وعاد رمضان ولم تعد مباهجه .. ذلك الكريم الذى ضنت دموعه على أعتاب الفرح لسنوات عجاف مضت أبى فيها أن تغيب مباهجه عن أرض مصر وسمائها وبيوتها .. ليطل عليه الإرهاب هذا العام ويستبق أول شموسه بعملية خسيسة إستهدفت فيها رصاصات الغدر صدور الأبرياء ، فإنهالت عليهم رشاشات المرتزقة وهم من يطلق عليهم فى معظم الأحيان وأغلبها " إرهابيين " غُيب عقلهم وإستقطبتهم الجماعات المتطرفة ، وما هم إلا مجموعة من المرتزقة تحركهم الأوراق الخضراء والأبواق الصفراء ، ولمن يقترب أكثر من تفاصيل حادث المنيا المفجع ، يجد القاتل سارق والسارق قاتل ، فبعد أن أطلقوا نيرانهم الغاشمة ، سرقوا أموال وذهب ركاب الأتوبيس ، وهذا ما لا يفعله صاحب القضية كما يدعون ، فهم كقطاع الطرق لا وطن لهم ولا مبدأ .. ولعل ما يدفعهم لتكرار إستهداف الأقباط هو إفلاسهم الحقيقى فى إضعاف أجهزة الدولة المصرية ، فما إستطاعوا التشكيك فى قوة الشرطة المصرية على حماية الآمنيين ، ولا قوت أعمالهم الفردية فى أطراف البلاد وأقصاها على تثبيط عزيمة الجيش المصرى وإصراره على المواجهة حتى إبادة أخر ذيل من ذيول الخسة المتلاعبة بأمن مصر وإستقراها .. ولا هدأت طموحات السيد الرئيس فى الإرتقاء بمعيشة المصريين وأحوالهم ، ففى الوقت الذى يحاول هؤلاء إستهلاك طاقته وفكره بعيدا عن البناء والتعمير ، يذهلهم الرئيس بإنشغاله الدائم بالبناء والتعمير ، وتتوالى الإفتتاحات الكبرى والزيارات الناجحة من وإلى مصر ، ومؤخرا كلمة الرئيس السيسى فى القمة الإسلامية الأمريكية والتى إعتمدت كوثيقة لدى مجلس الأمن بمثابة حروف كُتبت للتاريخ وسيذكرها مرارا وتكرارا ، نطقها الرئيس ببلاغة منبعها الواقع ، وفصاحة تجملت بأحمال ثقيلة حملها المصريون وحدهم ولم يتخازلوا فى مواجهتها ولو للحظه .. فلربما أوجعتهم حروف الرئيس التى أشارت وبكل وضوح على بؤرة الشر وكيف تبعث فى بلداننا سمومها والشرر .. لنجد حادث المنيا الإرهابى فى صباح اليوم التالى من إعتماد كلمة الرئيس كوثيقة لدى مجلس الأمن ليتأكد لنا الأمر ويتبين للمرة الألف من هو الإرهابى الحقيقى الذى يترنح رعبا كلما صعدت مصر خطوة وسابقت الزمن الذى بات منبهرا من بلد تعانى وتجوع وتئن .. ولازالت تبنى وتحلم وتستعد بكل ما لديها من بقايا سعادة لكل ما هو قادم وأفضل !