تشهد باريس بعد ظهر اليوم الخميس اعمال المؤتمر الاول ل" اصدقاء ليبيا" بمشاركة حوالي 60 دولة وهيئة دولية لمناقشة مستقبل ليبيا بعد الاطاحة بحكم الزعيم الليبي معمر القذافي. ويستضيف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون المؤتمر في اليوم الذي كان من المفترض ان يحتفل فيه القذافي بمرور 42 عاما علي انقلابه العسكري الذي جاء به الي الحكم. وتهدف فرنسا وبريطانيا الي اظهار ان العملية العسكرية الباهظة التكاليف من الممكن ان تؤدي الي تحول سياسي يتفادي الاخطاء التي وقعت في العراق. وستحضر القمة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، وسيكون هناك تمثيل عن الصين وروسيا اللتين لم تدعما الحملة العسكرية علي ليبيا إلا أنهما اعترفتا أخيرا بالمجلس الوطني الانتقالي حكومة شرعية في ليبيا. وسيدعو المجلس إلي تقديم المساعدة له في مجالات الأمن وإعادة الإعمار والإعداد لحكم ديمقراطي. إلا أن المجلس لم يتمكن حتي اليوم من القبض علي العقيد معمر القذافي الذي اقسم ابنه سيف الإسلام بمواصلة القتال حتي الموت. ويقول جون ليون مراسل بي بي سي في بنغازي إنه رغم أن اجتماع باريس سيكون قصيرا ورمزيا إلا أنه سيمنح الحكومات التي دعمت المجلس الانتقالي فرصة أخري لإظهار أن للمجلس مكانا علي الساحة الدولية. وأضاف ليون أن المؤتمر سيركز علي خطط الانتقال إلي الحكم الديمقراطي وإعادة الإعمار وقضايا أخري مثل تعزيز تدريب الشرطة، فيما سيضغط المجلس من أجل الإفراج عن أرصدة جديدة وسيؤكد أنه لا يريد تقليص دعم حلف شمال الأطلسي 'الناتو' أثناء محاولاته للقضاء علي الجيوب الباقية للموالين للقذافي. وكانت طائرة تابعة لسلاح الجوي البريطاني قد نقلت الأربعاء 280 مليون جنيه ليبي 'ما يعادل 140 مليون جنيه استرليني' إلي ليبيا كدفعة أولي من مبلغ يوازي 950 مليون جنيه استرليني سيتم تسليمه للبنك المركزي الليبي. كما أعلنت فرنسا الخميس أنها حصلت علي الموافقة علي الإفراج عن مبلغ 1.5 مليار يورو أي ما يوازي '2.16 مليار دولار' من الأرصدة الليبية وتسليمها للمجلس الانتقالي. وتلقي المجلس الخميس دعما دبلوماسيا جديدا بإعلان روسيا اعترافها به رسميا. وقالت وزارة الخارجية الروسية في اعترافها إنه " كان لبلادنا ولا يزال علاقات دبلوماسية قوية مع ليبيا منذ 4 أيلول/سبتمبر عام 1955، وبدون انقطاع بغض النظر عن الحكومة الممسكة بزمام السلطة في البلاد". كما أن الصين التي انتقدت نطاق الحملة الجوية للناتو في ليبيا ولها استثمارات ضخمة في البلاد أعلنت أنها سترسل مساعد وزير لحضور قمة باريس. وأعلنت الجزائر التي جوبهت بانتقادات شديدة لمنحها ملاذا لأربعة من أفراد عائلة القذافي استعدادها للاعتراف بالمجلس الانتقالي فور تشكيل حكومة ونفت أنها درست فكرة إيواء العقيد القذافي علي أراضيها.