رغم مضي 44 عاما على رحيل الرئيس جمال عبد الناصر مازال الجدل الثقافي مستمرا حول تجربته التاريخية وانجازاته واخفاقاته وامكانية استلهام بعض الدروس من هذه التجربة المحفورة بوشم الاخلاص في الذاكرة الثقافية المصرية والعربية. وتأتي الذكرى الرابعة والأربعين لرحيل جمال عبد الناصر فيما ينحت البعض مصطلحات جديدة مثل "الناصرية الجديدة" في ظل أزمة اليسار وصعود الرأسمالية المعولمة ويشير البعض الآخر لمغزى رفع الجماهير المصرية صور ناصر في ثورتهم الشعبية بموجتيها في 25 يناير 2011 و30 يونيو عام 2013. ونظرة للصحف ووسائل الإعلام في سياق هذه الذكرى تكشف فورا عن أن الجدل حول التجربة الناصرية لم ينته بعد رغم مضي 44 عاما على رحيل جمال عبد الناصر لتفقد الأمة والإنسانية كلها "رجلا من اغلى الرجال واشجع الرجال واخلص الرجال". واذا كان الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري قد وصف جمال عبد الناصر "بعظيم المجد والأخطاء" فان كتابات كبير الرواية العربية والنوبلي المصري نجيب محفوظ عن التجربة الناصرية تشير بصيغ مختلفة "لإنجازات عملاقة مقابل اخطاء وخطايا تتعلق بالحريات وقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان" فيما لفت فريق من المثقفين غير مرة لأهمية الانتباه للسياق التاريخي لهذه التجربة وحجم التحديات التي جابهتها. وبصرف النظر التقديرات والرؤى الشخصية التي قد تختلف وتتباين فنموذج ناصر يتعلق برجال أمنوا بعدالة قضاياهم ولم يساوموا عليها حتى تحولوا لدى المعجبين بهم إلى اساطير تجسد مدى جاذبية نموذج البطل التاريخي. وكل ذي عينين بمقدوره أن يرى هذا الحنين المتدفق على امتداد الخارطة العربية لعصر جمال عبد الناصر وذلك الحضور الحافل بالشجن في الذاكرة العربية لشخص الزعيم ومواقفه وأفكاره عبر مسيرته النضالية وسعيه المخلص لتجسيد معنى الاستقلال الوطني والعدالة الاجتماعية والانتصار للكادحين في الأرض. كما أن الكثير من المثقفين يتفقون على أن العصر الذهبي لوزارة الثقافة المصرية واروع انجازاتها كان في ستينيات القرن العشرين وبقيادة أحد رفاق جمال عبد الناصر وهو الدكتور ثروت عكاشة فيما بلغت القوة الناعمة المصرية حينئذ ذروة عالية وازدهرت المجلات الثقافية وفنون السينما والمسرح جنبا إلى جنب مع المشاريع العملاقة على الأرض وفي طليعتها مشروع السد العالي. وبعد 44 عاما على رحيل جمال عبد الناصر ثمة تساؤلات عن مآلات اليسار الثقافى ومااذا كانت المتغيرات العاصفة والممارسات الاستبدادية لأحزاب وفصائل انتمت لليسار أو كانت قريبة منه مثل حزب البعث ستسدل الستار تماما على الثقافة والأفكار النظرية لهذه الأحزاب وخاصة حزب البعث الذي ادمت ممارساته قلب عبد الناصر وهاهو قد فقد السلطة في العراق ويفقد باستبداده شرعية الحكم في سوريا. ومن المنظور التاريخى فان حزب البعث لم يولد في احضان السلطة وانما كان تعبيرا عن مشروع فكرى بلوره كاتب متفلسف واسع الثقافة هو المفكر السورى ميشيل عفلق الذي استمد اطروحاته الأساسية-كما أوضح الكاتب والباحث الموريتانى السيد ولد اباه-من النزعات الحيوية الأوربية وفى مقدمتها اطروحات هردر وفيختة وفلسفة برجسون التي اتقنها ايام أقامته في فرنسا. وتعبر الكتابات الأولى لميشيل عفلق التي تضمنها عمله الرئيسى "في سبيل البعث" عن هذه الاتجاهات النظرية الثرية التي كانت تؤهله لأن يكون أحد أبرز الوجوه الفلسفية العربية لاالعقل المفكر لإحدى أكثر التجارب العربية ايغالا في القمع والاستبداد. ومع ذلك فمن الصعب تحديد علاقة ميشيل عفلق بالأنظمة السياسية التي استندت لمشروعه فالمعروف أن الرجل لم يتبوأ الا قليلا وظائف رسمية كما أنه قضى سنوات عديدة في المنفى. ويذهب السيد ولد اباه إلى أن حزب البعث ادى دورا هاما في الحياة الثقافية العربية وكان بالفعل أكثر تلوينات الايديولوجية رصانة وعمقا ومن بين أبرز كتابه ومفكريه للتنكيل والقمع في عهد الرئيس العراقى الراحل صدام حسين وهو ماتحدث عنه حسن العلوى في كتابه "وفيات الأعيان". وامتاح حزب البعث مفاهيمه وقيمه الأساسية من الفلسفات الإنسانية الحديثة غير أن خط هذا الحزب في سوريا تحول بعد تحالفه مع التيار الاشتراكى بقيادة اكرم الحورانى عام 1950 من نفسه الفلسفى وغنائيته الرومانسية إلى الشعارات الثورية الراديكالية كما تبنى مسلك التحالف مع الجيش كأداة للتغيير السريع بدل الرهان على الديناميكية التاريخية الطويلة وتغيير الوعى. ورغم الاختلافات والخلافات بين جمال عبد الناصر وحزب البعث ربما ينسحب المثال إلى حد ما على التجربة الناصرية في مصر ومدى الخسارة الفادحة التي لحقت بهذه التجربة فضلا عن منجزها الثقافى جراء غياب الحريات العامة والانتهاكات الفظة لحقوق الإنسان مع أن التجربة الناصرية الهمت بالفعل مثقفين ومناضلين حتى في أمريكا اللاتينية ومازالت العلاقة بين تشى جيفارا وجمال عبد الناصر الذي توافق غدا "الأحد " ذكرى وفاته الرابعة والأربعين ماثلة في الأذهان فيما كان الرئيس الفنزويلى الراحل هوجو تشافيز يصف نفسه بأنه "ناصرى". واذا كانت التجربة الناصرية قد جذبت مثقفين هنا وهناك بفضل تميزها على صعيد العدالة الاجتماعية ومقاومة الاستعمار والتبعية فان لحزب البعث سياساته التي انحازت للفلاحين وصغار المزارعين غير أن اية إنجازات اجتماعية من هذا النوع تبددت اوشوهت جراء فيروس الاستبداد والعدوان على الحريات. أن الأمر هنا يتعلق بتحول شامل كان قد طال الساحة الثقافية والأيديولوجية العربية في مجملها بتأثير واضح من المقاييس الماركسية التي اعادت صياغة القوالب الفكرية العامة فيما خلص باحث مجتهد مثل السيد ولد اباه إلى أن ماربحه حزب البعث في مراكز الحكم التي انتزعها عنوة خسره في الرهان الثقافى فتحول من حزب للنخب الثقافية إلى مجرد جهاز ايديولوجى للحكم الأحادى القمعى. ولعل أحد ضحايا هذا النموذج هو القاص والروائى العراقى فهد الأسدى الذي رحل في صمت في مطلع العام المنصرم فيما تأثر بالواقعية الاشتراكية وكتب عن المهمشين والمسحوقين وابدع في تصوير بيئته بمنطقة الأهوار جنوبالعراق واحترق بالسياسة والصراعات الايديولوجية مثل الكثير من كتاب جيل الستينيات. وبقدر ماتأثر فهد الأسدى بجوركى وموقفه التقدمى من الإنسان والحياة بقدر ماتأثر أيضا بأدب تشيخوف وموباسان في تشكيل مشهد قصصى واقعى غائر العمق فضلا عن جوجول حين تصل الواقعية إلى حدود الفانتازيا. وبموت صاحب "طيور السماء" و"معمرة على" فقد المشهد الابداعى العراقى أحد كتابه الكبار بعد أن قضى سنواته الأخيرة حبيس منزله في منطقة "بغداد الجديدة" يجتر الذكريات وقد هده المرض واليأس والعجز وسقوط الأحلام القديمة. لاجدال أن مياها كثيرة جرت تحت الجسور منذ رحيل جمال عبد الناصر فيما يقول مفكر وباحث كبير مثل السيد يسين أن "النماذج المعرفية القديمة التي كنا كعلماء اجتماعيين نطبقها لفهم العالم وتفسير الظواهر السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تسوده قد سقطت لأنها لم تكن صالحة بعد أن تغير العالم تغيرات جوهرية وخصوصا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ونهاية الحرب الباردة وانطلاق الثورة الاتصالية الكبرى وفي مقدمتها البث التليفزيوني الفضائي وذيوع استخدام شبكة الإنترنت وهبوب عواصف العولمة التي غيرت من خرائط العالم". وأزمة اليسار ذات التجليات الثقافية تمتد في العالم العربى مابين المشرق والمغرب وطالت مثلا اليسار المغربى وحزب "الاتحاد الاشتراكى للقوات الشعبية" وسط صيحات عن موت اليسار مع أن مثقفا يساريا مغربيا كبيرا هو الراحل المهدى بن بركة كان قد سعى لتدارك الثغرات الخطيرة والأخطاء القاتلة في أداء اليسار المغربى عندمل قدم عام 1962 تقريرا بعنوان "الاختيار الثورى". ومع سقوط الكثير من الأحلام القديمة فان الحاجة ماسة لمراجعة ثقافية عميقة وجديدة للمفاهيم الفكرية والسياسية لليسار بما في ذلك التيار الناصرى والبعث على أن تولى هذه المراجعة المزيد من الاهتمام لقضية الديمقراطية والحريات بعد أن تسبب غيابها في ظل انظمة الاستبداد والطاعة في اهدار صدقية الخطاب الثقافى للكثير من تلك الفصائل والأحزاب فيما تستمر الأزمة العالمية لليسار حتى في الديمقراطيات الغربية. وهاهو الحزب الشيوعى الفرنسى الذي كان في الماضى ملء السمع والبصر يكاد يتحول إلى ذكرى مضت بعد أن تراجعت شعبيته خلال السنوات الأخيرة وكاد يفقد حتى وجوده في البرلمان فيما تستمر كلمة "الاشتراكية" كعملة غير قابلة للتداول الثقافى-السياسي على نطاق واسع في الولاياتالمتحدةالأمريكية. ولعلها إشارة دالة تلك التي حدثت بمناسبة احتفالية كانت قد اقيمت بعنوان " ايام التراث" في فرنسا عندما فتح الحزب الشيوعى ابوابه للزوار وسمح لهم بالتجول في اروقته والدخول إلى القاعة الرئيسية التي تقع تحت قبة ضخمة بيضاء فيما كانت المفارقة أن الاقبال الجماهيرى على زيارة المقر الواقع في ساحة "الكولونيل فابيان" لايعود للمكانة السياسية للحزب الشيوعى الفرنسى بل لأن هذا المبنى هو الشاهد الوحيد في باريس الذي يحمل توقيع اوسكار نيميير المهندس البرازيلى الشهير عالميا والذي قضى في نهاية عام 2012 عن عمر يناهز 104 سنوات. فهل بات هذا الحزب الذي اثرى من قبل الحياة السياسية والثقافية الفرنسية والأوربية مجرد متحف يحوى ذكريات قد تثير الشجن لكنها لاتؤثر في مجريات الشارع وزخم اللحظة؟ وهل باتت الايديولوجيات هي سجن المثقف الحر والكاتب المناضل من أجل الحق والعدل وهل تحولت أفكار اليسار الثقافى إلى مجرد لقاح ينشط مناعة اليمين الرأسمالى وابتكاراته للبقاء والهيمنة؟!. في كتابه:"أمريكيون حالمون..كيف غير اليسار الأمة ؟" يتصدى مايكل كازين لاسئلة من هذا النوع ويقول أن الراديكاليين الأمريكيين بذلوا جهدا كبيرا لتغيير مايسميه "بالثقافة المعنوية للأمة الأمريكية أكثر من تغيير سياساتها" وثمة أشارات تؤكد على أن النخب أو المؤسسة الحاكمة في أمريكا شنت نوعا من الحرب الثقافية الاستباقية على اليسار وتطويع أفكاره لخدمة المؤسسة ذاتها فيما استمر اليسار على الهامش السياسي. وهذا مااسماه المؤرخ الكبير هوارد زن "بسردية المظلومية الكاملة" حيث اليسار الثقافى يبدع الأفكار ويقترح الإصلاحات المجتمعية فيما النخبة الحاكمة تعمد للتحايل وتستغل هذه الأفكار والمقترحات لتعزيز سلطتها. وفى نموذج "المثقف الأممى المناضل" مثل حالة اللبناني جورج إبراهيم عبد الله ابدت المؤسسة الأمريكية الحاكمة ضراوة تتجلى في ضغوط مباشرة حتى قيل أن هذا المثقف اللبنانى مسجون في فرنسا بأمر واشنطن وهى التي لعبت دورا معروفا في عملية قتل المناضل الأمريكى اللاتينى تشى جيفارا في عام 1967 بأحراش بوليفيا وهو ذات العام الحزين الذي شهد لحظة حزن الانكسار في التجربة الناصرية بعد أن دنس الغزاة جزءا غاليا من التراب الوطني المصري في سيناء. ومن نافلة القول أن نموذج المثقف الأممى المناضل ازدهر في ستينيات القرن العشرين مع حالة العنفوان الثورى في العالم حينئذ والعلامات الأساسية في تلك الحالة سواء المد القومي العربي بقيادة جمال عبد الناصر أو النضال الأممى لجيفارا بين أمريكا اللاتينية وأفريقيا وثورة الطلاب في فرنسا عام 1968 فضلا عن المقاومة الفلسطينية التي مضت بزخمها الثورى حتى العقد التالى وصنعت ظواهر عالمية ارتبطت بالقضية الفلسطينية مثل اليابانى كوزو اوكاموتو والفنزويلى كارلوس الذي يخلع عليه أنصاره صفة الثائر العالمى والذي ارتبط بصداقة وثيقة مع جورج إبراهيم عبدالله. لكن المتغيرات العاصفة والمعولمة وسقوط الاتحاد السوفييتى السابق وانهيار منظومة الدول الشيوعية واقتران الاستبداد بهذه المنظومة في الأذهان بالفكر الثورى الاشتراكى سواء بالحق أو بالباطل كلها عوامل ادت لتراجع دور وجاذبية المثقف الأممى المناضل على مستوى صياغة الوعى العام ناهيك عن التأثير الفاعل في الأحداث. ويحاول السيد يسين في طرح بصحيفة الأهرام أن يرسم خريطة للملامح الأساسية للعالم الجديد ومفرداتها هي:"الانتقال من المجتمع الصناعي إلى مجتمع المعلومات العالمي والتحول من الحداثة إلى العولمة التي تهيمن عليها حركة مابعد الحداثة وظهور مجتمع المخاطر والتحول في مجال الأمن القومي إلى الأمن القومي المعلوماتي مثل ظهور مايطلق عليه الحروب الفضائية وحروب الشبكات وأخيرا بزوغ نموذج حضاري جديد". كلها ملامح مشهد جديد مختلف إلى حد كبير عن سياق عصر جمال عبد الناصر وإطاره العالمي الواسع ونموذج استحوذ حينئذ على الاعجاب مثل نموذج جيفارا أو نموذج المثقف الأممي المناضل الذي مازال يشد بالحنين بعض المثقفين هنا وهناك. واذا كان لسان حال المنتمين أو المعجبين بنموذج "المثقف الأممى المناضل" يقول مع الربيع العربى وثورات الشعوب: "هرمنا من أجل هذه اللحظة" فعندما جاءت اللحظة بدا المثقف العربى المرتبط بالنموذج الثورى بعيدا عن التأثير الحقيقى في مجريات الأحداث والمآلات بقدر ما شحب الحلم اليوتوبى الاشتراكى القديم في أن تصبح المساواة الاجتماعية مثل المساواة البيولوجية بين كل البشر!. ورغم أن مثقفين ثوريين مثل جورج إبراهيم عبد الله الذي تمسك طوال سنوات سجنه بشعاره:"لن اندم ولن اساوم وسأبقى اقاوم" فان الزمن قد تغير كثيرا واليسار تراجع كثيرا فيما يحق التساؤل وسط التحولات العالمية المتلاحقة:هل بات العنوان الراهن لهذا النوع من المثقفين في "معازل نخبوية ثورية أو على صفحات الفيس بوك ومواقع الإنترنت بعد أن اضناها الم المسير والمصير فيما الكثير من الأحلام تتهاوى؟!". هل يصدق اليوم على هذا النموذج للمثقف الأممى المناضل والذي لايخلو من رومانسية وبراءة ماقاله شاعر الغابة والصحراء محمد الفيتورى عن "رجل خارج الزمان..رجل خارج المكان..رجل بلا قبر ولاعنوان"؟!. وهل من قبيل المصادفات أن تكون القوى الظلامية بممارساتها الإرهابية قد شكلت خطرا على مصر ودخلت في صدام مع جمال عبد الناصر بينما تشكل خطرا اليوم وتدخل في صدام جديد بعد أن سعت للقفز على ثورة يناير وثار عليها شعب مصر في ثورة يونيو ؟!. وعلى أي حال هاهي الذكرى الرابعة والأربعين لرحيل الزعيم جمال عبد الناصر تحل وقد بدأت مصر رحلتها الجديدة للمستقبل الأفضل وهاهو الرئيس عبد الفتاح السيسي يخاطب العالم من منبر الأممالمتحدة مبشرا "بمصر الجديدة القادمة والقادرة" وموجها التحية لشعبها العظيم "الذي صنع التاريخ مرتين..مرة ضد الفساد والطغيان واخرى ضد تبديد الهوية المصرية والاقصاء والاستقطاب". وهي دولة أكد السيسي على انها "تحترم الحقوق والحريات وتضمن حقوق المواطن وحرية الرأي للجميع " فيما مشروع قناة السويس الجديدة هدية يقدمها شعب مصر للعالم..أن مصر تؤسس لديمقراطيتها الجديدة وعينها على التقدم كسبيل لتجسيد معاني الاستقلال في هذا العصر بتحولاته العالمية العميقة التي تتطلب استحقاقاتها علما وخيالا وارادة وتجددا معرفيا مستمرا تشكل كلها مايمكن وصفه "بثقافة المستقبل". أنه المستقبل الذي لطالما عمل جمال عبد الناصر من أجله وصولا للغد الأفضل لشعبه وامته..فتحية لبطل من الأبطال التاريخيين للأمة في ذكرى رحيله الرابعة والأربعين..تحية لمن اطلق انبل المعاني وخاض اشرف المعارك وكتب مشاهد عدل خالدة في الذاكرة الثقافية العربية..هذه الذاكرة شهادة للبطل تتوقد بالزهر والعشب والسنابل والأمل في ذكراه.