في الوقت الذي يسعى فيه المجتمع الدولى بتوحيد جهوده لمحاربة داعش، وتوجيه الضربات له في سوريا، يأتى وقوع مدينة سرت الليبية كاملة، تحت سيطرة التنظيم وهى أقرب المدن المطلة على البحر المتوسطة وقارة أوروبا. وناشدت الداخلية الليبية العالم الغربي بضرورة التدخل لإيقاف ما يحدث على أراضي ليبيا من تدفق الإسلاميين المسلحين، بعد تدفق الآلاف من تنظيم بوكو حرام من الجنوب إليها، والتى باتت تشكل خطورة كبيرة على كل دول الجوار بما فيهم الدول الغربية، مستنكرة صمت الغرب والنظر إلى المشكلة على أنها سياسية وليست أمنية. وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية قد حذرت أمس من توسع تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا، بعد تضييق الخناق عليه من قبل التحالف الدولي في سورياوالعراق. واعتبر عدد من الخبراء العسكريون والأمنيون على توغل تنظيم داعش في ليبيا وإحكام قبضته على مدينة سرت في يمثل تهديد للأمن القومي المصري، مطالبين بضرورة التدخل العسكري للقضاء على هذا التنظيم، وتفاديه الهجوم الذي يمكن يقوم به ضد مصر مستقبلًا. قال اللواء محمود قطري، الخبير الأمني، إن هدف تنظيم داعش الإرهابي هى مصر لضرب استقرارها وجيشها، وذلك لأنهم إذا سيطروا على مصر، تمكنوا من فرض قبضتهم على الشرق الأوسط بأكمله. وشدد قطري على ضرورة أن تكون المخابرات العامة والحربية المصرية موجودة هناك، وواقفة على طبيعة الوضع هناك، مشيرًا إلى أنه لا يجب الصمت على هذا التنظيم أكثر، لأنه في الوقت نفسه يتمدد ويستقوى. وطالب قطرى بضرورة التدخل العسكري لمصر في داخل ليبيا، لأن وجود داعش هناك وتوغله يشكل خطر كبير على أمننا القومي، مشيرًا إلى أنه يجب أن يتم نقل معركتنا مع داعش إلى الأرض الليبية لتفادي الهجوم. واعتبر الخبير الأمنى أن التدخل العسكري ضرورة ملحة، بالتعاون مع روسيا، لأنها هى الوحيدة التى تضرب داعش بجدية، موضحًا أن التحالف الدولى لمحاربة التنظيم بقيادة أمريكا كذبة كبيرة. وأشار قطري إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية والغرب هو الذي صنع تنظيم داعش، والآن يعانون منه ويخشون خطره بعد الهجمات الإرهابية التى ارتكبها في باريس خلال الشهر الماضي. فيما، أكد اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن إنتشار تنظيم داعش الإرهابي في العالم وتوغله في البلدان العربية، وتحديدًا سورياوالعراق وليبيا، بسبب عجز الأجهزة الدولية في التعاون فيما بينها لمحاربته. وأوضح مسلم أن سيطرة داعش بالأمس على مدينة سرت الليبية يشكل خطرًا داهمًا على الأمن القومي المصري، مشيرًا إلى مصر تحاول محاربة الإرهاب خلال الفترة الماضية من خلال القوات المسلحة والشرطة بالتعاون مع الشعب. وأشار مسلم، إلى أن تدخل مصر العسكري في ليبيا لمواجهة ومحاربة تنظيم داعش الإرهابي، أمر محتمل في إطار تواجد دولى يساند الموقف المصري، بحيث يكون التدخل تحت إشراف الأممالمتحدة أو بالتعاون مع روسيا. واعتبر اللواء عبد المنعم سعيد، الخبير العسكري، أن وجود داعش في ليبيا هو أمر ليس بجديد، حيث أن هذا التنظيم أصبح منتشر في بعض الدول العربية مثل ليبيا وسورياالعراق، مؤكدًا أن هناك محاولات واضحة لتقسيم ليبيا. وتابع سعيد أنه من المؤكد تأثير ما يحدث فى ليبيا على الأمن القومى المصرى، وتمثيل خطورة عليه، لأننا في قلب الوطن العربي وأى حدث يؤثر علينا، مستبعدًا التدخل العسكري هناك بشكل مباشر ولكن يمكن تقديم التعاون الفني معهم ودعمهم بالمعلومات.