منال عوض: خطة شاملة للمحافظات للتعامل مع مخاطر الأمطار    قناة السويس تشهد عبور السفينة السياحية العملاقة «AROYA»    فتح اشتراكات السكة الحديد للطلاب على 3 أنواع من القطارات    موعد صرف مرتبات شهر سبتمبر 2025.. زيادات جديدة    سوريا.. لجنة تابعة لحكمت الهجري ترفض خارطة الحل بالسويداء    جيش الاحتلال الإسرائيلي يهدم منازل وكهوفا فلسطينية جنوب الضفة    ترامب وميلانيا يصلان قصر وندسور    تخصيص قطعة أرض بالقاهرة لشركة فلامنكو للصناعة وتجارة الأغذية    لحسم التأهل للمونديال.. تحديد ملعب مباراة المنتخب أمام جيبوتي    يامال يعود لبرشلونة أمام ريال سوسيداد بعد التعافي من الإصابة    الداخلية تكشف حقيقة ادعاء سيدة اقتحام ملثمين منزلها والاعتداء عليها وعلى أسرتها وتقييدهم بالفيوم    تأجيل محاكمة طفل المرور المتهم بالاعتداء على طالب بعصا بيسبول ل1 أكتوبر    نائب وزير الصحة تبحث مع محافظ قنا تنفيذ الخطة العاجلة للسكان والتنمية    وكيل تعليم القاهرة يتفقد استعدادات المدارس للعام الدراسي الجديد 2026/2025    رئيس جامعة بنها يشهد ختام المهرجان الرياضي الثالث لجامعات الدلتا وإقليم القاهرة الكبرى    ڤاليو تنفذ أول عملية مرخصة للشراء الآن والدفع لاحقاً باستخدام رخصة التكنولوجيا المالية عبر منصة نون    محافظ القليوبية: أى تقصير فى إزالة التعديات على الأرض الزراعية سيحال للنيابة    أسباب استبعاد أورس فيشر من قائمة المرشحين لتدريب الأهلي    مفتى الجمهورية: ما يجرى فى غزة جريمة حرب ووصمة عار على جبين العالم    سكرتير مجلس الأمن الروسي يؤكد استعداد بلاده لإرسال أسلحة حديثة ومعدات عسكرية إلى العراق    تأجيل أولى جلسات محاكمة ميدو بتهمة سب وقذف الحكم محمود البنا    ضبط المتهم بذبح زوجته بسبب خلافات بالعبور.. والنيابة تأمر بحبسه    صفقة "إنقاذ" تيك توك تتضح: مستثمرون أمريكيون يسيطرون على 80% من المنصة    126 متقدما لورشة إدارة المسرح والإنتاج بمهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة    صفحة وزارة الأوقاف تحيى ذكرى ميلاد رائد التلاوة الشيخ محمود خليل الحصرى    فيلم فيها إيه يعنى بطولة ماجد الكدوانى يشهد الظهور الأخير للفنان سليمان عيد    مهرجان الجونة يكشف عن برنامج مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة بالدورة الثامنة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 17سبتمبر2025 في المنيا    هل يجوز لى التصدق من مال زوجى دون علمه؟.. الأزهر للفتوى يجيب    الريال ضد أولمبيك مارسيليا.. الملكي يحقق 200 فوز في دوري أبطال أوروبا    المنيا.. تنظيم قافلة طبية مجانية في بني مزار لعلاج 280 من المرضى غير القادرين    «سكك حديد مصر» تتعاقد مع «APD» الكندية لإعادة تأهيل 180 جرارًا    رئيس جامعة بنها يشهد ختام فعاليات المهرجان الرياضي الثالث    مدبولي: الحكومة ماضية في نهج الإصلاح الاقتصادي الذي تتبعه    شاب يلقى مصرعه حرقًا بعد مشادة مع صديقه في الشرقية    وزير الري: الاعتماد على نهر النيل لتوفير الاحتياجات المائية بنسبة 98%    عالم أزهري يكشف لماذا تأخر دفن النبي بعد موته وماذا جرى بين الصحابة وقت ذلك    إنزاجي: ندرس ضم مهاجم جديد للهلال    خلال تصوير برنامجها.. ندى بسيوني توثق لحظة رفع علم فلسطين في هولندا    فيديو - أمين الفتوى: تزييف الصور بالذكاء الاصطناعي ولو بالمزاح حرام شرعًا    ميناء دمياط يستقبل 21 سفينة متنوعة    "عليهم أن يكونوا رجالًا".. هاني رمزي يفتح النار على لاعبي الأهلي عقب تراجع النتائج    بإطلالة جريئة.. هيفاء وهبي تخطف الأنظار في أحدث ظهور.. شاهد    الليلة.. أيمن وتار ضيف برنامج "فضفضت أوي" مع معتز التوني    "البديل الذهبي" فلاهوفيتش يسرق الأضواء وينقذ يوفنتوس    بعد سقوطها من الطابق الرابع.. بنها التعليمي يوضح حالة الطفلة وردًا على والدها    الأكاديمية العربية تختتم فعاليات ريادة الأعمال بفرعها الجديد في مدينة العلمين    قبل بدء الدراسة.. تعليمات هامة من التعليم لاستقبال تلاميذ رياض الأطفال بالمدارس 2025 /2026    «عبداللطيف» يبحث مع وفد مجلس الشيوخ الفرنسي تعزيز التعاون المشترك في مجالي التعليم العام والفني    مصر تطلق قافلة "زاد العزة" ال39 محملة ب1700 طن مساعدات غذائية وإغاثية إلى غزة    وزارة العمل: 3701 فُرصة عمل جديدة في 44 شركة خاصة ب11 محافظة    «ليه لازم يبقى جزء من اللانش بوكس؟».. تعرفي على فوائد البروكلي للأطفال    صحة المرأة والطفل: الفحص قبل الزواج خطوة لبناء أسرة صحية وسليمة (فيديو)    عبر الفيديو بملابس خاصة.. المتهم بقتل تشارلي كيرك أمام المحكمة لأول مرة    بتر يد شاب صدمه قطار في أسوان    بهدف ذاتي.. توتنام يفتتح مشواره في دوري الأبطال بالفوز على فياريال    توقعات الأبراج حظك اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025.. الأسد: كلمة منك قد تغير كل شيء    أوقاف الفيوم تنظّم ندوات حول منهج النبي صلى الله عليه وسلم في إعانة الضعفاء.. صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المصريون‮.. سقطوا في‮ بئر اليأس
نشر في الوفد يوم 15 - 12 - 2010

‮»‬علشان تطمئن علي‮ مستقبل أولادك‮« شعار مرشحي‮ الحزب الوطني‮ الديمقراطي‮.. فهذا الكلام ما هو إلا شعارات ووعود وهمية تناقض ما‮ يعيشه الشعب المصري‮ من واقع أليم. غلاء للمعيشة وارتفاع أسعار وفقر وبؤس وحرمان‮.. والنتيجة هي‮ ضياع لحقوق وإرادة الشعب المصري‮.. فالحكومة لا تشعر بالمواطنين ولا تهتم ان عاشوا أو ماتوا أو ان كانوا جوعي‮ أو مرضي‮ أو بلا مأوي،‮ وبالرغم من أن احتياجاتهم بسيطة إلا انهم‮ يعانون الأمرين لسد هذه الاحتياجات سواء كانت خدمة‮ ينتظرونها أو مشكلة تحتاج إلي‮ حل أو لقمة عيش أو بضعة قروش ممن امتدت إليهم أيديهم‮. لذلك كان لابد من فتح هذا الملف الشائك لمختلف طبقات الشعب لكشف الوجه الآخر لحكومة الحزب الوطني‮.‬
أصبح الوضع الاقتصادي‮ والاجتماعي‮ في‮ مصر الأكثر سوءا في‮ عهد حكومة الحزب الوطني‮ وينبئ بانحدار الوضع المعيشي‮ إلي‮ الهاوية بعد ان ارتفعت أسعار السلع الضرورية عشرات الأضعاف رغم تدني‮ مستوي‮ أجور‮ غالبية الفقراء من موظفي‮ الحكومة محدودي‮ الدخل الذي‮ لا تكفي‮ رواتبهم إلا أياماً‮ قليلة،‮ والديون هي‮ الحل في‮ أيام الشهر وأصبحت اللحوم بجميع أنواعها حلم كل المصريين من مختلف طبقات الشعب‮.. يعتمدون في‮ أغلب‮ غذائهم علي‮ البقول التي‮ طالتها نار أسعار ترتفع‮ يوماً‮ بعد‮ يوم دون رقيب‮.. فتتقزم أمامها دخولهم‮. أما عن سكان العشوائيات واعتماد الكثيرين علي‮ التسول كمصدر رئيسي‮ يتكسبون منه‮ يومياً‮ علماً‮ بأن هذه الفئة الفقيرة‮ يقوم طعامها الأساسي‮ علي‮ الحبوب والبقوليات واللحوم المستوردة التي‮ أصبحت الملجأ الرئيسي‮ لشريحة كبيرة من الفقراء ومتوسطي‮ الدخل،‮ نظراً‮ لانخفاض أسعارها مقارنة باللحوم البلدي،‮ علماً‮ بأن اللحوم الحمراء وغيرها من الإنتاج الحيواني‮ لم‮ يدخل منذ فترة طويلة في‮ بيوت العديد من المواطنين في‮ ظل موجة الغلاء التي‮ تجتاح الأسواق المصرية‮.. ومن هنا نتساءل‮: ما مصير هؤلاء في‮ ظل موجة الغلاء التي‮ تتزايد كل‮ يوم باستمرار؟‮.. وماذا‮ يطلب هؤلاء المواطنون من نواب دوائرهم؟‮.. وعلي‮ ماذا‮ يخاف المواطن؟‮ .. وهل مازال لديهم أمل في‮ حياة كريمة أم ان اهمال الحكومة لهم أصابهم بيأس مزمن لا تصلح معه أية تصريحات حكومية وهمية؟‮!‬
‮»‬الوفد‮« قامت بجولات في‮ العديد من المناطق لترصد الواقع الأليم التي‮ يعيش أهلها علي‮ الهامش من مختلف طبقات المجتمع في‮ ظل الحكومات المتعاقبة وضياع إرادة المواطن المصري‮.‬
الحياة بلا أمل‮.. بهذه الكلمات انطلقت شرارة‮ غضب عارمة،‮ قالتها أم عمر‮ - لم تجد سوي‮ »‬الخدمة في‮ البيوت لتطعم أولادها‮« قابلناها بعزبة مطار إمبابة‮ - تتمني‮ الموت علي‮ الحياة في‮ ظل الغلاء الفاحش الذي‮ يجتاح كل السلع‮.. »‬بناكل بالعافية ولكن الحمد لله أننا أكلنا اللحة زمان لكن أولادنا مساكين ضعاف من قلة الأكل وبياكلوا بدل اللحمة فول وبصارة فهم الهم الأكبر بالنسبة لي،‮ هذا بالإضافة إلي‮ مصاريف دواء مرض الضغط وحساسية الصدر وهو مرتفع السعر‮.. وعندما سألتها بتعيش منين؟ هل تحصلين علي‮ معاش؟‮.. قالت‮: لا أنا معي‮ »‬3‮ أولاد‮« والجميع في‮ رقبتي‮ أيضا‮.. والجميع هنا محروم من جميع حقوقه،‮ فالدولة لم تعد مهتمة بتقديم الرعاية الصحية أو التعليمية أو الخدمية للمواطن المصري،‮ إلي‮ أن أصبح المواطن مسئولا عن نفسه كأنه‮ غريب في‮ وطن‮ غير وطنه‮.. وعندما‮ يذهب أهالي‮ العزبة لكي‮ تطلب من نائب الدائرة بعد نجاحه في‮ الانتخابات ان‮ يتوسط لدي‮ المسئولين بشأن الانقطاع الدائم للمياه بالمنطقة فيقول‮: »‬ان شاء الله‮«.. »‬ومحدش بيسأل فينا‮«. فلماذا نحلم بحياة كريمة،‮ والواقع قائم علي‮ تزوير إرادة الشعب؟‮.. لكننا نقبل ونستسلم لهذه الأوضاع المعيشية السيئة مثل العديد من المصريين الذين‮ »‬يأكلوا عيش‮« في‮ هذا البلد ويحافظوا علي‮ رزق أولادهم ونتمني‮ من الآخرين ان‮ ينظروا إلينا نظرة عطف خاصة في‮ ظل الارتفاع الجنوبي‮ لمختلف أسعار السلع الاستهلاكية‮.‬
رجب محمد‮ - موظف‮ - قابلناه بالعزبة البيضاء التابعة لحي‮ المرج‮ - يقول‮: نحن عانينا الأمرين مع المرشحين عن دوائر النزهة والسلاح والمرج وعددهم‮ »‬16‮ عضواً‮« فقمنا بالتحدث مع أحد المرشحين وطلبنا منه ان‮ يقف بجانبنا لأن منازلنا‮ غارقة في‮ الصرف الصحي‮ والقمامة ولا‮ يود عامل نظافة واحد‮ يمر بالعزبة‮.. فرد علينا قائلاً‮: »‬لو انتخبتوني‮« هلف المرج الجديدة وأعرف ضواحيها أية وأساعدكم‮.. أما لو لم تنتخبوني‮ فأنتم أحرار‮.. وبتكرار الزيارة لمرشح آخر تحدث إلينا مندوبه قائلاً‮: احنا هنعمل إيه ولا إيه؟ نحن لو مقدمين‮ 10‮ طلبات للحكومة لا تتحقق إلا طلب واحد فقط وبذلك نحمد الله‮.. لذلك سارعنا إلي‮ المقار الانتخابية وعندما وجدنا اسمنا مدونا بكشوف الناخبين قمت بالشطب علي‮ ورقة الانتخاب حتي‮ لا‮ يتم تسويدها من قبل الحكومة‮ .. فهذايعد رد فعل بسيط للغاية لما بداخلنا من‮ غليان وغضب من مرشحي‮ الحكومة‮.. وتساءل‮: أين الأمل في‮ حياة كريمة؟ وأين برنامج ودور النائب في‮ دائرته؟ لن‮ يتحقق الإصلاح الحقيقي‮ للمجتمع إلا بالتغيير‮.. وذلك لمصلحتنا ولمصلحة الأجيال القادمة‮.‬
‮- أبو رضا الذي‮ تجاوز ال‮ 70‮ من عمره،‮ بائع متجول ولديه‮ »‬7‮ أولاد‮« منهم ابن معاق ذهنيا‮ - قابلناه في‮ شارع علي‮ سلامة بمطار إمبابة‮ - ويتساءل‮: هل من المفترض ان اعمل وقد بلغت من العمر أرذله ثم رفع‮ يديه للسماء‮ ياريت كان عندي‮ صحة‮.. كنت اشتغلت علشان نأكل ونعيش‮.. ربنا‮ يطلعنا منها علي‮ خير،‮ فمصاريف الحياة مرتفعة ومنين هنحس بالأمان في‮ حياة كريمة ونواب الدائرة‮ »‬ودون من طين وودن من عجين‮«.. حاولنا معهم مرات عديدة لكن بلا أمل‮.. فنحن خارج حسابات حكومة الحزب الوطني‮ التي‮ عادة ما توعدنا من خلال نجاح مرشحيها بحياة ومستقبل أفضل ولكن اتضح لنا ان هذا الكلام مجرد شعارات ووعود كاذبة ولا نتيجة تذكر حتي‮ الآن تخدم أبناء دائرتهم أو ان تقدم لأهالي‮ الدائرة الرعاية الصحية أو التعليمية أو الخدمية‮.. وكل ما‮ يشغل بالنا في‮ المقام الأول هو مصلحة أولادنا التي‮ علمنا جيداً‮ أنها بعيدة عن اهتمامات مرشحي‮ الدائرة‮.‬
ويتدخل معه في‮ الحديث خليفة عيد عثمان محمد‮ - »‬عامل أجري‮« ويعول‮ »‬7‮ أولاد‮« منهم‮ 3‮ بنات و4‮ صبيان‮ - ويبلغ‮ من العمر‮ 49‮ عاماً‮ - يقول‮: أنا بعمل‮ »‬نحات‮« يوم أعمل وباقي‮ الأيام بفضل قاعد من‮ غير شغل‮.. فأنا تركت أسرتي‮ في‮ بني‮ مزار‮ »‬بدير الصندرية‮« محافظة المنيا‮.. هنعمل إيه والحياة صعبة للغاية ومحدش بيسأل في‮ الغلابة حتي‮ نواب دائرتنا لما بنطلب منهم طلب بيتهربوا منا‮.. فحياتنا بدون أمل أو قيمة‮. أما عن الأبناء فمنين ألاقي‮ الفلوس اللي‮ هعلمهم بيها‮.. كفاية كدة ده إحنا بناكل بالعافية‮ .. فنحن محرومون من جميع حقوقنا،‮ والدولة تقصر في‮ تقديم الرعاية الصحية أو التعليمية أو الخدمية لجميع أفراد المجتمع المصري‮ .. »‬والله المستعان‮«. وهذا ما أكده أبوسيد‮ - عامل أجري‮ - ولديه‮ »‬7‮ أولاد‮« وعامر عبدالوهاب وحامد كامل عبدالصالحين عمال بطائفة المعمار‮ »‬ولديه‮ 4‮ أولاد‮« وخميس علي‮ - »‬عربجي‮« و»ناصر عطية‮« أرزقي‮.‬
أمجد عيسي‮ - صاحب محل أنتيكات وموبيليا‮« قابلناه بشارع المناصرة‮ يقول‮ - أنا والله لسه‮ »‬مستفتحتش‮« حتي‮ الآن والساعة تقترب من الرابعة عصراً‮ فأنا بفكر اني‮ اسلم المحل لأي‮ جهة مختصة وهما‮ يدوروه بمعرفتهم ويعطوا لي‮ راتباً‮ شهريا‮.. والغريب في‮ الأمر ان عندما‮ يدخل شريك معي‮ في‮ المحل‮ يتشال أعباء الضرائب أما لو بمفرده فيدفع هذه الأعباء‮ غصب عنه‮.. فالمكان هنا أنا بفتحه علشان أحافظ علي‮ اسم أبويه الله‮ يرحمه،‮ إما عن المصاريف فأنا عايش من ورثي‮ وأولادي‮ يقفون معي‮ في‮ المحل بدلاً‮ من قضاء اليوم علي‮ المقاهي،‮ جميع التجار بهذا الوضع،‮ فقد فاض بنا الكيل وطفح من‮ غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار والوعود البراقة للمرشحين بدون أي‮ فائدة‮ .. ينادون بالإصلاح وهم لا‮ يفعلون شيئاً‮ يذكر ولا‮ يقفون بجانب أبناء دوائرهم‮.. فالجميع من المواطنين منتبة إلي‮ أكل عيشه ومغيب تماما لما‮ يدور حوله ومن الغريب في‮ الأمر أن مجلس الشعب هو جهة رقابية مهمتها تراقب الحكومة فما بالكم لو كان‮ غالبية أعضاء مجلس الشعب من الحكومة‮ .. فمن الذي‮ سيراقب الحكومة؟‮.. وندعو الله لصفو ضمائرهم‮!‬
وأميمة عادل‮ - موظفة‮ - قابلناها في‮ شارع السكة البيضاء أمام نادي‮ السكة الحديد‮ - تقول‮: إن الحكومة تفعل ما تشاء وقتما تشاء،‮ تصرف لنا العلاوة في‮ شهر‮ يوليو وبعدها ترتفع الأسعار ولا‮ يستطيع المواطن أن‮ يفكر في‮ حريته فكيف‮ يفكر الجائع في‮ حريته‮.. لقد جاع الشعب المصري‮ لذلك فالشعب أصبح‮ يحتج علي‮ الوضع المعيشي‮ السيئ الذي‮ نعيشه جميعاً‮ ولكن لم‮ يتغير شيء‮.. وأصبح لا‮ يوجد لدينا أمل في‮ إصلاح أو تغيير حقيقي‮ في‮ ظل انتخابات مزورة ومرشحين‮ يأتون بدون إرادة الشعب‮ يعشمون المواطنين بالتغيير والإصلاح،‮ والحقيقة أنهم لا‮ يقدمون لنا أي‮ خدمات تذكر حتي‮ ان النواب لا نراهم بعد خوض الانتخابات وخاصة عندما‮ يطلق عليهم لقب سيادة النائب‮.‬
‮»‬خلاص‮.. قربنا نشحت‮« عبارة صرح بها محمد عبدالدايم الذي‮ يعمل بإحدي‮ الجهات الحكومية‮ - حيث قابلناه بشارع فتحي‮ طارق الشاهد بميت عقبة قائلاً‮: ان الأمل الوحيد لنا هو إسقاط حكومة الحزب الوطني‮ التي‮ تقوم انتخاباتها علي‮ التزوير‮.. يا دوبك نائب الدائرة‮ ينجح وبعد ذلك لا‮ يعرف أبناء دائرته والأمل موجود ولكن بالإصلاح الحقيقي‮ للأوضاع الحالية لينتج عنه إصلاح المجتمع بأكمله‮.‬
الحاج فتحي‮ محمد‮ -»‬ضابط شرطة سابق‮« ولديه‮ »‬3‮ أولاد‮« الذي‮ قابلناه بشارع محيي‮ الدين أبوالعز بمنطقة المهندسين‮ - وقال‮: اتقاضي‮ 700‮ جنيه‮.. هيعملولي‮ إيه في‮ ظل ارتفاع الأسعار الذي‮ طال كل شيء حولنا‮.. إننا مثل‮ غيرنا من العديد من المواطنين نريد أن نعيش في‮ بلد به خدمات ليكون دائماً‮ داخلنا أمل في‮ فكرة ولكي‮ نطمئن بالفعل علي‮ مستقبل أولادنا ولكن بدون شعارات رنانة مزيفة‮.. لقد شبعنا كذباً‮ وتزويراً‮.‬
توحيدة علي‮ - »‬شحاتة‮« قابلناها جالسة علي‮ سلالم مترو الأنفاق بجانب مجمع التحرير‮ - تقول‮: أنا عندي‮ »‬7‮ أولاد‮« منهم‮ 3‮ بنات و4‮ صبيان واحد سايس عربيات‮ يادوب‮ يحصل علي‮ لقمة عيشه بالعافية والباقين مازالوا في‮ سن التعليم وعاوزين دروس خصوسية‮ »‬إجبارية‮« ولكن منين أجيب لهم فلوس‮.. وليس لي‮ أي‮ مصدر للانفاق علي‮ نفسي‮ سوي‮ التسول من الآخرين والحكومة لا تقدم لنا أي‮ خدمات‮.. فقد تركتنا في‮ الدنيا إلي‮ أن تأكلنا الأمراض والشيخوخة علشان كدة‮ .. أنا عندي‮ أشحت أو أموت‮.. ولم أذهب لكي‮ أطلب من نائب الدائرة أي‮ طلب لأنهم لا‮ يفعلون شيئا لنا فقد فرضوا علينا‮.. والأمل الحقيقي‮ هو تغيير الأوضاع إلي‮ الأحسن سواء في‮ تقديم الرعاية الصحية أو التعليمية أو الخدمية‮.‬
رضا إبراهيم‮ - لديها‮ »‬5‮ أولاد‮« - بائعة خضار‮ - قابلناها بشارع سليمان جوهر‮ - الدقي‮ - تقول‮: إحنا‮ يا دوب بناكل بالعافية‮.. أجيء من الشرقية‮ يوميا وأتردد علي‮ هذا السوق منذ‮ 7‮ سنوات لكي‮ أبيع الخضار بالسوق حيث‮ يباع كيلو الفاصوليا بمبلغ‮ 4‮ جنيهات والثوم‮ يصل سعره إلي‮ 20‮ جنيها للكيلو والغلاء علينا وعلي‮ المواطنين طب هنعمل إيه؟‮.. وزوجي‮ »‬أرزقي‮« .. ونحن لا تشغلنا مسألة الانتخابات أو أي‮ حاجة في‮ الدنيا سوي‮ مسألة أكل عشنا‮.. فكثيراً‮ ما‮ يعشمنا المرشحون بتغيير الأوضاع المعيشية للأفضل إلا أن الأمل في‮ التغيير بيد الله ونحتاج أيضا لمساعدة الآخرين‮. وهذا ما أكده صابر أبوطلب‮ »‬بائع الليمون‮« بنفس الشارع والمقيم في‮ بني‮ مجدول مركز كرداسة محافظة‮ 6‮ أكتوبر‮.‬
محمد علي‮ »‬محاسب‮« - قابلناه في‮ شارع التحرير بمنطقة الدقي‮ - يقول‮: أنا نفسي‮ الدنيا تتغير للأحسن حتي‮ ينعم أفراد الشعب المصري‮ بخيرات هذا البلد المسلوبة من جانب حكومتنا الذكية التي‮ عادة ما تعطي‮ ميزات ممنوحة للتابعين لها فقط وباقي‮ أفراد الشعب خارج اهتماماتها،‮ مما‮ يجعل الشاب‮ يفقد انتماءه لهذا الوطن بفضل‮ غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار الذي‮ طال كل شيء حولنا ويجعله‮ يفكر في‮ السفر للعمل بالخارج ولا نعلم إذا كان هيرجع مرة أخري‮ إلي‮ وطنه أم‮ يعجبه الحال هناك ولا تفرق في‮ ذلك الوقت إذا كان هذا السفر عن طريق الهجرة‮ غير الشرعية أو بطريق رسمي‮ لأن المواطنين‮ يلهثون وراء لقمة العيش وبعضهم لا‮ يذهب لكي‮ يدلي‮ بصوته في‮ الانتخابات التي‮ كانت مهزلة والمقاطعة أفضل حال ومحاولة رفض هذا الوضع السيئ توجد واضحة وتظهر كل‮ يوم في‮ الاحتجاجات والاعتصامات ولكن لم‮ يتغير شيء‮.‬
ويتدخل معه في‮ الحديث محمود محمد‮ »‬عامل نظافة‮« - يقول‮: أنا عندي‮ »‬6‮ أولاد‮« منهم‮ 4‮ صبيان وبنتان جميعهم صغار ولا‮ يعملون‮.. 25‮ سنة خدمة ومرتبي‮ لا‮ يتعدي‮ 400‮ جنيها ولكنه لا‮ يأكل سوي‮ العيش الحاف فأنا مقيم أساساً‮ في‮ العياط ومواعيد عملي‮ تبدأ من الساعة السابعة صباحاً‮ إلي‮ الثانية ظهراً‮ فأنا مش عاوز حاجة من الدنيا إلا الستر‮.. ربنا‮ يكملها معنا بالخير‮.. أما عن مرشحينا فنحن ذهبنا لانتخابهم ولكن مفيش حاجة اتغيرت حتي‮ الآن‮.. لا إصلاح للأوضاع المعيشية السيئة أو لرفع الأجور كما‮ ينددون‮ »‬والشكوي‮ لغير الله مذلة‮«.‬
‮»‬آخر مرة حلمت كانت في‮ آخر سنة في‮ كلية الطب‮ .. هكذا بدأ حديثه إسلام علي‮ - طبيب متمرن ويعمل بأحد المستشفيات الحكومية‮.. قابلناه‮. في‮ ميدان الدقي‮ - يقول‮: الأمل دائماً‮ ما‮ يكون بداخلنا في‮ إصلاح الأوضاع الحالية فلا مكان في‮ الأحلام في‮ بلدنا‮!‬
محمود عوض موظف‮: الحكومة فرضت علينا‮ غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار التي‮ طالت كل شيء حولنا‮.. فرد فعل المواطن تجاه هذه الحياة الصعبة،‮ إما ان‮ يفيض بالمواطن الكيل ثم تخرج هذه الشحنة المكتومة في‮ صورة‮ غضب واعتصامات واحتجاجات التي‮ بدأت تتزايد في‮ الشارع المصري‮ بصورة خطيرة‮.. وإما أن‮ يستسلم المواطن ويرضخ خوفاً‮ علي‮ مصدر رزقه ورزق أولاده‮.. وإلي‮ الآن لم نر جديداً‮ لنواب دوائرنا في‮ السير نحو الأفضل لذلك نطالب الحكومة بأن‮ يكون المرتب موازياً‮ للمصاريف المعيشية للمواطن المصري‮ مع توفير الرعاية الصحية والتعليمية والخدمية فهي‮ أبسط حقوق المواطن داخل بلده‮.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.