في العاشر من نوفمبر عام 1975، اتخذت الجمعية العامة ل الأممالمتحدة قرارا غير مسبوق في تاريخ المنظمة الدولية، وصنفت الصهيونية باعتبارها من أشكال العنصرية والتمييز العنصري، ليصبح اعترافا صريحًا أن ما تمارسه إسرائيل على الأرض لا يمكن فصله عن الأفكار والتصرفات التي جرمها العالم بعد النازية والفصل العنصري في جنوب إفريقيا. ما هي الصهيونية؟ الصهيونية حركة قومية نشأت أواخر القرن التاسع عشر في أوروبا الشرقية على يد تيودور هرتزل، واستندت إلى فكرة العودة إلى أرض الميعاد لإقامة وطن قومي لليهود، لكنها سرعان ما تحولت من حلم جماعي لمجموعة مضطهدة إلى مشروع سياسي يقوم على إقصاء الآخر ونفي وجوده. ومع تأسيس دولة إسرائيل عام 1948، لم تترجم الصهيونية أحلامها إلى بناء وطن فقط، بل إلى نظام تمييز ممنهج ضد الفلسطينيين والعرب، عنوانه الاستيطان والتهجير والحصار. ماذا تعني العنصرية في أعراف الأممالمتحدة ؟ العنصرية التي تجرمها الأممالمتحدة وتشبه بها الصهيونية في القرار رقم 3379، ليست مجرد تعصب عرقي أو كراهية تجاه المختلف، بل منظومة فكرية كاملة تعيد توزيع الحقوق على أساس الأصل أو الدين. وفي أعراف المنظمة الدولية، حين تفرض جماعة على أخرى قيودًا بسبب الهوية، يتعامل الإنسان باعتباره غريب في وطنه، وهذه هي العنصرية في أنقى صورها، لهذا رأت غالبية دول العالم الثالث آنذاك، ومعها الكتلة الاشتراكية أن الصهيونية تمثل استمرارية لممارسات استعمارية قديمة بوجه حديث. وربما لهذا لم يكن مستغربا أن القرار وجد تأييد ساحق من الدول العربية والإفريقية والآسيوية، التي كانت قد نالت استقلالها حديثًا وبدأت تدافع عن مبدأ المساواة بين الشعوب واعتبرته تلك الدول خطوة رمزية لاستعادة التوازن في مواجهة النفوذ الأمريكي والإسرائيلي داخل المؤسسات الدولية. الدول المؤيدة ل عنصرية إسرائيل رغم المعارضة الشديدة من الولاياتالمتحدة وحلفائها، صوتت 72 دولة لصالح القرار مقابل 35 ضد، بينما امتنعت 32 دولة عن التصويت، في مشهد أبرز حينها الانقسام العميق بين العالم الغربي وبقية الأمم. من ناحيتها اشتعلت إسرائيل غضبًا، واعتبرته «إرهاب سياسي»، وأحرق ممثلها في الأممالمتحدة النص أمام الكاميرات، مع أن القرار لم يكن ضد اليهود كديانة أو كجماعة، بل ضد فكرة تستخدم الدين كغطاء للهيمنة والإقصاء. واستمر القرار قائمًا لمدة 16 عامًا، إلى أن ألغته الأممالمتحدة عام 1991 تحت ضغط أمريكي هائل عقب انهيار الاتحاد السوفييتي وبداية مسار مدريد للسلام، لكن إلغاء القرار لم يمح أثره من الذاكرة السياسية، بل زاد من رمزيته، باعتباره أحد المواقف القليلة التي حاول فيها العالم الوقوف أمام وجه القوة الإسرائيلية داخل المؤسسات الدولية. يمكن القول إن ذكرى القرار 3379 لا تحمل قيمة تاريخية فقط، بل يذكر الأجيال أن الأممالمتحدة قبل خمسين عامًا كانت أكثر جرأة وإنسانية من الخطاب السياسي الراهن، خاصة أن الصهيونية رغم تبدل المواقف والتحالفات، لكن الواقع يؤكد أنها لم تتخل عن عنصريتها، بل عمقتها بحجة «الأمن والبقاء». ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا