بإعلانه الاستقالة من رئاسة الحكومة الخميس الماضي، انضم احمد داوود أوغلو، الى قائمة المعترضين على سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مثل سلفه الرئيس السابق عبد الله جول، ونائب رئيس الوزراء السابق بولنت أرنيتش. وأحمد داوود أوغلو، الذي استبعده طموح اردوغان هو المثقف والخبير الاقتصادي الذي صنع معجزة تركيا من خلال نظريته التي وضعها في كتاب وأسسها على صفرية الاعداء اي الغاء كل العداءات مع دول العالم كطريق اساسي لتحقيق التنمية، وكان اعتراف الشعب التركي بالجميل للرجل واضحا من خلال هاشتاج شكرا المعلم الذي تلا بيان الاستقالة وعدد فيه المشاركون مناقب الرجل ودوره في صناعة تركيا الحديثة وكان ذلك ردًا قويا على رفض الشعب التركي انفراد اردوغان بالسلطة على الرغم من دوره الرئيس والمحوري في نقل تركيا المدنية والمتخلفة الى اقوى دول العالم. وطوال رئاسته للحكومة أنشأ أردوغان المستشفيات والمدارس والمطارات في أنحاء البلاد كلها، ووسع من تأثير الطبقة المتوسطة، وضاعف من الدخل القومي واصبحت تركيا هي الدولة ال17 من الاقتصاديات الكبرى في العالم، وتملك ثاني أكبر جيش في دول حلف الناتو. ولكن كل هذه الانجازات لم تشفع له ولم يقبل حتى المقربون منه ان يقترب من الحريات أو يمس بالنظام القائم لصالح انفراده بالسلطة لان قيم الحرية هي التي تحافظ على الانجازات وهي التي تفتح ابواب الابداع والطاقات لكل افراد الشعب كي يفكروا ويشاركوا في تنمية بلادهم، اما الحاكم الفرد فهو لا يعترف إلا بعبقريته هو فقط وإبداعه في علوم الدنيا. وهكذا رفض أوغلو ملاحقة الصحفيين والأكاديميين، ورفض تحويل نظام الحكم من برلماني بسلطات موسعة لرئيس الوزراء الى رئاسى بسلطات اوسع لرئيس الجمهورية. ولان اردوغان هو من صنع حزب العدالة والتنمية فقد حرك كل قيادات الحزب ضد اوغلو التي قررت عقد مؤتمره في 22 مايو الجاري لاختيار رئيس للحزب بدلا من اوغلو وسوف يكون البديل رجل اردوغان وكل قيادات الحزب رجال اردوغان وسوف يشكلون صورة واحدة من ظل الرجل ينتظرونه عندما يخرج من حمامه وبعدها سوف تنهار تركيا وتنتهي نهضتها لان الحرية فقط هي من صنع حضارة أوربا.