الأزمة الدبلوماسية التى وقعت لقطر يوم 5 يونيو الماضى عندما قررت كل من السعودية والبحرين والإمارات العربية ومصر وغيرها من الدول قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر بسبب تدخلها السافر فى الشئون الداخلية لجيرانها ودعمها للإرهاب والجماعات الإرهابية واستمرارها فى التصعيد والتحريض والكذب الإعلامى ضد جيرانها عبر قنواتها الإعلامية الأمر الذى جعل دول المقاطعة تطالب قطر بتنفيذ 13 مطلبًا مهمًا كشرط لعودة العلاقات، إلا أن الموقف الرسمى القطرى وكسابق عهده جاء متعنتا ومستنكرا ونافيا لكل التهم المنسوبة إليه مع رفضه الرضوخ لتلك المطالب برغم الوساطة الكويتية وبرغم المهلة التى أعطتها دول المقاطعة لقطر من أجل العمل على تلبيتها. ومع دخول الولاياتالمتحدةالأمريكية على الخط وبدون سابق إذن فى تلك الأزمة شعرت قطر بمساعدة ووقوف أمريكا وبعض الدول الغربية معها إضافة إلى الدور التركى والإيرانى الداعم لها فى تلك الأزمة التى زادتها من بعد ضعف قوة، فأمريكا ومنذ اندلاع الأزمة كان موقفها عبر تصريحات رئيسها ووزير دفاعها ووزير خارجيتها جاء متناقضا وغير مفهوم ويميل مع بعض الدول الغربية والإقليمية لكافة قطر على حساب دول المقاطعة فى تلك الأزمة، وكل ما تفعله أمريكا مع قطر ومن خلال النشاط المكثف لوزير خارجيتها ريكس تيلرسون يعمل على الالتفاف على موقف الدول الأربع من الأزمة ومنها الاتفاقية الشكلية التى أبرمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية يوم الثلاثاء الماضى مع قطر بخصوص مكافحة الإرهاب تعمل على إفشال موقف الدول الأربع والتملص من تنفيذ قطر لتلك المطالب وبدلًا من توقيع وإلزام قطر بتوقيع تلك الاتفاقية مع الدول الأربع راحت أمريكا لتوقع من تلقاء نفسها الاتفاقية نيابة عنهم مع قطر وبما لا يخدم المصالح العربية وكل ذلك من أجل ضمان أمريكا لمصالحها فى المنطقة وتحديدا مع قطر لضمان تواصل الشراكة الأمنية والاستراتيجية بين الدوحة وواشنطن والحفاظ على قاعدة العديد الجوية الأمريكية وضمان حقول النفط والغاز وضمان بيع الأسلحة وعدم الرغبة فى القضاء على الإرهاب وكشف الدول الداعمة له، ولكل تلك الأسباب وغيرها يعمل الأمريكان بمساندة غربية وإقليمية على تطويق الأزمة وتعطيل نتائجها ومن ثم تدويلها والضغط على دول المقاطعة لتعديل المطالب وعودة العلاقات، وفى نفس الوقت اباع أمريكا لمبدأ الاحتواء المزدوج لضمان الحفاظ على مصالحها مع جميع الأطراف. ومع ما تفعله أمريكا وتخطط له بعد تدخلها فى تلك الأزمة فإن أمريكا بسبب مصالحها المعلنة وغير المعلنة مع قطر والمنطقة لن تسمح لدول المقاطعة بالتصعيد وكشف المستور, بل لن تسمح لدول المقاطعة أن تأخذ دور الدول العظمى التى تفرض العقوبات وبالتالى لا يمكن الآن أن تتخطى تلك الدول الموقف الأمريكى بعد أن سمح الأمريكانلقطر بهامش من الحركة وهامش من ماء الوجه وبخاصة بعد توقيعها لاتفاق غريب مع قطر يتعلق بمكافحة الإرهاب وبالتالى ضمان تملص قطر من شروط دول المقاطعة بعد وقوف كل من تركيا وإيران عسكريًا واقتصاديًا معها فى تلك الأزمة، وأمام كل تلك التحديات التى تواجه دول المقاطعة ومنها الحفاظ على أمنها الخليجى والعربى الآن لامناص أمام تلك الدول من الإصرار على مقاطعة قطر وفضحها أمام العالم والإصرار على تنفيذ تلك المطالب والعمل على تصعيد واتخاذ الإجراءات العقابية الأكثر إيلاما ضدها لإثنائها عن دعم وتمويل الإرهاب، والأهم هو أن تعمل السعودية والبحرين والإمارات العربية ومصر على تحييد الموقف الأمريكى ودوره المشبوه والمتناقض فى تلك الأزمة وعدم التورط معه ومع دول الغرب فى أية اتفاقات باعتبار الأزمة وفرض العقوبات شأن داخلى عربى، مع فضح أفعال الدول الداعمة للإرهاب والتى تعرقل سعى العالم الحر لمقاومة آفاته حتى تتوقف قطر وغيرها من الدول عن تمويل ومساعدة الجماعات الإرهابية وتراجعها عن المخططات الإرهابية والتخريبية التى تهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم.