في ظل عهد جديد اخترناه من أجل شروق أفضل لشمس مصر نعود ونؤكد أهمية أن نغير من أنفسنا تغييرا جذريا في نواحي سلبية كثيرة والمحور الإرتكازي للتغيير الذي سيصلح كل شيء هو أن تصبح أنفسنا تخشي وتراعي الرقيبين الرقيب الأعلي وهو الله سبحانه وتعالي والرقيب الداخلي وهو الضمير.. فلابد من صحوة لإحياء الضمير النائم لدي الكثير منا، فأمة بلا ضمير هي أمة ظالمة والله لا يحب الظالمين. الفساد هو أول مظاهر إنعدام الضمير وهو أخطر ما يهدد أمننا القومي.. ولولا الفساد الذي حدث في السنوات الأخيرة من عهد الرئيس الأسبق مبارك من قبل حاشيته وكثير ممن حوله في النظام تلك الفترة لولا ذلك ماكان الشعب ليشعر بالظلم وما تجرأ المتآمرون علينا واستغلوا الفساد الموجود لتمويل الثورة لصالحهم لذلك يجب محاكمة كل من تسبب في الفساد في هذا النظام وكل من خان الوطن في عهد الاخوان وكل من أخطأ في حق هذا الوطن، ونأمل في رد الحقوق لأصحابها فضياع الحقوق النابع من غياب الضمائر له من الآثار التي يمكن من خلالها إثارة الفتن والإضطرابات مع تثبيت مباديء مغلوطة تؤدي إلي ضياع الأمة، وحماية الوطن والدفاع عنه ليست فقط في مواجهة ومحاربة أعدائه بالخارج ولكن أيضاً بمحاربة الفاسدين والمجرمين بالداخل في نفس الوقت. لازال الفساد شبكي متغلغل في مؤسسات الدولة الرشاوي والمحسوبيات والظلم الاجتماعي.. ولازال الفاسدون من فلول النظامين السابقين يتقلدون مناصب حتي الآن.. والسؤال للنظام الحالي: متي يتم الإنتهاء من تطهير المؤسسات ومكافحة الفساد بها؟ نحتاج العدل ويقظة للضمير العام من أجل إنقاذ الفقراء والمحتاجين.. ﻻبد من مراعاة اليتامي والمساكين.. ويكون بأموال الدولة حق معلوم للسائل والمحروم.. فالعدل أساس الملك.. وحتي يبارك لنا الله لابد من نصر المظلومين وإقامة العدل فمصر التي يحفظها لنا هو الله ولابد أن نرضي الله سبحانه وتعالي بإقامة العدل. نريد قرارات حاسمة جريئة ولم نعد نقبل بالأيادي المرتعشة بعد أن انتخبنا رئيس نثق به وننتظر منه كل الخير.. نعلم ان الحمل ثقيل والهموم كبيرة ولكن نعلم أنه أهل لهذا التكليف وهذه الأمانة ويؤكد ثقتنا به أننا نتابع ونلمس كل التغيرات الإيجابية في أمور كثيرة علي الصعيدين الخارجي في إعادة الترتيب في العلاقات الدولية وفق توازنات جديدة صحيحة والداخلي كذلك من عودة الأمن والمشروعات العملاقة وغيرها. الفترة القادمة تحتاج جهود مضاعفة من الدولة لنؤكد حضارة مصر الحرة المستقلة ذات السيادة خاصة بعد نجاح ثورة30يونيو.. جهود ليست فقط أمنياً في تأمين الحدود والمنشآت والمؤسسات والسيطرة علي كل الخونة والمتآمرين ولكن أيضاً نحتاج جهود تنموية مخلصة في البناء فيد تبني ويد تحمل السلاح.. ونحتاج جهود قوية وسريعة في تطهير المؤسسات من المفسدين.. نحتاج إلي العدالة الاجتماعية.. نحتاج إلي تمكين الشرفاء خصوصا من الشباب.. نحتاج كل ذلك معاً في نفس الوقت علي التوازي إذا كنا نريد العبور بوطننا إلي بر الأمان بسلام. يجب أن نعالج أزمة الضمير فهذا بلد أمين وشعب طيب يتسم بالصبر والصمود والشهامة والطيبة والروح المرحة الساخرة المتحملة وان كان قد اكتسب سمات سلبية ليست من سماته الأصلية نتيجة لتغيرات كثيرة سياسية واجتماعية ولاسيما عصر الانفتاح والعولمة لكنه معدنه طيب وسرعان ما يعود لأصالته. بتفعيل القانون بحسم للقضاء علي الفوضي و بإحياء مكارم الأخلاق عن طريق الإعلام والتعليم والخطاب الديني نستطيع أن نعالج أزمة الضمير. الإعلام هو مدرسة المشاهدين الذي ينقل إليهم كل الأفكار والمعلومات ويعد الإعلام أسرع الوسائل لعودة الضمير والأخلاق بالمجتمع وهو سلاح خطير يستخدمه الأعداء ضدنا ويجب أن يأخذ اهتمام اكبر من الدولة لمواجهة الافكار المتطرفة سواء الإعلام الحكومي او الخاص ونستخدمه نحن لصالحنا. الإعلام الذي تم اختراقه في ظل حروب فكرية تقوم علي عمل تغيير وتغييب في العقول لتدفعهم بدوافع نفسية وعقائدية خاطئة نحو الخراب والدمار لصالح أعداء الوطن وكما قال جوزيف جوبلز وزير الاعلام النازي في زمن هتلر أعطني اعلام بلا ضمير أعطيك شعبا بلا وعي. جدير بالذكر لا يجب ان يترك الاعلام الخاص هكذا بحيث أي شخص لديه مال يمكنه فتح قناة ويأتي بأي شخص يجعله مذيع ويقول اي كلام حسب مصالحه.. هذه فوضي وليست إعلام، فالجمهور أغلي من أن يتم العبث به، ولابد أن يكون هناك ضوابط لكل ذلك ويكون الإعلام وسيلة لنقل الخير والاصلاح للمجتمع ومن خلاله تعود كل القيم النبيلة وتنطلق مصر في ريادتها ونهضتها. أصبحت لغة المصالح اللغة الأولي بالعالم واصبح الإعلام هو العسل المسموم الذي من خلاله يتم اختلاط المفاهيم تزييف الحقائق وتجميل الباطل وللأسف لاتزال التربية الفكرية والثقافية والنفسية التي تبث للمجتمع المصري مفسدة له وكأنها موجهة لإفساده. ولابد أن لا نترك أجيال تنمو بهذا التكوين إذ كنا بحق نريد الريادة لمصر ونريد رضا الله عنا، فالإعلام في مصر بكل تفاصيله ما بين الفساد الفكري والتجريف الأخلاقي أصبح شيء غير محتمل ولابد من طفرة تجاهه. لا يجب أن نستمر نعاني محنة غياب الضمير وهي السبب في تأخرنا فغياب الضمير الوطني يحطم عملية البناء والتقدم التي نسعي إليها، والغريب أنك تجد في المقابل أن كل من يحاول أن يراعي ضميره ويتقن عمله لينهض بالوطن ويعلي القيم والمثل والمبادئ والحرية الصحية ويقول الحق يتم محاربته وتحطيمه، إلي متي تستمر هذه المهزلة.. لن نهدأ حتي يتحقق العدل علي أرض مصر ونحن جميعا مع الرئيس في مكافحة الفساد.. وفي أي قرارات صائبة طالما لصالح مصر واﻷمة. فالله يحمي هذا الوطن وسيساعدنا بإذنه تعالي أن يطهره من الفساد ويملأه عدل بعد الظلم وتقطع جذور كل من خان مصر او أفسد فيها. مذيعة بالتليفزيون المصري 7/1/2015