في إطار الحوارات المتميزة التي أجرتها 'الأسبوع المصرية' لرموزنا الوطنية بالسفارة المصرية بباريس التقينا مع المستشارة الإعلامية بسفارة مصر بباريس الدكتورة / جيهان النجار التي رحبت بالجريدة وأعطتها جزء من وقتها الثمين وعملها الدءوب والمتواصل في هذا العمل الهام من أجل سمعة ونهضة مصر. وفي هذا الحوار المتميز سألنا سيادتها عن العلاقات المصرية الآن وإلي حد تري هذه العلاقة انطلاقا من عملها فقالت سيادتها أن العلاقة المصرية الفرنسية علاقة تاريخية وتعود لمئات السنين، وتلك العلاقة الآن ووسط المتغيرات الدولية ووسط الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط أراها الآن علاقة وطيدة وقوية علي المستوي السياسي والعسكري والاقتصادي والثقافي بل وعلي المستوي الشعب وهو المستوي المهم من خلال ارتباط الشعب المصري بالفرنسيين وارتباط الفرنسيين بمصر وبالحضارة والثقافة المصرية وعشق الشرق من خلال مصر الذي يبدو من خلال أعمال واكتشافات العلماء والرحالة أثناء الحملة الفرنسية علي مصر وعهد محمد علي وحركة التنوير، إنها علاقة قوية تبدو وفي الاهتمام لدي المصريين أيضا بالأدب الفرنسي، تبدو في المدارس الفرنسية والمراكز الثقافية تبدو في البروتوكول والقيم الفنية والأدبية والمجالات المرتبطة بمجالات الفن والتذوق، ولكن أحيانا وهذا وارد في كل العلاقات الدولية تذبذب العلاقات وسط مصالح الدول وتعارضها وتوافق مصالحها، وبالنسبة لنا وللأحداث التي مرت بمصر أثناء ثورة يناير وثورة الثلاثين من يونيو، تذبذبت العلاقات مع الكثير من دول العالم ومنها فرنسا داخل نطاق دول الاتحاد الأوروبي ولكن الآن فإن تلك العلاقة رجعت أقوي مما كانت عليه في شتي المجالات وعلي رأسها المجال السياسي والعسكري والاقتصادي بعد أن عادت الثقة القوية بين البلدين بعد أن سعت مصر بثبات نحو تحقيق بنود خطة الطريق، ولقد جاءت تلك الثقة انطلاقا من اسم وقوة الرئيس عبد الفتاح السيسي وقوة خطاه وتأثيره علي المستوي الإقليمي والدولي بعد تولي سيادته رئاسة مصر، ونحن نشعر بقوة تلك الشخصية القوية من خلال حضورنا للمؤتمرات والندوات بل من خلال الشارع نفسه داخل فرنسا والعالم الخارجي، لأن هذا الرئيس استطاع أن يسترد لمصر هيبتها وقوتها وكرامتها وزهو عهدها القوي الذي تشهده الآن علي المستوي الدولي، فهناك حفاوة كبيرة تتم لكل الوافدين من رموزنا الوطنية إلي فرنسا وأوروبا ومنها رجال المؤسسات الحكومية، فعلي سبيل المثال كانت هناك حفاوة بالغة من جانب الفرنسيين لاستقبال الفريق مهاب مميش أثناء التحضيرات لافتتاح قناة السويس الجديدة وحتي الرئيس وفي زيارته الأولي لفرنسا في نوفمبر الماضي كانت هناك حفاوة بالغة من جانب المؤسسات الفرنسية كاملة وعلي رأسها الرئيس هولاند لسيادة الرئيس السيسي وهو بروتوكول لم تقدمه فرنسا لرئيس من قبل علي هذا النحو، انطلاقا من تقديرهم لهذا الرمز العظيم وتلك الشخصية العظيمة التي نجحت وبصدق الخطي والعمل في تغيير الموازين الدولية من خلال تأثيره علي الكثير من القضايا وبالتالي عدل الميزان الدولي وتصحيح الصورة تجاه مصر وشعبها مما أدي لانفتاح فرنسا مع مصر وبثقة في كل المجالات ومنها المجال السياسي والعسكري والتوافق حول القضايا الإقليمية والدولية، وقالت سيادتها هناك نقطة هامة تتعلق بعودة القوة لتلك العلاقة وهي إرسال مصر سيادة السفير إيهاب بدوي كسفير ممثل لمصر بفرنسا والفرنسيون يقدرون تلك الشخصية ويعرفون قيمتها الحقيقية عندما اختارت مصر المتحدث الإعلامي لرئيس الجمهورية ليكون سفيرا لمصر بفرنسا وسيادته يعمل جاهدا لتطوير تلك العلاقة في شتي المجالات إلي أقصي حد وبذل جهود جبارة تسير في نفس اتجاه سياسة الرئيس السيسي والحكومة المصرية، ولهذا فالمجالات كلها حدثت فيها طفرة قوية والتعاون قوي والدليل كل الاتفاقات التي أبرمت خلال الزيارات القوية ومنها مؤخرا زيارة رئيس الوزراء الفرنسي إلي مصر مع وفد رفيع المستوي علي رأسه وزير الدفاع ووزير الخارجية مصبوبان حول الأعمال من أجل تنشيط جميع المجالات وحتي في مجال السياحة بعد أن شهدت تراجعا بسبب الأحداث في الفترة الأخيرة، مما يدل علي أننا مصممون علي إعادة مصر قوية وعفية كسابق عهدها، يبقي العلاقة الإعلامية التي رأت سيادتها بأنها نشيطة إلي حد كبير لأن الإعلام له دور قوي ومؤثر بين الشعوب ونحن نجحنا في تحسين صورة مصر بالخارج عبر الإعلام المصري والسفارات ولم يعد يكرر ما كان يقال عن حقائق مزيفة عن طبيعة أحداث الثورات المصرية وأن ما حدث كان انقلاب بل صححنا تلك المفاهيم العدائية والمغلوطة تجاه مصر عندما أثبتنا للجميع بأن ما حدث هو ثورة وإرادة واختيار شعب خرج من أجل التغيير ومن أجل فرض إرادته واختياره حتي أبح ميدان التحرير عند الفرنسيين وعند الغرب رمزا مشرفا للثورات الحديثة لأنه مثالا يحتذي إرادة الشعوب التي تسعي إلي نور التغيير وهي الآن أصبحت صورة ثابتة وحضارية جعلت من التحرير ومن الأحداث التي حدثت به من شعب مصر مرجعا ومثالا، ومع ذلك فهناك أشياء ومفاهيم مغلوطة نسعي الآن لمواجهتها ونحو تصحيح الصورة لأننا لم نصل بعد لحد الكمال، وعما يوجه من بعض الإعلاميين لدور الإعلام المصري بالخارج قالت سيادتها أود أن يكون النقد مبني علي ثوابت وحقائق كما أحب أن يكون قائما علي مبدأ الإيجاب والسلب ونحن هنا نجحنا إلي حد كبير في تغيير الصورة التي تقال عن قضائنا وعن أحكامنا وقوانيننا، وكل دولة توجه إعلامها وفق مصالحها والإعلام له مصالحه وتمويله الخاص، وتلك الأمور لا يمكن أن تتغير كما يتصور البعض في يوم وليلة ولابد أننا في مصر أن نكون متصالحين مع أنفسنا وعلي وطننا وبقدر من الواقعية وعندها يمكن لنا أن نصحح الصورة عن بلدنا عند الآخر، وذلك عبر تصحيح الأخطاء وهذه بالفعل السياسة التي يتبعها سيادة الرئيس السيسي وهي السياسة المبنية علي العقلانية علي المصارحة ووضع الحلول والاعتراف بالمشكلات والظروف التي تواجهنا وتوجيه سيادته لرسائل قوية من خلال خطاباته التي يبث خلالها رسائل معينة موجهة لكل مؤسسة وعلينا جميعا أن نساعده ببذل أقصي الجهد والعمل في شتي المجالات وبالنسبة لتصحيح الصورة الإعلامية بالخارج لا يفوتني إلا أن أتقدم بالشكر إلي الهيئة العامة للاستعلامات في مصر وهي التي تمدنا وبسرعة بكل النقاط والأحداث حول كل الأحداث في مصر أولا بأول مما يمكننا أن نتسلح بالحقائق التي تمكننا بالرد علي الأفكار والإشاعات الإعلامية المغلوطة التي يروجها الإعلام العدائي والموجهة ضد بلدنا، وقالت سيادتها أيضا أعود بعض الإعلاميين الذين ينتقدون الإعلام المصري بالخارج وأري الآراء بأنها نابعة من استعجال وحماس بعض هؤلاء الإعلاميين الذين ينتقدوننا بالتقصير تجاه ما يروج ضد مصر، وأرض الواقع التي نعمل فيها غير أرض الأحلام فهناك جهود إعلامية مصرية خارجية عبر المكاتب الإعلامية بالخارج تبذل لأننا هنا في عملنا لسنا ملك أنفسنا ولا ملك لحياتنا الاجتماعية بل ملك لمصر ونعمل مع ذلك وسط حرصنا وحبنا لمصر مع شقاء الغربة ومع قلة الموارد بسبب الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر الآن لأن الجميع يعمل ويضحي ويناضل وصبر من أجل وطنه وسط تلك التغيرات التي نعيشها الآن بالعالم وبالتالي فالوقت كله ملك لمصر ومصالحها حتي نتمكن من بناء دولتنا ورفع رايتها أفاقة وسط هذا العالم، وسط هذا الحوار المتميز سألنا الدكتورة جيهان النجار أيضا عن ماذا كانت ستكون علاقة فرنسا مع مصر لو كانت دولة خارج نطاق الاتحاد فقالت سيادتها ربما كانت ستكون أقرب في روح التفاهم أما الآن ففرنسا تعمل داخل سياسة أوروبية موحدة ولكن نحن نملك رصيد قوي مع فرنسا ومن خلال تلك العلاقة استطعنا النفاذ إلي استعادة العلاقات الإيجابية مع دول الاتحاد الأوروبي ولا ننسي أن فرنسا مع ألمانيا يشكلان القاطرة الاقتصادية والسياسية للاتحاد الأوروبي وقد نجح الرئيس السيسي بعد زيارته للبلدين في إعادة العلاقات لأقوي مما كانت عليه حتي عدنا بقوة لدول الاتحاد الأوروبي الذي غير صورته تجاه مصر للإيجاب، ورأت سيادتها أيضا أن الرئيس منفتح علي كل بلاد العالم ولكنه يسير وفق خطة واعية وحكيمة وثابتة ومحددة ولكنه يختار القيام بتحقيق كل خطوة في حينها وفق ما يسمي بالأولويات، وبخصوص الانتخابات البرلمانية سألنا سيادتها عن نظرتها لمسألة انتخابات المصريين بالخارج قالت هي خطوة في الاتجاه الصحيح ونأمل نجاح تجربة اختيار برلمانيين من مصريين الخارج والآن فإن مصر تؤدي أخر استحقاق في خطة الطريق لاستكمال عرس الديمقراطية ونحن نبذل أقصي الجهد لحث المصريين هنا من أبناء الجالية علي تحقيق نسبة مشاركة عالية في الإدلاء بأصواتهم لتحقيق أكبر مزيد من المشاركة والحرية، وعن رؤية سيادتها لمصر في المرحلة الحالية والمقبلة قالت سيادتها أنا متفائلة لحد كبير بمستقبل مصر الواعد من خلال ما يبذل من خطوات تسير فيها مصر بخطي ثابتة لأنها تملك رئيس يسير بعلم ووعي وحنكة ودهاء وواقعية ومصارحة ومشورة وحكمة في اتخاذ القرار ومراعاة لكل الظروف الداخلية والخارجية وهذا يظهر من خلال ما يقوم به الرئيس من زيارات دولية ومن إقامة مؤتمرات ومنها المؤتمر الاقتصادي الذي أشاد به العالم، وبعد مؤتمر القمة العربية ومن قبلها عودة مصر للحضن الأفريقي، ثم افتتاح مشروع حفر قناة السويس الجديدة والإعلان عن بدء مشاريع التنمية حول محور قناة السويس، وما يحدث في تحديث للطرق والبني التحتية واستصلاح الأراضي الواسعة منها مشروع توشكي العملاق وغيرها من الانفتاح علي العالم وتحديث الجيش المصري مما يدل علي المصداقية التي تقود بالدليل القاطع إلي شعورنا الآن بوجود رئيس يشرف مصر زعيم متميز في عالم تندر فيه الزاعمات، الأمر الذي جعل منه ومن مصر محور أساسي لكل القضايا لأن كل شيء يمر عبر مصر الآن لأنها قلب العالم واستقرارها يعني استقرار المنطقة والعالم، وعن مشاعر سيادتها نحو ذكري حرب أكتوبر الغالية وحضورها احتفال مكتب الدفاع بنصر أكتوبر باليونسكو قالت إن هذا النصر الخالد شرف عظيم لنا لأنه نصر خلده وسوف يخلده التاريخ بسبب المعجزات البطولية لقواتنا المسلحة التي استردت العزة والكرامة وأن عبقه سوف يستمر عبر الأجيال فهذه الذكري 42 له ومازال أثره قوي بالمنطقة والعالم ومازال يدرس بالكليات العسكرية مما يثبت للعالم عظمة مصر وعظمة جيشها العظيم عبر العصور ولا بد لنا أن نملك قناعة بأن مصر أم الدنيا وأن نحافظ علي إرثها الحضاري وموروثاتها وأن نهتم بالشباب لأنهم ثمرة هذا المستقبل وأن نوفر للنبت الجديد كل المقومات التي تؤهله في المستقبل ليتحمل الأمانة ويواكب هذا العالم بمعجزات وتحدي للمصريين، عاشت مصر.