في الهواء ثوب الفضيلة ساعات قليلة ويبدأ التصويت علي اختيار مرشحي مجلس الشعب صباح الأحد القادم بعد شهور طويلة من العناء والجهد للمرشحين علي اختلاف أطيافهم السياسية أنفق فيها البعض الملايين بسخاء علي أنصاره من السماسرة ومحترفي البلطجة الانتخابية وتوزيع الدعم العيني والمادي علي فقراء الدوائر في مختلف المحافظات.. وقد تمسك الحزب الوطني بنفس الوجوه الكالحة التي سئم منها المواطنون علي مدي سنوات طويلة من الكذب والوعود البراقة، ولأن المواطنين قد ضاقوا بكل سبل الاصلاح الديمقراطي والسياسي، فقد عزفت الأغلبية عن المشاركة حتي مجرد الحديث عن جدوي الانتخابات وقد غطاهم اليأس والإحباط فلا توجد ضمانات للحيدة والنزاهة والشفافية بعد إبعاد القضاء عن الإشراف في اللجان الفرعية التي يديرها موظفو الحكومة من المحليات والتربية والتعليم والصحة، ولم يقتنعوا بحوارات المثقفين والمعارضة حول ضرورة المشاركة والتصويت وحماية الصناديق من دنس التزوير وهم علي اليقين الكامل بأن كل شيء تم ترتيبه وإعداده علي ما يرام لإفراز مجلس برلماني بأغلبية كاسحة للحزب الوطني مع ترك عدد من المقاعد لرجال المعارضة .لزوم. الديكور الديمقراطي والحق أن عند .المواطنين. كل الحق مع إضافة بسيطة إن الغلبة في البرلمان القادم لرجال الأعمال الذين أحسنوا الضرب علي وتر الفقر والذل والبؤس الذي أصاب قلوب الفقراء من غياب الحساب والعقاب للمفسدين وراح الحزب الوطني يرتدي ثوب الفضيلة والشرف ويعلن هو الآخر عن محاربة الفساد والفقر وتناسي عن عمد أنه هو الذي أفرز مثلث الدمار الشامل من الفقر والفساد والبطالة، فضحك المواطنون وهم يسمعون .كلام. الحزب الوطني في برنامجه الانتخابي عن محاربة الفساد والفقر ثم هو يرفع شعار .علشان تطمئن علي أولادك. فأين حمرة الخجل؟! بعد كل هذا الخراب والفساد في التعليم والصحة والمحليات، ويبشرنا الحزب الوطني بأنه في الخمس سنوات القادمة تطمئن علي أولادك مع سياسة الحزب الوطني علي أنغام بيع المستشفيات وتصفية التعليم المجاني وبيع القطاع العام طبقاً لشعار .إحنا اللي ضربنا الهوا دوكو. مع الأغاني الهابطة عن الحيدة والنزاهة والشفافية بل والتقوي والورع والحزب الوطني يحارب الفساد والفقر، سلام علي الحزب الوطني وألف مليون سلام علي الفقراء والانتخابات النزيهة يوم الأحد القادم.