بالرغم من الدعاية المنتشرة في كل مكان لمؤتمر الحزب الوطني ولشعاره الذي يبدو انه يهتم ظاهرياً بالمواطن فقط »من أجل حياة أفضل لأولادك« إلا أن الحقيقة تؤكد غياب الحزب عن الشارع المصري. »الوفد« التقت بعدد من المواطنين وسألناهم عن مؤتمر الحزب. الكل أكد انهم لا يثقون في الحزب الوطني ولا يتوقعون أن يحدث تغيير في المجتمع مشيرين الي أن أعضاء الحزب لا يهتمون بالناس أو المجتمع ولا يفكرون سوي بأنفسهم ومصالحهم وأكدوا ان الحزب يرفع شعارات فقط ليس لها علاقة بالواقع المرير الذي يعيشه الناس من هموم وظروف صعبة بسبب سوء ادارة حكومة الحزب الوطني للحياة السياسية والاقتصادية في مصر. والبعض الآخر أكدوا انهم لا يعرفون شيئاً عن المؤتمر أو شعاره ولا يهمهم سوي البحث عن لقمة العيش التي أصبح الحصول عليها في ظل حكومة الحزب الوطني صعبا للغاية. أكدت ايمان عزت محاسبة بأحد البنوك انها قرأت في الجرائد عن مؤتمر »الوطني« ولكنها لا تعرف شعاره أو موعده مشيرة الي انها لا تعرف شيئاً عن الحزب سوي أن رئيسه »مبارك« وتمنت أن يناقش الحزب في مؤتمره مشاكل البلد من ارتفاع أسعار والمواصلات والبطالة وتوقعت أن يبقي الوضع كما هو مثل كل عام قائلة: زي كل سنة لن يحدث تحسن بل أحوالنا تسير من سيئ الي الأسوأ. وأكد محمد الباز (أرزقي) تجاوز الستين من عمره ان ظروف المعيشة الصعبة والاسعار تبعده وتلهيه عن متابعة مؤتمرات لا تهتم بأمثاله من المواطنين علي حد قوله قائلاً: أنا أنتظر الموت وأشفق علي نفسي وأولادي وكافة الشباب وأملي الوحيد أن يفي الحزب الوطني بوعوده وتتحسن أوضاع البلاد لاستطيع العيش أنا وغيري من المواطنين المطحونين من الغلاء الفاحش. مؤكداً ان كيلو البطاطس اليوم ب»8« جنيهات والطماطم ب»3« جنيهات ورغيف الخبز بربع جنيه أو خمسين قرشاً ولا يكفي سوي لقمة واحدة وتساءل كيف في ظل هذه الظروف الصعبة أهتم بأخبار المؤتمر. أكد محمد ابراهيم (بائع جرائد) عمره »70 عاماً« انه لا يعرف شيئاً عن مؤتمر الحزب الوطني لا موعده ولا شعاره وأضاف مثل كل عام يناقشون مشاكل فقر العالم ولا أحد يعمل شيئاً من أجل المواطنين كل مسئول يجلس علي مقعد ويحارب من أجل المحافظة علي الكرسي فقط. وقال عمر »70 عاماً« معاشي 120 جنيهاً في ظل هذا الغلاء!. فكيف أعيش بهذا المعاش البسيط. وأكد محمد عبدالحليم (عامل) في المعمار »32 عاماً« انه لا يهتم بالسياسة لانها ليست مجدية ومصدرا للمشاكل علي حد قوله. وأشار الي انه يتمني أن تتحسن أحوال البلد ويراعي المسئولون محدودي الدخل وخاصة مع الغلاء الفاحش. وأكدت ايمان عبدالخالق (موظفة) في وزارة الزراعة انها لا تعرف شيئاً عن المؤتمر ولا تتابع أخباره لانها ببساطة لا تنتظر منه شيئاً فكل وعود المسئولين لا تنفذ. وبسؤال مصطفي هاشم (مفتش مالي) عن معرفته بمؤتمر الحزب الوطني قال لا أعرف سوي انه يرفع شعار »من أجلك أنت«. وأكد حسن حسني سعد الله مدير ادارة التفتيش الاداري ان مؤتمر الحزب الوطني يبدأ اليوم ويستمر لمدة 3 أيام وتوقع أن يناقش »الوطني« مشكلة المواصلات وزيادة الدخل وتمني أن يفي بوعوده هذا العام. قال الدكتور ماهر علي انه لا يعرف ميعاد مؤتمر الحزب الوطني وأن شعار الحزب القديم »من أجل أنت« وشعاره الجديد »من أجل مستقبل أفضل لأولادك« شعارات فقط وأضاف بسخرية ان ما يحدث من الحزب الوطني »من أجله هو وليس من أجلي أنا وأولادي« فمصر أمامها 100 سنة علي الديمقراطية الحقيقية. وقال شعبان بدوي (موظف) علي المعاش لا أريد أن أعرف شيئاً عن الحزب لانني لا أثق في أن يقوم الحزب الوطني بشيء للناس. وأضاف انه يحصل علي 400 جنيه معاش سطمطالبة من مؤتمر الحزب الوطني أن يستطيع أن يعيش وقال »نفسي أزوج ابنتي وعندي 7 أولاد«. أما أنطون ظريف فقال انه يعتقد ان المؤتمر من 26 الي 28 ديسمبر وأن الشعار الجديد للحزب الوطني هو »علشان خاطر مستقبل أولادك«. وأضاف ان المواطن المتواجد في الشارع يلهث فقط أمام لقمة العيش واحنا كل يوم بنسمع ان في تنمية وسوف نخرج من عنق الزجاجة. وطالب ظريف الحزب الوطني بحل مشكلة المعاشات والتأمينات وقال نحن لا نأمل شيئا من هذا المؤتمر ولا مستني حاجة من الحكومة. وأوضح ابراهيم زيد أنا كمواطن عادي مستحيل أن أنتظر حاجة من الحكومة أبقي مجنون الحكومة بحزبها لن يعطونا شيئاً ولكننا نأمل في اعادة الحقوق لاصحابها. واحنا مش عايزين حاجة من الحكومة غير انها تسيبنا نعيش في حالنا.
