■ بقلم: حاتم زكريا في أقل من أسبوع تعرضت إسرائيل لانتقادات عالمية واسعة، زادت بعد هجومها الفاشل على دولة قطر مستهدفة قادة وفد حركة حماس المتواجد هناك لاستكمال المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، طريق الوساطة العربية والأمريكية كما كان مفروضاً ومقررا لها أكثر من مرة، واستمرت الانتقادات بصورة أكثر فاعلية مع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة الماضى 12 سبتمبر، بتبنى الجمعية قراراً يؤيد إعلان نيويورك بشأن تنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية، وتم تأييد مشروع القرار بحل الدولتين بأغلبية ساحقة، وبتأييد 142 دولة ومعارضة 10 وامتناع 12 عن التصويت.. وهذا التصويت يؤكد أن المنظمة تحتاج إلى تعديل فى نظامها، وخاصة مسألة حق الفيتو.. وقد رحبت مصر باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة للقرار، وأكدت وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية يوم الجمعة الماضى أن القرار دليل دامغ على التأييد الدولى واسع النطاق للحقوق الفلسطينية المشروعة، وعلى رأسها حق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة. وشددت مصر أن تلك الغاية لن تتحقق سوى من خلال بذل جهود مكثفة للتوصل لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، ووضع حد للانتهاكات الإسرائيلية السافرة، واستخدامها التجويع والحصار سلاحاً من أجل إجبار الشعب الفلسطينى على التهجير وترك أرضه، وهو ما ترفضه مصر تحت أى مسمى أو ذريعة.. وكانت إسرائيل قد قامت يوم الثلاثاء الماضى 9 سبتمبر بشن عدوان غادر على العاصمة القطرية، ورغم أن الواقعة ليس لها ما يبررها، ولو كان سببها مقتل سبعة إسرائيليين بواسطة انتحاريين فلسطينيين فى هجوم على حافلة بالقدس المحتلة، فليس هناك وجه للمقارنة بين مقتل هؤلاء ومقتل أكثر من 66 ألف مواطن فلسطيني، ومئات الآلاف من المصابين، إلى جانب الذين يتضورون جوعاً وتقتلهم الأمراض الفتاكة، فى مذبحة إبادة جماعية لم يشهدها العالم من قبل.. وبعد الاعتداء الغاشم على دولة قطر، وبتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، قام د. بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة بزيارة للدوحة يوم الخميس الماضي، والتقى بالشيخ تميم بن حمد آل ثانى أمير دولة قطر الشقيقة، ونقل تحيات وتقدير الرئيس السيسى لأخيه أمير قطر، وتضامن مصر ووقوفها الكامل إلى جانب قطر فى أعقاب العدوان الإسرائيلى السافر، وقال بيان وزارة الخارجية فى حينه أن العدوان يعكس النية المبيتة لتدمير فرص التهدئة.. كما أنه يستهدف نشر الفوضى والعبث بأمن المنطقة، كما يقول الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، ورئيس مجلس حكماء المسلمين، الذى أدان الاعتداء بشدة.. ومن ناحيته طلب الشيخ تميم بن حمد آل ثانى أمير دولة قطر، من د. بدر عبد العاطي، نقل تحياته وتقديره إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي على مبادرة سيادته بالاتصال فى هذا الظرف الدقيق، معرباً عن بالغ الاعتزاز والتقدير للموقف المصرى الداعم لقطر.. وفي نفس الوقت، لم تتوقف مصر عن حملتها الدولية لدعم فلسطين، ويوم الخميس الماضي11 سبتمبر، تلقى الرئيس السيسى اتصالاً هاتفياً من كير ستارمر رئيس وزراء المملكة المتحدة، وخلال الاتصال أكدت مصر وبريطانيا رفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم. وأكد الرئيس السيسى أن أى تحرك فى هذا الاتجاه يعد تهديداً مباشراً لمنظومة السلام الإقليمي. وأكد الجانبان على ضرورة التوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار، وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مع رفع القيود الإسرائيلية على عبورها .