هل تصبح الصين أكبر قوة عسكرية بعد 20 عاماً؟

ينظر كثير من المراقبين إلي الصين باعتبارها "قوة عظمي صاعدة"، مع تنامي الدور الخارجي للعملاق الآسيوي، سواء سياسياً أو اقتصادياً، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: إلي متي سوف تستمر هذه النظرة؟.. ومتي ينظر العالم إلي الصين باعتبارها قوة عظمي حقيقية؟
فعلي صعيد القارة الآسيوية تكاد تكون الصين بالفعل هي القوة الكبري الوحيدة، رغم بعض المنافسة التي قد تواجهها من قبل اليابان أو الهند، أما علي الصعيد العالمي، فقد بدأ النفوذ الصيني يتسع إلي مناطق مختلفة من العالم، من بينها القارة الأفريقية، وأمريكا اللاتينية، بل امتد أيضاً إلي بعض المناطق في القارة الأوروبية.
إلا أن العديد من الخبراء والمحللين السياسيين يرون أنه حتي تصبح الصين قوة عظمي حقيقية، فإن نفوذها الخارجي لا يجب أن يقتصر فقط علي القطاعات الاقتصادية، بل ينبغي أن يتضمن أيضاً وجوداً عسكرياً ملموساً يؤثر في الأحداث والتطورات السياسية الجارية.
وبحسب لورنس سايز، أستاذ العلوم السياسية في مركز الدراسات الشرقية والأفريقية بالعاصمة البريطانية لندن، فإن "الصين حينما تقرر أن تضم تايوان إليها، فعند ذلك تكون قد أصبحت قوة عظمي.. ولا مجال للشك أو التساؤل.. فإنه سيكون هو ذلك اليوم."
وتعتبر الحكومة الصينية المركزية تايون جزءاً من أراضي "البر الرئيسي" للصين، كما تهدد بكين باستخدام القوة العسكرية لضم الجزيرة، في حالة إذا ما أقدمت علي إعلان استقلالها عن "الوطن الأم."
وبينما يعتقد سايز أن الصين قد تصبح القوة العسكرية الأولي في العالم بعد 20 عاماً، فإنه يشدد علي أن "النقطة المحورية هي القوة العسكرية، أن تكون لديك القدرة علي تهديد جيرانك، التهديد بعمل عسكري مع القدرة علي مواجهة التحديات، الصين تدرك حتي اللحظة أنها ستخسر أي حرب مع الولايات المتحدة اليوم."
من جانبه، يري ألكسندر نيل، الباحث في الشؤون الآسيوية بمعهد "رويال يونايتد سيرفسيز" في لندن، أنه "عندما يصبح بإمكانها أن تشكل تحدياً حقيقياً 'عسكرياً' للولايات المتحدة، فإنه سيكون ذلك اليوم الذي تصبح فيه قوي عالمية عظمي، تكون لدي قواتها القدرة علي الوصول والانتشار في أماكن مختلفة من العالم، مع القدرة علي حماية مصالحها."
وعادةً ما ينفي كبار القادة العسكريين في الصين أن تكون بلادهم تسعي لأن تصبح قوة عسكرية عظمي، ومؤخراً وجه رئيس الأركان العامة للجيش الصيني، الجنرال تشن بينغ ده، رسائل واضحة إلي نظرائه في الولايات المتحدة، بأن هناك "فجوة تتسع بازدياد" بين الجيشين الأمريكي والصيني.
وقال الجنرال الصيني، خلال زيارة نادرة قام بها إلي واشنطن في مايو/ أيار الماضي، إن العلاقات بين البلدين تعاني المشاكل عندما "يتم تجاهل بكين"، وقال في خطاب ألقاه في كلية الدفاع العسكري بالعاصمة الأمريكية: "من الطبيعي
والضروري حصول تعاون بين الجيشين في طريق السلام والاستقرار"، وأكد أن بلاده لا يمكنها مجاراة القدرات العسكرية الهائلة للولايات المتحدة.
ويبدو أن تصريحات رئيس الأركان الصيني جاءت رداً علي تقارير سابقة، لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، جاء فيها أن الصين تطور قدراتها العسكرية، عبر صواريخ بالستية بعيدة المدي، وأخري مضادة للسفن، يمكن أن "تغيير ميزان القوي في المنطقة"، وتساعد بكين علي تسوية نزاعات إقليمية