كانت محاولات الصدام مع الجيش والشرطة .. واللعب علي وتر الفتنة .. تأخذ طريقها عبر العديد من العناصر التي تسللت داخل صفوف الثوار .. وراحت تزرع الفتنة بين أبناء الثورة المصرية .. وأبناء الجيش المصري .. والشرطة المصرية .. صدامات راحت تتكرر .. في أكثر من منطقة.. وأكثر من موقع .. تتخذ شكلاً واحدًا .. وتعبر عن نفسها في مواجهات وصلت إلي حد استخدام الأسلحة النارية .. فسقط شهداء .. ومصابون .. وراح الوطن برمته يدفع ثمن التهور الذي راحت عناصر خفية تذكيه من خلف الستار. في مسرح البالون .. كما في أحداث ماسبيرو .. كما في ميدان التحرير .. كما في ميدان العباسية .. كما في شارع محمد محمود ومثله في شارع قصر العيني .. وشارع مجلس الشعب .. وأمام مجلس الوزراء .. كان سيناريو واحدًا .. يعبر عن نفسه .. في تلك الوقفات .. والمواجهات التي كانت بمثابة الشرارة التي تمهد الأجواء لصدام مفتعل .. كان الهدف منه القضاء علي الثورة المصرية. حالة التخبط والعشوائية التي سادت جنبات البلاد في الأشهر الماضية .. كانت نتاجًا لتحركات خفية .. لأطراف .. اتخذت منطق الضرب .. ومن ثمة الهروب من موقع الحدث .. مستهدفة تفجير الأوضاع الملغمة .. مستغلة جملة الأعباء .. والمشكلات .. والتداعيات .. والتي سادت البلاد في فترة ما بعد الثورة. استغل هؤلاء غضب الشارع .. نظرًا للظروف الاقتصادية الصعبة .. واستثمروا حالة الاحتقان التي تعاظمت بين أسر الشهداء والمصابين .. واستغلوا أيضًا طاقة الشباب المعطلة، جراء تزايد رصيد البطالة في الشارع المصري .. وغياب فرص العمل أمام الشباب .. كل ذلك خلق قوة دافعة .. تعمل علي تسخين الساحة .. لكي تندفع العناصر المغرضة .. لتحقق أهدافها في الإساءة للقوات المسلحة وجيشها العظيم .. وتعكير الأجواء السائدة في المجتمع .. بحيث تصل إلي مرادها وهدفها في خلخلة الأوضاع الداخلية .. وبما يحقق الهدف الرئيسي للعناصر الساعية لتفتيت الأوضاع في الداخل .. والتي برزت بوادرها من خلال تصريحات البعض منها .. والتي أكدت في تسجيلات مصورة ومسموعة أنها لا تريد الانقضاض علي الجيش المصري فقط .. بل تسعي إلي اسقاط الدولة المصرية .. سعيًا وراء بناء نظام جديد علي انقاضها. كان من المؤلم ألا تتوصل الاجهزة الأمنية والعسكرية إلي حقيقة الطرف الثالث الذي يعيث في الأرض فسادًا .. والذي يسعي لتأليب أبناء الأمة .. فمضت الأوضاع وسط حالة من الاحتقان الشديد التي راحت تتمدد في أطراف البلاد وميادينها مع اقتراب ذكري الخامس والعشرين من يناير الأولي. وإلي الغد..