أكدت دراسة المانية حديثة اجراها باحثون بأحد المعاهد المتخصصة في تشخيص الأمراض ذات المرجع النفسي ان أصحاب الفكر والطموح أمثال الأطباء والمحامين والصحفيين والمفكرين والمثقفين هم الاكثر عرضة للاصابة بحموضة المعدة من غيرهم من أصحاب المهن الأخري ، نتيجة ما يصاحب عملية التفكير من قلق وتوتر واضطرابات وأشارت الدراسة ان الاستقرار النفسي والاحساس بالطمأنينة يؤدي الي ثبوت واستقرار الجهاز العصبي ، وبالتالي ثبوت واستقرار وتوازن معدل إفراز الاحماض المعدية وثبوت حركة الجهاز الهضمي حيث أن مرض حموضة المعدة ومضاعفاته "القرحة " ذات صلة وثيقة بالجهاز العصبي اللاإرادي من جانب وحركة الجهاز الهضمي وافراز الحامض المعدي من جانب اخر فكلما زاد نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي المتمثل في العصب الحائر زادت نسبة افراز الحامض المعدي وأدي ذلك الي حدوث التهاب او حتي قرحة في المعدة والاثني عشر مما جعل الاطباء يطلقون علي مرضي حموضة المعدة "مرضي اصحاب الفكر" . وألمحت الدراسة - التي نشرت علي شبكة الانترنت- الي ان 50 % من المفكرين وأصحاب المهن التي تتطلب تركيزا وجهدا ذهنيا كبيرا يصابون بحموضة المعدة ومشكلات في الأمعاء ، والكثير منهم لا يهتمون بها ويتعاملون معها علي أنها من الأمراض البسيطة فيتناولون الأدوية دون الذهاب الي الطبيب ودون معرفة الآثار السلبية لذلك مما يصل الي حد الخطورة والاصابة بقرحة المعدة. واجري الباحثون دراستهم علي مجموعة من أصحاب المهن المختلفة ضمت صحفيين وفنانين وكتاب وأصحاب فكر وأطباء متخصصين في علاج الأمراض النفسية ، وكشفت ان واحد من بين ثلاثة منهم مصاب بحموضة المعدة مما يؤدي في النهاية الي الاصابة بالقرحة لقلة الاهتمام بالموضوع بسبب الانشغالات الكثيرة. واوضح الباحثون ان أسباب الاصابة بحموضة المعدة قد لا تكون عضوية ولا يجد الطبيب سببا عضويا محددا عند كشفه علي المصاب ورغم ذلك تستمر الحالة، وهنا يكون السبب نفسيا، كأن يكون المريض تحت ضغط العمل أو تنتابه حالة من القلق قبل القيام باي عمل مهم لذلك وجد الأطباء ان التوتر النفسي والعصبي والقلق من اهم عوامل الاصابة بالحموضة وهي الحالة التي يجب معها بدء العلاج النفسي الذي يشمل الابتعاد عن أسباب التوتر والقلق ومحاولة الاسترخاء والهدوء.