مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    الذكاء الاصطناعى.. ثورة تكنولوجية في أيدى المجرمين الجدد    بعد قفزة مفاجئة.. سعر الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالصاغة    «نتنياهو» يمضي وحده| واشنطن تنأى بنفسها.. وبايدن يحجب القنابل الأمريكية عن إسرائيل    الاحتلال يواصل إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم (فيديو)    من أجل بطاقة السوبر.. ماذا يحتاج برشلونة لضمان وصافة الدوري الإسباني؟    ملف يلا كورة.. موقف شيكابالا من النهائي.. رسائل الأهلي.. وشكاوى ضد الحكام    أحمد سليمان يكشف عن مفاجأة الزمالك أمام نهضة بركان    هل يشارك لاعب الزمالك في نهائي الكونفدرالية بعد وفاة والده؟    شبانة يهاجم اتحاد الكرة: «بيستغفلنا وعايز يدي الدوري ل بيراميدز»    36 ثانية مُرعبة على الطريق".. ضبط ميكانيكي يستعرض بدراجة نارية بدون إطار أمامي بالدقهلية-(فيديو)    «مش هيقدر يعمل أكتر من كدة».. كيف علّقت إلهام شاهين على اعتزال عادل إمام ؟    يوسف زيدان يفجر مفاجأة بشأن "تكوين": هناك خلافات بين الأعضاء    لطيفة تهنئ عادل إمام بعيد ميلاده: بحبك ل آخر يوم في حياتي    فاروق جعفر: واثق في قدرة لاعبي الزمالك على التتويج بالكونفدرالية.. والمباراة لن تكون سهلة    تحرك جديد.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    يوسف زيدان يهاجم داعية يروج لزواج القاصرات باسم الدين: «عايزنها ظلمة»    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    بعد اختفائه 12 يومًا.. العثور على جثة الطفل أدهم في بالوعة صرف بالإسكندرية    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» .. موضوع خطبة اليوم الجمعة    مدارس النصيرات بغزة في مرمى نيران الاحتلال ووقوع شهداء    فصائل عراقية تعلن استهدف موقع إسرائيلي حيوي في إيلات بواسطة الطيران المسير    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    أحمد السقا يكشف عن مفاجأة لأول مرة: "عندي أخت بالتبني اسمها ندى"    شريف الشوباشي: أرفض الدولة الدينية والخلافة الإسلامية    محافظ جنوب سيناء ووزيرة البيئة يوقعان بروتوكول أعمال تطوير مدخل منطقة أبو جالوم بنويبع    محافظ الغربية: تقديم الخدمات الطبية اللائقة للمرضى في مستشفيات المحافظة    الدراسة بجامعة القاهرة والشهادة من هامبورج.. تفاصيل ماجستير القانون والاقتصاد بالمنطقة العربية    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    كارثة تهدد السودان بسبب سد النهضة.. تفاصيل    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    حالة الطقس اليوم على القاهرة والمحافظات    ماذا قالت نهاد أبو القمصان عن واقعة فتاة التجمع وسائق أوبر ؟    قوات الإنقاذ تنتشل جثة مواطن سقط في مياه البحر بالإسكندرية    تركيب المستوى الأول من وعاء الاحتواء الداخلي بمفاعل محطة الضبعة النووية    عاجل - واشنطن: مقترح القمة العربية قد يضر بجهود هزيمة حماس    براميل متفجرة.. صحفية فلسطينية تكشف جرائم إسرائيل في غزة    شروط الحصول على المعاش المبكر للمتقاعدين 2024    بعد الانخفاض الأخير لسعر كيلو اللحمة البلدي.. أسعار اللحوم اليوم الجمعة 17-5-2024 في الأسواق    ورشة عمل إقليمية تحت عنوان «الذكاء الاصطناعي مدخلاً لإعادة هندسة منظومة التعليم»    المظهر العصري والأناقة.. هل جرَّبت سيارة hyundai elantra 2024 1.6L Smart Plus؟    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    كلمت طليقى من وراء زوجي.. هل علي ذنب؟ أمين الفتوى يجيب    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الجمعة 17 مايو 2024    كمال الدين رضا يكتب: الكشرى والبط    اسكواش - خماسي مصري في نصف نهائي بطولة العالم    بعد عرضه في «كان» السينمائي.. ردود فعل متباينة لفيلم «Megalopolis»    كاميرا ممتازة وتصميم جذاب.. Oppo Find X7 Ultra    بنده السعودية.. أحدث عروض الهواتف المحمولة حتى 21 مايو 2024    الأمير تركي بن طلال يرعى حفل تخريج 11 ألف طالب وطالبة من جامعة الملك خالد    تعرف على.. آخر تطورات الهدنة بين إسرائيل وحماس    ميلاد الزعيم.. سعيد صالح وعادل إمام ثنائي فني بدأ من المدرسة السعيدية    طريقة عمل بيكاتا بالشامبينيون: وصفة شهية لوجبة لذيذة    للحفاظ على مينا الأسنان.. تجنب تناول هذه الفواكه والعصائر    تنظم مستويات السكر وتدعم صحة العظام.. أبرز فوائد بذور البطيخ وطريقة تحميصها    لا عملتها ولا بحبها ولن نقترب من الفكر الديني.. يوسف زيدان يكشف سر رفضه «مناظرة بحيري ورشدي»    أعطيت أمي هدية ثمينة هل تحق لي بعد وفاتها؟.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء أ. ح. حسام سويلم يكتب:
الجيل الجديد من حكام السعودية واثق من نفسه لا يقبل الخداع
نشر في الوفد يوم 30 - 05 - 2015

تريد إيران أن تكون قوة إقليمية عظمي مسموعة الكلمة في المنطقة، وأن علي الدول العربية أن تعترف وتسلم بذلك في ظل التفوق الاستراتيجي
الإيراني المزعوم، كما تواجه أمريكا بدورها مشكلة مع الجيل الجديد من حكام السعودية، حيث لم يعد باستطاعة واشنطن إيقاف أو خداع السعوديين بالكلام والتصريحات، لذلك فإن السعوديين عندما بدأوا عملية عاصفة الحزم، دفعوا أوباما إلي أصعب الخيارات: أنت معنا أم ضدنا؟.. ولقد كان هذا المفهوم هو جوهر الموقف الخليجي في مباحثات كامب ديفيد مع أوباما في 14 مايو الماضي، وقد اضطر أوباما إلي الوقوف إلي جانب السعودية لكي لا يخسر داخل أمريكا، إذ الكل يعلم جيداً أنه إلي جانب إيران، لذا يعمل المستحيل لتجنب مواجهة بحرية معها في خليج عدن، مع سرعة إطفاء عاصفة الحزم.
ويحاول أوباما تجنب لحظة الانكشاف التي صارت معروفة لدي الجميع، وإذا كان قد نجح في تأجيل هذه اللحظة إلا أنه أثار حفيظة الإيرانيين والعرب علي السواء، وإذا كان أوباما لا يعرف كيف سيصير الموقف في سوريا، سواء باستمرار وجود الأسد أو بعد سقوطه، ولا كيف سيصير الموقف أيضاً في العراق، سواء فيما يتعلق بالحرب الدائرة ضد داعش هناك، أو بالامتداد الإيراني في جنوب العراق، كما لا يعرف أيضاً إلي ما سيؤول إليه الموقف في اليمن مع جمود الموقف علي ما هو عليه، حتي إذا ما بدأت مفاوضات بين الحوثيين والسعوديين، فإن إيران والحوثيين ليس من المتوقع أن يتنازلوا عما سبق أن حققوه من مكاسب في اليمن، لذلك يتوقع الكثيرون استمرار الحرب في اليمن إلي فترة قادمة حتي ينجح التحالف العربي في كسر الإرادة السياسية للحوثيين في اليمن بفعل القوة العسكرية.. ولا خيار آخر أمام التحالف العربي بشأن هذه الأزمة رغم المحاولات الأمريكية للوصول إلي حلول وسط تسمح بإشراك الحوثيين في الحكم إلي جانب باقي القوي السياسية اليمنية، وهي حلول لن تصلح حتي وإن صيغت في شكل اتفاق سياسي، لأن إيران لن تقنع إلا ببسط هيمنتها كاملة علي اليمن من خلال عملائها الحوثيين.
وفي مواجهة هذا الموقف الأمريكي - الإيراني، لا بديل أمام الدول العربية التي ترفض الهيمنة الإيرانية، إلا أن تستجيب لدعوة العاهل السعودي الملك سلمان في توحيد الرد العربي، وتجاوز النصائح الأمريكية، والتعامل مع إيران من خلال رؤية استراتيجية تؤكد أن تهديدات إيران للدول العربية لا تقل خطورة عن التهديدات الإسرائيلية للأمن العربي في بعديه القطري والقومي، لاسيما بعد أن أصبحت إيران عملياً من خلال الحوثيين المنتشرين علي حدود السعودية البالغ طولها 2500 كم، فضلاً عن قربهم من باب المندب، وهو وضع يوفر لإيران الوسائل المطلوبة للضغط علي السعودية، وإذا كان توحد الموقف العربي - سواء في شكل التحالف العربي القائم بشأن اليمن، أو في شكل القوة العسكرية العربية المشتركة الجاري تشكيلها لمواجهة التهديدات التي يتعرض لها الأمن القومي العربي، إلا أن ذلك لن يكون كافياً لمنع استمرار التهديدات الإيرانية، حيث ينبغي أن يرافق ذلك إجراءات عربية فاعلة لتهديد إيران، خاصة في مناطقها الرخوة، والمتمثلة في الأقاليم الحدودية السنية التي تشكل 40٪ من إجمالي السكان الإيرانيين بأساليب مخابراتية تحتية معروفة، فضلاً عن توجيه ضربات فاعلة لحلفاء إيران في الدول العربية، هذا مع استمرار كشف اللعبة الأمريكية علي جبال اليمن وسوريا لإرضاء إيران، وأبعاد الصفقة الأمريكية - الإيرانية، حول أمن المنطقة والتمدد الإيراني فيها مقابل إتمام الاتفاق النووي، وكشف المعادلة الأمريكية: سلاح نووي إيراني، مقابل صواريخ دفاعية للعرب، هذا في حين أن مشكلة العرب ليست في السلاح النووي الإيراني الذي لن تستخدمه طهران أبداً، ولكن في الأساس مع مشروع التمدد الإيراني في الإقليم العربي، الذي يهدد أمنهم واستقرارهم، وهكذا يصبح المطلب الخليجي من أمريكا ينحصر بشكل رئيسي في اتخاذ إجراءات تلجم الدور الإقليمي لإيران في موازاة لحجم طموحاتها النووية، حيث يستحيل بناء نظام إقليمي قابل للحياة من دون استعادة التوازن الضروري والقائم علي تجريد إيران من سلاحيها المتمثلين في القنبلة النووية والتمدد الإقليمي.
ويبقي في النهاية.. ليس فقط من أجل تحقيق التوازن السياسي والاستراتيجي، ولكن أيضاً من أجل مواجهة التهديدات الأمنية التي يتعرض لها العالم العربي، وردع مصادر هذه التهديدات، أن يستمر تفعيل معني «عاصفة الحزم» الذي كان يعنيه عاهل السعودية الراحل الملك عبدالعزيز رحمه الله، حين قال: «الحزم أبوالعزم أبوالظفرات، والترك أبوالحُرك أبوالحسرات»، والواقع أن العالم العربي يحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضي إلي إرادة الحزم والحسم، مع امتلاك العزم الكافي لإنقاذ هذه الإرادة، وذلك من أجل تدعيم روح التفاؤل التي دبت أخيراً في العقلية الجمعية العربية، وللإسهام في إعادة الثقة المفقودة في إمكانية العمل العربي المشترك، ولتقوية إرادة الحزم والحسم والعزم لدي الشعوب الناطقة بلغة الضاد.

ترسيخ التحالف
إن ترسيخ التحالف السعودي - المصري سياسياً وعسكرياً ينبغي أن يكون هدفاً استراتيجياً واضحاً للدولتين، تعملان علي تطويره باستمرار، حيث ثبت أن هذا التحالف هو الذي يشكل رأس حربة لأول تحرك عربي مشترك في مواجهة الانهيار السياسي للمنطقة منذ بدأت الخريطة العربية في التداعي، وأيضاً في مواجهة العدائيات الجديدة التي برزت صاعدة في المنطقة وعلي رأسها إيران، وهو ما يفرض علي الدولتين - ومصر خاصة - أن تستمر في تطوير قوتها العسكرية كماً ونوعاً في جميع الأفرع القتالية مستفيدة من دروس الحروب الإقليمية الأخيرة، فضلاً عن إعادة بناء اقتصادها بالاستفادة من قدراتها الجيوبوليتيكية العديدة غير المستغلة، حيث ليس من المنطقي أن يعيش المصريون علي خُمس مساحة أراضيهم منذ آلاف السنين، دون الاستفادة من واستثمار أربعة أخماس مساحة أرض مصر، وما تحويها من كنوز، هذا بالطبع إلي جانب تعميق الولاء والانتماء الوطني بين أبنائها، فذلك هو الدرع الواقي في مواجهة المؤامرات العديدة التي تستهدف النيل من أمن وأمان مصر وشعبها، سواء من قبل منظمات إرهابية ومتطرفة في الداخل والخارج، أو دول معادية في الدائرتين الإقليمية والدولية، ولأن هذا التهديد الأمني مشترك تتعرض له مصر والسعودية ودول عربية أخري، فإنه في المقابل يفرض تعاوناً أمنياً واستخباراتياً معمقاً ودائماً بين هذه الدول.
وفيما يتعلق بمصر تخصيصاً - ودورها في حرب اليمن - فإنه يجب أن ندرك حقيقة مهمة وهي أن مصر هدف في اللعبة الإيرانية - الأمريكية الجديدة، وللتدليل علي ذلك ينبغي التركيز بأنه حيث تحدث عبدالملك الحوثي وجه خطابه إلي الرئيس عبدالفتاح السيسي، وحين تحدث حسن نصر الله - زعيم حزب الله - وجه حديثه أيضاً للرئيس السيسي، كذلك المسئولون الإيرانيون سياسيين وعسكريين، وهم في ذلك يدركون جيداً بل ويكشفون أيضاً عن حقيقة مهمة، وهي أن إيران تعي جيداً أهمية ومحورية الدور الذي تلعبه مصر لإعادة الضبط والانضباط في دول المنطقة، خاصة إذا ما كان مشاركاً لدور سعودي مواز، ومتمتعاً بدعم عربي أوسع، لذلك يسعون إلي إبعاد مصر عن السعودية، بل ومحاولة الوقيعة بينهما، وهو ما تمثل في الهجمات التي شنها إعلاميون متواطئون مع طهران ضد إرسال قوات مصرية إلي اليمن، لذلك ينبغي أن نفطن لمثل هذه المحاولات الخبيثة وتفنيدها وتعرية من وراءها سياسياً وإعلامياً، والعمل علي تعزيز أواصر وروابط العمل المشترك بين البلدين سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وشعبياً، وربما أبرز وسيلة لتحقيق ذلك هو إيجاد ممر أرضي «جسر» يربط بين مصر والسعودية، وهو أمر متاح إذا ما تم استغلال مجموعة الجزر المتواجدة في خليج العقبة بين البلدين في إنشاء جسر يربط بينهما، علي نحو الجسر الذي يربط البحرين بالسعودية، وساعد علي سرعة انتقال قوات درع الجزيرة في عام 2009 إلي البحرين عندما تعرضت لأزمة أمنية صعبة افتعلتها إيران باستغلال قوي المعارضة هناك في إثارة اضطرابات استهدفت إسقاط النظام الحاكم هناك لصالح إيران.

الانتهازية في السياسة الأمريكية
لقد أصبح واضحاً لكل مراقب للسياسة الخارجية الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط أنها تعتمد علي إمساك العصا من كل الاتجاهات، وهي السياسة التي نصحت بها سوزان رايس مستشارة الأمن القومي الأمريكي، وهي سياسة انتهازية قصيرة المدي لا تعبر عن رؤية استراتيجية عميقة، لكونها تعتمد علي تأجيل كل القضايا وعدم حسمها حتي انتهاء فترة الرئاسة الحالية لأوباما في يناير 2016 وترك كل الملفات عالقة قابلة للانفجار للرئيس المقبل، وهو ما يعني تحذير كافة الأطراف المحليين حتي هذا الموعد، بل وابتزازهم لما فيه مصلحة أمريكا.
ففي اليمن لا تريد أمريكا أن تخسر حليفها السعودي التاريخي، كما لا تريد أن تغضب حليفها الإيراني المرتقب، تأكد ذلك ليس فقط في معالجتها للأزمة اليمنية، بل أيضاً والأزمة السورية والعراقية والفلسطينية، وهو أسلوب فاشل في إدارة الأزمات لن يؤدي إلا لمزيد من الصراعات، ومن الممكن أن يؤدي إلي انفجار دموي كبير يرثه الرئيس الأمريكي القادم وأنظمة وشعوب المنطقة، إن لم يتعاون الجميع في الساحتين الإقليمية والدولية، من أجل ضبط الأزمات التي تمر بها المنطقة ومنع تفاقمها.
ففي حين يعتقد الديمقراطيون أن مصالحهم مع إيران يمكن أن تسير بالتوافق مع مصالحهم مع دول الخليج العربية، نجد الجمهوريين يؤمنون بأن سياسة أوباما في محاولة احتواء الشر الإيراني عبر الجهود الدبلوماسية والهدايا والعطايا الاقتصادية والتجارية لن تحد من خطر التمدد الإيراني بصبغته العرقية الفارسية، وصبغته الطائفية الشيعية في المنطقة، بل إن هذا التساهل الأمريكي سيعطي الحرس الثوري الإيراني ضوءاً أخضر للتصعيد في المنطقة، خاصة بعد القرارات الأخيرة بزيادة اعتمادات فيلق القدس المسئول عن العمليات الخارجية في هذا الحرس، ولذلك من المؤكد أن قادة الخليج في اجتماعهم مع الرئيس أوباما في كامب ديفيد سيوضحون له أنه لا يمكن لواشنطن أن تحصل علي علاقات مميزة مع إيران ودول الخليج العربي معاً، وأن المشروع الفارسي والمشروع العربي يتصادمان تماماً.
وإذا تعرضنا لسياسة واشنطن تجاه اليمن تخصيصاً، ومحاولاتها لإصلاح ما سبق أن خربته هذه السياسة فإنها ستفشل مرة أخري، وتزيد من صعوبة الوصول إلي حل للأزمة اليمنية، ذلك أن أمريكا من جهة تخشي زيادة قوة القاعدة في شبه جزيرة العرب، فالخلاف السياسي ثم العسكري بين نظام علي صالح والجماعات للمطالبة بتغيير سياسي، ترك القاعدة حرة للتمدد خارج محافظة أبين، كما أن الغارات الأمريكية بطائرات بدون طيار لم تعطل عمليات الإرهابيين من القاعدة، والأسوأ من ذلك أن قوات العمليات الخاصة اليمنية التي دربتها قوات أمريكية لمواجهة القاعدة، انحازت إلي علي صالح بعد سقوطه وتحالف مع الحوثيين ضد حكومة منصور هادي الشرعية، وأصبحت الولايات المتحدة عاجزة عن الوصول إلي تصور يمكن أن يؤدي إلي إبعاد إيران عن اليمن، حتي وإن أدخلت البرنامج النووي في إطار صفقة مع إيران تؤدي إلي إبعادها عن اليمن، ذلك أن هذا البرنامج النووي أصبح واقعاً لا يمكن تجاهله، وأيضاً صعوبة ضبط تطويره مهما فرضت مجموعة دول 5+1 من ضوابط للحد من طموحه، والدليل علي ذلك أن المفاوضات بدأت في عام 2004 حول بضع مئات من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب بضع مئات من كيلو جرامات اليورانيوم المخصب، واليوم في عام 2015 أصبح التفاوض حول آلاف من هذه الأجهزة وأطنان من اليورانيوم المخصب، ولذلك فإن إيران تمضي في المشروعين - النووي والتوسعي - بالتوازن في آن واحد، وذلك بممارسة قدرة عالية من الصبر والمناورة وهو ما لا تفهمه الإدارة الأمريكية، كما لا تدرك مغزاه.
لذلك فليس من التقدير السليم الاعتقاد في أن للأمريكيين مصلحة مباشرة في تسوية عاجلة للأزمة اليمنية، وإن يكن واحد من أهداف واشنطن أن تتمكن من تمرير اتفاق التسوية السلمية للملف النووي الإيراني دون آثار جانبية كبيرة تؤثر علي مصالحها في الشرق الأوسط، وذلك ليس من أجل تأمين المصالح العربية في الخليج، ولكن من أجل إرضاء إسرائيل، وإقناع اللوبي اليهودي في أمريكا بأن مثل هذا الاتفاق يصب في صالح إسرائيل، ويؤمن لها الاحتكار النووي في المنطقة، بما يفرضه من قيود علي البرنامج النووي الإيراني ويحد من قدرته علي الوصول إلي تصنيع سلاح نووي، ويشكل في النهاية مكاسب للحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة، ومن ثم فإن قدرة واشنطن علي ضبط الصراع العربي - الإيراني لصالح العرب مشكوك فيها كثيراً، وبالتالي فإن قدرة واشنطن أيضاً علي حل الأزمة اليمنية مشكوك فيها، ليس فقط لعدم توافر الإرادة علي ذلك، ولكن لأن واشنطن تريد أيضاً أن تستغل هذه الأزمة لابتزاز العرب وزيادة النفوذ الأمريكي في بلادهم، وهو ما يفرض في النهاية حقيقة مهمة وهي أن قضية اليمن من البداية وحتي النهاية قضية عربية - عربية.. ويجب أن تبقي كذلك، تملي علي الجميع رؤية شاملة جديدة، تعلو علي التنافس وسياسات المحاور، وتكرس الجهد لتعزيز القدرة الجماعية العربية علي صون الأمن القومي العربي والحفاظ علي مقدرات المنطقة، اعتماداً علي قدرات العرب الذاتية بدلاً من انتظار عون الآخرين، وقد جاء الإصرار السعودي علي المواجهة العسكرية في اليمن ليعكس استقلالاً محموداً عن السياسة الأمريكية، بل ويعكس في ذات الوقت عدم ثقة في السياسة الأمريكية.

خلاصة القول
لقد كانت عاصفة الحزم ضرورية لمواجهة الخطر الإيراني المحدق بدول الخليج العربية بشكل خاص، وسائر الدول العربية بشكل عام، وقد نجحت هذه العاصفة في الحد من الخطر بدرجة كبيرة، وتم كسر شوكة الحوثيين، وتلجيم نظام حكم الملالي في طهران الذي أربكته المفاجأة، وإن كانت بقايا هذا الخطر لا تزال قائمة أو كامنة، وهو ما يفرض علينا التعامل بحزم حتي نستكمل القضاء علي مصادر هذا الخطر واحتواء من هم وراءه في طهران، وردعهم من مواصلة السعي لتحقيق أحلامهم في بسط الهيمنة الإيرانية علي باقي العالم العربي، وهو ما انعكس في الإصرار الغريب من جانب إيران لتوسيع دائرة الحرب بدعوي الحفاظ علي المصالح الأمنية بين إيران واليمن.. علي حد تعبير نائب وزير الخارجية الإيراني الذي أضاف أن إيران لن تسمح لأي تدخل إقليمي بالعبث بهذه المصالح، وهي تصريحات تكشف عن وقاحة الإصرار الإيراني علي الاستمرار في دعم عدوان الحوثيين علي الشرعية في اليمن، لأن هزيمة إيران في اليمن ستضعف من صورتها كقوة إقليمية كبري أمام حلفائها في المنطقة، وأمام القوي الدولية التي بدأت تتعامل معها بالفعل كقوة رئيسية مسيطرة في المنطقة.
وحتي مع افتراض قبول إيران وعملائها الحوثيين في اليمن بالاقتراح السعودي بفرض هدنة مؤقتة في اليمن لتنفيذ أعمال إغاثة إنسانية هناك، فمن المتوقع أن تستمر إيران في دعم الحوثيين مستغلة أي ثغرة تتاح لهم في الحصار الجوي والبحري والبري المفروض علي اليمن بواسطة التحالف العربي، وإن كانت عاصفة الحزم قد حدت من طموحات إيران في تحقيق أحلامها التوسعية في المنطقة العربية.. ولو مؤقتاً، حيث يتوقع المراقبون أن اليمن يمكن أن يكون بداية النهاية لهذه الأحلام الإيرانية، وإن كان حجم المشكلة التي تواجهها إيران حالياً، وما تتكبده من خسائر سياسية وبشرية في المناطق المتورطة فيها، إضافة إلي الضغوط النفسية التي تعانيها، من الممكن أن يدفعها نحو إجراءات متهورة دفاعاً عن حلمها بإعادة الإمبراطورية الفارسية، وذلك من خلال الدفع ببعض عملائها أو الخلايا النائمة في العراق واليمن لمهاجمة السعودية في شرقها أو جنوبها، وربما تتحرش بطائرات أو سفن عربية في منطقة الخليج العربي رداً علي خسائرها في اليمن، لأننا أمام رؤية استراتيجية فارسية تري صالحها الامبريالي في وجود قاعدة ارتكاز عسكرية قوية جنوب الجزيرة اعتماداً علي الوضع الطائفي للحوثيين.
إن من متطلبات الحزم اتخاذ القرارات الحاسمة، وانتهاج السياسات الرادعة، والوقوف في وجه الأخطار بمنتهي القوة والتماسك والتعاون بين الأشقاء والأصدقاء، لذلك ليس من المقبول بعد ذلك اتخاذ مواقف حيادية، أو مواقف متذبذبة، أو مواقف قابلة لشتي التفسيرات مما يجري في اليمن وفي الدول العربية التي سقطت ضحية للسياسة الإيرانية المتعصبة عرقياً ومذهبياً، هذا فضلاً عن ضرورة التماسك والتعاون مع الأشقاء والأصدقاء، لأن الأزمة اليمنية ستكون لها انعكاساتها الخطيرة ما لم تنصرف الجهود من الآن لإعادة الأمور إلي نصابها، ولإحياء الأمل باستئناف اليمن لدوره ضمن الأسرة العربية والدولية، وبما يؤدي إلي استقرار المنطقة وحفظ الأمن والسلام فيها.
ولن تكون المبادرة السعودية في اليمن لتوقيف الجموح الإيراني في المنطقة هي الأخيرة في الاستراتيجية الجديدة للسعودية في عهدها الجديد، خاصة بعد قيام التحالف العربي الذي برز مع إعلان عاصفة الحزم لإنقاذ اليمن من براثن الحوثيين الطامعين في حكمه وتسخيره لخدمة مآرب إيران، وإنما تؤسس هذه المبادرة السعودية لصحوة عربية وإسلامية من نوع جديد.. أركانها السعودية ومصر ودول الخليج والأردن، وبانتظار انضمام دول عربية أخري، وهي صحوة تبعث الأمل في قلوب أبناء الأمة العربية.
وفي إطار السيناريو المحتمل لقيام التحالف العربي بهجوم بري في اليمن رداً علي استمرار هجمات الحوثيين وحلفائهم علي مواقع المقاومة الشعبية هناك، واستهدافهم مساكن المدنيين وتدميرها لإجبارهم علي عدم التعاون مع قوات المقاومة الشعبية في عدن، وهجرة المدينة، وبما يشكل ضغطاً متزايداً علي الحكومة الشرعية، هذا فضلاً عن استفزازاتهم المستمرة للسعودية بقصف المناطق السكنية في مدينتي نجران وجيزان الحدوديتين مما أوقع خسائر بشرية في المدنيين السعوديين، الأمر الذي دفع الطيران السعودي إلي تكثيف غاراته حتي وصلت 44 غارة جوية ضد مدينة صعدة - قاعدة الحوثيين - يوم 6 مايو الماضي، وما أعلنه المتحدث الرسمي العسكري للتحالف بأن جميع الخيارات مطروحة بما في ذلك تنفيذ عمليات برية ضد مواقع الحوثيين في صعدة وما حولها، هذا في الوقت الذي يتم فيه إجراءات مناقشات مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حول هدنة لمدة خمسة أيام يوقف فيها إطلاق النار لإدخال مساعدات إنسانية إلي السكان اليمنيين الذين ساءت حالتهم لانقطاع وسائل المعيشة من وقود ومياه وأغذية في معظم المحافظات، فإننا يجب أن ننظر إلي هذه الأحداث في إطار تجارب تاريخية عندما يلجأ كل من الأطراف المتحاربة مع شعوره باقتراب وقف إطلاق النار، واستصدار قرارات أممية بهذا الشأن، وبما يمهد لبدء مفاوضات تؤدي إلي حلول سياسية للأزمات الناشبة، إلي محاولة تحقيق أكبر مكاسب له علي الأرض لتشكل له أوراقاً مساندة في مفاوضاته مع الخصم، وللوصول إلي أكبر مكاسب سياسية لصالحه في المستقبل وبعد وقف القتال، وبما يمكن أن يعتبره مكاسب سياسية حققها من القتال، يتباهي أمام شعبه ويبرر بها خسائره، فقد مارست إسرائيل هذا الأسلوب في حرب أكتوبر 1973 عندما حاولت بعد صدور قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار أن تدخل مدينة السويس، ولكنها فشلت في ذلك بعد أن منعتها قوات الفرقة 19 مشاة والمقاومة الشعبية في السويس من اقتحام حدود المدينة، وكبدتها خسائر جسيمة تراجعت علي أثرها القوات الإسرائيلية غرباً.. وهذا بالضبط ما يحاول الحوثيون عمله في اليمن بدفع من إيران مع شعورهم باقتراب الجلوس إلي مائدة التفاوض، بحيث يحققون مكاسب علي الأرض في عدن علي وجه الخصوص، وبما يمنع وصول الحكومة الشرعية إليها، مع استمرار الضغط بالقصف الصاروخي والمدفعي علي البلدات الحدودية بجنوب السعودية لإحراج حكومتها أمام شعبها، وفي مواجهة هذا المخطط المكشوف ينبغي علي قوات التحالف العربي أن تحقق إنجازاً رئيسياً علي الأرض داخل اليمن يفوت علي الحوثيين ومن وراءهم تحقيق هذه الأهداف، وذلك بتنفيذ خطة ذات عدة مراحل تتمثل في الآتي:
أولاً: تنفيذ عمليات قصف جوي مركز علي أهم تجمعات ومواقع الحوثيين ومستودعات ذخائرهم علي كل الساحة اليمنية، مع استخدام ذخائر جديدة متطورة مضادة للتحصينات التي يتحصن بها الحوثيون، ويبرز في هذا الصدد القنابل gbu-28 التي استخدمها الأمريكيون ضد القاعدة وطالبان في جبال أفغانستان، وقنابل التفجير الحجمي volume detonating weapons v.d.w والتي تولد ضغوطاً قد تصل إلي 30 ضغط جوي، وبما يؤدي إلي إبادة البشر والتحصينات والألغام في مناطق تأثيرها، وتعتمد علي تفجير سحابات من الغاز تطلقها الطائرات في الهواء أو قنابل ارتجاجية تولد موجات ضغط عالية جداً تحقق الإبادة والتدمير المنشود لكل ما هو أسفلها علي الأرض، مع إمكان استخدام ذخائر شل القدرة غير المميتة non lethal weapons لتحذير الأعداء في مواقعهم، أو إصابتهم بصدمات موجات كهرومغناطيسية، وبما يفقدهم القدرة علي المقاومة، وقد أفادت مصادر المعلومات عن استعداد الولايات المتحدة لإمداد السعودية بقنابل gbu-28 التي تزن الواحدة 5000 رطل، والتي لدي إسرائيل وتنوي استخدامها ضد المواقع النووية المحصنة في إيران.
ثانياً: تشتيت جهود الحوثيين علي أكثر من اتجاه، وذلك بتنفيذ عمليات إبرار جوي وبحري علي سواحل عدن والحديدة وصعدة أو المخا، وذلك بشكل متزامن، علي أن تسبق عمليات الإنزال الجوي والبحري عمليات قصف جوي وبحري مكثف ضد مواقع الحوثيين في هذه المناطق، وبما يحقق نسبة إبادة منهم لا تقل عن 50٪ قبل تنفيذ عمليات الإبرار الجوي والبحري، علي أن يتوالي تدفق إنزال القوات البرية الميكانيكية والمدفعية في المناطق التي نجحت قوات الإبرار في التمسك بها، وتعزيز نجاحها بدفع مزيد من القوات إليها، واعتبارها المجهود الرئيسي للهجوم.
ثالثاً: سيكون استخدام القوات الخاصة في قوات التحالف هو الأساس الذي سيتم الاعتماد عليه في إنشاء رؤوس جسور في مناطق الإبرار الجوي والبحري، وتتميز القوات الخاصة في دول التحالف العربي بقدرات عالية علي القتال سواء في المناطق السهلية أو الجبلية وأيضاً المبنية، مع إمكان الاستفادة من الفرق الجبلية المتواجدة بالجيش الباكستاني في هذه العمليات، حيث تمتلك قدرات وخبرات خاصة للقتال في المناطق الجبلية، حيث تعهدت باكستان بمساعدة السعودية في حالة تعرضها لعدوان خارجي، وهو ما حدث حالياً في جيزان ونجران من قبل الحوثيين في صعدة، كما أن الدستور الباكستاني يعطي الحق لرئيس الدولة في إرسال قوات خارجها في أحوال خاصة رغم عدم موافقة البرلمان.
رابعاً: يجب علي قيادة التحالف - خاصة في السعودية منع وصول الصواريخ الإيرانية متوسطة المدي - مثل الفاتح 110، وزلزال-2، وفجر-5.. إلخ، ذات المدي الذي يصل إلي 200-300 كم، إلي أيدي الحوثيين بكافة الوسائل، لأن معني وصول هذه الصواريخ إليهم أن بإمكانهم قصف مدن رئيسية في غرب ووسط السعودية، مثل أبها، كما فعلت حماس بهذه الصواريخ عندما ضربت مدناً رئيسية في إسرائيل مثل تل أبيب وحيفا وبئر سبع، وذلك من خلال رصد الإمدادات الإيرانية للحوثيين بحراً وجواً حتي بعد توقف إطلاق النار، وقصف أي سفن أو طائرات تنقل هذه الصواريخ إلي الحوثيين في اليمن، هذا مع الوضع في الاعتبار أن الاعتماد علي الصواريخ المضادة للصواريخ الأمريكية مثل «باتريوت باك-3» أو «ثاد» أو «إيجيس» وغيرها، لن يمنع بأي حال من الأحوال سقوط كل الصواريخ أرض/أرض، في حالة إطلاقها بأسلوب «الإغراق الصاروخي» حيث لن تزيد نسبة نجاح الصواريخ المضادة للصواريخ في اعتراضها للصواريخ الباليستية المعادية عن إسقاط صاروخ بين كل سبعة صواريخ معادية، وإن كانت المنظومة الأمريكية الجديدة لتحديد مصادر نيران العدو من خلال نشر كاميرات حرارية ترصد مصدر النيران المعادي لمدي 6-7 كم تعطي إحداثيات الهدف المعادي «اتجاه ومسافة» إلي طائرات بدون طيار وتوجه الطائرات عن بعد وتسير وفق برمجة تقنية، وتضم صواريخ موجهة يتم قصفها فور تحديد مكان الهدف المعادي، وفي حالة عدم اكتشاف مصدر النيران المعادي بهذه المنظومة لمحدودية مسافة عمل الكاميرات، يتم استخدام وحدات تحديد مصادر النيران بواسطة رادارات «squir» الأمريكية حتي 60 كم وأجهزة التحديد بالصوت حتي 30 كم، وبما يؤدي إلي تقليص قدرة العدو علي قصف المناطق الحدودية بالصواريخ والمدفعية المعادية، لذلك يجب نشر هذه الكاميرات والرادارات علي طول الحدود السعودية مع اليمن ومع العراق، باعتبارها اتجاهات التهديد الرئيسية المعادية للسعودية من جانب إيران.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.