الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال الأيام المقبلة إلي كل من فرنساوإيطاليا تكتسب أهمية كبيرة علي المستوي الدبلوماسي والسياسي والعسكري والاقتصادي والتي سوف تعمل علي توطيد وتأكيد قوة العلاقات الأبدية بين مصر وكلا البلدين اللذين يعتبران من أقوي دول الاتحاد الأوربي، فخلال تلك الزيارة سوف يحقق الرئيس المصري اختراقا سياسيا واستراتيجيا سوف يزلزل فضاء الاتحاد الأوربي بإثباته أن مصر بشعبها وجيشها واثقة الخطي، وأن ما حدث في الثلاثين من يونية هو ثورة وإرادة شعب سعي ليستعيد ثورته ويسترجع وطنه من تنظيم إرهابي تمت إزاحته إلي غير رجعة، وبالتالي فإن صورة مصر الحقيقية هي الصورة التي هي عليها الآن وهي الصورة الجميلة التي يحملها معه الرئيس حيثما ذهب واتجه لكي يراها العالم بهذا المجد وهذا النور حتي يستفيق الأوربيون من غفلتهم ليتمكنوا من معرفة الصورة الأصلية لشعب مصر ليبنوا عليها علاقاتهم ومصالحهم وشئونهم وبالتالي سائر مصالح شعوب العالم بمصر، صحيح أن العلاقات السياسية وبخاصة بين مصر وفرنسا كانت متوترة لأن حكومة فرنسا كانت تتبني الاتجاه الخاطئ مما جعل المصريين يشعرون بغموض الموقف الفرنسي من الأحداث وبخاصة موقف الحكومة والخارجية والرئيس الفرنسي ولولا ثبات خطي الدولة المصرية بعد الثلاثين من يونية، ولولا الموقف البطولي للخارجية السعودية لكانت العلاقات توترت لأكثر من ذلك بين البلدين وبخاصة بعد مساندة الحكومة الفرنسية لتنظيم الإخوان في مصر بعد ثورة الثلاثين من يونية وسماحهم لعناصر من التنظيم بإقامة الكثير من المظاهرات والاعتداءات علي الأماكن السيادية المصرية بفرنسا وهو ما انعكس سلبا أيضا علي تبني الاتحاد الأوربي للموقف الفرنسي الغريب من الأحداث في مصر، الأمر الذي شكل عبئًا كبيرا علي مصر في وقت كانت تحتاج فيه للمساعدة من دول العالم وبخاصة من اتحاداته القوية كالاتحاد الأوربي الذي استفاق مؤخرا وعرف جيدا خطورة الإرهاب، ولكن ثبات الخطي في مصر وتحمل شعبها وجيشها المسئولية ونجاحها في تحقيق خطة الطريق أدي إلي نهوض الدولة المصرية واستعادة عافيتها بقوة في عهد الرئيس السيسي، مما أدي مع الوقت لاتضاح الرؤية وتغيير فرنسا لموقفها رغم أن العلاقات الثقافية لم تتوقف، غَيَّرَ الاتحاد الأوربي بدوله موقفه بعد أن ثبتت له خطورة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية المتشابكة التي تعصف بدول العالم الآن تحت مسميات مختلفة ومنها التنظيم الإخواني الإرهابي بمصر، وداعش في سوريا والعراق وفي مالي ونيجيريا وغيرها وبما أصاب تلك الدول وأصاب أبناءها من ويلات الإرهاب الذي يضرب بوحشية في الكثير من مناطق العالم دون تمييز وهو ما تأكد للدول العظمي الآن، وقد تمكن الرئيس السيسي بجدارة من الإجابة بكل صدق علي كل أسئلة الإعلاميين والصحفيين خلال الحوار الذي أجراه مع قناة فرنسا 24، وإذاعة مونت كارلو الدولية والصحف الإيطالية مؤخرا عن حقيقة الإرهاب والجماعات الإرهابية التي تتخذ الدين ستارًا ومدي خطورة ذلك علي شعوب العالم، وعن تضامن مصر مع التحالف الدولي ضد داعش والإرهاب بدليل قيام مصر وحدها بمواجهة الإرهاب في سيناء وسائر المدن المصرية بسبب التنظيم الإخواني في مصر ودون مساعدة الدول العظمي، وهو ما يؤثر علي الاستقرار في مصر، رغم ذلك استعادت مصر قوتها ودورها الإقليمي والدولي إضافة إلي دورها المحوري في عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، كما وضح لهم الكثير من المواقف الصحيحة ودعاهم إلي احترام القضاء والقانون المصري علي غرار ما يحدث في بلدهم وبخاصة بعد أن سطرت مصر دستورها الجديد الذي يحمي الحقوق والحريات ويقر باحترام الآخر مع الحفاظ علي تحقيق القانون لحفظ الأمن القومي المصري وهي رسالة مسبقة وتوضيحية قبل بدء زيارته لأوربا، لهذا تأتي الزيارة لكي تخرس الألسنة وتقضي علي آمال وفكر الأبالسة ونقصد بهم هؤلاء الذين مازالوا يمنون النفس بعودتهم للحكم من خلال ما يفعلونه من ممارسات إرهابية يومية ويعتمدون علي مساعدة الخونة والأعداء بالخارج من أجل العمل علي نصرتهم وليثبت الرئيس عدم عودتهم أبدا، وتأتي زيارة الرئيس السيسي لكلا البلدين لتثبت أن مصر كانت علي صواب عندما احترم الجيش إرادة الشعب وسعي ليحقق آماله ويسترجع ثورته، تأتي الزيارة -أيضًا- لتحقق مطالب تسعي مصر لتحقيقها في هذه المرحلة علي كافة الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية وغيرها، فسياسيًا تأكيد أواصر الصداقة والعلاقات القوية مع كلا البلدين، والعسكرية من خلال سعي الرئيس لشراء مقاتلات بحرية وأسلحة قتالية فرنسية كان قد سبق أن اتفق عليها سلفا إضافة إلي المقاتلات الجوية والعمل علي تطوير أعمال المناورة البحرية المصرية الفرنسية 'كليوباترا بالبحر المتوسط سنويا' بين قوات البلدين علي نحو أوسع، واقتصاديا من خلال تفعيل التعاون الاقتصادي المشترك بين مصر وفرنسا وجذب العديد من الشركات والاستثمارات وبخاصة أن الرئيس سوف يشارك مع وفد من رجال الأعمال المصريين الاجتماع الاقتصادي لرجال الأعمال المصريين بفرنسا وذلك بعد عودة الاستقرار في مصر وأن جمعية أرباب العمل الفرنسية ترحب بتلك الزيارة وستعمل علي إعطائها أهمية خاصة، وفي إيطاليا سوف تحقق الزيارة تقدمًا مهمًا علي صعيد التعاون الاستراتيجي في المجالات السياسية والاقتصادية والصناعية، وقيام الشركات الإيطالية بتنفيذ مشروعات كبري وجديدة في مصر، وكذلك يسعي الرئيس لعقد اتفاقيات عسكرية لإقامة مناورات بحرية مع القوات الإيطالية بالبحر المتوسط مع التشديد علي طلب التدريب وتبادل الخبرات، لهذا تكتسب تلك الزيارة أهمية كبري لمصر وسوف يكون الرئيس السيسي كفئا لها.