شدد المشاركون في مؤتمر المشرفين على شؤون اللاجئين في الدول العربية المضيفة في دورته ال99 المنعقدة في مقر الجامعة العربية على ضرورة تقديم الدعم لتحسين أحوال اللاجئين الفلسطينيين والتخفيف عنهم ، مستنكرين في الوقت ذاته السياسات الإسرائيلية العدوانية بحق الشعب الفلسطيني. وانتقد رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحريرالفلسطينية الدكتور زكريا الأغا القرار الذي اتخذته الإدارة الأمريكية بتقليص مساهمتها إلى حد كبير مما يهدد قدرة الوكالة الدولية على تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين .. معتبرا تقليص مساهماتها لميزانية الوكالة ووصولها في العام 2018 إلى 60 مليون دولار بعد أن كانت في عام 2017 تقدر بأكثر من 350 مليون دولار يمثل ضربة قاسية لخطط وكالة الغوث ويهدد مستقبل عملها. وأشار رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحريرالفلسطينية إلى أن العجز المالي الذي انتهى به عام 2017 بلغ 49 مليون دولار والعجز المتوقع لعام 2018 يقدر بحوالي 150 مليون دولار يضاف إليه مبلغ 300 مليون والتي كان من المفروض أن ترسلها الإدارة الأمريكية. وكرر الأغا مناشدته من خلال الجامعة العربية لجميع الإخوة العرب بأهمية الالتزام بتغطية النسبة 7.8% من ميزانيتها وسرعة تنفيذ هذا القرار من أجل إنقاذ الوكالة من الأزمة الخانقة التي تواجهها ..قائلا : "من الواضح أن العجز الذي يتكرر سنويا في موازنة الأونروا يعود لأسباب سياسية وليست مالية وذلك لتصفية الوكالة الدولية التي تمثل الشاهد الدولي على نكبة اللاجئين الفلسطينيين منذ سبعة عقود". وقال : "إننا ندعم عملية الإصلاح في وكالة الغوث التي تتضمن عدم اشتراط الممولين لاستثمار تمويلهم في مناطق عمليات أو برامج محددة وعدم تعطيل برنامج الغذاء بسبب التراجع الأمريكي عن التمويل وعدم إلغاء الحسابات البنكية لنصف المستفيدين من المساعدات النقدية، وعدم تسريح العاملين دون تعيين آخرين بدلا منهم". وأضاف : "إن إقدام الإدارة الأمريكية على اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها غير مقبول لدى المجتمع الدولي لأنه يمثل خرقا فاضحا لمبادىء الشرعية الدولية والقانون الدولي خاصة قرارات مجلس الأمن والجمعية العمومية بشأن القدس"..موضحا أن الرد على الإجراءات الإسرائيلية والقرار الأمريكي يتطلب من اجتماع اليوم دعم قرارات المجلس المركز الفلسطيني والتي تضمنت تعليق الاعتراف بإسرائيل إلى حين اعترافها بدولة فلسطين وإلغاء قرار ضم القدسالشرقية ووقف الاستيطان ووقف التنسيق الأمني بكافة أشكاله والعمل على الانتقال من مرحلة سلطة الحكم الذاتي إلى مرحلة الدولة. وطالب الأغا الأممالمتحدة خاصة مجلس الأمن بتنفيذ القرارات الخاصة بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي حتى يتسنى إقامة سلام عادل وشامل في المنطقة وضرورة إعادة الاعتبار للشرعية الدولية بتنفيذ إعلانها عدم شرعية القرارات الأمريكية المنحازة وتأكيدها على قراراتها السابقة المتعلقة بالقدس والاستيطان واعترافها بفلسطين كدولة عضو في الأممالمتحدة..قائلا : "لقد آن الآوان لاستصدار هذا القرار بعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 67/ 19 الصادر في نوفمبر 2012 الذي منح فلسطين مكانة دولة مراقب بالأممالمتحدة وسنعمل حتى الحصول على العضوية". وأضاف : "إن سنوات الانقسام خلفت واقعا معقدا يتطلب وقتا وجهودا كبيرة للتغلب على الآثار المتراكمة خلالها ورغم العراقيل والتحديات فإننا نعول على إرادة شعبنا التي تصر على أن لا عودة عن إنجاح المصالحة والوحدة الوطنية وتحطيم الحصار الذي يفرضه الاحتلال"..مؤكدا على أن قضية اللاجئين الفلسطينيين هي جوهر الصراع ومفتاح السلام وتتعرض لمحاولة التهميش وتطرح بعض الدول الغربية حلولا للتوطين تتنافى مع القرار 194 الذي ينص على حقهم بالتعويض والعودة. ومن جانبه .. أكد مدير إدارة فلسطين بوزارة الخارجية المصرية السفير بهاء دسوقي على أهمية تقديم الدعم والمؤازرة للاجئين والشعب الفلسطيني ، مشيرا إلى ما تمر به القضية الفلسطينية من تحديات جسام يتمثل أهمها في اتخاذ الرئيس الأمريكي ترامب قرارا بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل وهو القرار الذي كان دافعا للحكومة الإسرائيلية لتكثيف ممارستها وسياستها الاستيطانية ومحاولات التغيير الديموجرافي والتاريخي للقدس. وشدد على ضرورة دعم وكالة الأونروا وتأمين سبل ومصادر تمويل مبتكرة لضمان قدرتها على خدمة اللاجئين ورعاية مصالحهم والإبقاء على حق العودة حيّا والتصدي بكافة السبل إلى محاولات تصفية عملها والتأكيد على الموقف العربي الرافض لتوطين الأشقاء الفلسطينيين تأكيدا لحقهم في العودة إلى أراضيهم .. قائلا : "إن القدس لها طابع مقدس وديني للمسلمين والمسيحيين ولكافة أتباع الأديان السماوية ولأنها حق لسكانها الأصليين لا يمكن التخلي عنه". وأضاف : "إن مصر من خلال عضويتها في مجلس الأمن تسعى مع كافة الدول للتأكيد على الوضعية القانونية لمدينة القدس وهو التحرك الذي أظهر إجماعا دوليا واسع النطاق يؤكد على مشروعية وقوة الموقف العربي وكلل الجهود العربية بمشروع قرار مجلس الأمن الذي أيدته 14 دولة وواجه فيتو أمريكيا". وأوضح السفير دسوقي ان القضية الفلسطينية تحتل أولوية هامة في السياسة الخارجية المصرية والشعب المصري وأن الوصول إلى تحقيق حلم الفلسطينيين بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية هو هدف لن تتوانى مصر عن مساعدة أشقائها الفلسطينيين لتحقيقه. وأكد على أن مصر تؤمن بضرورة بل وحتمية إنهاء الانقسام الفلسطيني .. داعيا كافة الفصائل الفلسطينية إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا لإنهاء كافة الخلافات وتخطي المعوقات والعقبات التي تشوب إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة وإعادة الوحدة الفلسطينية. ويشمل جدول أعمال هذه الدورة الهجمة الإسرائيلية التهويدية الشرسة ضد مدينة القدس وإعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها وقرار تقليص المساعدات الأمريكية لميزانية وكالة الغوث .. كما سيبحث المؤتمر قضية اللاجئين الفلسطينيين ونشاطات وكالة الغوث الأونروا والأزمة المالية الخطيرة التي تواجهها علاوة على مناقشة ملف الاستيطان الإسرائيلي والهجرة اليهودية وجدار الفصل العنصري وموضوع التنمية في الأراضي الفلسطينية وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال. كما يستعرض المشاركون في الاجتماع جهود الأمانة العامة للجامعة العربية على المستوى الدولي لدعم الموقف الفلسطيني إضافة إلى بحث ومناقشة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية وآخر التطورات بشأن قيام الحكومة الإسرائيلية ببيع أملاك اللاجئين الفلسطينيين والتصرف فيها. يشارك في هذا الاجتماع ممثلون عن الدول العربية المضيفة للاجئين ومنظمة التعاون الإسلامي والأمانة العامة لجامعة الدول العربية والمنظمة العربية للعلوم والثقافة (ألكسو) والمنظمة الإسلامية للعلوم والثقافة (اسيسكو).