بعد ارتفاعها.. أسعار الفراخ والبيض في الشرقية اليوم الجمعة 31 مايو 2024    غدًا.. أول أيام تطبيق قرار زيادة سعر رغيف العيش (هتدفع كام في الحصة التموينية؟)    قتلى ومصابون في إطلاق للنار بمدينة مينيابوليس الأمريكية    وزير الدفاع الألمانى: زودنا أوكرانيا بربع منظومات "باتريوت" الموجودة لدينا    بعد حكم المحكمة.. هل يتم منع حسين الشحات من ممارسة كرة القدم 5 سنوات؟    اعرف موعد أول ذي الحجة 1445 ووقفة عرفة وإجازة عيد الأضحى    وزير التعليم لبعض طلاب الثانوية: لا تراهن على التأخير.. هنفتشك يعني هنفتشك    ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي لمنزل عائلة "الصوص" بمخيم البريج إلى 7 شهداء    مزارع سمكية في الصحراء وتجمعات البدو يتماشى مع رؤية مصر 2030    محمد شحاتة يفجرها: عبدالله السعيد تجاهل رسائلي    صلاح يكشف التشكيل المثالي لمنتخب مصر أمام بوركينا فاسو    لماذا بكى محمد شحاتة على الهواء.. أبوه السبب    الأوقاف تفتتح 10 مساجد.. اليوم الجمعة    الحكومة: الدولة ستظل تدعم محدودي الدخل    نتيجة الشهادة الإعدادية.. اعرف نتيجتك بسرعة.. نتيجة الصف الثالث الإعدادي بالإسماعيلية    الأرصاد: اليوم طقس حار نهارًا معتدل ليلًا على أغلب الأنحاء والعظمى بالقاهرة 34    وزير التعليم لأولياء أمور طلاب الثانوية: ادعو لأبنائكم من البيت.. مش لازم تكونوا جنب اللجنة    خالد عبد الجليل ينعي والدة وزيرة الثقافة    شاهد.. الفيديو الأول ل تحضيرات ياسمين رئيس قبل زفافها    الأنامل الصغيرة بمكتبة مصر العامة على مسرح الهناجر ضمن فعاليات مهرجان الطبول    الأعمال المكروهة والمستحبة في العشر الأوائل من ذي الحجة    طبق الأسبوع| من مطبخ الشف هبة أحمد.. طريقة عمل «السينابون»    يورجن كلوب يكشف حقيقة اعتزاله التدريب عقب رحيله عن ليفربول    الداخلية تكشف حقيقة زيادة رسوم استخراج رخصة القيادة    أوكا يشعل حفل زفاف يوسف أسامة نبيه (صور)    قبل حلول عيد الأضحى.. ندوات في المنيا عن أهمية ذبح الأضاحي داخل المجزر    وسائل إعلام تابعة للحوثيين: قتيلان و10 جرحى في العدوان الأميركي البريطاني على محافظة الحديدة    عمر خيرت يهدي محبيه حفلاً موسيقياً مجانياً احتفالاً بمرور 40 عاماً على مسيرته    ملف رياضة مصراوي.. حكم ضد نجم الأهلي.. إيقاف لاعب بيراميدز.. وقائمة ريال مدريد    منتخب مصر يخوض ثاني تدريباته استعدادا لمواجهة بوركينا فاسو 6 يونيو    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 31 مايو في محافظات مصر    «مسار إجباري» يشعل حفل المتحف الكبير    البابا تواضروس يستقبل وفدًا رهبانيًّا روسيًّا    الإفتاء توضح مرحلة انتهاء كفالة اليتيم    حج 2024| تكرار الحج والعمرة أم التصدق على الفقراء والمحتاجين.. الإفتاء تجيب    عيار 21 بعد الانخفاض الأخير.. سعر الذهب والسبائك اليوم الجمعة 31 مايو بالصاغة    بوليتيكو: بايدن وافق سراً على استخدام كييف للأسلحة الأمريكية    «الحرمان من الامتحان و7 سنين حبس».. وزير التعليم يحذر من الغش في الثانوية العامة    انطلاق مهرجان روتردام للسينما العربية بحضور بشرى وهشام ماجد وباسل الخطيب.. تكريم دريد لحام.. المهرجان يوجه التحية للقضية الفلسطينية.. وروش عبد الفتاح مدير المهرجان: نبنى جسرا بين السينما العربية وهولندا.. صور    ضبط مصنع أعلاف بدون ترخيص بمركز القنطرة غرب بالإسماعيلية    رفسة حصان تتسبب في كسر جمجمة طفل في الدقهلية    «ناتو» يرحب بالشركات العميقة مع الدول في منطقتي المحيطين الهندي والهادئ    «الإفتاء» توضح فضائل الحج.. ثوابه كالجهاد في سبيل الله    د.حماد عبدالله يكتب: حينما نصف شخص بأنه "شيطان" !!    كيف يمكن للكواكب أن تساعدك على اختيار المسار المهني المناسب لك؟    شاهندة عبدالرحيم تهنئ الإعلامية آية عبدالرحمن بحصولها على الماجستير في الإعلام التربوي    بالصور.. إنهاء خصومة ثأرية بالمنيا بتقديم 2 مليون جنيه شرط جزائي    فردوس عبد الحميد : الفن ليس له علاقة بالإغراء أو الأعمال الشهوانية (فيديو)    في اليوم العالمي للتدخين.. لماذا ينجذب الشباب لأجهزة التبغ المسخن؟    لمدة تتخطى العام ونصف.. طريقة حفظ الثوم في الفريزر والثلاجة    الصحة والحيوية.. فوائد تناول زيت الزيتون «على الريق»    أخبار × 24 ساعة.. وزير التعليم: تطوير مناهج الثانوية العامة خلال عامين    وزير المالية: 60% تراجعا بإيرادات قناة السويس.. وعلينا مسئولية أمام الله والمواطن    حدث بالفن| حفل زفاف ياسمين رئيس وفنانة تنتقد منى زكي وبكاء نجمة بسبب والدها    إبسويتش تاون يربط مدرب سام مرسى بعقد جديد لمدة 4 مواسم    بعد جدل سرقة سيف تمثاله.. كيف ألهمت تجربة سيمون زعماء التحرر من الاستعمار؟    التنظيم والإدارة: إتاحة الاستعلام عن موعد الامتحان الإلكتروني للمتقدمين ب3 مسابقات للتوظيف    مديرية العمل بالمنيا تناقش اشتراطات السلامة والصحة المهنية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المصريون‮.. سقطوا في‮ بئر اليأس
نشر في الوفد يوم 15 - 12 - 2010

‮»‬علشان تطمئن علي‮ مستقبل أولادك‮« شعار مرشحي‮ الحزب الوطني‮ الديمقراطي‮.. فهذا الكلام ما هو إلا شعارات ووعود وهمية تناقض ما‮ يعيشه الشعب المصري‮ من واقع أليم. غلاء للمعيشة وارتفاع أسعار وفقر وبؤس وحرمان‮.. والنتيجة هي‮ ضياع لحقوق وإرادة الشعب المصري‮.. فالحكومة لا تشعر بالمواطنين ولا تهتم ان عاشوا أو ماتوا أو ان كانوا جوعي‮ أو مرضي‮ أو بلا مأوي،‮ وبالرغم من أن احتياجاتهم بسيطة إلا انهم‮ يعانون الأمرين لسد هذه الاحتياجات سواء كانت خدمة‮ ينتظرونها أو مشكلة تحتاج إلي‮ حل أو لقمة عيش أو بضعة قروش ممن امتدت إليهم أيديهم‮. لذلك كان لابد من فتح هذا الملف الشائك لمختلف طبقات الشعب لكشف الوجه الآخر لحكومة الحزب الوطني‮.‬
أصبح الوضع الاقتصادي‮ والاجتماعي‮ في‮ مصر الأكثر سوءا في‮ عهد حكومة الحزب الوطني‮ وينبئ بانحدار الوضع المعيشي‮ إلي‮ الهاوية بعد ان ارتفعت أسعار السلع الضرورية عشرات الأضعاف رغم تدني‮ مستوي‮ أجور‮ غالبية الفقراء من موظفي‮ الحكومة محدودي‮ الدخل الذي‮ لا تكفي‮ رواتبهم إلا أياماً‮ قليلة،‮ والديون هي‮ الحل في‮ أيام الشهر وأصبحت اللحوم بجميع أنواعها حلم كل المصريين من مختلف طبقات الشعب‮.. يعتمدون في‮ أغلب‮ غذائهم علي‮ البقول التي‮ طالتها نار أسعار ترتفع‮ يوماً‮ بعد‮ يوم دون رقيب‮.. فتتقزم أمامها دخولهم‮. أما عن سكان العشوائيات واعتماد الكثيرين علي‮ التسول كمصدر رئيسي‮ يتكسبون منه‮ يومياً‮ علماً‮ بأن هذه الفئة الفقيرة‮ يقوم طعامها الأساسي‮ علي‮ الحبوب والبقوليات واللحوم المستوردة التي‮ أصبحت الملجأ الرئيسي‮ لشريحة كبيرة من الفقراء ومتوسطي‮ الدخل،‮ نظراً‮ لانخفاض أسعارها مقارنة باللحوم البلدي،‮ علماً‮ بأن اللحوم الحمراء وغيرها من الإنتاج الحيواني‮ لم‮ يدخل منذ فترة طويلة في‮ بيوت العديد من المواطنين في‮ ظل موجة الغلاء التي‮ تجتاح الأسواق المصرية‮.. ومن هنا نتساءل‮: ما مصير هؤلاء في‮ ظل موجة الغلاء التي‮ تتزايد كل‮ يوم باستمرار؟‮.. وماذا‮ يطلب هؤلاء المواطنون من نواب دوائرهم؟‮.. وعلي‮ ماذا‮ يخاف المواطن؟‮ .. وهل مازال لديهم أمل في‮ حياة كريمة أم ان اهمال الحكومة لهم أصابهم بيأس مزمن لا تصلح معه أية تصريحات حكومية وهمية؟‮!‬
‮»‬الوفد‮« قامت بجولات في‮ العديد من المناطق لترصد الواقع الأليم التي‮ يعيش أهلها علي‮ الهامش من مختلف طبقات المجتمع في‮ ظل الحكومات المتعاقبة وضياع إرادة المواطن المصري‮.‬
الحياة بلا أمل‮.. بهذه الكلمات انطلقت شرارة‮ غضب عارمة،‮ قالتها أم عمر‮ - لم تجد سوي‮ »‬الخدمة في‮ البيوت لتطعم أولادها‮« قابلناها بعزبة مطار إمبابة‮ - تتمني‮ الموت علي‮ الحياة في‮ ظل الغلاء الفاحش الذي‮ يجتاح كل السلع‮.. »‬بناكل بالعافية ولكن الحمد لله أننا أكلنا اللحة زمان لكن أولادنا مساكين ضعاف من قلة الأكل وبياكلوا بدل اللحمة فول وبصارة فهم الهم الأكبر بالنسبة لي،‮ هذا بالإضافة إلي‮ مصاريف دواء مرض الضغط وحساسية الصدر وهو مرتفع السعر‮.. وعندما سألتها بتعيش منين؟ هل تحصلين علي‮ معاش؟‮.. قالت‮: لا أنا معي‮ »‬3‮ أولاد‮« والجميع في‮ رقبتي‮ أيضا‮.. والجميع هنا محروم من جميع حقوقه،‮ فالدولة لم تعد مهتمة بتقديم الرعاية الصحية أو التعليمية أو الخدمية للمواطن المصري،‮ إلي‮ أن أصبح المواطن مسئولا عن نفسه كأنه‮ غريب في‮ وطن‮ غير وطنه‮.. وعندما‮ يذهب أهالي‮ العزبة لكي‮ تطلب من نائب الدائرة بعد نجاحه في‮ الانتخابات ان‮ يتوسط لدي‮ المسئولين بشأن الانقطاع الدائم للمياه بالمنطقة فيقول‮: »‬ان شاء الله‮«.. »‬ومحدش بيسأل فينا‮«. فلماذا نحلم بحياة كريمة،‮ والواقع قائم علي‮ تزوير إرادة الشعب؟‮.. لكننا نقبل ونستسلم لهذه الأوضاع المعيشية السيئة مثل العديد من المصريين الذين‮ »‬يأكلوا عيش‮« في‮ هذا البلد ويحافظوا علي‮ رزق أولادهم ونتمني‮ من الآخرين ان‮ ينظروا إلينا نظرة عطف خاصة في‮ ظل الارتفاع الجنوبي‮ لمختلف أسعار السلع الاستهلاكية‮.‬
رجب محمد‮ - موظف‮ - قابلناه بالعزبة البيضاء التابعة لحي‮ المرج‮ - يقول‮: نحن عانينا الأمرين مع المرشحين عن دوائر النزهة والسلاح والمرج وعددهم‮ »‬16‮ عضواً‮« فقمنا بالتحدث مع أحد المرشحين وطلبنا منه ان‮ يقف بجانبنا لأن منازلنا‮ غارقة في‮ الصرف الصحي‮ والقمامة ولا‮ يود عامل نظافة واحد‮ يمر بالعزبة‮.. فرد علينا قائلاً‮: »‬لو انتخبتوني‮« هلف المرج الجديدة وأعرف ضواحيها أية وأساعدكم‮.. أما لو لم تنتخبوني‮ فأنتم أحرار‮.. وبتكرار الزيارة لمرشح آخر تحدث إلينا مندوبه قائلاً‮: احنا هنعمل إيه ولا إيه؟ نحن لو مقدمين‮ 10‮ طلبات للحكومة لا تتحقق إلا طلب واحد فقط وبذلك نحمد الله‮.. لذلك سارعنا إلي‮ المقار الانتخابية وعندما وجدنا اسمنا مدونا بكشوف الناخبين قمت بالشطب علي‮ ورقة الانتخاب حتي‮ لا‮ يتم تسويدها من قبل الحكومة‮ .. فهذايعد رد فعل بسيط للغاية لما بداخلنا من‮ غليان وغضب من مرشحي‮ الحكومة‮.. وتساءل‮: أين الأمل في‮ حياة كريمة؟ وأين برنامج ودور النائب في‮ دائرته؟ لن‮ يتحقق الإصلاح الحقيقي‮ للمجتمع إلا بالتغيير‮.. وذلك لمصلحتنا ولمصلحة الأجيال القادمة‮.‬
‮- أبو رضا الذي‮ تجاوز ال‮ 70‮ من عمره،‮ بائع متجول ولديه‮ »‬7‮ أولاد‮« منهم ابن معاق ذهنيا‮ - قابلناه في‮ شارع علي‮ سلامة بمطار إمبابة‮ - ويتساءل‮: هل من المفترض ان اعمل وقد بلغت من العمر أرذله ثم رفع‮ يديه للسماء‮ ياريت كان عندي‮ صحة‮.. كنت اشتغلت علشان نأكل ونعيش‮.. ربنا‮ يطلعنا منها علي‮ خير،‮ فمصاريف الحياة مرتفعة ومنين هنحس بالأمان في‮ حياة كريمة ونواب الدائرة‮ »‬ودون من طين وودن من عجين‮«.. حاولنا معهم مرات عديدة لكن بلا أمل‮.. فنحن خارج حسابات حكومة الحزب الوطني‮ التي‮ عادة ما توعدنا من خلال نجاح مرشحيها بحياة ومستقبل أفضل ولكن اتضح لنا ان هذا الكلام مجرد شعارات ووعود كاذبة ولا نتيجة تذكر حتي‮ الآن تخدم أبناء دائرتهم أو ان تقدم لأهالي‮ الدائرة الرعاية الصحية أو التعليمية أو الخدمية‮.. وكل ما‮ يشغل بالنا في‮ المقام الأول هو مصلحة أولادنا التي‮ علمنا جيداً‮ أنها بعيدة عن اهتمامات مرشحي‮ الدائرة‮.‬
ويتدخل معه في‮ الحديث خليفة عيد عثمان محمد‮ - »‬عامل أجري‮« ويعول‮ »‬7‮ أولاد‮« منهم‮ 3‮ بنات و4‮ صبيان‮ - ويبلغ‮ من العمر‮ 49‮ عاماً‮ - يقول‮: أنا بعمل‮ »‬نحات‮« يوم أعمل وباقي‮ الأيام بفضل قاعد من‮ غير شغل‮.. فأنا تركت أسرتي‮ في‮ بني‮ مزار‮ »‬بدير الصندرية‮« محافظة المنيا‮.. هنعمل إيه والحياة صعبة للغاية ومحدش بيسأل في‮ الغلابة حتي‮ نواب دائرتنا لما بنطلب منهم طلب بيتهربوا منا‮.. فحياتنا بدون أمل أو قيمة‮. أما عن الأبناء فمنين ألاقي‮ الفلوس اللي‮ هعلمهم بيها‮.. كفاية كدة ده إحنا بناكل بالعافية‮ .. فنحن محرومون من جميع حقوقنا،‮ والدولة تقصر في‮ تقديم الرعاية الصحية أو التعليمية أو الخدمية لجميع أفراد المجتمع المصري‮ .. »‬والله المستعان‮«. وهذا ما أكده أبوسيد‮ - عامل أجري‮ - ولديه‮ »‬7‮ أولاد‮« وعامر عبدالوهاب وحامد كامل عبدالصالحين عمال بطائفة المعمار‮ »‬ولديه‮ 4‮ أولاد‮« وخميس علي‮ - »‬عربجي‮« و»ناصر عطية‮« أرزقي‮.‬
أمجد عيسي‮ - صاحب محل أنتيكات وموبيليا‮« قابلناه بشارع المناصرة‮ يقول‮ - أنا والله لسه‮ »‬مستفتحتش‮« حتي‮ الآن والساعة تقترب من الرابعة عصراً‮ فأنا بفكر اني‮ اسلم المحل لأي‮ جهة مختصة وهما‮ يدوروه بمعرفتهم ويعطوا لي‮ راتباً‮ شهريا‮.. والغريب في‮ الأمر ان عندما‮ يدخل شريك معي‮ في‮ المحل‮ يتشال أعباء الضرائب أما لو بمفرده فيدفع هذه الأعباء‮ غصب عنه‮.. فالمكان هنا أنا بفتحه علشان أحافظ علي‮ اسم أبويه الله‮ يرحمه،‮ إما عن المصاريف فأنا عايش من ورثي‮ وأولادي‮ يقفون معي‮ في‮ المحل بدلاً‮ من قضاء اليوم علي‮ المقاهي،‮ جميع التجار بهذا الوضع،‮ فقد فاض بنا الكيل وطفح من‮ غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار والوعود البراقة للمرشحين بدون أي‮ فائدة‮ .. ينادون بالإصلاح وهم لا‮ يفعلون شيئاً‮ يذكر ولا‮ يقفون بجانب أبناء دوائرهم‮.. فالجميع من المواطنين منتبة إلي‮ أكل عيشه ومغيب تماما لما‮ يدور حوله ومن الغريب في‮ الأمر أن مجلس الشعب هو جهة رقابية مهمتها تراقب الحكومة فما بالكم لو كان‮ غالبية أعضاء مجلس الشعب من الحكومة‮ .. فمن الذي‮ سيراقب الحكومة؟‮.. وندعو الله لصفو ضمائرهم‮!‬
وأميمة عادل‮ - موظفة‮ - قابلناها في‮ شارع السكة البيضاء أمام نادي‮ السكة الحديد‮ - تقول‮: إن الحكومة تفعل ما تشاء وقتما تشاء،‮ تصرف لنا العلاوة في‮ شهر‮ يوليو وبعدها ترتفع الأسعار ولا‮ يستطيع المواطن أن‮ يفكر في‮ حريته فكيف‮ يفكر الجائع في‮ حريته‮.. لقد جاع الشعب المصري‮ لذلك فالشعب أصبح‮ يحتج علي‮ الوضع المعيشي‮ السيئ الذي‮ نعيشه جميعاً‮ ولكن لم‮ يتغير شيء‮.. وأصبح لا‮ يوجد لدينا أمل في‮ إصلاح أو تغيير حقيقي‮ في‮ ظل انتخابات مزورة ومرشحين‮ يأتون بدون إرادة الشعب‮ يعشمون المواطنين بالتغيير والإصلاح،‮ والحقيقة أنهم لا‮ يقدمون لنا أي‮ خدمات تذكر حتي‮ ان النواب لا نراهم بعد خوض الانتخابات وخاصة عندما‮ يطلق عليهم لقب سيادة النائب‮.‬
‮»‬خلاص‮.. قربنا نشحت‮« عبارة صرح بها محمد عبدالدايم الذي‮ يعمل بإحدي‮ الجهات الحكومية‮ - حيث قابلناه بشارع فتحي‮ طارق الشاهد بميت عقبة قائلاً‮: ان الأمل الوحيد لنا هو إسقاط حكومة الحزب الوطني‮ التي‮ تقوم انتخاباتها علي‮ التزوير‮.. يا دوبك نائب الدائرة‮ ينجح وبعد ذلك لا‮ يعرف أبناء دائرته والأمل موجود ولكن بالإصلاح الحقيقي‮ للأوضاع الحالية لينتج عنه إصلاح المجتمع بأكمله‮.‬
الحاج فتحي‮ محمد‮ -»‬ضابط شرطة سابق‮« ولديه‮ »‬3‮ أولاد‮« الذي‮ قابلناه بشارع محيي‮ الدين أبوالعز بمنطقة المهندسين‮ - وقال‮: اتقاضي‮ 700‮ جنيه‮.. هيعملولي‮ إيه في‮ ظل ارتفاع الأسعار الذي‮ طال كل شيء حولنا‮.. إننا مثل‮ غيرنا من العديد من المواطنين نريد أن نعيش في‮ بلد به خدمات ليكون دائماً‮ داخلنا أمل في‮ فكرة ولكي‮ نطمئن بالفعل علي‮ مستقبل أولادنا ولكن بدون شعارات رنانة مزيفة‮.. لقد شبعنا كذباً‮ وتزويراً‮.‬
توحيدة علي‮ - »‬شحاتة‮« قابلناها جالسة علي‮ سلالم مترو الأنفاق بجانب مجمع التحرير‮ - تقول‮: أنا عندي‮ »‬7‮ أولاد‮« منهم‮ 3‮ بنات و4‮ صبيان واحد سايس عربيات‮ يادوب‮ يحصل علي‮ لقمة عيشه بالعافية والباقين مازالوا في‮ سن التعليم وعاوزين دروس خصوسية‮ »‬إجبارية‮« ولكن منين أجيب لهم فلوس‮.. وليس لي‮ أي‮ مصدر للانفاق علي‮ نفسي‮ سوي‮ التسول من الآخرين والحكومة لا تقدم لنا أي‮ خدمات‮.. فقد تركتنا في‮ الدنيا إلي‮ أن تأكلنا الأمراض والشيخوخة علشان كدة‮ .. أنا عندي‮ أشحت أو أموت‮.. ولم أذهب لكي‮ أطلب من نائب الدائرة أي‮ طلب لأنهم لا‮ يفعلون شيئا لنا فقد فرضوا علينا‮.. والأمل الحقيقي‮ هو تغيير الأوضاع إلي‮ الأحسن سواء في‮ تقديم الرعاية الصحية أو التعليمية أو الخدمية‮.‬
رضا إبراهيم‮ - لديها‮ »‬5‮ أولاد‮« - بائعة خضار‮ - قابلناها بشارع سليمان جوهر‮ - الدقي‮ - تقول‮: إحنا‮ يا دوب بناكل بالعافية‮.. أجيء من الشرقية‮ يوميا وأتردد علي‮ هذا السوق منذ‮ 7‮ سنوات لكي‮ أبيع الخضار بالسوق حيث‮ يباع كيلو الفاصوليا بمبلغ‮ 4‮ جنيهات والثوم‮ يصل سعره إلي‮ 20‮ جنيها للكيلو والغلاء علينا وعلي‮ المواطنين طب هنعمل إيه؟‮.. وزوجي‮ »‬أرزقي‮« .. ونحن لا تشغلنا مسألة الانتخابات أو أي‮ حاجة في‮ الدنيا سوي‮ مسألة أكل عشنا‮.. فكثيراً‮ ما‮ يعشمنا المرشحون بتغيير الأوضاع المعيشية للأفضل إلا أن الأمل في‮ التغيير بيد الله ونحتاج أيضا لمساعدة الآخرين‮. وهذا ما أكده صابر أبوطلب‮ »‬بائع الليمون‮« بنفس الشارع والمقيم في‮ بني‮ مجدول مركز كرداسة محافظة‮ 6‮ أكتوبر‮.‬
محمد علي‮ »‬محاسب‮« - قابلناه في‮ شارع التحرير بمنطقة الدقي‮ - يقول‮: أنا نفسي‮ الدنيا تتغير للأحسن حتي‮ ينعم أفراد الشعب المصري‮ بخيرات هذا البلد المسلوبة من جانب حكومتنا الذكية التي‮ عادة ما تعطي‮ ميزات ممنوحة للتابعين لها فقط وباقي‮ أفراد الشعب خارج اهتماماتها،‮ مما‮ يجعل الشاب‮ يفقد انتماءه لهذا الوطن بفضل‮ غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار الذي‮ طال كل شيء حولنا ويجعله‮ يفكر في‮ السفر للعمل بالخارج ولا نعلم إذا كان هيرجع مرة أخري‮ إلي‮ وطنه أم‮ يعجبه الحال هناك ولا تفرق في‮ ذلك الوقت إذا كان هذا السفر عن طريق الهجرة‮ غير الشرعية أو بطريق رسمي‮ لأن المواطنين‮ يلهثون وراء لقمة العيش وبعضهم لا‮ يذهب لكي‮ يدلي‮ بصوته في‮ الانتخابات التي‮ كانت مهزلة والمقاطعة أفضل حال ومحاولة رفض هذا الوضع السيئ توجد واضحة وتظهر كل‮ يوم في‮ الاحتجاجات والاعتصامات ولكن لم‮ يتغير شيء‮.‬
ويتدخل معه في‮ الحديث محمود محمد‮ »‬عامل نظافة‮« - يقول‮: أنا عندي‮ »‬6‮ أولاد‮« منهم‮ 4‮ صبيان وبنتان جميعهم صغار ولا‮ يعملون‮.. 25‮ سنة خدمة ومرتبي‮ لا‮ يتعدي‮ 400‮ جنيها ولكنه لا‮ يأكل سوي‮ العيش الحاف فأنا مقيم أساساً‮ في‮ العياط ومواعيد عملي‮ تبدأ من الساعة السابعة صباحاً‮ إلي‮ الثانية ظهراً‮ فأنا مش عاوز حاجة من الدنيا إلا الستر‮.. ربنا‮ يكملها معنا بالخير‮.. أما عن مرشحينا فنحن ذهبنا لانتخابهم ولكن مفيش حاجة اتغيرت حتي‮ الآن‮.. لا إصلاح للأوضاع المعيشية السيئة أو لرفع الأجور كما‮ ينددون‮ »‬والشكوي‮ لغير الله مذلة‮«.‬
‮»‬آخر مرة حلمت كانت في‮ آخر سنة في‮ كلية الطب‮ .. هكذا بدأ حديثه إسلام علي‮ - طبيب متمرن ويعمل بأحد المستشفيات الحكومية‮.. قابلناه‮. في‮ ميدان الدقي‮ - يقول‮: الأمل دائماً‮ ما‮ يكون بداخلنا في‮ إصلاح الأوضاع الحالية فلا مكان في‮ الأحلام في‮ بلدنا‮!‬
محمود عوض موظف‮: الحكومة فرضت علينا‮ غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار التي‮ طالت كل شيء حولنا‮.. فرد فعل المواطن تجاه هذه الحياة الصعبة،‮ إما ان‮ يفيض بالمواطن الكيل ثم تخرج هذه الشحنة المكتومة في‮ صورة‮ غضب واعتصامات واحتجاجات التي‮ بدأت تتزايد في‮ الشارع المصري‮ بصورة خطيرة‮.. وإما أن‮ يستسلم المواطن ويرضخ خوفاً‮ علي‮ مصدر رزقه ورزق أولاده‮.. وإلي‮ الآن لم نر جديداً‮ لنواب دوائرنا في‮ السير نحو الأفضل لذلك نطالب الحكومة بأن‮ يكون المرتب موازياً‮ للمصاريف المعيشية للمواطن المصري‮ مع توفير الرعاية الصحية والتعليمية والخدمية فهي‮ أبسط حقوق المواطن داخل بلده‮.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.