يعلم القيادى الإخوانى «الحسين أحمد عبد القادر البسيونى» وشهرته «حسين عبد القادر» الكثير من أسرار التنظيم وخفاياه، وقد أتيح له بحكم مناصبه ومواقعه داخل الجماعة الإرهابية الكثير من المعلومات المهمة التى يعرفها الدائرون فى الدائرة الضيقة المحيطة بغرفة صناعة القرار التنظيمى الإخوانى، فى سنوات الصعود والسقوط بعد أحداث يناير من العام 2011م، وظهرت شخصية «حسين عبد القادر» خلال تلك السنوات، حيث تم اختياره عضوًا فى المكتب التنفيذى والمؤتمر العام لحزب «الحرية والعدالة» الذراع السياسى لجماعة «الإخوان»، وتولى منصب أمين الاتصال السياسى بالحزب بالإضافة إلى موقعه كمسئول عن القسم السياسى فى «الجماعة الإرهابية». شارك «حسين عبد القادر» فى إدارة العمل التنظيمى للجماعة بعد الثالث من يوليو 2013 من ملاذه الآمن فى السودان ثم تركيا وتم تعيينه فى 2016 متحدثًا باسم الحزب الإخوانى إلى جانب المتحدث الأول أيمن عبد الغنى، واستمر فى صدارة الصفوف القيادية بين الهاربين فى الخارج حتى تفلت لسانه على شاشة إحدى الفضائيات الإخوانية بالاعتراف الخطير الذى كشف فيه عن تورط عدد من أعضاء الجماعة من المصريين الهاربين فى الخارج فى تصنيع متفجرات داخل إحدى الشقق السكنية بدولة عربية، وظهرت الفضيحة بانفجار عبوة ناسفة فى يد أحدهم ولم تجد الشرطة مفرًا من القبض على المتورطين ومعهم «ياسر حسانين» القيادى الإخوانى المعروف وعضو البرلمان المصرى السابق، وكتب «حسين عبد القادر» بفلتات لسانه السطر الأخير فى مسيرته الحزبية وقدم استقالته من منصب المتحدث الإخوانى فى أبريل 2017م. ولم تكن شهادة حسين عبد القادر الفاضحة للتنظيم الإخوانى والتى أقرت بتورط عناصر إخوانية فى تصنيع العبوات الناسقة والمتفجرات داخل دولة من دول الملاذ الآمن؛ بما يعنى أن الجناح العسكرى الإخوانى كان يستعد ويعد لعمليات إرهابية يلزمها صناعة العبوات الناسفة، وبعد أقل من ثلاثة أشهر من شهادته الأولى أدلى «حسين عبد القادر» بالشهادة الثانية التى أعلن فيها بكل وضوح أن هناك من يتاجر ويتربح بالجماعة ومن الجماعة التى صارت سبوبة للكثيرين من أدعياء الدين والتدين!! وعندما يُلقى حسين عبد القادر بسطور من بعض أسرار جماعته الإخوانية على الملأ؛ فهو يعنى ويعى ما يقول ويسعى إلى تحقيق أهداف لم يتمكن من الوصول إليها عبر قنوات الاتصال التنظيمية المتاحة له ولمن يستطيع التواصل معهم لإصلاح ما يراه وما يعرفه من مخالفات وانحرافات كبيرة وصغيرة دفعته ودفعت غيره للكتابة والصراخ بصوت عالٍ يسمعه خصوم الجماعة قبل أصدقائها!! بدون مناسبة وبلا مقدمات أطلق «حسين عبد القادر» رسالته إلى العامة والكافة وقال فى حسابه على «الفيس بوك»: «من يجلس فى مكتبه فى منظمة إغاثية ويقدم لزواره حلويات سعر الكيلو الواحد 35 دولار ويقدم للفقراء والأيتام و الأرامل أطعمة رديئة أو ربما منتهية الصلاحية.. فهو مجرم.. وقس على ذلك.. - مرتب مذيع ثورى وطنى 14 ألف دولار وآخر 12 ألف دولار وثالث 9 آلاف دولار ورابع 15 ألف ليرة والغلبان 5000 دولار شهريًا..... فعلًا الجهاد الإعلامى أصبح أكثر تكلفة من الأنواع الأخرى...» ألقى «حسين عبد القادر» حجرًا فى الماء الإخوانى الأسن ليجذب الأنظار قليلًا نحو سبوبة القنوات الفضائية الإخوانية وأساليب التربح والثراء والإثراء من أموال التنظيم الإخوانى وما يتدفق إلى خزائنه من تبرعات وهبات وما ينهمر على جيوب القيادات والمقربين منهم من أموال تحت لافتات وشعارات تحت ستار «العمل الإغاثى والإنسانى»، «الجهاد الإعلامى».. «الحراك الثورى».. «دعم الشرعية».. الدفاع عن حقوق من يسمونهم ب«الشهداء والمعتقلين» ودعم ورعاية أسرهم، وإيواء وكفالة الهاربين فى السودان وقطر وتركياوماليزيا!!! ويعلم الدائرون فى الدائرة الضيقة من أصحاب القرار فى الجماعة كواليس التربح من تأسيس القنوات الفضائية الإخوانية والمتأخونة وشركات الإنتاج الإعلامى، والمواقع والشبكات الإلكترونية، ومراكز التدريب والدراسات والاستشارات ومكاتب المحاماة، ودكاكين حقوق الإنسان التى اختلقتها الجماعة بأسماء ومسميات أجنبية، وما يبتكرونه من رحلات مكوكية لتنظيم المؤتمرات والندوات فى فنادق النجوم الخمسة، والمظاهرات التى لا يتجاوز عدد المشاركين فيها أصابع اليدين الواحدة فى أمريكا وعدد من دول الغرب والشرق!! وأصبح لكل ثلة من القابضين على مفاتيح خزائن الجماعة، وصنابير التبرعات، مشروعهم الإعلامى أو الحقوقى أو التدريبى أو التعليمى أو الخيرى، وتحت العديد من اللافتات والأسماء والمسميات، خرجت الشركات والاستثمارات والمشروعات الاقتصادية الإخوانية والمتأخونة فى العديد من الدول بادعاء استثمار وتنمية وإدارة أموال الجماعة، ونجح القابضون على أموال التنظيم الإخوانى فى سد أفوه الحوارى والتابعين ببضع مكعبات من كعكة الثراء والإثراء وجاء فى صدارة هؤلاء الأقارب والأصهار والأصدقاء. ولم تسلم أعمال الدفاع الإخوانى فى ساحات المحاكم من بيزنس التربح والمتاجرة بقضايا الجماعة، وقد أشار المحامى «ياسر سيد أحمد» إلى جانب من هذه الأعمال وأكد فى حسابه على «الفيس بوك» فى أبريل من العام 2017: أن جماعة «الإخوان» ساهمت فى انشاء مكتب من طابقين بمدينة نصر، يضم مجموعة من الشباب لا تتعدى أعمارهم ال35 عامًا، لكنهم حققوا خلال فترة سابقة نجاحات فى عدد من القضايا، وقال»حالهم انصلح وركبوا العربيات ولعب الزهر معاهم»، وأضاف ياسر سيد :»تذكرت عرضًا قديمًا واتقال كدا بالنص.. الرأس من 30 إلى 50 باكو (أى من 30 إلى 50 ألف جنيه) وهانبعتلك من 20 ل30 رأس فى الشهر»، وأوضح أن الرفض الساخر كان الطريق الوحيد لمثل هذا العرض، فلجأوا إلى الاستقطاب». ظهر حصاد التربح بالمساكن الفاخرة والسيارات الفارهة، على نجوم الإعلام الإخوانى وذويهم الذين امتلكوا أسهم الشركات الاستثمارية فى ماليزياوتركيا ودول أخرى ولم يخجلوا من إطلاق حملات التسول لجمع المزيد من الأموال!! الوقائع على الأرض تؤكد صحة ما أعلنه «حسين عبد القادر» وما تم تسريبه من داخل التنظيم، فقد تفتحت شهية المتربحين عن الكثير من الأفكار لجلب الأموال، وقدم التنظيم الإخوانى «مسرحية الخطوبة» داخل قاعة المحكمة فى الثامن عشر من أبريل من العام 2017 أثناء إحدى جلسات محاكمة المتورطين فى اغتيال النائب العام السابق المستشار هشام بركات، وكانت المسرحية فى ذلك الوقت أحد الحلول المطروحة لمواجهة حالات الهزيمة والانهيار النفسى وارتفاع معدلات الطلاق والانقسام والفرقة والنزاعات داخل صفوف عائلات التنظيم والمنتمين له الذين أكدوا أنهم لا يتحملون نتائج تبنى خلايا الجناح العسكرى الإخوانى مثل «حسم» و«لواء الثورة» للعديد من العمليات الإرهابية التى وقعت فى مصر، وكان رأى العائلات أن الإخوانى يدخل السجن ويجلب المتاعب لزوجته وأبنائه، أو يخرج من الدنيا فور قيامه بإطلاق النيران على قوات الأمن، التى تحاول القبض عليه فيسقط قتيلًا ويتم تشييع جثمانه ويترك أرملته وأسرته للتحقيقات والاستجوابات والمتابعات الأمنية، وأصبح الطلاق هو الحل للخلاص من جحيم صنعه «الإخوان» لأنفسهم وبأنفسهم!! وعندما تركت أخبار حالات الطلاق تأثيرًا خطيرًا داخل التنظيم النسائى الإخوانى فى مصر، كان لابد من البحث عن حلول مناسبة للخروج ب»الأخوات» من حالة الانهيار، ومن هنا جاءت فكرة مسرحية الخطوبة فى قاعة المحكمة، وحقق العرض بعض أهدافه.. لكن لم يخطر على بال بعض المخدوعين أن محترفى التربح داخل التنظيم سيخطفون الأضواء ويقومون بتوجيه الإيرادات لحساباتهم الخاصة!! وانطلقت حملات تبرعات فى الخارج مستخدمة صور «مسرحية الخطوبة»، وزعم أصحاب إحدى الحملات أنهم يجمعون تبرعات لشراء مسكن فاخر يتم تجهيزه بأرقى أنواع الأثاث و هدايا أخرى قيمة ل«المخطوبة» بطلة العرض التى لن يتم زواجها بأى حال من الأحوال، وزعم آخرون أنهم يؤسسون مشروعًا لكفالة من يسمونهم ب«الحرائر» اللاتى وافقن على التضحية والزواج من يسمونهم ب»الأحرار داخل السجون» أو المطاردين الهاربين فى الخارج، لرفع الروح المعنوية لشباب الجماعة، ولم شمل العائلات الإخوانية ودفع «الأخوات» للثبات والصبر واليقين فى أن النصر قريب. القيادى بالجناح العسكرى الاخوانى محمد العقيد وأطلق القيادى بالجناح العسكرى الإخوانى الهارب محمد العقيد حملة جديدة فى الثانى عشر من يوليو 2017 لجمع تبرعات ومساهمات لزواج من وصفهم بالمهاجرين المطاردين ولم شمل العائلات والمساهمة فى المنح الدراسية والتعليمية والتدريبية ودعم نفقات التنظيم وأعماله فى الخارج.. لكن لم تجد الحملة أى استجابة من أعضاء الجماعة أو من غير الأعضاء، وفشلت فى تحقيق أهدافها لأن القاصى والدانى يعلم حالة الترف والبذخ التى يعيش فيها عدد من القيادات والرموز وعائلاتهم ومن بينهم محمد العقيد صاحب الحملة الذى أنشأ مؤسسة تعمل فى مجال التدريب والتأهيل فى إحدى الدول العربية بالإضافة إلى المشروعات الخاصة التى يشارك فيها بعدد كبير من الأسهم مع قيادات إخوانية هاربة فى الخارج!! ومن عوامل فشل حملة محمد العقيد ما أثير حولها من تساؤلات وعلامات استفهام كان أهمها ما يلي: - كيف يزعم محمد العقيد أنه يعمل على زواج وإيواء المطاردين ولم شمل عائلاتهم فى الوقت الذى يقوم بتدريب أعضاء الجناح العسكرى على تنفيذ عمليات إرهابية داخل مصر؟!! - لماذا يبحث الجناح العسكرى عن تبرعات وهناك مخصصات مالية للإتفاق على الخلايا المسلحة وما يلزمها من تسليح وتدريب وتهريب وتفجيرات وهجمات إرهابية؟!! - كيف يعانى التنظيم من أزمة ثم يقوم بالإنفاق على مقر المركز العام للجماعة فى السودان بالإضافة إلى عدد من الشقق المفروشة المخصصة للإيواء والتأهيل والتدريب؟!! - كيف يعانى الجناح العسكرى من أزمات مالية ثم يقوم بتأسيس شركة للإنتاج الإعلامى ويتولى الإنفاق ببذخ على الأعمال الإعلامية الخاصة بمكتب الإعلام العسكرى لحركتى «حسم» و«لواء الثورة»؟!! والأسئلة والتساؤلات كثيرة حول المال الإخوانى السايب والتربح والإثراء من أموال وأعمال جماعة الإخوان الإرهابية.. وللحديث بقية!!