعمال النهب المنظم بدعوى أعمال الخير تارة، والجهاد المزعوم تارة أخرى!! الارهابى الهارب محمد العقيد