تعرض العالم بداية العام 2013 لخطرين كبيرين تزامنا معا وهددا أمن العالم واستقراره ، الخطر الأول كان يتعلق بصحة وسلامة الإنسان وهو انتشار فيروس إيبولا الفتاك في دول غرب أفريقيا وتحديدا في سيراليون وليبريا وغانا والجابون ودول أفريقية أخري مجاورة، ومنذ ظهوره خلال الأشهر القليلة الماضية خلال هذا العام فقد حصد معه أكثر من أربعة آلاف متوفي وعدد كبير من المصابين مع انتقال الفيروس إلي بلدان أخري في أوروبا وأمريكا وبلدان أسيوية الأمر الذي منظمة الصحة العالمية ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والإدارة الأمريكية في ارتباك بعد عجزها عن عدم وجود الحلول الفورية لعدم تمكن العلماء من وجود لقاح فعال لإيقاف هذا المرض القاتل الذي يهدد سلامة الإنسان في كل بلدان العالم حتى شهدت الشهور الأخيرة من هذا العام تحسن كبير في مسألة تمكن الأطباء والعلماء من السيطرة على المرض ووقف انتشاره. وتراجع نسبة الوفيات في تلك البلدان وبلدان أخرى بعد أن عجز العلماء لفترة أمام التصدي لهذا الخطر الفتاك ، أما الخطر الثاني الذي مازال يهدد أمن البلدان ويعرض الشعوب للقتل والخراب والدمار فهو الإرهاب الذي ينتشر في الكثير من الدول وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط وبعض البلدان الأفريقية والأسيوية ثم أوروبا وأمريكا الآن ، ويتمثل في ظهور الكثير من الجماعات الإرهابية التي انسلخت من جماعة الإخوان الإرهابية وتنظيم القاعدة مستخدمة الدين والتشدد كغطاء لأهدافها السياسية والدينية المتطرفة وأخطرها علي الإطلاق الآن ما يسمي بتنظيم داعش في العراقوسوريا واليمن وليبيا وغيرها مهددا السلام والخير في البشرية بسبب أن العالم الآن قلق لدرجة كبيرة بسبب ما يهدد أمنه وسلامته واستقراره أمام التشدد والظلامية وقطع الرقاب الذي ينتهجه تنظيم داعش الوحشي ، ليصبح الإنسان في شتي بقاع الأرض يعيش حالة من الهلع والخوف بسبب تنامي هذا الخطر ولا يملك الثقة والاطمئنان بعد عجز الدول العظمي بإمكاناتها الجبارة وطلعاتها الجوية ومحاربتها للتنظيم وإلى الآن وبما تملكه من قوة السلاح وقوة التكنولوجيا والعلم من القضاء علي هذا الخطر مما دفع الدول الكبري والأمم المتحدة ومجلس الأمن من اتخاذ قرارات عاجلة لتوحد الدول بشكل جدي مسئول للتصدي لهذا التنظيم بمحاربته وتجفيف منابع مساعداته ومواجهة الدول التي تتعامل معه وبخاصة أنه لا توجد دولة الآن بمنأي عن هذا الخطر، فالإرهاب مازال يتمدد ويضرب العالم علي نحو غير مسبوق أبعاده متعددة ولا يقف فقط عند إمكانية محاربته والقضاء عليه، بل يتعداه إلى وضع حلول دينية واجتماعية وسياسية من أجل وقف اندفاع الكثير من شباب بلدان العالم نحو الأفكار الجهادية والانجرار ورائها باسم الدين ناهيك عن وقوف بعض الدول وراء تلك التنظيمات الإرهابية لأهداف سياسية وإقليمية، الأمر الذي دفع بروسيا مؤخرا للقيام بعمليات جادة لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي في سورياوالعراق أدت إلى نتائج ملموسة منها وقف تمدد التنظيم واسترجاع وتحرير الكثير من المناطق. وكشف الدول التي تساند الإرهاب وتتعامل معه وفق أجندات خاصة ومصالح متبادلة ، كما ساعد التدخل الروسي على تغيير الموازين في المنطقة لصالح بقاء النظام والجيش السوري واسترجاع سوريا وتغيير بعض الدول لمفاهيم تعاملها مع تنظيم داعش بشكل إيجابي وبعكس ما سبق ومنها دول التحالف بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية وبمساندة خليجية وعربية للقيام بطلعات جوية مستمرة بعد شعورها بتنامي هذا الخطر وانتقاله إلى أوروبا وأمريكا من خلال العمليات الإرهابية في باريس وأمريكا وغيرها من البلدان وقيام داعش بأبشع الجرائم ، ونحن نأمل أن يتحرك العالم سريعا ويوحد جهوده من أجل ما فيه خير البشرية ويعجل بالتخلص من هذا التنظيم ونظائره لوقف هذا الخطر الكبير المتنامي الذي أدى إلى هذا الكم من الخراب والقتل والتهجير والتدمير الذي انعكس على أمن واقتصاد وسلامة بلدان العالم كما نجح في السيطرة على فيروس إيبولا القاتل.