سئمت أجسادهم التي انتزعت أرواحها طول الانتظار، أصابها الكلل والملل والألم من برودة ثلاجات المشرحة ومن طول الساعات والأيام والأشهر في انتظار لقاء أخير يجمعهم بأحباب يلقون عليهم نظرة الوداع، يضمونهم أو يحملونهم فترتاح قلوب الأحباب التي تعتصر لوعة بعد أن أنهكها البحث عن أحباب مفقودين دون أن يعلموا أنهم أصبحوا أمواتا ولكن كلا منهم مقيد تحت بند مجهول وحبيس رف من أرفف ثلاجة موتي داخل المشرحة. 19 جثة لشهداء الثورة ظلت أكثر من 4 أشهر تنتظر لقاء لم يتم، وفي النهاية واراهم الثري دون ضمة أم أو وداع أب أو ابن أو زوجة أوحبيب، كل منهم مجهول لكنه معلوم، صامت ولكن يحمل صمته مفاتيح أسرار وألغاز لا يعلمها غيره. ويوم الخميس الماضي كانت نهاية رحلة الانتظار اليائس، شيعت جنازتهم دون التوصل إلي ذويهم في مشهد حضر فيه الشعب وغابت الحكومة وسط تفاصيل كثيرة وألغاز أكثر وأسئلة مازالت تبحث عن اجابات. فأمام مشرحة زينهم بدأ هذا المشهد الذي يعبر بصدق وبصورة مصغرة عن الحالة التي تعيشها مصر الآن، متطوعون وفاعلو خير وجنود مجهولون جاءوا ليحملوا جثثا كادت تتحلل من طول الانتظار، بذلوا جهودا مضنية خلال أيام وإجراءات طويلة لتشييعهم إلي مثواهم الأخير، في وقت نسيتهم فيه الحكومة ومؤسساتها ولم تبذل جهدا كافيا لكي يصبح هؤلاء المجهولون معلومين رغم وجود آلاف الاسر مازالت تبحث عن أبنائها دون جدوي. أب عرف لتوه وبالمصادفة أن ابنه ضمن هذه الجثامين، فوقف مذهولا دون أن يتمكن من إلقاء النظرة الأخيرة علي فلذة كبده، أو حتي أن يميز الصندوق الذي يحمل جثته، فراح يشارك في حمل كل الصناديق علي أمل أن يحظي كتفه بلمسة من ابنه قبل أن يواري الثري، غياب حكومي أسهم في تأخر إجراءات تشييع الجنازة، حيث ضنت وزارة الصحة ومؤسسات الدولة علي هؤلاء الشهداء بسيارة تنقلهم إلي مثواهم الأخير، فبعد أن وعدت وزارة الصحة في اليوم السابق للدفن بتوفير سيارات تنقلهم للصلاة عليهم في مسجد السيدة نفيسة ثم إلي مقابر الإمام الشافعي وذلك بعد صلاة الظهر أكدت صباح الخميس أن سيارات الإسعاف ليست مخصصة لنقل الموتي، وهو ما أدي إلي تأخر تشييع الجنازة حتي تم تدبير سيارات لنقل الجثث، حيث أكد البعض أن الشرطة العسكرية وفرت عددا منها بينما تبرع أهل الخير وعدد من مكاتب نقل الموتي بتجهيز الجثث وتوفير السيارات علي نفقتهم الخاصة. وبعد مرور ساعات طويلة تم تجميع السيارات والصناديق التي سيتم وضع الجثث فيها، وأمام بوابة المشرحة اصطفت الصناديق التسعة عشر في مشهد مهيب شعر معه كل الحاضرين بالرجفة، بينما حملت السيدة دينا كشك وهي إحدي المتطوعات التي تابعت إجراءات دفن وتشييع الشهداء مجهولي الهوية واستخراج تصاريح دفنهم وأشهرهم الشهيد المبتسم حملت معها عددا من الأعلام التي وضعتها حول صناديق الجثث وظلت تتابع الإجراءات حتي استكمالها ودفن كل الجثث. مفاجآت وألغاز حاولنا كشف غموض بعض التفاصيل والوصول إلي إجابات عن عدد من الأسئلة والألغاز. فلماذا لم يتم التوصل إلي هوية هؤلاء الشهداء رغم أن هناك مئات الأسر التي لا تزال تبحث عن أبنائها؟، ولماذا لم يتم تكثيف الإعلام والإعلان عن وجود هذه الجثث مجهولة الهوية ونشر صورهم بشكل مكثف حتي يتم التعرف عليهم؟، وهل حدث تقصير في جدية البحث عن أسر هؤلاء الشهداء؟ وهل كان هذا عن عمد أم بسبب الإهمال؟ وخلال البحث عن إجابة عن هذه الأسئلة توصلنا إلي عدة مفاجآت بينما ظلت ألغاز عديدة بلا تفسير. بعض هذه المفاجآت توصلنا اليها من خلال حديثنا مع الدكتور أشرف الرفاعي مدير مشرحة زينهم، وكانت أولي هذه المفاجآت تصريحه لنا بأن أغلب هذه الجثث معروفة هويتها وأسرها.. ولكن أسرهم لم تأت لاستلامها، وأن 17 جثة من بين هذه الجثث جاءت ضمن عدد أكبر من الجثث التي وصلت من مختلف السجون بملابس السجن: من سجن القطا والفيوم وطرة وبعضها عليها البيانات الخاصة بها والبعض تم أخذ بصماتها والتعرف عليها بمضاهاتها مع السجون التي أتت منها، وأن المشرحة أبلغت النيابة ووزارة الداخلية وأنه حدث إجراء استثنائي مع هذه الحالات حيث تم نشر أسمائهم وصورهم في ثلاث جرائد ولم تأت أسرهم لاستلامها. سألناه: هل تم تصوير هذه الحالات فور وصولها وقبل مرور هذه الفترة الطويلة عليها حتي تتعرف عليها الأسر التي تبحث عن أبنائها المفقودين؟ فأجاب بأن هذا الإجراء حدث بالفعل فور وصول هذه الجثث كما تم تشريحها وأخذ عينات 'الدي ان ايه' وأخذت كل جثة من هذه الجثث رقما يحوي كل بياناتها وهو موجود لدي المشرحة، وتم وضع هذه البيانات علي قطعة معدن يتم وضعها مع الجثة حتي يسهل التعرف عليها إذا ما ظهرت أسر هذه الحالات فيما بعد، وأضاف د.الرفاعي أن أغلب هذه الحالات تتراوح أعمارهم ما بين 20 و35 عاما، وأن عدد الجثث المجهولة التي وصلت المشرحة أثناء احداث الثورة كان أكبر.. وتم التعرف عليها واستلمها ذووها وبقيت هذه الجثث ال 19 حتي أصدر رئيس الوزراء قرارا بدفنها وصدر تصريح النيابة بالدفن. بيانات وأسماء وبعد الحديث مع مدير المشرحة وما فجره من مفاجآت استطعنا الحصول علي كشف يحوي بعض بيانات الجثث ال 19 وهي كالتالي: 1 - إسلام محمود عبد المعتمد عبد الناصر 29 مسلسل نيابة عسكرية 3/2/2011. 2 - حسن عبد الحميد إبراهيم محمد - سجن الفيوم مسلسل نيابة عسكرية 3/2/2011. 3 - عبد الناصر أحمد إسماعيل طرة 13/2/2011. 4 - محمود محمد علي عامر - سجن القطا 2/2/2011. 5 - شعبان محمد محمود - سجن القطا 2/2/2011. 6 - مجهول 137 سجن القطا 6/2/2011. 7 - مجهول 6 سجن القطا 3/2/2011. 8 - مجهول 48 سجن الفيوم مسلسل نيابة عسكرية 3/2/2011. 9 - مجهول 13 سجن الفيوم مسلسل نيابة عسكرية 3/2/2011. 10 - مجهول 53 سجن الفيوم مسلسل نيابة عسكرية 3/2/2011. 11 - مجهول 50 سجن الفيوم مسلسل نيابة عسكرية 3/2/2011. 12 - مجهول 8 سجن الفيوم نيابة عسكرية 3/2/2011. 13 - مجهول 44 سجن الفيوم مسلسل نيابة عسكرية 3/2/2011. 14 - مجهول 19 سجن الفيوم مسلسل نيابة عسكرية 3/2/2011. 15 - مجهول 14 سجن الفيوم مسلسل نيابة عسكرية 3/2/2011. 16 - مجهول 21 سجن الفيوم مسلسل نيابة عسكرية 3/2/2011. 17 - مجهول رقم 20 سجن الفيوم 18 - مجهول مستشفي الهرم 9/2/2011. 19 - مجهول 270 عوارض شبرا مصر هذه البيانات التي تضيف مزيدا من الغموض حول هوية هؤلاء المجهولين.. فإذا كانت 17 جثة من هذه الجثث لسجناء تسلمتهم المشرحة بزي السجن، وإذا كان كل سجين من هؤلاء معروفا من أي سجن جاء طبقا لهذا الكشف الذي حصلنا عليه وإذا كانت إدارة المشرحة قد حصلت علي بصمة كل منهم فلماذا لم تتم معرفة أسماء باقي الجثث المجهولة وبياناتها بمضاهاة هذه البصمات مع سجلات السجون التي أتوا منها؟ وكيف تسلمتهم المشرحة؟ ومن أي جهة دون أن تعرف هذه البيانات؟ خاصة أنها تسلمتهم من جهات رسمية معروفة وهي مصلحة السجون ولماذا لم يتم التوصل إلي أسر الجثث الخمسة المعروفة الأسماء والهوية والبيانات؟ ولماذا لم تتم مضاهاة تحليل ال 'دي ان ايه' لهذه الجثث بالأسر التي ذهبت إلي المشرحة للبحث عن أبنائها المفقودين؟ وهو ما أشار اليه والد أحد المفقودين في حواره لقناة 'أون تي في' مؤكدا أنه ذهب للمشرحة للبحث عن ابنه ضمن الجثث مجهولة الهوية فسأله مسئولو المشرحة: اذا كان ابنه ضمن السجناء، وعندما أجاب بالنفي أكدوا له أن كل الجثث لسجناء ولم يتم إجراء التحليل له. وما حقيقة ما أثير عن أن هذه الجثث كانت في حالة تفحم وأن بعضها كان مفتوح البطن؟ وهي الأسئلة التي أجاب عنها مدير المشرحة مؤكدا أن معظم الجثث كان سبب وفاتها الاختناق بالغاز، وأن مرور كل هذه المدة عليها يؤدي إلي جفاف الجثة وتغيرات في لونها، كما أنه تم تشريحها ففتحت البطن وتمت خياطتها، ولعل هذا ما دفع البعض ليشير إلي أنها كانت متفحمة او مفتوحة البطن، واضاف أنه إذا جاء أي من أهالي المفقودين باحثا عن جثة فإنه يتم عرض صور الجثث التي التقطت فور وصولها عليه واذا تعرف علي أي منها فإنه يتم تحويله للنيابة لأخذ تصريح بإجراء تحليل ال 'دي ان ايه' عليه. والد إسلام تعرف علي جثته يوم الدفن وكما أثار حديثنا مع مدير المشرحة العديد من التساؤلات والألغاز فإن هناك ألغازا أخري كشف عنها حديثنا مع عم محمود عبد المعتمد الذي وقف شاردا أمام بوابة المشرحة في انتظار خروج جثمان ابنه إسلام الذي عرف بالمصادفة وفي اليوم السابق لتشييع الجثامين أنه ضمن هذه الجثث. وقف الأب حائرا مذهولا لا يستطيع استيعاب الصدمة حيث ظل طوال الأشهر الماضية يبحث عن ابنه دون أن يعرف ان جثته في مشرحة زينهم لا تجد من يتسلمها ويتعرف عليها ويدفنها، وهو ما يؤكد أنه لم يتم الإعلان عن وجود هذه الجثث ولم يتم اتخاذ الاجراءات اللازمة للوصول إلي ذويها، وأن هناك أسراً أخري مازالت تبحث عن أبنائها دون ان تعرف مصيرهم ولا صحة لما قيل إن بعض الجثث رفض ذووها استلامها رغم ان اسماءهم وهوياتهم معروفة. حيث يشير عم محمود الذي يعمل قهوجيا إلي أنه عرف بتشييع جنازة ابنه من قناة 'الحياة' التي أذاعت اسمه ضمن الجثث التي سيتم تشييع جثامينهم وكان اسم ابنه إسلام 26 سنة اول هذه الاسماء وأذيع اسمه رباعيا مؤكدا ان إسلام كان سجينا في سجن الفيوم حيث كان يقضي عقوبة 15 سنة مر منها اكثر من ثماني سنوات ويقول والده: 'ابني كان يوشك علي الخروج من السجن بقضاء ثلاثة أرباع المدة ولم يكن هناك ما يدعوه للهرب، ولكنه عندما تم فتح السجون وإجبار المساجين علي الهرب اتصل بنا وأخبرنا أنه موجود عند بعض الأهالي بجوار السجن وطلب منا ان نذهب لنأخذه، وعندما وصلنا إلي هناك عرفنا من الأهالي أن الشرطة العسكرية جاءت وتسلمت هؤلاء المساجين، ومن يومها ونحن نبحث عن ابني إسلام في كل سجون مصر دون جدوي، شكونا لمصلحة السجون ومعنا المئات من أسر المساجين الذين لم يعرفوا مصير أبنائهم حتي الآن، ولم يدلنا أحد علي مكانه، ولم نتوقع أنه مات ولا نعرف كيف حدث هذا، فإسلام اتصل بنا يوم 28 وعرفنا من المشرحة انه وصل جثة يوم 3 فبراير، فماذا حدث خلال هذه الأيام؟ وكيف مات ابني بعد إلقاء القبض عليه؟ ولماذا لم يبلغنا أحد بما حدث له رغم اننا بحثنا عنه في كل السجون ومنها السجن الحربي ورغم ان بيانات ابني كانت معروفة وعنوانه معروف'؟! وقف الأب أمام المشرحة وطلب ان يدخل ليحمل جثة ابنه أو يراها ولكنه علم أنه تم إغلاق الصندوق الذي يحوي الجثة ولم يعرف أي صندوق من الصناديق التسعة عشر يحوي جثمان ابنه فأصر علي أن يشارك في حمل كل الصناديق لعله يحظي بلمسة أو اقتراب أخير من جثمان ابنه، وظل ينظر بذهول متفحصا كل الصناديق لعله يري إشارة أو يدله قلبه علي الصندوق الذي يرقد فيه فلذة كبده. الهلال يعانق الصليب في مسجد السيدة نفيسة انتقلنا إلي مسجد السيدة نفيسة في احدي السيارات التي تحمل جثة أحد هؤلاء الضحايا من سيارات الاهالي حيث أكد لنا قائدها 'محمد أحمد مرعي' انها تابعة لأحد مكاتب الدفن بالمنطقة وأن معظم المكاتب تبرعت بتجهيز هذه الجثث ونقلها إلي مثواها الأخير. مضت السيارات تحمل النعوش التي تم لفها بعلم مصر إلي مسجد السيدة نفيسة في مشهد مهيب، حيث حضر عدد من المواطنين وخاصة السيدات البسطاء اللائي تجمعن منذ الصباح الباكر امام المسجد للمشاركة في تشييع الجنازة، وحمل بعضهن الورود لالقائها علي النعوش بينما علا صراخ بعض السيدات ونحيبهن مرددات 'لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله، لا إله إلا الله حسني مبارك عدو الله' وصرخت احدي السيدات قائلة: 'كلنا أمهات الشهداء وكل أم عربية ومصرية هي أم لهؤلاء الضحايا انا ولادي في ليبيا ويعلم الله هل هم أحياء أم أموات ومن الذي حملهم ودفنهم كلنا أمهات الشهداء اللي اهاليهم قلبهم محروق علي ولادهم ولسه بيدوروا عليهم ومش عارفين مصيرهم'، بينما دعت احداهن إلي التوقف عن الصراخ وإطلاق الزغاريد فرحا بهؤلاء الشهداء، فامتزج الصراخ حول المسجد بأصوات الزغاريد. وداخل المسجد ورغم المشهد المأسوي للصناديق التسعة عشر فإن الصورة الحقيقية لمصر كانت واضحة في تفاصيل هذا المشهد، حيث وقف الشيخ عزازي إمام المسجد إلي جوار القمص بولس في وداع أبناء مصر مجهولي الهوية، والذين اصطفوا معا وضمهم مسجد وصلاة وداع ومقبرة واحدة دون أن نعرف أيهم مسلم وأيهم مسيحي، وألقي الشيخ عزازي خطبة عن الشهداء وعن فضل وميزة الشهيد المجهول الذي يكون عمله وأجره كله لله، ثم أفسح المجال لخطبة أخري ألقاها القمص بولس عويضة عضو اتحاد شباب ثورة التحرير ليبدأ كلمته بالإشادة بالقرآن الكريم ووصفه بمحكم التنزيل رافضا ان نقول عن هؤلاء الضحايا مجهولي الهوية، ودعا إلي التوقف عن نغمة قبطي ومسلم وعن الهتافات التي تفرق بين أبناء مصر مثل ارفع راسك انت مسلم أو أنت قبطي ليحل محلها دائما عبارة 'ارفع راسك انت مصري'، مؤكدا ان حبيب العادلي نجح فيما فشل فيه اللورد كرومر وهو سياسة فرق تسد، ولكن الله أراد ان يوحد الأمة مرة أخري قائلا: 'اقولها ونحن في رحاب السيدة نفيسة رضوان الله عليها تحيا مصر ومصر لكل المصريين' وخلال حديث القمص بولس عن علاقة المصريين ببعض اكد ان من توسط له في دخول ابنه للمدرسة هو مصطفي بكري المسلم رغم ان مدير المدرسة كان قبطياً ثم ردد: 'تحيا مصر' وختم حديثه بإلقاء السلام علي الحاضرين قائلا: 'السلام عليكم ورحمة الله وبركاته'. شهداء أم سجناء 'قل علمهم عند ربي' وبعد الكشف عن أن الجثث التسع عشرة المجهولة منها 17 جثة لمساجين، أثير الجدل الذي وصل إلي حد غضب البعض من أن يتم تشييع جنازة هؤلاء الضحايا علي أنهم شهداء ثم اكتشف الناس أنهم كانوا سجناء، رغم أننا لا نعلم تفاصيل وكيفية قتل هؤلاء السجناء ووفاتهم، ورغم ان الكثير من السجناء أكدت المعلومات أنه تم إجبارهم علي الخروج من السجون ومنهم من أوشكت مدة سجنه علي الانتهاء ورفض الهرب ولكنه تم تهديدهم لإجبارهم علي الخروج، كما أن هؤلاء السجناء كانوا يقضون فترة عقوبة بالسجن ولم يكن بالتأكيد ضمن هذه العقوبة أن يتم قتلهم بشكل غامض، وان يموت كل منهم مجهول الهوية دون أن تعرف أسرته مصيره حتي الآن وربما إلي الأبد، وطالما أن سر وفاة هؤلاء لا يزال غامضا فإنهم في النهاية مواطنون مصريون يستحقون أن يتم تكريمهم ودفنهم في جنازة شعبية طالما ان الدولة ظلمتهم وتركتهم طوال هذه المدة وعجزت أو قصرت في الوصول إلي هويتهم وأسرهم، وطالما أن هناك ألغازا وأسرارا لم تتكشف بعد حول هويتهم وتفاصيل وفاتهم، فيبقي كونهم شهداء أم لا، حكما لا يعلمه إلا الله علام الغيوب والأسرار