لغتنا العربية تعتبر من أثرى وأقدم اللغات العالمية باعتبارها اللغة الخامسة من حيث انتشارها ، وهي بجانب ما تتمتع به من جمال حروفها وتطور تاريخها الفني عبر مدارس فنية وجمالية خرجت للنور في زمانها ملبية احتياجات العصر الذي ظهرت فيه . كما أنها تشكل بحر واسع من حيث المفاهيم والمفردات واللهجات المتعددة التي عرفتها البلدان بجانب اللغة الكلاسيكية الأم مما يدل على ثراء وحيوية وتجدد اللغة وتوالد مفرداتها مع تميز حروفها التي تكتب بأكثر من طريقة ، كما أنها بقيت حية وقوية أمام هجمات الحركات الاستعمارية والغزوات عندما فرضت نفسها على لغات الدول الأخرى منذ تفوقها عبر تاريخ الحضارة الإسلامية حتى تمكنت لقوتها وتاريخها أن تعرب الكلمات الأخرى وتدخل في قواميس اللغات المشهورة بالعالم ، ولجمالها وروعة منظرها وتأثيرها على النفوس كان الخط العربي هو أحد فنون كتابة الكلمات والجمل التي تستخدم حروفها ال28 لتكون من أهم الفنون التشكيلية التي عرفتها الحضارة الإسلامية داخل المساجد والأماكن الدينية والقصور وغيرها لتتصدر الريادة على مجالات الفنون التشكيلية الثرية التي عرفتها الحضارة الإسلامية من خلال تشاك حروفها وجمالياتها البصرية ومرونة تشكيلها لتظل عبر العصور ملهمة للفنانين والمبدعين الذين عشقوا فن الخط العربي عبر أنواعه المختلفة ، فبعد الخط القديم في العصر الجاهلي وصولا لنزول القرآن الذي أعطاها هذا الشرف الرباني عرفت اللغة أنواع كثيرة عبر أزمنة التاريخ الإسلامي ، ومنها الخط الكوفي ، والرقعة والنسخ وخط الثلث "الخط الطغري " والخط الفارسي ، وخط الإجازة والخط الديواني ثم الخط المغربي . ومن هؤلاء الموهوبين والعاشقين للخط العربي الفنان صلاح شوقي من قرية بني قريش بمحافظة الشرقية التقت بوابة الأسبوع به للمرة الثانية لتميزه وموهبته في كتابة الشعر ، والفن التشكيلي ورسم اللوحات والبورتريهات لكي نتعرف منه على تاريخ عشقه واهتمامه لهذا الفن ، وعن ذلك يقول الفنان صلاح شوقي أنه من مواليد 1957 ، وبعد إنهاء دراسته عمل برغم مواهبه المتعددة في وزارة التربية والتعليم ورغم هذا العمل الإداري لم يمنعه عن حبه وممارسته لتلك الفنون المحببة إلى قلبه ، وظل يمارسها وحتى الآن وبعد خروجه إلى سن التقاعد ، ويستطرد رحلته فيقول كنت ومنذ طفولتي ومراحلي التعليمية الأولى محبا للخط العربي وتتلمذت على يد مشايخ القرآن والآساتذة الكبار لمحاولة فهم ومعرفة قواعد وفن الخط العربي وبسبب موهبتي تم تكريمي في مسابقة لأوائل الطلبة عام 1971 بمحافظة الشرقية عندما كنت بالصف الثاني الإعدادي وظللت بسبب تكريم الآساتذة لي عاشقا لفن الخط وممارسا له من خلال قيامي بإنتاج العديد من اللوحات الدينية والأحاديث التي كنت أهديها للمساجد داخل قريتي وخارجها ،ولهذا فقد عدت عام 2007 والتحقت بمدرسة الخطوط العربية بالشرقية لإثقال موهبتي وحصولي على الدبلوم بتقدير امتياز ومازلت أقوم بجانب مواهبي الفنية الأخرى بعمل العديد من المخطوطات وإظهار جمال الخط العربي ومعظمها يحاكي الآيات الدينية المبشرة والمعبرة التي تطمئن النفوس وتشرح الصدور من خلال مقاسات مختلفة وأنواع خطوط متعددة مع القدرة ف استخدام النسب الهنسية واستخدام الألوان وبعدها أقوم بإهدائها للمساجد بجاني تبرعي بالكتابة للآيات القرآنية والأحاديث داخل جدران المساجد وبعض المنادر من أجل تزيينها وبخاصة القبلة داخل المساجد ، ويختم الفنان حديثه لبوابة الأسبوع بقوله بأن اللغة العربية من اللغات الحية والجميلة التي ستبقى ما بقي التاريخ ويكفي أنها نالت شرف نزول القرآن بها وسأظل أمارس تلك الموهبة الجميلة التي هي من أجمل ما يعطيه الله للإنسان ولهذا فإنني أقوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لنشر أعمالي التي تتخطى الآن الحدود لتعلن بشرف جمال تلك اللغة وتفردها على لغات العالم وإعطاء الكثيرين فرصة في كل بقاع الأرض لمشاهدتها .