تنسيق الدبلومات الفنية 2025 دبلوم صناعي 3 سنوات.. الكليات والمعاهد المتاحة (الموعد والرابط)    معاشات أغسطس 2025 للمعلمين.. الصرف يبدأ الجمعة وزيادة 15% تُطبق رسميًا    بكابلات جديدة.. قرب الانتهاء من تغذية محطة جزيرة الذهب أسفل كوبري العمرانية    «التموين»: لا صحة لعدم صرف الخبز المدعم لأصحاب معاش تكافل وكرامة    مالطا تعلن اعترافها بدولة فلسطين في سبتمبر    مكتب ستارمر يؤكد اتصاله بنتنياهو قبل إعلان الاعتراف المحتمل بدولة فلسطين    المفوضية الأوروبية تدعو كييف إلى تعيين مدير لمكتب الأمن الاقتصادي بأسرع وقت ممكن    وزير العمل يعلن 68 وظيفة بالسعودية.. تعرف عليها    تغيير إيجابي في الطريق إليك .. برج العقرب اليوم 30 يوليو    منافسة غنائية مثيرة في استاد الإسكندرية بين ريهام عبد الحكيم ونجوم الموسيقى العربية.. صور    أميرة سليم تطلق «أوبرا ريمكس»: الأوبرا ليست مملة وسبقت السينما في تقديم الدراما    تقدم مهني ملموس لكن بشرط.. حظ برج القوس اليوم 30 يوليو    أحمد فؤاد سليم: الجيش شكّل وجداني.. وكنت إنسانًا بلا اتجاه    متحدث "الموسيقيين" يبارك للفائزين بالتجديد النصفى: نحتاج كل صوت مخلص    اليوم، طرح تذاكر حفل الموسقار العالمي عمر خيرت في دبي أوبرا    إنجاز غير مسبوق.. إجراء 52 عملية جراحية في يوم واحد بمستشفى نجع حمادي    مطران دشنا يترأس صلوات رفع بخور عشية بكنيسة الشهيد العظيم أبو سيفين (صور)    في الجول يكشف سبب غياب كريم فؤاد وأحمد كوكا عن ودية الأهلي ضد إنبي    ثروت سويلم: لن نلغي الهبوط لو تكرر نفس الموقف مع الإسماعيلي    آس: روديجر وألابا في طريقهما للرحيل عن ريال مدريد    رئيس مدينة الحسنة يعقد اجتماعا تنسيقيا تمهيدا للاستعداد لانتخابات الشيوخ 2025    مصرع عامل اختل توازنه وسقط من أعلى سطح المنزل في شبين القناطر    أخبار كفر الشيخ اليوم... إصابة 10 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ميكروباص    خالد أبوبكر للحكومة: الكهرباء والمياه الحد الأدنى للحياة.. ولا مجال للصمت عند انقطاعهما    رئيس مبيعات الركوب ب"جي بي أوتو": طرح 5 طرازات تؤكد ريادة شيري في السوق المصري    وزير الخارجية يتوجه إلى واشنطن في زيارة ثنائية    الخارجية الأردنية ترحب بعزم بريطانيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية    الإمارات تدين بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة في الكونغو    أسامة نبيه يضم 33 لاعبا فى معسكر منتخب الشباب تحت 20 سنة    استعدادًا للموسم الجديد.. نجاح 37 حكمًا و51 مساعدًا في اختبارات اللياقة البدنية    أحمد فؤاد سليم: عشت مواجهة الخطر في الاستنزاف وأكتوبر.. وفخور بتجربتي ب "المستقبل المشرق"    نبيل الكوكي يقيم مأدبة عشاء للاعبى وأفراد بعثة المصرى بمعسكر تونس    عاصم الجزار: لا مكان للمال السياسي في اختيار مرشحينا    السيطرة على حريق هائل بشقة سكنية في المحلة الكبرى    «الجو هيقلب» .. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم : أمطار وانخفاض «مفاجئ»    جدول امتحانات الثانوية العامة دور ثاني 2025 (اعرف التفاصيل)    التفاصيل الكاملة لسيدة تدعي أنها "ابنة مبارك" واتهمت مشاهير بجرائم خطيرة    مصرع شاب سقط من علو في أكتوبر    الجامعات الأهلية الأقل تكلفة في مصر 2026.. قائمة كاملة بالمصروفات ومؤشرات تنسيق الثانوية العامة 2025    تنسيق المرحلة الثانية 2025.. موعد الانطلاق والمؤشرات الأولية المتوقعة للقبول    سعر الفول والسكر والسلع الأساسية بالأسواق اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025    رسميًا بعد الانخفاض الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025    رئيس وزراء فلسطين يبحث مع وزير الخارجية السعودي تنسيق المواقف المشتركة    الجنايني عن شروط عبدالله السعيد للتجديد مع الزمالك: "سيب اللي يفتي يفتي"    مفاجأة ممدوح عباس.. الزمالك يتحرك لضم ديانج.. تقرير يكشف    ماذا جاء في البيان الختامي لمؤتمر نيويورك لحل الدولتين؟    محمد السادس: المغرب مستعد لحوار صريح ومسؤول مع الجزائر    معلقة داخل الشقة.. جثة لمسن مشنوق تثير الذعر بين الجيران ببورسعيد    بدأت بصداع وتحولت إلى شلل كامل.. سكتة دماغية تصيب رجلًا ب«متلازمة الحبس»    خالف توقعات الأطباء ومصاب بعيب في القلب.. طفل مولود قبل أوانه ب133 يومًا يدخل موسوعة «جينيس»    طريقة عمل سلطة الطحينة للمشاوي، وصفة سريعة ولذيذة في دقائق    هل يُحاسب الطفل على الحسنات والسيئات قبل البلوغ؟.. واعظة تجيب    أمين الفتوى: الشبكة جزء من المهر يرد في هذه الحالة    ما الذي يُفِيدُه حديث النبي: (أفضل الأعمال الصلاة على وقتها)؟.. الإفتاء توضح    حكم الرضاعة من الخالة وما يترتب عليه من أحكام؟.. محمد علي يوضح    محافظ الدقهلية يهنئ مدير الأمن الجديد عقب توليه منصبه    قبل الصمت الانتخابي.. أضخم مؤتمر لمرشحي مستقبل وطن في استاد القاهرة (20 صورة)    أمين الفتوى: مخالفات المرور الجسيمة إثم شرعي وليست مجرد تجاوز قانوني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دور المرأة والإعلام والتنوع الديني والثقافي في مؤتمر مواجهة التطرف بمكتبة الإسكندرية
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 19 - 01 - 2017

شهد اليوم الثاني من مؤتمر "العالم ينتفض: متحدون في مواجهة التطرف"، والذي تنظمه مكتبة الإسكندرية في الفترة من 17 إلى 19 يناير 2017، جلسات متوازية شارك فيها باحثون ومفكرون وخبراء دوليون متخصصون في قضايا التطرف، وتناولت الجلسات وضع المرأة، دور الإعلام، التنوع الديني والثقافي، رصد خطابات التطرف، واستطلاعات الرأي.
تحدث في جلسة التنوع الديني الثقافي كل من الدكتور إلياس الحلبي؛ أستاذ الحضارات بجامعة "بلمند" في لبنان ومدير مشارك في مركز الشيخ نهيان للثقافة، ومن السعودية الدكتور عبد الله الخطيب؛ أستاذ مشارك في جامعة الملك بن عبدالعزيز، والمطران منير حنا؛ رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية بمصر وشمال إفريقيا والقرن الإفريقي، وأدارت الجلسة الدكتور نيفين مسعد؛ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة.
وفي كلمته، قال الدكتور إلياس حلبي أنه في الحديث حول العلاقة بين التنوع والإرهاب فلابد من محاولة تفكيك الآليات الذهنية التي أدت إلى تشكيل هذا الموقف المتأزم وما يتبعه من جنوح للإرهاب، وأنه كي نستطيع فهم الموقف لابد أيضًا من التعرض لقضايا وعي الإنسان بذاته وبالآخر والواقع من حوله والسلطة والصراع الذي يدفعه لاتخاذ موقف سلبي من موضوع التنوع.
وأكد أن رفض التعددية والتنوع راجع إلى مفهوم الهوية الذي يتم حصره في كثير من الأحيان في الهوية الأحادية التي لا يستطيع فيها الشخص أن يتقبل أن تكون لديه هوية مركبة لها عدة جوانب؛ مما يؤدي إلى خلق حالة صراع داخلي لدى صاحبها تدفعه إلى "الاختزالية"، بمعنى أن يختزل الشخص المحددات الكثيرة للهوية في الهوية الدينية والنزول لمستوى أدنى وهو الهوية الطائفية.
وتناول "حلبي" قضية وعي الإنسان بالأخر الذي ينظر إليه على أنه المسؤول عن المشاكل التي يمر بها ويشكل مصدر الخطر لمجرد "غيريته" ووجوده، حتى لو لم يقم الأخر بشيء سلبي، مشيرًا إلى أن القضية الأصعب عندما يصبح الآخر مصدر لتأزيم علاقتي مع الله وتكريرًا لصفائي الديني.
وأضاف أن الصراع الداخلي بين معتقدات الإنسان وما يريده وما يعيشه يعبر عنه أحيانًا في شكل جنوح ومغالاة تنعكس على الوعي للذات وللآخر، لهذا لا يستطيع الإنسان تقبل التنوع أو التعايش معه بل والسعي لإزالته وصولًا إلى الصفاء في كل شيء، مشددًا أنه كي نفهم العلاقة بين التعددية والإرهاب والتطرف لابد من أن نفهم مفهوم "الاختزالية"؛ بمعنى أن يختزل الله في صورة تخدم فكرة معينة، أو اختزال النص الديني في الآيات التي تخدم أغراض محددة، واختزال التفسير لتقديم التبريرات المطلوبة التي تدعم التطرف والمغالاة، بالإضافة إلى اختزال مقاصد الله من الخلق لخدمة المشروع الذي يلبسه المتطرفون إلى الله.
وتابع أن التفكير الاختزالي يوصّل للنظرة الأحادية للذات ورفض التنوع؛ فيجنح الإنسان إلى الأصولية الدينية التي تعطيه الحصانة والوكالة الحصرية كي يكون الناطق الرسمي باسم الله والمنفذ لإرادته، وعندما يصطدم هذا الشخص بواقع مغاير يتحول من الأصولية إلى التطرف بالتفسير وفرضه على الأخرين ويجنح للعنف. ويرى "حلبي" أن صفة التنوع هي النقيض لفكرة الاختزالية؛ حيث تفتح فكر الإنسان على تقبل أفكار جديدة وتقبل الآخر وأن يعي سعة رحمة الله وحقيقة أن الله خالق الكون كله، وأن مصائر الخلق مرتبطة بإرادة الله لا إرادة المتطرفين.
وتعرض المطران منير حنا في كلمته إلى المشروعات المشتركة التي جمعت بين الكنيسة والأزهر في مصر ومشروع بيت العائلة المصرية، وضرورة نقل الحوار من كونه حوار نخبوي إلى رجل الشارع البسيط، بحيث يكون هناك حوار حياتي عملي يومي بعيدًا عن المستوى الأكاديمي، مؤكدًا أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام بين الشعوب إلا بالسلام بين الأديان وأن هذا الأخير لن يتحقق إلا بالحوار الذي أصبح ضرورة حتمية لمواجهة التطرف والإرهاب، لاسيما بعد أحداث 11 سبتمبر. وأشار إلى أن الكنيسة الأسقفية في مصر وقعت العديد من الاتفاقيات ومذكرات التعاون مع الأزهر الشريف، تم على إثرها إجراء العديد من اللقاءات الدورية، وإصدار عدة كتب حول ثقافة الحوار وتصحيح الصور المشوهة والقضايا ذات الاهتمامات المشتركة، إلا أن ذلك كله لم يمنع موجات العنف من أن تكمل مسيرتها بل وتزداد.
من جانبه، لفت الدكتور عبدالله الخطيب إلى أن العديد من الدول أعلنت فشل سياسات التعددية الثقافية؛ وكان أولها ألمانيا عندما صرحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأن مقاربة التعددية الثقافية قد فشلت بشكل مطلق في ألمانيا، تبعها بعدة أشهر تصريح من قبل رئيس وزراء بريطانيا حينذاك، ديفيد كاميرون، قال خلاله أن التعددية فشلت في بريطانيا، وأن المملكة المتحدة بحاجة إلى هوية قومية أقوى حتى لا يلجأ الناس إلى التطرف، ثم تلتها فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية. وأرجع "الخطيب" أسباب فشل سياسات التعددية إلى الخطورة التي تشكلها تلك التعددية من وجهة نظر بعض الحكومات، والتجاور الشكلي للثقافات دون أن يكون هناك تفاعل حقيقي خارج إطار النفعية، وانكفاء بعض الثقافات على نفسها مما خلق بيئة خصبة لنمو التطرف والتشدد.
وأوضح أن ما أطلق عليه "سلوكيات الأنا" تجاه الأخر يمكن تصنيفها في أربعة نماذج؛ أولها نموذج الإقصاء عن طريق إبعاد الأخر المختلف، ونموذج العزل بعدم اختلاط المستضيف بالمضاف، ونموذج الاندماج الذي يسعى فيه الإنسان لمعرفة ذاته عن طريق معرفة الأخر، ونموذج الانصهار وهو الأخطر على الإطلاق لأنه يهدف لعزل المختلفين عن ثقافة المستضيف عن المجتمعات الخارجية لتغيير ثقافته وصهرها في ثقافة الدول المستضيفة. ودعا إلى ضرورة تطبيق "المثاقفة" التي تختلف عن مفهوم التثقيف، والغاء التفاضل بين الشعوب والقبول بالحد الأدنى من القيم المشتركة.
فيما طرحت جلسة "رصد خطابات التطرف"، والتي قام بإدارة الحوار فيها الدكتور رفعت السعيد، مجموعة من النماذج للخطابات المتطرفة والمؤسسات التي تعمل على رصد ومحاربة تلك الخطابات واستراتيجيات التعامل معها، وقال الدكتور رفعت السعيد، لابد من التفرقة بين المعرفة والعلم، حيث أن المعرفة هي المعرفة السطحية بالشيء، وأما العلم بالشيء فهو التعرف علي مكوناته، أي ان استخدام المعرفة دون إعمال العقل يجعل هناك أقوال تتردد إلي العقل المصري دون صحة وعلم لها، مما سبب على أثره أنتشار لأفكار لا تندرج للدين وتم استغلالها باسم المعرفة وأتخذها البعض انها علم لهم، لافتاً إلى أننا نواجه ظاهرة صعبة وهي محاولة تجديد وتصحيح الفكر.
وتحدث الدكتور محمد عبد الفضيل؛ منسق عام مرصد الأزهر الشريف، عن أنواع الخطابات المتطرفة التي يباحث فيها المرصد وهي: خطابات دولية متطرفة "داعش نموذجاً" والتي تستهدف جذب أكبر عدد من المسلمين، وتتطرق للمشاكل والمعوقات الحياتية للمسلمين في الغرب، وتسيطر عليها لغة الترغيب في الجنة، والترهيب من النار، والنوع الثاني هو نوع إقليمي متطرف، ومنهم "بوكو حرام" وحركة الشباب الصومالية، والتي تشكك في إسلامية النظم القومية، وتدعو إلى إقامة الخلافة الإسلامية كبديل وحيد، ويغلب عليها لغة التكفير والكراهية، أما النوع الثالث فهو خطابات محلية متطرفة، ومنها "حركة حسم، ولواء سيناء"، وتهدف إلى زعزعة الشعور بالهوية القومية والعربية.
وأوضح الدكتور عبد الفضيل طرق مواجهة خطابات التطرف بحسب المرصد، ومنها تجديد الخطاب الديني عن طريق خ لق لغة دينية جديدة أكثر تأثيراً وجذباً ومتسق مع لغة ما بعد الحداثة، وترميم البنية التحتية التي يتم استغلالها من المتطرفين، وكذلك إعلاء قيمة الإنسان فوق كل القيم، وترسيخ هذه القيمة والتأكيد على أن الفرد هو العامل والهدف والمنطلق لأنه مخلوق من الله، فضلاً عن ترسيخ قيمة الهوية العربية وثقافتها في وعي الأطفال، والتركيز على قيمة الوطن، وعرض الدكتور عبد الفضيل نماذج للخطابات المتطرفة التي توجهها كل فئة، كما عرض نماذج للخطابات المتطرفة الناطقة باللغات الأجنبية، ومناهج داعس التعليمية ومبادئهم العقيدية.
وطرح الدكتور عبد الفضيل مجموعة من التحديات التي تواجه المرصد نحو الفكر المتطرف، ومنها إغفال المؤسسات التعليمية والثقافية الاهتمام بالنشء في تصحيح المفاهيم المغلوط، وتنوع وتشعب الفكر المتطرف وعمقه، وكذلك تنوع أسباب الفكر المتطرف بحسب الأسباب.
فيما تحدث الدكتور زكي ميلاد؛ من السعودية، أن أحداث التطرف كشفت عن أزمة حقيقية في ساحة الفقه الإسلامي، ولولا هذه الأزمة لما وصل التطرف لما آل إليه من هذا الاتساع والامتداد، لافتاً إلى أن الجديد في الأمر لابد أن يكون في تغيير طريقة التعامل مع الأزمة والاعتراف بحجمها، والعمل على تبني خطوات غير تقليدية وأكثر فعالية، فضلاً عن التخلي عن الخطاب البياني والجدلي، إلى جانب الانخراط الجاد في مواجهة الأزمة وإعلان حالة الطوارئ الفكرية والدينية بأعلى درجاتها، لتفتيت الأزمة وتشريحها بخطوات فعالة.
وأضاف الدكتور زكي أن خطورة الأزمة تكمن في تقليص روح العقلانية وتراجع الخطاب الديني المعتدل، وأنها تراكمت على زمن طويل حتى توطنت، وتحولت إلى أزمة دنيوية عميقة من جهة، وإلى أزمة تاريخية ممتدة حتي وصلت إلى وضعها الحالي، الأمر الذي يقتضي النظر لهذه الأزمة علي أساس المدة الطويلة، مؤكداً أن إغلاق باب الاجتهاد فتح الطريق للتضليل أن يدخل إلى ثقافة المسلمين، لافتاً إلى أننا إذا أردنا التقدم خطوات نحو التقدم الديني علينا بناء فلسفة دينية بناءً جديداً يأخذ بعين الاعتبار ما تطور من المعرفة بنواحيها المختلفة.
وفي السياق ذاته تطرق الدكتور الطاهر سعود؛ الباحث في مجال مكافحة الإرهاب بالجزائر، إلى استراتيجية محاربة التطرف، وطرح التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أن التصدي للإرهاب مر بمراحل متعددة في الجزائر خلال جميع الموجات التي مرت بها العمليات الإرهابية فيها، فهناك معالجة أمنية طرحت في البداية، ولكن تبعها العمل على المستوي السياسي، ومن جهة أخرى تطبيق سياسة شاملة للقضاء على الراديكالية تمزج بين إجراءات سياسية واقتصادية وثقافية ودينية.
وطرح الدكتور سعود استراتيجية المواجهة الأمنية للإرهاب في الجزائر، وذلك على مرحلتين وبدأت في1991 وحتي 1991، بتكوين كوادر لمكافحة العناصر الإرهابية بشكل خاص، والمرحلة الثانية بتكوين سلك عسكري مختص بمكافحة الإرهاب، وتم تحديث المؤسسة الأمنية، وتنويع القاعدة البشرية لقوات مكافحة الإرهاب والتي تكونت من "سلك الحرس البلدي، وسلك المواطنين المتطوعين، ومجموعات الدفاع الذاتي"، وكذلك تعميم استعمال المعلوماتية، فضلاً عن تحديث التسليح وتدريب خوض معارك وحرب العصابات، بالإضافة لحشد الموارد المالية ومنح الدولة قدرة أكبر علي تمويل حربها ضد الإرهاب، وتكييف المنظومة القانونية والتشريعية بإنشاء مجالس قضائية وتشريعية وتنفيذية.
وأشار الدكتور سعود إلى التدابير ذات المنحنى السياسي التي تدخل في استراتيجيات الحرب وهي إعادة تشكيل الحقل السياسي، وإطلاق تدابير للرحمة والمصالحة الوطنية، والعودة للمسار الانتخابي، فضلاً عن وجود تدابير للنظام الاقتصادي والتعليمي والثقافي.
وشهد المؤتمر جلسة حول دور الإعلام، تحدثت فيها أولجا فرحات من لبنان، ومحمد صلاح؛ مدير مكتب الحياة اللندنية بالقاهرة، ووفاء صندي ؛كاتبة ومراسلة صحفية مغربية. وأدار الجلسة خالد بن ققة؛ الباحث الجزائري في الشؤون الخارجية. وقال الإعلامي المصري محمد صلاح إن الإعلام المصري يواجه مشكلة كبيرة، وأن الإعلام الغربي نجح في سرطنة المجتمعات الغربية، مشيرًا إلى أن العالم الآن ينتفض لدعم الارهاب من خلال وسائل إعلام وقنوات فضائية تري من فجر نفسه داخل كنيسة ضحية.
وتحدثت أولجا فرحات من لبنان عن الإعلام ودوره في تعزيز ثقافة السلام ومحاربة التطّرف. وذكرت أن السلام هو حالة إنسانية يعيشها الإنسان في انسجام مع ذاته قبل أن يعيشها مع الآخرين، فالسلام يبنى على العدالة والحرية، والعدالة هي احترام حقوق الإنسان بالتساوي، أما الحرية فهي ممارسة حرية الرأي والتعبير مع الحفاظ على كرامة الآخرين، إذًا هي ممارسة أخلاقية إنسانية واحترافية في كل الميادين، تهدف الى تعزيز العلاقات الحضارية بين الشعوب وتساهم في صناعة السلام.
وأكدت أن للإعلام دور في بناء الرأي العام وفي دعم حقوق الانسان، فوسائل الاعلام هي أداة ووسيلة لإبراز الحقيقة، وباب للمعرفة على قاعدة حرية التعبير. وذكرت نص العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية المؤرخ في 16 ديسمبر1966 في المادة عشرين منه؛ وهو: "منع أية دعاية للحرب أو أية دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية تشكل تحريضًا على التمييز أو العداوة أو العنف." وأضافت ان الإعلام سلاح ذو حدين يصنع السلام وقد يصنع الحرب والدمار، ولكن الفارق فقط في آلية الاستخدام للإعلام، فإذا تم استخدامه لنشر التسامح والتعايش والمساواة بين جميع افراد ومكونات المجتمع فيكون الاعلام هو جسر التواصل لصناعه السلام وان تم استخدامه لنشر الكراهية والتمييز والاقصاء للأخر فيكون الاعلام هو سلاح لإشعال الحرب والدمار.
وقالت ان هناك خمسة انواع من الاعلام؛ وهي: الاعلام المروّج للسلام، الاعلام ذو الارضية المشتركة، الاعلام المحايد، الاعلام المتحيّز، الاعلام المروّج للكراهية. وذكرت أن الجميع يصدر تصريحات بأنهم صناع سلام وينشدون السلام ولكن نجد ان مطابخ اعلامهم تعج بالكراهية والاقصاء والتمييز، وهنا تكمن خطورة الاعلام في أن يصنع الوعي المجتمعي للشعوب حتى تتحول الى ثقافة فاذا تم صناعه ثقافة مجتمعية تدعو للحرب والدمار فسنكون بعيدين عن السلام.
وتحدثت بعد ذلك الإعلامية وفاء صندي من المغرب عن مواقع التواصل الاجتماعي والتطرف وتأثيره على الشباب وانها بؤره صراع ولدت الكره والحقد. وأضافت أن من أسباب ظاهره التطرف الحالة الاقتصادية والاجتماعية وسلوك المجتمع. وقالت ان الانترنت هو المحرك الأساسي لاستقطاب الشباب لسرعه عرض الافكار وتداولها. وتناولت عن الخطاب الداعشي ومدى انتشاره وجذبه واختراقه لعقول الشباب والشابات مسلمين وغير المسلمين عن طريق تحرير رسائل متطرفة وكيف نجحوا في تجنيد شبابنا. وقالت إنه علينا تطوير الخطاب التواصلي الجذاب طبقا لكل بيئة وايجاد حلول سريعة وتحليل المادة المتطرفة المعروضة وأن علينا عمل منظومة متكاملة مبنيه على الوسطية والاندماج وتكون الدولة هي الحاضن لهم.
وفي جلسة وضع المرأة، قالت الدكتورة أم العز الفارسي؛ أستاذة الاقتصاد والعلوم السياسية في ليبيا، إنه لابد من وضع وثيقة جامعة تنشر ثقافة قبول الآخر والتسامح، فحتى الآن لم نستطيع الوصول إلى آلية لنشر التسامح. ولفتت إلى أن الأمم المتحدة تطرقت إلى موضوع النساء والتطرف، ولابد من وضع آليات من هيمنة الإرهاب الذكوري، وعلينا ان نحمل المرأة مسئولية كاملة لمواجهة الارهاب، تتحمل مسئوليتها وحدها فالله متعها بالعقل مثل الرجل تماما.
ولفتت إلى أن النساء التحقن بالمنظمات المتطرفة وليس الرجال فقط والنساء لها نفس الدوافع؛ منها تهديدات الهوية العرقية والسياسية من مستقبل مجهول، ووجود أنظمة مستبدة وظالمة لا تستطيع معالجة قضايا التطرف والحسم فيها وبالتالي يتحول التطرف إلى سلوك نظامي، وأن تاريخ الوطن العربي مليء بالمخاطر والتطرف من الكل ضد الكل. وأكدت أن النساء لهن دور كبير في مواجهة الإرهاب، وعلى المرأة أن تراقب سلوك أبنائها والتغيرات التي تطرا عليه، تعرف مع من يتواصلون على مواقع التواصل الاجتماعي وفيما يتحدثون حيث يظل الاعلام والتواصل الاجتماعي هي الأدوات والوسائل الاخطر لنشر الفكر الارهابي. وأكدت أن المرأة عامل مهم قادر ان ينشر ثقافة التسامح بدلا من التطرف والثقافة بدلا من الجهل.
من جانبها، قالت الدكتورة ريهام باهي أن السياق الدولي داعم للمرأة في مجلس الأمن، ويجب التركيز على دور المرأة في مكافحة العنف، وتحدثت عن فكرة "الدور"، دور المرأة في مكافحة الإرهاب هي ليست دائما فاعل بل قد تدعم الارهاب، فمثلا الفترة من 1985 إلى 2010 هناك عدد من العمليات الانتحارية قام بها سيدات، وذلك يرجع إلى ان السيدات تمر سريعا من تحت الردار، سهولة التعامل الأمني معهم. وأكدت أن هناك حاجة ملحة الى اشتراك المرأة في مكافحة التطرف، لذلك لابد من رد فعل متعدد الجوانب ووضع المرأة في مكانها الملائم على قائمة الأمن القومي والإقليمي، ولابد من توضيح التناقض ما بين الدين والخطابات المتطرقة له، والتأكيد على دور القيادات السياسية والاجتماعية والنسائية.
وقالت وسام بساندوه؛ ناشطة حقوقية يمنية، إنه لا يجب الخلط بين التطرف والعنف، فالتطرف "فكر" يقود إلى العنف "سلوك"، فالتطرف جاء من خطاب ديني متعصب ليس له علاقة بالدين ولكن بقناعتهم الشخصية. وأكدت أن المرأة فاعل في التطرف وهي أيضا مفعول به، حيث يتم استغلال المرأة لأنها من الناحية الأمنية غير مشكوك فيها. والمرأة قادرة أن تنشأ أجيالا منخرطة في التطرف، لذلك عليه عبأ كبير في مواجهة التطرف والعنف.
وفي جلسة بعنوان استطلاعات الرأي، قالت حنان جرجس إن المركز المصري لبحوث الرأي العام (بصيرة) أجرى استطلاعاً لرأي المصريين حول مدى وجود تطرف ديني في مصر ومدى تأثير هذا التطرف على مصر، وأشارت نتائج الدراسة إلى أن 63% من المصريين يرون أن مصر بها تطرف ديني بينما 25% يرون أنه لا يوجد بمصر تطرف ديني و12% أجابوا بأنهم لا يعرفون، وارتفعت نسبة من يرون أن مصر بها تطرف ديني من 56% في الوجه القبلي إلى 61% في المحافظات الحضرية و69% في الوجه البحري، كما ارتفعت من 55% بين الشباب في العمر من 18-29 سنة إلى 76% بين الذين بلغوا من العمر 50 سنة أو أكثر، وجاءت نسبة من يرون أن مصر بها تطرف ديني من 59% بين الحاصلين على تعليم أقل من متوسط إلى 72% بين الحاصلين على تعليم جامعي أو أعلى، وتوقع 63% ممن يرون أن هناك تطرف ديني أن يقل التطرف الديني في المستقبل بينما 24% يتوقعون أن يزيد و1% يتوقعون أن يظل كما هو، وأجاب 12% بأنهم لا يستطيعون التحديد، حيث ارتفعت نسبة من يتوقعون أن التطرف الديني سيقل من 55% بين الحاصلين على تعليم أقل من متوسط إلى 68% بين الحاصلين على تعليم جامعي أو أعلى. زأشارت النتائج إلى أن الأعلى تعليماً أكثر تخوفاً مقارنةً بالأقل تعليماً من تأثير التطرف الديني بالسلب على صورة مصر في الخارج ودخول الاستثمارات العربية والأجنبية لمصر وكذلك من تأثيره على السياحة
وأكد راشد العريمي أن استطلاعات الرأي تكتسب أهمية كبيرة لدى أصحاب اتخاذ القرار، ولا تقل اهمية عن التقارير السياسية والامنية والاقتصادية، ويمكن لاستطلاعات الرأي أن تكون انذار مبكر لأصحاب اتخاذ القرار، وبالتالي يستطيعوا اتخاذ التدابير اللازمة قبل وقوع الحدث، وأن تكشف بؤر التطرف والفئة العمرية الاكثر تطرفاً وبالتالي يستطيع المسئولين تقديم الدعم لتلك الفئة العمرية وتجفيف بؤر الارهاب. ولفت إلى أنه لا توجد مؤشرات عربية لقياس ظاهرة التطرف ولكن معظم المؤشرات هي غربية، وأنه في الخمسين سنة الماضية أثبتت استطلاعات الراي في امريكا وأوروبا قدرة كبيرة في قراءة المستقبل. ولكن في الفترة الأخيرة اخفقت إخفاق كبير مثل فشلهم في توقع فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية، وفشل معظم استطلاعات الرأي في توقع خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي. ورغم الانضباط العلمي في استطلاعات الرأي الذي يأتي من الخارج إلا انه يشوبه التعسف ، وأن جودة المنهج تحتاج إلى خلفية إسلامية لتفسير هذه الظواهر ، لذلك ادعوا إلى انشاء مركز أوروبي عربي لاستطلاعات الرأي؛ حيث ان استطلاعات الرأي عن التطرف والارهاب لا بد أن تكون إقليمية عابرة للحدود.
وقالت صباح يس أن هذه المنطقة تمثل 5% من العالم وتنتج 50 % من الإرهاب، ومعظم مصممين استمارات الرأي يغلب عليهم استعمالات سياسية وتخدم اهداف مصممين هذه الاستمارات وبالتالي تخرج بنتائج غير معبرة عن الواقع، لذا من يذهب إلى بناء استطلاعات الرأي يجب أن تتوافر لدية بيانات عن المجتمع الذي يذهب إلية، ولا يجب أن يتم الاكتفاء باستطلاع رأي المثقفين فقط. ولفتت إلى وجود ثلاثة اتجاهات لاستطلاعات الرأي في الوطن العربي؛ وهي: إصلاح الخطاب الديني، نقص الديمقراطية، وإصلاح المناهج التعليمية. واختتمت حديثها بأن الاستطلاعات ليست الحل لمواجهة التطرف والغلو واندفاع الشباب ولكن هذه الاستطلاعات إذا تم تصميمها بحرفية وتمارس على نطاق اوسع ستخرج بنتائج إيجابية تخدم النخب والحكومات.
ولفتت نادية بن ورقلة إلى أن الشعب الجزائري عاش في تسعينيات القرن الماضي سنوات من الرعب والخوف امتزجت بسفك الدماء أُطلق عليها اسم العشرية السوداء أو السنوات الجمر، حوالي عشر سنوات من القتال بين النظام الجزائري والجبهة الإسلامية للإنقاذ. ويتكرر هذا الموقف الآن حيث أعلنت داعش عن وجودها الرسمي على ارض الجزائر عبر إعلان مجموعة مسلحة مبايعتها لأبي بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش، وفي ديسمبر 2014 أعلن المنشقون عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إنشاء تنظيم مسلح جديد "جند الخلافة في أرض الجزائر" تابع لتنظيم الدولة الإسلامية داعش.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.