يشهد لبنان موجة واسعة من ردود الفعل الشعبية والإعلامية عقب تسليم الفنان فضل شاكر نفسه إلى الجيش اللبناني عند مدخل مخيم عين الحلوة جنوب البلاد، في خطوة أنهت أكثر من 12 عامًا من المطاردة. وتصدّر اسم فضل شاكر، قوائم الأكثر تداولًا على المنصات الاجتماعية، وسط انقسام واضح بين من اعتبرها خطوة شجاعة تمهد لفتح صفحة جديدة، ومن رأى فيها مناورة أو تسوية سياسية غير معلنة. وعلى مواقع التواصل، عبّر كثير من محبي فضل شاكر عن تعاطفهم، مؤكدين أنه يستحق محاكمة علنية وعادلة، فيما استعاد آخرون مسيرته الفنية قبل 2011 بنشر مقاطع من أغنياته التي شكّلت جزءًا من ذاكرة جيل كامل، وفق تقرير للتلفزيون العربي. فيما حذّر ناشطون من تسييس الملف، مذكّرين بارتباطه بأحداث عبرا عام 2013 التي أودت بحياة عدد من العسكريين، ودعوا إلى عدم "تبييض الصفحة" قبل صدور الأحكام القضائية. وفي أول تعليق رسمي، أعلن الجيش اللبناني في بيان، أن المطلوب فضل عبد الرحمن شمندر المعروف ب"شاكر" سلم نفسه إلى دورية من مديرية المخابرات عند مدخل مخيم عين الحلوة - صيدا، وذلك على خلفية أحداث عبرا في العام 2013. وأشار بيان الجيش، إلى أن التحقيق "بوشر معه بإشراف القضاء المختص". وأكدت مصادر أمنية أن التسليم تم طوعًا بعد تنسيق مع وسطاء، في أجواء هادئة. يُذكر أن فضل شاكر توارى عن الأنظار منذ معارك عبرا عام 2013 التي اتُهم بالمشاركة فيها إلى جانب الشيخ أحمد الأسير، وصدر بحقه حكم غيابي بالسجن 15 عامًا مع الأشغال الشاقة بتهمة التدخل في أعمال إرهابية. وفي بيان سابق، كان شاكر قد جدّد تمسّكه ببراءته من التهم المنسوبة إليه، مؤكداً أن قضيته اتُّخذت ذريعة لتصفيته سياسيًا وفنيًا على مدى أكثر من 13 عامًا.