فور إعلان اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية، بيان تخلي الرئيس محمد حسني مبارك عن مهامه كرئيس جمهورية، انطلق كرنفال من الاحتفالات في شوارع القاهرة الكبري، حتي وصل الأمر إلي محطات مترو الأنفاق التي قام المتظاهرون باستبدال اللافتات الموضوعة علي جدران محطة " محمد حسني مبارك " بلافتات تحمل اسم" محطة الشهداء". في ميدان التحرير امتلأت السماء بكثيف من الألعاب النارية التي أطلقها المتظاهرون تعبيرا عن فرحتهم، وشاركهم فيها آلاف المصريين والعرب بشوارع جامعة الدول العربية بالمهندسين، الذين لجأوا لاستخدام مزامير السيارات والدراجات النارية، في مشهد يفوق احتفالات المصريين بفوزهم ببطولات كأس الأمم الأفريقية الماضية. وحرص البعض علي إطلاق الألعاب النارية في سماء العاصمة المصرية القاهرة، حيث خالطت أصوات الصواريخ النارية أصوات زغاريد النساء، وامتلأت الميادين العامة بالقاهرة الكبري بالمواطنين الذين خرجوا بالأعلام المصرية للتعبير عن فرحهم بتنحي مبارك. وشهدت بعض مناطق الدقي والعجوزة إطلاقا كثيفا للأعيرة النارية في السماء، في الوقت الذي بدأ فيه المواطنون التوجه إلي ميدان التحرير لمشاركة المتظاهرين احتفالاتهم بتنحي الرئيس مبارك. وانتشر المتظاهرون في الشوارع المحيطة للميدان وصولا إلي ميدان طلعت حرب وميدان باب اللوق، وجلس المتظاهرون علي أرض الميدان مرددين تكبيرات " الله أكبر كبيرة والحمد لله كثيرة"، معتبرين هذا اليوم عيدا لكل المصريين، كما قاموا بالصمت لمدة دقيقة حدادا علي أرواح الشهداء الذين ضحوا بدمائهم من أجل تحقيق التغيير والإصلاح. كما قامت أحزاب المعارضة المصرية بتعبيرها عن الفرحة بالتنحي ومنها حزب التجمع، بتشغيل مجموعة من الأغاني عبر "الدي جيهات" ومكبرات صوت وضعوها في البلكونات المطلة علي شارع طلعت حرب بمنطقة وسط البلد، مما دفع المئات من الشباب للتواجد أمام الحزب للاحتفال بتنحي الرئيس، مرددين الشعار الوطني مع مكبرات الصوت، وقام الملايين من المصريين بسجدة جماعية وسط الشوارع والميادين معبرين عن فرحتهم. وفي الإسكندرية عمت الفرحة العارمة أرجائها عقب إعلان النائب عمر سليمان عن خبر تنحي الرئيس مبارك، معتبرينه نجاحا كبيرا لثورة الشعب في 25 يناير. صاحت الجماهير "الله أكبر" وقرروا الخروج اليوم وغداً في مظاهرات احتفالية بنجاح الثورة وتحقيق إرادة الشعب. وفي شمال سيناءوالعريش احتفل الآلاف من المواطنين بتنحي الرئيس، وقاموا بإطلاق الأعيرة النارية ابتهاجاً، وخرج الآلاف في مسيرات حاشدة تركزت في العريش، خاصة شارع 26 يوليو رافعين علم مصر. وفي الشرقية تحولت المظاهرة المليونية التي كانت قائمة في ميدان طلعت حرب بالمحافظة إلي احتفال حاشد عند إعلان خبر التنحي مرددين "الله أكبر الشعب انتصر علي الفساد"، وتحولت مدينة الزقازيق إلي مهرجان من الأغاني والأناشيد الوطنية التي ردد خلفها المواطنون، والذين وصل عددهم إلي مليون مواطن. وفي البحر الأحمر احتفلت الجماهير الغفيرة بالمحافظة ابتهاجاً بتنحي الرئيس، مرددين العديد من الهتافات، والذين تفاعل معهم عدد من الأجانب الذين كانوا باقين بالمحافظة. وفي الغربية تحولت المظاهرات الحاشدة الغاضبة إلي آلاف من المواطنين يجوبون شوارع المدينة، خاصة مدينتي طنطا والمحلة اللتين عانتا كثيرا من الإضرابات. وفي بورسعيد خرج الآلاف من المواطنين إلي الشوارع محتفلين، خاصة بعد تصاعد أعمال العنف التي شهدتها المحافظة اليوم، ولكن سرعان ما تحولت إلي أفراح. وفي بني سويف عبر مئات الآلاف من مواطني المراكز السبع الإدارية لمحافظة بني سويف عن سعادتهم الغامرة بإعلان عمر سليمان تنحي الرئيس مبارك عن السلطة، حيث طاف الشباب بسياراتهم شوارع المدن وأطلقت النساء الزغاريد في المنازل كما سمع صوت إطلاق النار في كل مكان احتفالاً بتنحي مبارك عن الحكم، كما ردد المتظاهرون الذين احتشدوا بميدان المديرية عبارات الانتصار و"مبروك لمصر" و"الجيش والشعب إيد واحدة" حيث تبادلوا التهاني والأحضان، وانقلب الاعتصام والتظاهر إلي احتفال برحيل مبارك، فضلاً عن قيام أصحاب المحال التجارية بتشغيل الدي جي والتغني بمجموعة من الأغاني الوطنية، أما أسر شهداء ثورة الشباب المشاركين في المظاهرات فأعلنوا عن ارتياحهم برحيل مبارك واصفين ذلك "بأنه يشفي غليلهم ويهدئ من النار المشتعلة في صدورهم"، مرددين شعار "ياشهيد نام وارتاح عصر مبارك ولي وراح"، بينما حرص المواطنون علي تبادل المكالمات الهاتفية وإرسال كلمة "مبروك" عبر المحمول معبرين عن فرحتهم ومتبادلين التهاني. وخرج العديد من الأهالي بمنطقة شبرا الخيمة وقليوب في الشوارع يهتفون "تحيا مصر" وانطلقت الزغاريد من شرفات المنازل، بينما مضي الشباب والرجال والأطفال في مسيرات معبرة عن فرحتهم برحيل الرئيس مبارك وتنحيه عن السلطة للقوات المسلحة مرددين هتافات "الجيش والشعب إيد واحدة". وأكد الأهالي، إننا سنأتي إلي يوم نتعامل فيه مع بعضنا البعض بكرامة وحرية وسنقول كل ما نشعر به بعد ذلك دون خوف من أي بطش سواء من الشرطة أو غيرها، وأن مصر ولدت من جديد وسيحقق الشباب أحلامهم وسيقومون بإعادة الاستقرار وبناء ما تم تدميره خلال الأيام الماضية، وأن ثورة الغضب ستظل عالقة في تاريخ الأمة. وفي الإسماعيلية خرجت مسيرات حاشدة أيضا تحتفل بنجاح الثورة وتنحي الرئيس، وشهدت معظم شوارع الإسماعيلية صخباً وهتافاً بتنحي النظام وتحقيق مطالب الثورة ولم ينسوا أن يطالب الجيش بالحفاظ علي الثورة وتحقيق مطالب الشعب كما وعد في بيانه الثاني، هذا هو المشهد الختامي ليوم الجمعة في مدينة الإسماعيلية، وهي آخر أيام حكم الرئيس مبارك لمصر بعد ثلاثين عاماً، أما الأيام القادمة لا أحد يستطيع أن يتكهن بشكلها، حسب أقوال سياسيين وقوي معارضة بالشارع الإسماعيلي.