لم يعد أردوغان قادرًا علي التوازن الدولي و اصبح الرجل الذى عقد تحالفات مشبوهة و معقدة بين تركيا و كل الدول المتناقضة في أيديلوجيتها و توجهاتها و ايضا عدد من التنظيمات الإرهابية ذات الغطاء الديني قادرًا علي استمرار سياساته الخارجية بعد خسارته لحليفه الاقوى اوباما و موقف أوربا الرافض لتجاوزات اردوغان السياسية و الحقوقية ضد كل طوائف الشعب التركي و موقف اردوغان المشبوه من تحالفه مع الدولة الخومينية في ايران و دعمه المستمر لتنظيمات التطرّف الديني بل وصل اردوغان الي نقطة الا عودة بعد ان اتهم قيادات دول أوروبية بدعم الارهاب في وقت يدعم اردوغان فيه تنظيم الاخوان الإرهابي جَهْرًا ان تركيا الأردوغانية أصبحت تعاني من علاقات دولية معقدة مع من كانوا اهم داعميها و اصبح مصير اردوغان كريشة في مهب ريح عاتية و لم تعد الجبهة الداخلية هي هاجس اردوغان الوحيد و لكن علاقته الخارجية أصبحت هاجسا اكبر بعد ان أوجد اردوغان بتصرفاته العدائية تجاه معارضيه في الداخل داعمين لهم في الخارج مما يضعف موقف اردوغان و يفقده القدرة علي الصمود امام الضغوط الداخلية و الخارجية و لم يعد امام اردوغان الا القبول بتقديم تنازلات قاسية لمعارضيه في الداخل و تنازلات أشد قسوة للدول التي افتعل معها خلال كان اردوغان في غنى عنه في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ تركيا او يبقي له الخيار الثاني و هو الرحيل و الخروج الكامل من المشهد السياسي التركي فورا و يبقي السؤال الصعب و هو ماذا لو لم يقبل اردوغان صاحب الشخصية المتعنتة بهذا او ذاك ؟؟ هل سيكون مصير تركيا الدخول في دوامة مواجهة أهلية طاحنة ؟ هل ستتعرض تركيا لشبح التقسيم العرقي ؟ هل ستغلب علي اردوغان طموحاته الزعامية علي مصالح تركيا الوطنية ؟؟ هذه التساؤلات لا يملك إجابتها الا اردوغان نفسه و ستثبته الأسابيع القليلة القادمة و تطورات المشهد الداخلي في تركيا و تداعيات انهيار العلاقات التركية الأوربية .