أمسية ثقافية جمعت بين الذكريات والحقائق التاريخية واﻹبداع المرتبط بذكري العاشر من رمضان، اﻷمسية نظمها قصر السينما بجاردن سيتي برئاسة نادر نصحي تحت عنوان ' العاشر من رمضان بطولات وأمجاد' وادارها الكاتب الصحفي محمد شلبي وكانت الكاتبة نور الهدي عبد المنعم هي منسقها العام، وذلك بحضور العمبد اكرم بدر أحد ابطال حرب أكتوبر والدكتور رؤوف عابدين الرئيس اﻷسبق لمركز المعلومات برئاسة الجمهورية والشاعر عبد العزيز موافي أحد المشاركين في حرب أكتوبر، والقاصة والروائية نفيسة عبد الفتاح، وقد قرأت نفيسة عبد الفتاح أحد نصوص مجموعتها القصصية ' لا شيء سواها' وهو نص بعنوان ' مجنون بها ' وهو عن مجند قاتل في حرب 1967 وعاش بمرارة الهزيمة خاصة وان المعركة تركت له إصابة ف منعته من المشاركة في حرب أكتوبر وهو ماجعله منكسرا من داخله يبدو مختلا علي غير حقيقته حيث يصر علي ان تكون قطعة اﻷرض الصغيرة التي يزرعها هي معركته لﻹبقاء علي اﻷرض الخضراء في مواجهة تغول المباني الخراسانية والتهامها للرقعة الراعية، تحدث الدكتور رؤوف عابدين عن معركة كبريت التي سبقت حرب أكتوبر مشيرا إلي ان ابطال كبريت استطاعوا الصمود بأن يشرب الجندي كل يومين غطاء زمزمية من الماء الذي يتم تقطيره مؤكدا أن السادات أرسل اﻹمدادات لكبريت بعد ان سمع ان النقطة مازالت صامدة ولم تسقط، واكد أنه كان شاهدا علي معركة أخري من اصعب المعارك وهي معركة السلام مع اسرائيل، مشيرا إلي ان الرئيس السادات استغل أن زوجة الدكتور بطرس غالي الذي كان يشارك في مفاوضات كامب ديفيد كانت السيدة لينا وهي يهودية من اﻷسكندرية لكن ابنة خالتها كانت متزوجة من أبا إيبان وزير خارجية إسرائيل وهو ما جل السادات عندما يريد توصيل معلومة يتحدث بها أمام بطرس غالي ، واكد ان وثيقة كامب ديفيد، هي اتفاقية مباديء علي أساسها تتم اتفاقات الصلح، مؤكدا ان السادات لم يعجبه اعتراضات من الدكتور نبيل العربي وامر بأن يسافر إلي القاهرة وان السادات هو من عرض علي وزير الخارجية محمد ابراهيم كامل تقدينم استقالته، وعندما وافق ابراهيم علي ذلك طلب منه السالدات منه مهلة 48 ساعة بسبب مشكلتين هما مستوطنة 'ياميت' وبترول سيناء الذي تشبث به اليهود علي أساس انهم من اكتشفوه، وعندها قرر السادات ان يغادر كامب ديفيد، طالبا تجهيز الطائرة وكانت مناورة منه وعندما جاء الرئيس اﻷمريكي كارتر لمقابلته ادعي السادات ان لديه استقالات بالجملة وقال ان اسرائيل ستدخل مزايدة عالمية مع كل شركات البتروال واذا استطاعت الفوز بها ستأخذ البترول وهو موقف تبناه الرئيس كارتر، مؤكدا ان إسرائيل كانت تدفع في البترول المصري اغلي من اي مكان آخر ﻷنها لو استوردت البترول من أي مكان آخر كانت ستدفع مبلغا كبير ا مقابل النقل لبعد المسافة، الشاعر عبد العزيز موافيقرأ قصيدة له بعنوان ' ملحمة الساعات الست' استهلها ب': من بورسعيد إلي المثلث باتجاه عيون موسي' بينما تحدث. العميد اكرم بدر احد رجال الفرقة 16 مشاه، عن بطولات العميد عادل يسري صاحب رحلة الساق المعلقة، مؤكدا انه كان قائده وقد كان نموذجا للقائد الذي يحتذي به وخاصة وانه أصيب بشية في كعبة فأصر علي الصمود حتي لا يؤثر في نفوس جنوده ودفن جرحه في الرمال لوقف النزيف وهو ما أدي إلي بتر ساقه وتحدث العميد اكرم عن النواحي الاجتماعية التي لم يتحدث عنها أحد مؤكدا انه عندما دخلوا الحرب كان معهم تعيين 4 أيام، وكانت الوجبة من البسكويت الذي أسماه الجنود 'خشبسكو' وأنه عندما اكتشفت القيادة ان اكله قد يسبب تيبس في اﻷمعاء تقرر ان يأكلوا معه الخس علي ان تكفي الخساية الواحدة ة 15 مقاتلا مؤكدا أن أول شهيد استشهد تحت قيادته كان الشهيد محمد عبد المطلب من المستجدين واثناء تجهيز الحفرة لدفنه فوجيء بأن آخر يدعي 'ممدوح' قد أصيب و قطعت الشظية عنقه، فطلب تجهيز حفرة أخري له لكن حب العساكر لممدوح جعلهم يصرون علي حمله حيث أخذوه لدفنه في الضفة الغربية من القناه لكنه فوجيء برسالة من ممدوح الذي تم علاجه في المستشفي ونجي من الموت ، مؤكدا ان أكتوبر كانت اجمل ملحمة واجمل اوقات عاشها في حياته ، و أن نداء الله أكبر كان يجمعنا، وان العبرة في حرب اكتوبر ليست بحجم اﻷرض التي تم اكتسابها بالمعركة ولكن العبرة بالتلاحم والروح التي سادت المعركة، وقال: لم نكن نفكر من يقود الجيش ولا من يقود الدولة.. فقط كنا نفكر ان الأرض يجب ان ترجع، كان معي عسكري مكوجي اسمه فتحي لا يملك من حطام الدنيا شيئا، وكان مجوز أخته لولد من الوحدة معنا وعلم ان زوج اخته يرتب ليهرب من المعركة فقال له هو ومن كان يرتب معهم الهروب اللي هايهرب منكم هاضربه بالنار،.. هذه هي الروح التي كانت في المعركة وأن، اسرائيل تعيش علي ازالة هذه المسائل من الذاكرة وازالة الرباط الذي يربط بين المصري والمصري، وافساد تلك العلاقة الحميمة، مؤكدا ان الغرب يلعب علي الوقت ﻷنه مع الوقت سينتهي من حاربوا في حرب اكتوبر ومن حكوا لهم عن تلك المعركة وسنصبح بلا هوية، مشددا أنه لا يجب ان ننسي تلك المعركة ابدا بسبب ما اوجدته من علاقات وروابط لو عادت روحها لتم بناء هذا البلد.... '