لا تجد تصرفا سديدا في التفكير، والمفاهيم، من هؤلاء الذين لايتحملون المسئولية، وهم يظنون أنهم علي قدر المسئولية، حيث يظنون أنهم يتمتعون بالمثالية الشديدة، بل هو متقلب في علاقاته، وانفعالاته، ويتقلب في ساعات، وأيام، وأسابيع، بين الحب المفرط، والبغض المفرط، أو الإلحاح المفرط، والصمت المفرط. وهذا دليل علي اضطرابه في تصور الذات، فضلا عن الفجائية في التصرفات، والاتسام بعدم الاستقرار في المشاعر، وكثيرا ماتسبق انفعالاته أفكاره، والشعور بفراغ الذات، وعدم وضوح الهدف، وضعف القدرة علي ضبط نوبات الغضب، وفقدان الثقة، علما بأن ضبط النفس، والثقة بالنفس، هما أحد أهم محاور تكوين الشخصية المتزنة، التي تحمل في طياتها شخصية مميزة، وبارزة، وطموحة، مفعمة بحب الحياة، والتمسك بها، والاعتماد علي نفسها، لأن الثقة في النفس، تمنح بناء شخصية، تتحمل جميع العواقب، قادرة علي حل مشكلاتها، مهما كانت كبيرة، والصمود أمام عقباتها، مهما كانت شائكة، فكلما كانت هذه التجارب، والمواصفات، ناجحة، وموفقة، كلما ساعد ذلك علي بناء الثقة بالنفس، حقيقة قوية، مصيرية. أما عكس ذلك فتجده شخصية غير مسئولة، ولو تعمقت فيه، وبحثت في نفسه، ستجده لم يعتد، أو يهتم، أو يكترث، لمهارات الشكر، والتقدير، واحترام الآخرين، فينشأ شخصا يهتم بما يقول، وما يفعل، ولا يكترث لغيره، فينشأ شخصية غير مسئولة، إلا فيما يخصه شخصيا، ويعود علي ذاته مباشرة، لأنه آثر إلا أن يكون متبعا للأسلوب السلبي. لذلك وجب عليه لزاما، العمل بحزم، علي تطوير مهاراته الحياتية الخاصة، بما يتلاءم، ويتناسب، مع التطور السريع، والتقدم الطبيعي، والمتزايد في البيئة التي نعيش، ونعمل فيها. ويجب علي الشخصية غير المسئولة، أن تتدرب جاهدة، صامدة، مثابرة، علي تحمل المسئولية، فإذا نجح في التصميم، والتأكيد علي أن يكون شخصا متحملا للمسئولية، فإن هذا النجاح، والتطور في شخصيته، يدفعه دفعا قويا، إلي مزيد من الجهد، وتحمل المسئولية، فيثق في نفسه، ويعتمد عليها. كما يجب أن يدرب نفسه، علي تحمل المسئولية، فيتعلم حسن إدارة ما يملك، فيتأهل لواقع الحياة الاجتماعي، الاقتصادي، والسلوكي، فترتفع معنوياته، وتزيد ثقته بنفسه، فتكون تلك ميزة له، وتفوقا منه، يعتز به علي الآخرين، أو المقربين. وعندما نتحدث عن الشخصية غير المسئولة، فلا مناص من ذكر تأثر هذه الشخصية، بشكل كبير، بمجريات الأمور، التي تحدث حولها، وتنظر إليها بصورة سطحية، ولا تتعمق إلي جوهرها، وتدقق في الأمور بشدة، وإن تم توجيه أمر ما، لصاحب هذه الشخصية، من قبل أحد مدراء العمل، فتأخذه علي محمل شخصي، وتضخم الأمر، وتعتبر من ينصحها، ويوجهها، وينبهها، ويرشدها، ويعلمها، إنساناً ضدها، يحاول بتعليمه، ونصائحه، وتوجهاته، أن يضع عليه اللوم، لذلك يجب علي الشخصية غير المسئولة، أن تعترف بما تواجهه من مشكلات، وعقد، ومعتقدات، لتتمكن من تقويم نفسها، وتكوين شخصيتها، وتأقلمها في عملها بصفة خاصة، وحياتها الاجتماعية بصفة عامة. المتحدث الرسمي باسم النادي الدبلوماسي الدولي Diplomatic Counselor Sameh Almashad