في قلب قليوب، حيث تختلط رائحة التراب بعبق التاريخ، تشتعل نيران خصومة ثأرية عجزت السنين عن إخمادها، بين عائلتين حملتا إرث الدم والثأر على أكتاف أجيالها إحدى عشرة سنة مرت، سالت فيها الدموع كما سالت الدماء، بين عائلتي «أبو سريع وأبو ستة»، كل يوم فيها كان أشبه بحقل ألغام، وكل ليلة تحمل همس الانتقام. شهدت قرية كوم أشفين التابعة لمركز شرطة قليوب بمحافظة القليوبية، إسدال الستار على خصومة ثأرية امتدت لأكثر من 11 عامًا بين عائلتي أبو سريع وأبو ستة، وذلك عقب تقديم عائلة أبو سريع الكفن إلى عائلة أبو سته. اقرأ أيضا| الصلح خير.. إنهاء خصومة بين عائلتي «الربع» و«حلبي» بإسنا أُقيمت مراسم الصلح في أجواء يسودها الهدوء والاحترام، بحضور جماهيري ورسمي كبير، شارك فيه عمد ومشايخ القرى المجاورة، وأعضاء من القوى السياسية والمجتمع المدني. كما تم خلال المراسم استقبال العزاء في فقيد عائلة أبو سته، حيث أشرف على إجراءات الصلح قيادات أمن القليوبية، يتقدمهم: المقدم حسام الحسيني، رئيس مباحث مركز شرطة قليوب، والنقيب محمد هانى والنقيب محمد ياسين، والنقيب عمرو رضوان، والنقيب محمد المغربي، النقيب مصطفى مجاهد، معاونى رئيس المباحث. وأكد الحاضرون على أهمية هذا النموذج المشرف في وأد الفتن الثأرية ونشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي، داعين إلى تعميم مثل هذه المبادرات في كافة ربوع مصر، لما لها من دور كبير في ترسيخ السلم المجتمعي.