أسلوب التخاطب الذى يراد به التخويف لتجنب ضرر يمكن حدوثه واعتباره نوعا من الانذار يتضمن تهديدا بتصرف يؤدى لأذى والتوجيه لتحاشيه والتنبيه بالابتعاد عنه يسمى «تحذيرا» وهو مايجرى تبادله منذ تولى «دونالدترامب» رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية مع «ايران» حتى الآن حول الاتفاق النووى وامكانية الانسحاب الأمريكى من جانب واحد مع توقيع مزيد من العقوبات على النظام الايرانى وتوالت ردود الفعل من جانب ايران بتطوير وتحديث منظومتها النووية لمواجهة العدوان عليها ودخلت السعودية على خط التحذيرات واتهمتإيران بتزويد الحوثيين فى اليمن بالصواريخ الباليستية وإطلاقهم واحدا منها فوق مدينة الرياض بما يعد عدوانا مباشرا وعسكريا واعتباره من أعمال الحرب ضد المملكة التى أكدت حقها فى الدفاع عن أراضيها واحتفاظها بحق الرد على إيران وفقا للقانون الدولى وحذر «ترامب» قائلا «إنه يعتبر إيران مذنبة لشن قصف صاروخى من اليمن على السعودية وكشف البيت الأبيض أن تلك الصواريخ لم تكن فى اليمن قبل النزاع الحالى وأكد وقوف أمريكا إلى جانب المملكة ضد العدوان الإيرانى الذى يشكل تهديدا للأمن القومى الإقليمى. وفى ذات الوقت جاء تحذير الرئيس الايرانى مماسماه «قوة ايران وموقعها» مبينا أن أمريكا بكل قدراتها عجزت عن مواجهة الشعب الايرانى لأن الجمهورية الإسلامية ليست لديها إلا النيات الخيرة تجاه شعوب المنطقة وذكر المتحدث باسم الخارجية أن الاتهامات الموجهة لبلاده مدمرة وغير مسئولة وقبل ذلك استفزازية ونفت وزارة الدفاع والحرس الثورى أى تورط لإيران فى الهجوم الصاروخى على الرياض وفى هذا السياق جاءت مفاجأة استقالة رئيس وزراء لبنان التى أعلنها من الرياض وقوله نرفض استخدام سلاح «حزب الله» ضد اللبنانيين والسوريين وأن أيدى إيران فى المنطقة ستقطع، واحتجت إيران على تصريحاته باعتبارها مؤشرا لإثارة الفتن والتوتر فى لبنان والمنطقة, وأشار بيان للخارجية الايرانية نقلته وكالة أنبائها فى هذه الظروف التى نقترب فيها من نهاية «داعش» و«الجماعات الارهابية الأخرى» ينبغى العمل لتهدئة الأجواء. واعادة اعمار الدول المتضررة من أعوام «الحرب والدمار» وعلى ضوء الأزمة تبذل فرنسا جهودها لأنهاء التوتر بين السعوديةوايران، وتزامنت فى هذا المجال مقولة رئيس اللقاء الديمقراطى اللبنانى «وليد جنبلاط» كنت وسأبقى من دعاة الحوار بين السعودية وايران. وازاء هذه التحذيرات المتبادلة وردود الأفعال المتضاربة بين أمريكا والسعودية ولبنانوإيران من جهة وقطر ودول مكافحة الإرهاب من جهة أخرى هل تتحول منطقتنا إلى فوهة بركان تتفجر منه النيران أم معايشة الواقع سوف تحسم هذا الصراع ..وهذا ماننتظره الأيام القادمة . لمزيد من مقالات عبدالمجيد الشوادفى