كتبت / هالة شيحة:أكدت مصر حرصها على دعم قطاع غزة بشتى الامكانيات والعمل على ضمان استمرار امداده بالمواد الاساسية من غذاء ووقود وادوية اقتناعا منها بان المساس بتدفق هذه المواد يعد من اشكال العقوبات الجماعية وانتهاكا للقانون الانسانى الدولى .جاء ذلك في كلمة ممثل وزارة الخارجية شريف عيسى رئيس وفد مصر أمام الدورة 84 لمؤتمر المشرفين على شؤون فلسطين الذي بدأت اعماله اليوم بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية برئاسة د.زكريا الأغا رئيس دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية .وقال عيسى ان القاهرة ترى ان هناك عدداً من الشروط لابد من توافرها من اجل اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة وتعيش فى امن وسلام جنبا الى جنب مع اسرائيل ، تتركز فى تبنى اجراءات لبناء الثقة واهمها وقف كافة اشكال الاستيطان ونبذ سياسة الحصار والاغلاقات الى جانب الجدية فى العملية التفاوضية القائمة بين الجانبين ل تحقيق الهدف منها وذلك على اساس قرارات مجلس الامن ذات الصلة ومبدأ الارض مقابل السلام وخارطة الطريق بالاضافة الى توفير الدعم المالى والاقتصادى للسلطة الفلسطينية بوصفها الجهة الشرعية الفلسطينية المعترف بها دوليا بما يمكنها من اعادة انعاش اقتصادها وبناء مؤسساتها كأساس لاقامة الدولة الفلسطينية المستقبلية والقابلة للحياة .وأكد حرص مصر على معالجة الوضع الجائر المفروض على قطاع غزة بشتى السبل ومن بينها العمل على ضمان استمرار امداده بالمواد الاساسية من الغذاء والوقود والادوية اقتناعا منها بان المساس بتدفق هذه المواد يعد من اشكال العقاب الجماعى وانتهاكا صارخا للقانون الانسانى الدولى ولقرار مجلس الامن 1860 وقرار الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة للجمعية العامة .وشدد على ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية لافتا الى أن مصر تؤكد ان قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الاراضى الفلسطينية ومن الدولة المستقلة المرتقبة فضلا عن كونه خاضعا للاحتلال الاسرائيلى الذى ما زال مهيمنا على المجال البحرى والجوى للقطاع مع التحكم فى حركة السكان والبضائع وممارسة الاعمال العسكرية العدوانية باراضى القطاع الامر الذى يعنى بالضرورة اهمية التزام اسرائيل بالمسئوليات والالتزامات الواقعة على عاتقها تجاه السكان المدنيين بموجب قواعد القانون الدولى الانسانى .كما أكد د. الاغا ضرورة العمل على انهاء حالة الانقسام الفلسطيني الراهنة والتي زادت الوضع الفلسطيني سوءا لافتا إلى أن الفرقة الفلسطينية تعطي الفرصة للاسرائيليين ومن يعملون ضد القضية ليبرروا ما يقوموا به من اجراءات وانتهاكات بحق قضية الشعب الفلسطيني تتمثل في الاستمرار بمصادرة الاراضي وتهويد القدس وطرد سكانها وهدم بيوتهم وعزلها عن محيطها العربي والاستمرار في حصارها على قطاع غزة ، وغلق المعابر التي تربط غزة بالضفة الغربية ،وتقييدها لكل المحاولات الرامية لرفع الحصار ،كما حدث مع قافلة اسطول الحرية في الفترة الأخيرةوطالب د. الأغا بضرورة توحيد المواقف العربية في مواجهة الصلف الاسرائيلي والمخططات الرامية الى فصل غزة محذراً من خطورة التصريحات الاسرائيلية في هذا الشأن والتي ستؤدي إلى توريط مصر .وقال د. الأغا أمام أعمال الدورة 84 لمؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينين في الدول المضيفة الذي يعقد على مدى خمسة أيام بمشاركة كبار المسؤولين عن شؤون اللاجئين في الدول العربية المضيفة للاجئين وهي سوريا، ولبنان، والاردن، وفلسطين، ومصر وممثلي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا وممثلي منظمة المؤتمر الاسلامي : ان القضية الفلسطينية في منعطف خطير وتتعرض كما يتعرض العرب لضغوطات امريكية للبدء في مفاوضات مباشرة مع الجانب الاسرائيلي بدون مرجعية واضحة وبدون سقف زمني رغم أن المفاوضات غير المباشرة والتي اتفق العرب على منحها مهلة أربعة أشهر لم تحقق أية نتائج ، لافتاً إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تريد اجبار الفلسطينيين على الدخول في مفاوضات مباشرة دون أية ضمانات .وانتقد د. الأغا الموقف الأمريكي وتغير موقف ادارة اوباما التي اتضح رغم الوعود انها تخضع كما خضعت من قبلها ادارة بوش لاسرائيل .وأوضح د. الأغا انه بدون وقف الاستيطان الاسرائيلي وتحديد سقف زمني فان المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي تصبح عبثاً ، داعيا الى موقف عربي ضاغط للتأثير على الموقف الامريكي من أحل التوصل لحل عادل .وتطرق د. الأغا الى موضوع العجز في ميزانية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا وعدم التزام الدول المانحة بالتزاماتها في هذا الشأن .وطالب بضرورة القيام بجهود مكثفة مع هذه الدول لانهاء هذه القضية والالتزام الدولي بتمويل الاونروا الى حين ايجاد حل عادل لقضية اللاجئين وفق القرار 194 .من جانبه أكد السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد بالجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة أهمية هذا المؤتمر لافتا إلى أنه الأهم للقضية الفلسطينية اقليميا ودولياً حيث يسهم في جمع الكثير من المعلومات حول قضية اللاجئين بكافة جوانبها .ونبه السفير صبيح الى أن القضية الفلسطينية تمر الآن بأخطر مراحلها حيث تتعرض القدس لأبشع هجمة اسرائيلية في تاريخها دون محاسبة دولة اسرائيل الخارجة على القانون الدولي والتي تتمتع بحصانة كبيرة من قبل الولاياتالمتحدة .وانتقد السفير صبيح الممارسات الاسرائيلية بطرد النواب النواب الفلسطينيين من القدس ،وخططها لتفريغ القدس من القيادات والمشايخ ، ومواصلة الاستيطان وهدم الاحياء بكاملها واقامة المستوطنات والاستيلاء على البيوت وطرد السكان والطلب من السكان هدم بيوتهم وهو ما لم يحدث في العهد النازي ، الأمر الذي يشكل طغياناً وثيق الصلة بما يحدث في الضفة من عدوان ،بالاضافة الى سياسة الحصار والتهجير والتجويع المفروضة على غزة .وحذر السفير صبيح من مخاطر خطة افيجدور ليبرمان وزير الخارجية الاسرائيلي من أجل اقامة دولة في غزة فقط وتأييد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمقترحه الأمر الذي يكشف عدم وجود ارادة اسرائيلية لاقامة دولة فلسطينية مستقلة أو تحقيق أي سلام عادل أو مفاوضات تحقق نتائج ايجابية .واستعرض السفير صبيح مخططات اسرائيل للتوسع الاستيطاني في القدس لافتا الى ضرورة تحرك عربي فاعل لانقاذ القدس .واشار الى قرار قمة سرت لدعم صمود القدس واهلها المتضمن التأكيد على أن القدسالشرقية أرض محتلة وأن جميع الاجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلي فيها باطلة بطلانا مطلقا ومنعدمة قانونا وحكما ولا يترتب احداث أي تغيير على وضع المدينة القانوني انها مدينة محتلة ولا على وضعها السياسي باعتبارها عاصمة لدولة فلسطين ، كما أكد أهمية تفعيل القرار الذي يقضي بزيادة دعم الدول العربية ب500 مليون دولار لصندوقي الاقصى والقدس وعقد مؤتمر دولي للقدس في دولة قطر ، لافتا الى أن الجامعة العربية بدأت في خطوات هامة وفاعلة لانعقاده بالتنسيق مع الدول العربية وخاصة الدولة المضيفة قطر بما يضمن أن يخرج بقرارات فاعلة لدعم صمود أهل المدينة والتصدي لمحاولات اسرائيل تهويد المدينة.كما حذر السفير صبيح من خطوؤة الانقسام الفلسطيني مطالبا بالاسراع بتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية لانقاذ ما يمكن انقاذه ،معتبرا أن الفرقة الحالية في صفوف الفلسطينيين هي أخطر ما تتعرض له القضية خاصة في ظل الوضع الدولي الراهن الذي تتعرض فيه الولاياتالمتحدة الى ضغوط من قبل المؤسسات الصهيونية ، وبالتالي لابد من اعلاء المصالح الوطنية الفلسطينية فوق المصالح الحزبية .ونبه السفير صبيح الى ضرورة التصدي للسياسات الاسرائيلية المتمثلة في مواصلة الاستيطان في القدس والذي تخصص له منظمات امريكية وصهيونية اموالا باهظة داعيا الى عمل عربي واضح في هذا الصدد لمواجهة الارهاب الاسرائيلي .كما حذر السفير صبيح من المحاولات الاسرائيلية للالتفاف على حق العودة للاجئين الفلسطينيين وتهجير فلسطيني عام 1948 ، موضحا أن اللاجئين الفلسطينيين لا يزالون يعانون من تدهور في الاوضاع الانسانية البيئية والاجتماعية بسبب استمرار الانتهاك الاسرائيلي للحياة اليومية والمعيشية للشعب الفلسطيني خاصة في ظل العجز الذي تعاني منه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الاونروا والذي بات يهدد بانقطاع تزويدهم بالخدمات الاساسية .وحمل السفير صبيح المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه اللاجئين الفلسطينيين ومواصلته تمويل الاونروا لتقديم خدماتها ،محذرا من المساس بهذه الخدمات والذي سيؤدي توقفها حتما الى تهديد استقرار المنطقة.وأكد السفير صبيح حرص الجامعة العربية على دعم القضية الفلسطينية وعلى حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض وحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة القابلة للحياة وعاصمتها القدس .ويشكل مؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة المؤتمر الألية الرسمية في الجامعة العربية المعنية بمتابعة كل القضايا الفلسطينية التي ستعرض على مجلس وزراء الجارجية العرب في دورته ال134 المرتقبة بالجامعة يوم 16 سبتمبر المقبل.ويناقش المؤتمرقضايا القدس وجدار الفصل العنصري والاستيطان والهجرة واوضاع اللاجئين الفلسطينين ومتابعة تطورات الانتفاضة الفلسطينية ودعمها الى جانب مناقشة نشاط وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين الاونروا ومناقشة اوضاعها المالية الراهنة وسبل دعماها للقيام بمهامها .