الأغا: إجماع على أن هناك أصابع خارجية تقف وراء هذه الجريمة صبيح: العجز المتواصل للأونروا يهدد مستقبل عملها وخدماتها للاجئين غلب على كلمات المتحدثين في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المشرفين على شئون اللاجئين في الدول العربية المضيفة في دورته 85 ، والتي بدأت صباح اليوم "الأحد" برئاسة الدكتور زكريا الأغا رئيس دائرة شئون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، الإدانة الواضحة لتفجير الإسكندرية المروع والذي أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المصريين المسيحيين وغيرهم، كما قدموا خالص العزاء إلى مصر وقيادتها على سقوط الضحايا، منبهين في ذات الوقت أن الهدف من هذا العمل هو ضرب النسيج الوطني المصري، والتأثير على دور مصر القيادي في المنطقة. وفي الاجتماع أكد الحضور على ضرورة تقديم مزيد من الدعم للاجئين ولمؤسسة الأونروا، لتحسين أحوال اللاجئين الفلسطينيين والتخفيف عنهم. كما أدانوا السياسات الإسرائيلية العدوانية بحق الشعب الفلسطيني، والعملية الإرهابية التي طالت كنيسة القديسين في مدينة الإسكندرية المصرية، مطالبين بتضافر الجهود لاجتثاث الإرهاب. وبدأ الاجتماع بقيام مدير الشئون العربية بوزارة الخارجية المصرية بهاء الدسوقي بتسليم الرئاسة لرئيس وفد فلسطين د.زكريا الآغا، وبالتأكيد على أهمية تقديم الدعم والمؤازرة للاجئين والشعب الفلسطيني. واستعرض الدكتور الأغا في كلمته أوجه الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة، وتأثير التقليصات في موازنة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" على أوضاع اللاجئين في الدول المضيفة. وأشار إلى أن إسرائيل تمادت في عدوانها، وأن سياستها تقوم على إنكار الآخر، وعلى قلع الأشجار وإجبار الفلسطينيين على الرحيل من القدس أو بقية المناطق الفلسطينية. وتقدم بالعزاء إلى مصر وقيادتها على سقوط الضحايا في حادث الاعتداء الإرهابي بمدينة الإسكندرية، موضحا أن الهدف من هذا العمل هو ضرب النسيج الوطني المصري، والتأثير على دور مصر القيادي في المنطقة. وقال الأغا: كما أكد الجميع هناك أصابع خارجية تقف وراء هذه الجريمة، ونأمل أن يحفظ الله مصر من كل مكروه، وأن يعزز مكانتها وتستمر بمسيرتها التنموية والريادية. وتابع: قضية اللاجئين الفلسطينيين هي جوهر الصراع ومفتاح السلام وتتعرض لمحاولة التهميش وتطرح بعض الدول الغربية حلولا للتوطين تتنافى مع القرار 194، الذي ينص على حقهم بالتعويض والعودة. وأوضح أن مثل هذه الأطروحات المرفوضة تتماشى مع دعوات إسرائيل المطالبة بالوطن البديل، وبيهودية دولة إسرائيل، مشددا على رفض القيادة الفلسطينية لهذه الأطروحات، وتمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه المشروعة وفي مقدمتها حق العودة. وتحدث مطولا عن الإجراءات الإسرائيلية التي تصب في مجال إرغام الفلسطينيين على الهجرة وعلى حرمانهم من حقوقهم من ضمنها قانون المواطنة العنصري، الذي يلزم غير اليهود بأداء قسم الولاء لإسرائيل كدولة يهودية. وأوضح د.الأغا مخاطر قانون أملاك الغائبين الذي ستعمل إسرائيل من خلاله على السيطرة على الممتلكات الخاصة والعامة للشعب الفلسطيني. وقال: لن نقبل بالوطن البديل أو بمشاريع التوطين والتهجير، وحل قضية اللاجئين يكمن بالعودة فقط، ونجدد مطالبتنا بضرورة سد العجز في موازنة وكالة "الأونروا" من خلال زيادة التبرعات السنوية. وطالب إدارة وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين للتحرك أكثر لتوسيع قاعدة المانحين، بما يسهم من التخفيف من معاناتهم الكبيرة إلى حين انتهاء مشكلتهم وعودتهم إلى ديارهم التي هجروا منها. ومن جهته، أدان الأمين العام المساعد لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة العربية السفير محمد صبيح الجريمة الإجرامية التي طالت كنيسة القديسين في الإسكندرية. وتابع: ما جرى في الإسكندرية يتنافى بشكل كامل مع عاداتنا وتقاليدنا وما تربينا عليه، فهذه أعمال مدسوسة وراؤها أهداف شريرة، ومن هنا لا بد أن تتكاتف الأمة جميعا لاستئصال هذا الفكر والأسلوب الجبان. وبشأن المؤتمر، أوضح أنه يناقش ملفات مهمة في ظروف عصيبة يعيشها اللاجئون الفلسطينيون، وعموم الشعب الفلسطيني، نتيجة الممارسات الإسرائيلية العدوانية. وشدد السفير صبيح على أنه مطلوب إعادة النظر بالتعامل مع إسرائيل التي رفضت كل جهد مبذول لإنهاء الصراع القائم، وصممت على السير على نهج الاستيطان والعدوان والتنكر للحقوق الثابتة والمشروعة للشعب الفلسطيني. وحيا الرئيس محمود عباس، وقال: نؤيد الرئيس أبو مازن في ثبات موقفه وتمسكه بالثوابت الفلسطينية وبمبادرة السلام العربية، فهو رغم كل الظروف الصعبة والضغوطات متمسك بالثوابت. كما استعرض العروض السخية التي قدمتها الولاياتالمتحدة الأميركية إلى إسرائيل لإقناعها بوقف الاستيطان بشكل مؤقت من ضمنها تزويد إسرائيل بدعم عسكري ضخم، مشيرا إلى أن دولة الاحتلال رفضت ذلك وصممت على مواصلة الاستيطان. وانتقد السياسة الأميركية بسبب عدم ممارسة واشنطن الضغط الكافي على دولة الاحتلال، وقيام الولاياتالمتحدة بالضغط على الدول لمنعها من الاعتراف بالدولة الفلسطينية ضمن حدود عام 1967م، لافتا إلى أن قيام الدولة الفلسطينية هو استحقاق قانوني، وأنه لا يجوز لواشنطن أو أية دولة الوقوف بوجه الشرعية الدولية بهذا الشكل. وشدد صبيح على ضرورة تأمين الحياة للاجئين الفلسطينيين، مبرزا آثار العجز الذي تواجهه موازنة "الأونروا" على اللاجئين أنفسهم. وقال: هذا العجز المتواصل للأونروا يهدد مستقبل عملها، وخدماتها للاجئين. يشار إلى أن جدول أعمال هذه الدورة يشمل موضوعات تتعلق بقضية القدس بكافة أبعادها وكذلك الموضوعات المتعلقة بالاستيطان وتصاعد النشاط الاستيطاني الإسرائيلي وخاصة في القدسالمحتلة ، وموضوع جدار الفصل العنصري ، ومصادرة الأراضي الفلسطينية لبنائه والإضرار الخطيرة الناجمة عنه على حياة المواطنين الفلسطينيين اجتماعيا واقتصاديا وقانونيا. كما يستعرض المشاركون في الاجتماع جهود الأمانة العامة على المستوى الدولي لدعم الموقف الفلسطيني، إضافة إلى بحث ومناقشة أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية وآخر التطورات بشأن قيام الحكومة الإسرائيلية ببيع أملاك اللاجئين الفلسطينيين والتصرف فيها . ويشارك في هذا الاجتماع ممثلون للدول العربية المضيفة للاجئين وهي : الأردن وسوريا ولبنان ومصر بالإضافة إلى فلسطين، كما يشارك ممثلون من منظمة المؤتمر الإسلامي والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ومنظمة الدول الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة .