أصبح المجتمع الدولى شبه مقتنع الآن بالدور الخطير الذى تلعبه إيران فى المنطقة العربية وبخاصة منطقة الخليج بعد التأكد من أى وقت مضى بتورط إيران فى مساعدة ميليشياتها المسلحة وكذلك التنظيمات الإرهابية للتدخل فى شئون البلدان العربية ونشر المذهبية والفتن والاضطرابات وخلق الحروب التى تؤدى إلى خراب تلك البلدان وتؤدى بشكل مذهبى إلى الاقتتال وإحلال الفوضى والخراب وانتشار الأمراض والكوارث فى بلدان المنطقة والتأثير على الأمن والاستقرار والسلام فى دول العالم. فالحرب الطاحنة التى تدور رحاها باليمن منذ العام 2014 تثبت أن إيران هى المحرك والمساعد الأول فى إشعال تلك الحرب عن طريق ميليشيا الحوثى التى انقلبت على الشرعية وأججت الصراع بين الشعب اليمنى من أجل هيمنة إيران على اليمن والعمل على نشر نظامها الفاشى بها وتحويلها من عروبتها على غرار ما يحدث من سيناريوهات مماثلة للتدخلات الإيرانية فى العراق ولبنان وسوريا، ثم التدخل السافر فى شئون الدول الخليجية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، فالحوثيون الذين يشكلون نسبة 7% من سكان اليمن لا يمكن أن يكونوا هم المسئولين والقادرين على تلك الحرب وعلى نشر الفوضى والحرب طوال تلك السنوات وقيامهم بإطلاق الأسلحة المحظورة وعلى رأسها الصواريخ البالستية التى تم إطلاقها على السعودية وآخرها فى 5 نوفمبر الماضى على مطار الرياض الدولى وبما لا يدع مجالاً للشك بتورط إيران فى تلك الحرب ومخالفتها لقرار مجلس الأمن رقم 2216 الذى يحذر الدول من مد الحوثيين بالأسلحة، ويبدو أن أمريكا التى تخشى على حلفائها بالمنطقة ومنها دول الخليج ثم سلامة وأمن إسرائيل من المد الإيرانى على حق من تخوفها من الاتفاق النووى الذى تم التوصل إليه من خلال الدول الست مع إيران فى أبريل 2015 وهو الأمر الذى دفع بالرئيس الأمريكى ترامب إلى العمل على إلغاء الاتفاق النووى الموقع مع إيران بسبب عدم احترامها لبنوده ومواصلتها فى تحديث أسلحتها النووية وتهديد جيرانها وتهديد العالم، ويأتى تورط إيران فى تصنيع الصاروخ الباليستى الذى أطلقه الحوثيون على السعودية ومن قبلها دولة الإمارات كدليل أمريكى جديد لإدانة إيران وحث المجتمع الدولى على معاقبتها وحث دول الاتفاق النووى على مساندة أمريكا فى إلغاء هذا الاتفاق , وكانت السعودية قد حذرت إيران من أنها لن تسمح بأى تعديات على أمنها الوطني، فى وقت يتزايد التوتر بين البلدين، إثر إطلاق الحوثيين فى اليمن صاروخًا باليستيًا فى اتجاه الرياض فى نوفمبر الماضى، وهددت السعودية بالتحرك المناسب ضد طهران، وكانت مندوبة أمريكابالأممالمتحدة نيكى هيلى قد أعلنت خلال مؤتمر صحفى يوم الخميس الماضى تورط إيران فى إطلاق الصاروخ من خلال وجود خبراء عسكريين إيرانيين بمحيط صنعاء والكشف عن بعض من أجزاء الصاروخ الذى استهدف مطار الملك خالد بالرياض الذى يثبت بالأدلة أنه من صنع إيران.. إلا أن الأممالمتحدة مازالت فى دراسة لإثبات تورط إيران من عدمه، الأمر الذى جعل أمريكا تستعد لتشن حملة ضد إيران قريبا، الأمر الذى جعل الرئيس الفرنسى يحذر إيران من تجاوز بنود الاتفاق النووى والشبهات التى تحوم حول تدخلها فى شئون جيرانها وتأجيج الحروب لفرض هيمنتها على المنطقة، وبما يفسر اقتراب الولاياتالمتحدةالأمريكية من نجاحها فى إقناع المجتمع الدولى بخطورة إيران على المنطقة العربية والعالم واستعدادها لتكوين تحالف سياسى وعسكرى من خلال الاعتماد على حلفائها بالمنطقة والعالم لتحجيم الدور الإيرانى الخطير على منطقة الشرق الأوسط والعالم.