العلاقات الإنسانية بجميع أشكالها تحتاج إلي فن للتواصل مع الآخر بالطريقة المناسبة ، وبما أن الأصدقاء أشخاص مهمة في حياة كل منا ، وهم أقرب أحياناً من الأقارب ، فمن المهم المحافظة علي هذه العلاقة بطريقة مناسبة ، وبناء جسر من التواصل الجيد للتعرف علي مزيد من الأصدقاء. تشير الدراسات أن الصداقة الجيدة تريح الأعصاب وتحسن الصحة وخاصة لدي النساء حيث يحتجن بشكل عام إلي بناء شبكة من الصداقات القوية ، فما أجمل جلسة فضفضة ومرح وتسلية نسائية . وينصحك الخبراء بالبحث دائماً عن أصدقاء ومعارف جدد، لأن ذلك يساعد في تخفيف الضغط عن الشريك .. وكذلك فوضع جهد إضافي في التعرف علي الناس الجدد وعمل صداقات جديدة سوف تثبتي لنفسك أن حياتك الاجتماعية وقدرتك علي اكتساب معارف جدد لم تنتهي بارتباطك بشريك حياتك. والمطلوب منك هو تفحص قائمة صديقاتك ، وفرزها جيداً ، وتجديدها بين وقت واخر من خلال دعوات العشاء والنزهات والذهاب إلي النادي والتسوق . فإن شعرت أن إحدي الصديقات حقودة وتصدر منها بعض التصرفات التي تؤكد صداقتها المزيفة ،و لم تعد تهتم بك ولا بمشاكلك تخلي عنها ، ووثقي علاقتك مع الصديقة المخلصة التي تساعدك وتؤمن لكِ النصيحة الراشدة والكتف لتبكين علية وقت الشدائد ، ولتطوري صداقاتك ، يمكنك أن تركزي علي موهبة خاصة بك كي تستفيد منها بقية الصديقات . تقبليها بعيوبها ولكن كي تبني شبكة جيدة من الصديقات المخلصات ، فللأمر ضريبة خاصة ، فلا يوجد إنسان كامل ، وعليكِ أن تتقبلي عيوب الآخر ، فأنتِ تبحثين عن من يدفعك للتعامل بتلقائية معه ولكن هل نتقبل الآخرين كما نريد أن يتقبلنا الآخر ؟!. اعلمي أن من أساسيات تقبُّلك للآخرين ألاَّ تسقطي معاييرك الشخصية علي الآخرين؛ أي لا تلزمي أي شخص أن يتصرف بما تريدي أو تعتقدي، فإن كانت تلك المعايير التي تضعيها ليست أخلاقاً أو ديناً وكانت مجرد اعتقاد أو عادات أو تقاليد أو أفكار أو سلوكيات أو مشاعر فليس من حقك أن تطالبي الآخرين بها كما ذكرت مجلة الجزيرة. احذري التقبل المشروط للصديق بمعني أن تطلبي من الآخرين أن يغيِّروا سلوكهم حتي تتقبلهم، وذلك قد يكون مرفوضاً عند الكثير، وإن قبلوا يقبلونه لسلطتك عليهم. تعاملي مع العيوب إذا وجدتِ في شخصية صديقتك المخلصة بعض العيوب ، فمن الممكن أن تساعديها في التخلص منها ، علي سبيل المثال إذا اكتشفت أن صديقتك مغرورة ، لا تضعي نفسك في حيرة فالأمر أبسط من ذلك بكثير، لكن يجب أن تعلمي بعض الحقائق أولا : ضعي في حسبانك أولا أن المغرور يعيش منعزلاً وحيداً وفي برجه العاجي، ولا يستطيع أن يعيش أو يتجانس إلاّ مع ضعاف النفوس المهزوزين المهزومين، كما لا يقدر علي التعايش مع مغرور مثله. ولا تنزعجي إذا وجدتِ هذه الصديقة طماعة فالمغرور يطالب بأكثر من حقّه، ولذلك فإنّه يفسد استحقاقه ، ولتساعدي صديقتك علي التخلص من هذه الصفة المنفرة عليك عمل الخطة كالتالي: - استذكار سيرة العظماء المتواضعين أمامها، فمثلا يمكنك الإشارة إلي كيف كانوا علي الرغم من سعة علمهم وعظمة أعمالهم وجلالة قدرهم وخدماتهم للانسانية، إلاّ أ نّهم كانوا لا يعيشون حالة الورم في شخصياتهم، بل كانوا كلّما ازدادوا علماً تواضعوا لله وللناس أكثر.. هكذا هم الأنبياء.. وهكذا هم العلماء.. وهكذا هم سادات أقوامهم، ولم يكن تواضعهم الجمّ ليقلّلهم أو يصغّرهم في أعين الناس، أو ينتقص من مكانتهم. بل بالعكس كان يزيد في حبّ الناس واحترامهم لهم، وتقديرهم والثناء علي تواضعهم. - استعرضي الآيات والنصوص والحكم والمواعظ والقصص الذامّة للغرور والمغرورين. فنصيحة لقمان لابنه في التواضع، هي لكلّ الشبان والفتيات وليست لابن لقمان وحده: "ولا تصعّر خدّك للناس ولا تمشِ في الأرض مرحا" "??" وتواضع نبينا محمد "ص" رغم أ نّه أشرف الخلق وسيِّد الأنبياء، مدرسة نتعلّم فيها كيف نكون من المتواضعين. - حاولي أن تدفعيها لكسب مودّة الناس من خلال التواضع لهم، ولين الجانب وخفض الجناح واشعارهم بمكانتهم وتقديرك واحترامها لهم وعدم التعالي عليهم لأيّ سبب كان . - ذكّريها كلّما داهمتها حالة من الغرور، ولكن دون أن تجرحي مشاعرها أنّ الغرور والتكبّر خلق شيطاني بغيض، فإبليس أوّل مَنْ عاش الغرور والتكبّر في رفضه السجود لآدم حيث ميّز وفاضل بين "النار" التي خُلق منها و"الطين" الذي خُلق منه آدم، ونسي أنّ الخالق للاثنين معاً هو الله سبحانه وتعالي، وهو الذي يشرّف ويكرّم ويفاضل. دائمة الشكوي أما إذا كانت صديقتك من النوع الممل دائم الشكوي ، وجميع أحاديثها تنحصر في المشكلات فقط ، فينصحك الخبراء بالتعامل معها علي النحو التالي : تشجيع هذه الصديقة علي تغيير طريقة تفكيرها وحثها علي اكتساب نظرة ايجابية للأمور، وأن لا تركز كل اهتمامها علي الاشياء التي تنقصها؛ لأن الرضا والقناعة احد اسباب الشعور بالسعادة. واذا لم تُجدي كل المحاولات معها، فالمطلوب هو عدم التجاوب بتاتا مع الشكاوي المتكررة، أو إبداء اي اهتمام بها. تغيير موضوع الحديث والانتقال الي موضوع عام لتجنب إثارة الحديث عن المشاكل الخاصة مواجهتها بصراحة بأن شكواها المتكررة اصبحت مصدرا للإزعاج والتوتر والطلب منها، بلباقة ان تكف عن التذمر. اما اذا لم ينفع أي شيء، فمن الضروري التفكير في قطع العلاقة بها بهدوء وتدرج، سوءا بتقليص عدد اللقاءات اليومية، أو تجنب الدخول في حوارات يومية، أو الاعتذار عن قبول أي دعوات من قبلها. نمي شخصيتك وقبل النظر إلي عيوب الآخرين ، اسألي نفسك "هل أنتِ صديقة جديرة بالحصول علي علاقة صداقة ناجحة ؟ "لابد أن تتأكدي أنك تتعاملين مع صديقاتك بدستور كامل من الآداب ، حتي تكوني محط إعجاب زميلاتك ورغبتهن في الحصول علي صداقتك إذن عليكِ أسرار الصديقة الجذابة: 1- كاتمة أسرار من الطراز الرفيع. 2- محبة حقيقية للخير لهن. 3- مساعدة جيدة لهن في أحلك الظروف. 4- مستمعة ومتفهمة لمشاكلهن ، كما ذكرت مجلة الجزيرة. 5- كريمة في تعاطفك معهن. 6- قليلة الشكوي منهن. 7- مقدّرة للاختلاف بين طبائع البشر. 8- متواضعة ومعتزة بذاتك. 9- محترمة للخلاف في وجهات النظر. 10- لا تذوبي في شخصية صديقتك مهما كانت الظروف ، وكوني شخصية مستقلة . احذري التهكم ولكي تكوني صديقة صدوقة ابتعدي عن أسلوب التهكم والاستهزاء بقصد او بدون قصد ، إذا كنت من ممارسات عادة الاستهزاء أو دائمة التعليق السلبي علي كل من حولك وانتابك الندم فيجب عليكي التمرد علي هذا السلوك كي لا تضيع