صدر مؤخراً ضمن سلسة 'كراسات تراثية' عن معهد المخطوطات العربية كتاب 'التراث العربي في أتون الحروب' للباحثة السورية د.بغداد عبد المنعم إلي أن يكون مقدمة مرجعية في رصد الآثار التي خلفتها الحروب والصراعات علي التراث العربي المخطوط، وبمقدمة للدكتور فيصل الحفيان مدير المعهد. يتناول عنوان الكتاب تأثيرات الحروب علي المخطوط العربي الذي أصبح من أهم ضحايا الحروب المتتالية، وفي المقدمة التي كتبها الحفيان: 'لقد وقع التراث تحت الرحي رحي التاريخ: الإحراق والإغراق في الشام والقدس وبغداد وقرطبة وغرناطة، وكان الأمر يتم بمراسيم ملكية ورحي الحاضر الذي علا فيه صوت السرقة بعد أن نضج وعي الآخر بأهمية التراث، وكان القصد أيضاً إلي المناطق نفسها: سورية وفلسطين والعراق. وصار واضحاً أن سرقة التراث هي البوابة لسرقة التاريخ والجغرافيا جميعاً، إضافة بالطبع إلي سرقة الإنسان نفسه'. ويقع الكتاب في ثلاثة فصول الأول خصص لعاصمتي التراث والمخطوط في سوريا 'حلب ودمشق'، والثاني لفلسطين، والثالث للعراق، وقد حرصت الباحثة علي أن تسجل عبر ثلاثية الجغرافيا والتاريخ والحاضر أماكن المخطوطات وما تعرضت له من أخطار عبر ألف عام وما آل إليه حالها اليوم. وتؤكد الباحثة أن الكتاب ليس مسحا أو فهرسة أو إحصاءات للمخطوطات العربية، ما بقي منها، وما ضاع، وما هو مجهول المصير، بل يطمح إلي أن يشكل مقدمة ترصد الآثار التي خلفتها الحروب علي هذا التراث المخطوط، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، وذلك منذ التي غدا بها التراث العربي المخطوط مستهدفا لذاته، أي منذ الحملة الصليبية الأولي في نهايات القرن الخامس الهجري وحتي الاحتلال الأميركي للعراق وما جري للتراث المخطوط ليس في العراق وحدها ولكن في كل من سوريا وفلسطين.