"من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا " صدق الله العظيم ، وصدق رسول الله في قوله " والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا " ، نعم أتعجب من صمت الساسة وعقلاء الأمة المصرية جميعا في وقت نحن فيه أشد حاجة لقول كلمة حق قبل لقاء وجه كريم يوم لا ينفع فيه مال ولا سلطة ، يوم تشهد عليهم ألسنتهم وجلودهم ، وفي لحظة لا ينفع فيها الكذب والافتراء والنفاق والمكايدة ونفخ الكير وخدمة أعداء الوطن أو ارتداء ثوب وطنية مزيفة وثورية ملفقة و التدليس بإعلاء مصلحة الوطن. هل خرست الألسنة وعمي البصر والبصيرة بعد ما أصبحنا في زمن النخاسة السياسية وضياع الحقائق الواضحة بين محرض ومتآمر ومثير للفتن أو رؤوس للفساد وأدواتهم المأجورة المفسدة، أومشارك بالتوجيه أو الفعل أو المباركة لتصريح شلالات الدم ، والجلوس علي مقاعد الحكم بلا الضمير فوق الجماجم وأشلاء القتلي والضحايا وصراخات المصابين من هنا وهناك في أرجاء المحروسة. لقد أختلط الأمر بين الشياطين والملائكة والثوار والمفسدين والصادقين والمنافقين وتبادلت الآراء وتحولت الأقلام وتغيرت المواقف والأزمات واختفت حمرة الخجل من مناضلين وثوار ، وخرست ألسنة شيطانية ، واحتار البسطاء بين الصواب والخطأ والصالح والطالح بسبب ضياع بوصلة الوطن وذاكرة مائية لم تعد تفرق بين ضحية وجلادا ونسينا تعاليم ديننا الحنيف الذي يتوعد بالعذاب لكل من يسفك دماء. القتل خط أحمر لا مبرر له أو إطار قانوني ولا يمكن اللجوء إليه كوسيلة لفرض رأي أو الحصول علي مكتسبات ، والتهديد باستخدام العنف والقتل لن نحصد منه جميعا إلا الخراب والدمار والعبث بمقدرات شعبنا وإنزلاق للحرب أهلية تآكل الأخضر واليابس والمستفيد الأوحد من ذلك أعداء مصر فقط . جميعنا بلا أستنثاء نتحمل مسئولية إراقة دماء المصريين والتلاعب بأحلامهم في الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية ، ولابد من إجراء تحقيق فوري عادل لمذبحة طريق النصر ليس كباقي مذابحنا السابقة من جمعة الغضب وموقعة الجمل لمحمد محمود وماسبيرو ومجلس الوزراء والعباسية وبورسعيد والحرس الجمهوري والمنصورة والقائد إبراهيم. جميع ضحايا الثورة الحقيقية من 25 يناير وحتي الآن مجهولي قاتلهم ولم يحاسب أحدا عن إراقة دماءهم الطاهرة التي لولاها ما جلس علي الكراسي المتصارع عليها أحدا، ولم يهتز أو يخجل محللا في زفة الشامتة عند رؤية منظر جثث الشهداء المرصوصة بالعشرات ومئات المصابين كأنهم ليسوا مصريين أو من طينة هذه الأرض الطيبة أو صائمين في شهر رمضان الكريم. نعم لابد أن يخضع الجميع للمحاسبة السياسية والجنائية إيا كان منصبه و قوته فالقصاص أصبح واجبا لوقف شلالات الدم المتناحرة علي مصالحها الضيقة والزائلة. من الأشرف قول الحق في لحظة لا تملك رفاهية المزاح أو التمهل في المحاسبة دون سقف لمنصب أو قوة ، وعلينا تذكر قوله تعالي "ولكم في القصاص حياة" وأننا جميعا سنحاسب أمام الله فرادي علي كل قطرة دم سالت بدون وجه حق .. ولابد من صوت العقلاء أن يعلوا الآن لإجراء مصالحة وطنية حقيقية سياسية دون إقصاء ، والتشبث ببداية خيط لأمل يسترجع حماية مكتسبات الثورة الحقيقية ويحقق طموحات شعبنا وأحلامه وآماله المشروعة دون توجيه متآمر في ثوبا معسولا مستغلا كتابة ذاكرتنا علي الماء، والنتيجة أنها لم تسجل ثورجيا وفاسدا حتي الآن.