تعيش الأفلام القصيرة عصرها الذهبى هذه الأيام بعد تعدد المهرجانات السينمائية التى تخصص لها أقسامًا ومسابقات وجوائز ودخول مهرجانات خاصة بالفيلم القصير بل والقصير جدًا إلى جانب المنصات السينمائية التى تدخل الخدمة تباعًا لأفلام فاعلة ومنفعلة وفعالة تعلق على القضايا الاجتماعية الراهنة . مهرجان الغردقة لسينما الشباب فى نسخته الثالثة برئاسة السيناريست والكاتب محمد الباسوسى شهد منافسة فنية رفيعة المستوى فى مسابقة الأفلام القصيرة ضمت 23 فيلمًا من أنحاء العالم وجميعها عروض عالمية أولى منها المغربى عودة إيناس للمخرج عثمان العكال،الأرمينى الأستاذ بينو للمخرج أنى خوميان، الصربى السويسرى المشترك القطط للمخرج دانيلو ستانميروفيتش، والهندى بيولا للمخرج سوراش كومار، والفيلم الأمريكى فى خدمتك للمخرج ماكس واتكينز، الكولومبى ليزا الفصل الأخير للمخرج فون سوفانريتز، والفرنسى بلانشيت وثمانية سنتات للمخرج فلانتين هومونت، والعراقى الكمال الأحمر للمخرج محمد عبد الأمير الشمرى، و البحرينى جوز للمخرج محمود يحيى الشيخ، والإماراتى وتر للمخرج عبد الله الجحنوبى، ومن مصر أفلام حكاية أمل للمخرج مهند دياب، وعيادة كارو للمخرجة تقى عمر قاسم، والبحث عن مأوى للمخرج بيتر مراد، وكاتساروس للمخرج محمد ياسر الحديدى،ومين ضل عايش؟ للمخرج وليد ناجى،والفيلم الفلسطينى 10دقائق أصغر للمخرجة نسرين ياسين، والفيلم اليمنى سطل للمخرج عادل الحيمى، والفيلم الأردنى إلى أين ذهبت للمخرج محمد جوتا، والفيلم العمانى حمولة للمخرج هيثم سليمان، وأخيرًا فيلم «مرة فى الشهر» للمخرج عمرو منصور. ضاعف أهمية المسابقة مع التنوع المدهش وغير المسبوق للدول المشاركة، رئاسة الدكتورة غادة جبارة رئيس أكاديمية الفنون لجنة التحكيم وعضوية المخرج الإيطالى باولو دوبييرى، والممثل العراقى باسم قهار. أتوقف عند الفيلم المصرى «مرة فى الشهر» قصة وبطولة د.عاطف عبد اللطيف، ونادية شكرى، ود.أيمن الشيوى، سيناريو وحوار شمس أبو السعود وإخراج عمرو منصور، روعة الفيلم أنه يرتكز على قضية إنسانية موجودة فى كل بيت تتضمن رسالة اجتماعية مهمة وبعد عرضه انفجرت الدموع لكل من شاهده فى مقدمتهم مديرة الندوة الإذاعية دلال الشاطر، التى قبل إدارة الندوة ومعها مسعد فودة نقيب السينمائيين و.دخالد عبدالجليل الكاتب والسيناريست والثلاثى أكد على أهمية الرسالة الإنسانية التى يحملها هذا الفيلم للمجتمع الذى يدعو للترابط الأسرى على خلفية ماسأة أم «نادية شكرى» تعانى من جحود أبنائها ويحاول جارها د.عاطف عبد اللطيف فى كسر وحدتها وتحميسها على بداية حياة جديدة ومداوة جحود الأبناء. نقيب السينمائيين فى لفتة جميلة تحدث لأول مرة رسم تأثره بأحداث الفيلم فى صورة خطاب من النقابة قال فيه : من أجل صناعة مضامين مؤثرة فى الوجدان الإنسانى وإثراء البعد الاجتماعى وبعمق فنى رفيع يشكر أسرة الفيلم على المستوى الفنى الذى يلامس القلوب بصدق. أما الترجمة الحقيقية لكل من شاهده فهى حصول الفيلم على تنويه خاص من لجنة التحكيم وفوزه بجائزة اللجنة الذهبية .. والسؤال المطروح الآن متى تعرض مثل هذه الأفلام بانتظام فى دور العرض مثلما كان يحدث من قبل لاحتواء هذه الأفلام على رسائل اجتماعية مهمة تنسجم مع حرص الجمهورية الجديدة ودولة 30 يونيو على استعادة أصول الشخصية المصرية فى إطار معركة الوعى التى يقودها باقتدار فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى ودعا القوة الناعمة للمشاركة فيها .