في حوار خاص ل'الأسبوع ' أدلت المستشارة الثقافية بالمكتب الثقافي بسفارة مصر بباريس ومن خلال عملها عن الكثير من الحقائق ومنها عمق العلاقات الثقافية بين مصر وفرنسا طوال الفترة الماضية وبخاصة بعد ثورة الثلاثين من يونيو والتي أعقبها مباشرة توتر نسبي في العلاقات السياسية بعد نجاح جماعة الإخوان في مصر وبمساعدة إعلام الدول التي تكن العداء لمصر مع عمل التنظيم الإرهابي الدولي بتضليل الحقائق وتشويه صورة ثورة الثلاثين من يونيو وتصويرها للعالم وبخاصة الدول العظمي ومنها دول الاتحاد الأوروبي بأن ما حدث في مصر انقلاب وليس ثورة وهو ما أربك علاقات مصر في تلك المرحلة العصيبة مع تلك الدول التي تعاطفت مع تنظيم الإخوان متجاهلة ثورة وإرادة الشعب المصري وجيشه العظيم، ورغم ما شاب العلاقات من توتر بين مصر وفرنسا بل بين مصر ودول الاتحاد الأوروبي أثرت علي الكثير من المجالات إلا أن العلاقات الثقافية بين مصر وفرنسا ظلت قوية ونشيطة ولم تتوقف بسبب احترام العلماء والمفكرين والأدباء والفرنسيين لمصر ودورها الحضاري الكبير وتأثيره علي كل بلاد العالم بسبب شغفهم بكل المراحل التاريخية وصولا إلي العصر الحديث وتقديرهم الكبير لكل الشخصيات السياسية والأدبية والفنية بمصر بدليل أن المكتب الثقافي المصري وفي غياب المركز الثقافي شهد العديد والعديد من الأنشطة العلمية والأدبية والفنية واستقباله لكبار الفكر والأدب والفن وأساتذة الجامعات بفرنسا حول ندوات ومؤتمرات كثيرة دارت حول قضايا هامة واهتمت بإبراز دور الكثير من السياسيين والمفكرين المصريين والعرب بشكل مستمر ومن ذلك إقامة ندوة كبيرة الشهر القادم عن الرئيس جمال عبد الناصر سوف يحضرها عدد كبير من الشخصيات الفرنسية ومنهم كاتب السيرة الذاتية للرئيس عبد الناصر وفي حضور السيدة هدي عبد الناصر، ثم إقامة حفل كبير بخصوص تسليم مخطوطات هامة ونادرة للكاتب جون لاكونتير أثناء إقامته في مصر في فترة الخمسينات من القرن الماضي، ومنها كتاب هام له عن اغتيال الرؤساء ومنهم فصل كامل عن اغتيال الرئيس السادات، وفوق كل ذلك يصدر الآن بفرنسا سلسلة أكاديمية متخصصة صدر منها العدد الأول عن نابليون بونابرت وصدر الآن العدد الثاني وجاء الكتاب الثاني عن مصر ويبدأ من أوائل القرن الخامس عشر، وصدور كتاب بهذا الحجم وداخل تلك السلسلة عن مصر له دلالة خاصة وتثبت أن مصر لن تغب أبدا عن إعجاب وتقدير المفكرين والأدباء بفرنسا وهو المؤشر الإيجابي الذي من خلاله يمكن إعادة كل العلاقات بين البلدين إلي ما كانت عليه، وقد استطاعت وزارة الخارجية المصرية عن طريق سفارات مصر بالخارج وبخاصة أوروبا وأمريكا إلي نقل الصورة الصحيحة للثورة المصرية وإرادة الشعب المصري في 30 يونيو بمساعدة الشعب في استعادة الثورة من الإخوان الذين كانوا يسعون بالزج بمصر في غياهب الظلمات، والآن وبعد الدستور وانتخاب رئيس قوي يمتلك خبرات القيادة العالمية سوف تعود لمصر لبر الأمان بعد أن استطاع إعادتها إلي حضنها العربي وتشكيل حصن قوي في الشرق مع السعودية والإمارات والكويت، ثم غربا مع الجزائر الشقيق، ثم عودة مصر لحضنها الأفريقي والآن يسعي الرئيس السيسي إلي عودتها لدورها الدولي بعد أن أثبت للدول العظمي أن مصر كانت علي حق في مواجهتها وحدها للإرهاب الذي يضرب جميع بلدان العالم، وها هي الدول الآن تقر بوجهة النظر المصرية وسوف تعمل زيارة الرئيس السيسي لأوربا بداية من إيطاليا الرئيسة الحالية للاتحاد الأوروبي ثم اليوم لفرنسا علي تنقية الأجواء وعودة العلاقات والثقة بين تلك البلدان إلي مصر وفتح شركات اقتصادية وتنموية كبيرة علي كافة الأصعدة ومنها تنقية الأجواء السياسية ونقل الصورة الصحيحة عن إدارة الشعب المصري وعن الخطط والمشاريع الجبارة التي بدأت مصر في تحقيقها، ثم بحث موضوع الإرهاب وبخاصة في العراق وسوريا ثم العمل علي مكافحة الإرهاب الذي يضرب ليبيا علي غرار التحالف ضد داعش بسبب خطورة الأوضاع وكثرة التنظيمات الإرهابية التي ستشكل خطر ليس علي مصر ومحيطها بل علي دول المتوسط كافة، إضافة إلي مقابلة الرئيس للبابا للتأكيد علي انفتاحه علي حوار الأديان الثقافات ونبذه للإرهاب ونقله له الصورة الصحيحة للإسلام الذي يتبرأ من الجماعات الإرهابية، ثم مقابلته لرجال الأعمال الإيطاليين ومقابلة رئيس الحكومة الإيطالية الذي أشاد بمكانة السيسي ومكانة مصر، والآن زيارته الهامة بفرنسا سوف تطرق كل الأبواب وتنشط العلاقات علي كافة الأصعدة والعمل علي تنويع مصادر السلاح مع كل الدول ومنها إيطاليا وفرنسا والتشديد علي أهمية المناورات البحرية مع البلدين إضافة إلي العمل علي تنشيط السياحة والاستثمار ولهذا لا خوف أبدا علي مصر في عهد الرئيس السيسي وسوف تشهد مصر نهضة قوية في عهده وستعود قوية وفاعلة في العالم ومحيطها العربي والإقليمي كما كانت ودورها في عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.