«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مظاهرات الغضب تجتاح القاهرة والمحافظات للمطالبة بالاصلاح

خرج عشرات الآلاف في القاهرة ومحافظات مصر أمس في إطار ما أطلق عليه "يوم الغضب"، استجابة لدعوة نشطاء على الإنترنت بالتظاهر خلال اليوم- الذي وافق الاحتفال بعيد الشرطة- للمطالبة بإجراء إصلاحات سياسية ورحيل النظام الحالي، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية نزيهة، إضافة إلى احتجاجات اجتماعية على ارتفاع الأسعار وتدني الأوضاع المعيشية وتفشي الفساد، ولم تخل التظاهرات من وقوع مصادمات بين المحتجين وقوات الشرطة التي تواجدت بكثافة في مناطق التجمعات وفرضت كرودنًا أمنيًا مشددًا على المتظاهرين، حتى لا تجذب المظاهرات المواطنين العاديين للانضمام إليها.
واستخدمت قوات الأمن العنف ضد المتظاهرين عبر إلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع، وضربهم بالهروات في محاولة لتفريقهم وردت حشود المحتجين برشق الشرطة بالحجارة، وسقط اثنان من المتظاهرين بنيران الشرطة بالسويس، بينما ذكر مصدر أمني أنه المجند أحمد عزيز من قوات الأمن المركزي قتل متأثرا بإصابة فى الرأس نتيجة قذفه بالحجارة خلال الاحتجاجات بميدان التحرير، بالإضافة إلى إصابة 36 من أفراد الشرطة بإصابات مختلفة، كما سقط عشرات المصابين من المحتجين.
وكانت أكثر المشاهد لفتا للانتباه تلك التي وقعت أمس بين قوات الأمن والمتظاهرين بشارع القصر العيني أمام بنك التنمية والائتمان الزراعي، حين قام المتظاهرون برشق قوات الأمن بالحجارة، وهو ما دفع جنود الأمن المركزي للانحناء في محاولة لتفادي الحجارة، مما دفع المتظاهرين لمهاجمتهم واختراق الحاجز الأمني.
وأمام هذا الحشد لم يجد جنود الأمن المركزي إلا أن يتراجعوا أمام المتظاهرين في مشهد غير معتاد في مصر، وظل الأمن يجري أمام المتظاهرين حتى وصل إلى ميدان التحرير، بعدها قامت قوة من الشرطة بإطلاق قنابل مسيلة للدموع على المتظاهرين لتفريقهم، وألقت القبض على المئات منهم والذين قدر عددهم بنحو عشرة آلاف متظاهر.
وبدأت مظاهرات "يوم الغضب" بمنطقة دار السلام، بمشاركة من آلاف الناشطين والمواطنين العاديين مرددين هتافات "تحيا مصر"، و"الحرية والرغيف مطلب كل مصري شريف"، و"خبز, حرية, كرامة إنسانية"، و"تغيير حرية عدالة اجتماعية"، "يسقط يسقط حسني مبارك"،
وسرعان ما انتقلت التظاهرات سريعا إلى ميدان التحرير بوسط العاصمة، حيث تمكن المتظاهرون من اختراق الحصار الأمني والتوجه نحو مبنى الإذاعة والتلفزيون القريب على كورنيش النيل، مما دفع قوات الأمن إلى الاشتباك مع المتظاهرين بأكثر من 600 فرد من فرق الكاراتيه التابعة للشرطة.
وكانت قوات الأمن بدأت في الانتشار بكثافة منذ الساعات الأولى من صباح الثلاثاء وقامت بمحاصرة كافة الميادين والمناطق الهامة التي كان معلنًا القيام بمظاهرات فيها، ومنها مصر الجديدة وجامعة القاهرة ومبنى الإذاعة والتلفزيون، في ظل انتشار أمني مكثف بشارع جامعة الدول العربية، وإغلاق لكافة الشوارع المؤدية للمهندسين، والزمالك، ومجلسي الشعب والشورى، والشوارع الرئيسية المحيطة بهما بحواجز وفرق أمنية وعربات أمن مركزي ومخبرين.
وقام بإجراءات مماثلة في ميادين القاهرة، مثل ميدان التحرير ورمسيس وميدان سفنكس وعبد المنعم رياض والدقي والمهندسين وشارع شبرا وشارع البطل أحمد عبد العزيز وميدان احمد عرابي بمحطة القطار، وواجه الأمن المتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع واستخدم رشاشات المياه والهروات لتفريق المتظاهرين، وفتحت خراطم المياه على المتظاهرين الذين كانوا يؤدون صلاة العصر في ميدان التحرير، وقد صعد متظاهرون أعلى سيارة رش المياه وقاموا بتحطيمها.
ومنع الأمن أي تجمع يزيد عن ثلاثة أشخاص داخل محطات مترو الأنفاق، وتم فرض طوق أمني على عدد من الناشطات، من بينهن شاهندة مقلد, والدكتورة كريمة الحفناوي, ونور الهدى زكي، والدكتور يحيى القزاز، صلاح صادق، ممدوح حمزة، مجدي قرقر، محسن صلاح في روكسى، وتم القبض على عدد كبير من المتظاهرين وعلى عدد من الفتيات من أعضاء جماعة "الإخوان المسلمين" منهن صحفية من مقهى سيلانتروا بشارع جامعه الدول العربية يقدر عددهن ب 15 فتاة.
وتقدم الدكتور أيمن نور زعيم حزب "الغد" مسيرة كبيرة من درب السماكين بباب الشعرية إلى ألبير قدار والحسنية رافعين شعار وهتافات "ارحل" في إشارة إلي الرئيس مبارك، وقد تجمع الآلاف أمام دار القضاء العالي وكسروا الطوق الأمني واتجهوا ركضا باتجاه التحرير، وامتدت المظاهرات إلى حي مصر القديمة، خاصة منطقة إسطبل عنتر والطريق الدائري.
وتجمع عدد كبير من الرموز السياسية أمام دار القضاء العالي وعشرات النشطاء من لجنة الحريات بنقابة المحامين أمام نقابة المحامين وهتفوا "عاش كفاح الشعب المصري وقد احتجزهم الأمن داخل كردون وطوق نقابة المحامين، وقد وقعت اشتباكات بين آلاف المتظاهرين وقوات الأمن المركزي أمام دار القضاء العالي بعدما توجه المتظاهرون لتخليص 200 من زملائهم من ضمنهم الدكتور محمد البلتاجي القيادي بجماعة الإخوان تم احتجازهم داخل الدار.
وحطم المتظاهرون ثلاث لافتات كبيرة للرئيس حسني مبارك وحبيب العادلي واللواء إسماعيل الشاعر أمام قسم شرطة الموسكي، وكانت المظاهرات أكثر حدة وكثافة بمنطقة شبرا وكان بينهم نشطاء أجانب وانضم الأهالي للمتظاهرين، ورددوا هتاف "يا أبو دبورة ونسر وكاب.. إحنا أخواتك مش إرهاب"،"واحد اتنين الشعب المصري فين" و"ارحل ارحل يا مبارك"، وقام الأمن بضرب المتظاهرين بالشوم وطاردهم بالشوارع لتفريقهم والقبض عليهم، لمنعهم من الالتحام بمظاهرة التحرير".
وفي جامعة القاهرة، تظاهر المئات من الطلاب أمام أسوار الجامعة مرددين هتافات منددة بتعامل الأمن وإحكام القبضة الأمنية على التظاهرات مع المطالبة بالإصلاحات الديمقراطية وإطلاق الحريات السياسية وقامت قوات الأمن بمحاصرة المتظاهرين ومنعت المواطنين من الانضمام إليهم، كما تظاهر ما يقرب من 500 مواطن بمنطقة دوران شبرا أمام محطة مترو روض الفرج من مختلف القوى السياسية مرددين شعارات "ثورة ثورة حتى النصر"و "احنا إخوانكم مش إرهاب مش دبورة ونسر وكاب".
وفي محافظة الدقهلية خرج نحو ثلاثة آلاف شخص إلى ميدان مشعل بالمنصورة في ظل تواجد أمني مكثف رافعين صورة كبيرة لوزير الداخلية اللواء حبيب العادلي كتبوا عليها "حاكموهم"، كما وزع المتظاهرين بيانا طالبوا فيه جموع المواطنين بالخروج والمشاركة في التظاهرة، ورددوا هتافات "حسني مبارك بره بره قبل ما تقلب تبقى ثورة"، وقد حاول محتجون تحطيم صورة كبيرة مرفوعة لمبارك وهم يرددوون "باطل باطل"، لكن قادة المسيرة هتفوا "سلمية.. سلمية".
وفي الإسكندرية، نظمت مسيرة شارك فيها الآلاف إلى ميدان محطة الرمل في الميدان مرددين هتافات مناهضة للنظام مطالبين بسقوطه، وقامت قوات الأمن بإطلاق القنابل المسيلة للدموع عليهم ومحاصرتهم، لكن ذلك لم يمنع امتداد المسيرة إلى شارع خالد ابن الوليد المظاهرة الغاضبة التي بدأت مع بداية غروب "يوم الغضب" من شارع ثلاثين والمعهد الديني وبلغت ذروتها في شارع خالد ابن الوليد التجاري الشهير، دون أن تتمكن قوات الأمن من احتواء الموقف.
وأصدرت الكنيسة المرقسية بالإسكندرية قرارًا بعدم دخول أو خروج أحد إلى الكنائس، وقامت بتعليق القرار عل مدخل الكنيسة، وجاء في القرار، إنه نظرا للأوضاع الحالية فقد تقرر عدم خروج أو دخول أحد حرصا على أمن الكنيسة.
وفي محافظة دمياط، تحولت منطقتا مستشفى الهلال وميدان الساعة (البوستة 9 سابقًا) إلى ثكنة عسكرية منذ الساعات الأولى من الصباح، وقد شارك المئات في مظاهرتين ورددوا هتاف "يا جمال قول لابوك كل الشعب بيكرهوك"، ورفعوا لافتات كتب عبارات "لكل ظالم نهاية" و"كفاية 30 سنة فقر" و"كفاية 30 سنة ذل".
وفي مدينة بطليم مسقط رأس النائب البرلماني السابق حمدين صباحى، ومدينة البرلس وغيرها من مدن كفر الشيخ اندلعت مصادمات دامية بين الآلاف من المتظاهرين وقوات الأمن، ورشق المتظاهرون الشرطة بالحجارة وقامت الشرطة بضرب بعضهم بالهراوات. وطالب المتظاهرون بحل مجلس الشعب متهمين الحكومة بالتزوير، مرددين هتافات تدعو الرئيس مبارك بالتنحي عن الحكم، وتعارض توريث السلطة لنجله جمال.
وتم رفع الحالة القصوى في المحلة الكبرى بين الأجهزة الأمنية، وجرى الاستعانة بقوات أمن إضافية من المحافظات المجاورة وحشدها داخل المدينة، وردد المتظاهرون "قولوا للشرطة قولوا للجيش موش لاقيين رغيف العيش" و"يا زين قول لمبارك الطيارة في انتظارك" و"قول لي مين في الشعب اختارك.. يسقط يسقط حسني مبارك".
وفي السويس شارك الآلاف في مظاهرة هتفوا خلالها "بن على بيناديك.. فندق جدة مستنيك"، وردد المتظاهرون "حسني حسني حسني بيه كيلو اللحمة ب 100 جنيه"، مقتبسين الشعار الشهير في مظاهرة من السبعينات كانت تقول "سيد بيه كيلو اللحمة بقى بجنيه"!.
ورشق المتظاهرون بالحجارة قوات الشرطة وأصابوا مساعد مدير الأمن اللواء عبد الرؤوف عادل ورئيس مباحث قسم شرطة مدينة السويس الرائد محمد عادل. وقتل اثنان من المتظاهرين بطلقات مطاطية خلال اشتباك بين المحتجين والشرطة، وقالت مصادر طبية إن جثتيهما نقلتا الى مستشفى السويس العام.
وفي بني سويف، تظاهر العشرات من الشباب والفتيات أمام ميدان الزراعيين، أكبر ميادين المحافظة رافعين أعلام مصر وتونس ولافتات "لا للجوع ولا للظلم ولا للاستبداد"، وهتفوا "يا حرية فينك فينك الطوارئ بينا وبينك"، ورددوا "قولوا للشرطة وقولوا للجيش مش لاقيين رغيف العيش".
وكتبت على لافتة "يسقط نظام مبارك الاستبدادي"، وإزاء تزايد أعداد المتظاهرين أغلقت الشرطة شارع البحر وعبد السلام عارف ومنعت المتظاهرين من التحرك في اتجاه ديوان عام المحافظة أو عبور كوبري النيل إلى مديرية الأمن، وبينما توافد مئات الشباب من المراكز والقرى بسيارات الميكروباص والربع قامت قوات الأمن بمنع دخول أي سيارات محملة بأعداد من الشباب.
وفي العريش تظاهر المئات من الشباب والناشطين السياسيين أمام المجلس المحلي لمحافظة شمال سيناء وقاموا برفع لافتات تطالب بحقوق أبناء سيناء، وقامت الشرطة بتفريق متظاهرين كانوا يرفعون لافتات تقول "وقف الخلق ينظرون كيف يجوع ويموت ويقهر المصريون". وشارك فى المظاهرة لأول مرة النساء البدويات والتي كان مطلبهن الإفراج الفوري عن المعتقلين على ذمة قضايا جنائية أغلبها تتعلق بقضايا تهريب.
وتجمع العشرات من بدو سيناء فى قرية المهدية التابعة لمركز رفح والقريبة من الحدود المصرية الاسرائيلية وقاموا بمسيرة سلمية مطالبين الحكومة بإطلاق سراح المعتقلين من أبناء سيناء الذين لم يصدر بحقهم أحكام حتى الآن، وطالبوا ايضا رجال الشرطة باحترام العادات والتقاليد للمجتمع البدوي، ولم تتدخل الشرطة لوقف المسيرة التي وصلت إلى خط الحدود الدولى بين مصر وإسرائيل وانضم إلى المتظاهرين عدد كبير من شباب البدو من رفح والشيخ زويد.
وامتدت المظاهرات إلى منطقة الجورة التي يقع فيها مطار الجورة الدولي الذي تستخدمه قوات حفظ السلام الدولية، حيث قام المتظاهرين بمحاصرة مطار الجورة وتم منع الدخول أو الخروج من المطار وقامت تظاهرة ثالثة.
واندلعت تظاهرة بمدينة الشيخ زويد حيث قام الأهالي بقطع الطريق الدولي المؤدى إلى معبر رفح الحدودي مع غزة وقاموا بإشعال إطارات السيارات، وهم يطالبون بالإفراج عن المعتقلين من أبناء سيناء وسقوط الأحكام الغيابية، وجاب الآلاف من البدو المسلحين بالسيارات النصف نقل والدراجات البخارية.
وتوجه إلى المتظاهرين من بدو سيناء الدكتور سليمان عرادة عضو مجلس الشعب عن دائرة الشيخ زويد بدون جدوى، حيث تسلم مطالب البدو لتسليمها إلى القيادات الأمنية، وذلك وفقا لتصريحات الشيخ محمد المنيعى الناشط السياسي من قبيلة السواركة فى سيناء الذي قال إن المتظاهرين سوف يواصلون تظاهراتهم إلى حين الإفراج عن جميع المعتقلين والاستجابة لمطالب المحتجين من أبناء سيناء.
كما شهد ميدان الحواتم بمدينة الفيوم، مظاهرات حاشدة للآلاف من الناشطين، وبمشاركة ممثلين عن أحزاب التجمع والوفد والغد والحركة الوطنية للتغيير وكفاية و6 أبريل للتنديد بالفقر والبطالة، والتضامن مع شعب تونس .
وبدأت المظاهرة بتجمع ما يقرب 500 شخص من ممثلى الأحزاب والتيارات المختلفة بمحافظة الفيوم، ثم انضم إليهم المئات من الناشطين حتى وصل عدد المتظاهرين إلى أكثر من 5 آلاف شخص رددوا هتافات من بينها "يا أهلينا يا أهلينا ضموا علينا ضموا علينا" و"يا مصرى خايف ليه فى ايه تانى هتبكى عليه".
وفى قنا، أعلن ممثلو تجمع نشطاء حقوق الإنسان بصعيد مصر وحزب "الكرامة" و"الغد" أنه تم احتجاز الناشط الحقوقى أحمد عبد الواحد الكيال، أحد مؤسسى تجمع نشطاء حقوق الإنسان بالصعيد، ومعه إسلام نبيل مراسل جريدة "أهالي قنا"، وذلك على خلفية توجههما للمشاركة في المظاهرة بميدان الساعة بقنا.
من جانبه، أكد الدكتور محمد البرادعي مؤسس "الجمعية الوطنية للتغيير" على موقع "فيسبوك" أن تظاهر المصريين بأعداد ضخمة في الشوارع لأول مرة "عكس انهيار ثقافة الخوف التي غذاها نظام الرئيس حسني مبارك طوال وجوده في السلطة".
وصرح الدكتور أيمن نور زعيم حزب "الغد" لفضائية "الحرة"، قائلا: "الذين نزلوا للشارع لن يعودوا مرة أخرى وسوف يبقون في الشارع، فمن عرف طريق الشارع لن يعود مرة أخرى ولن نهدأ حتى يرحل النظام، وسنحولها لثورة حتى النصر من النظام الديكتاتوري المستبد الحالي".
بدوره قال الإعلامي حمدي قنديل عضو "الجمعية الوطنية للتغيير" إن النظام الحاكم في مصر سيرحل كما رحل النظام في تونس و"نحن نتمناها ثورة حقيقية انقلابية مثل ثورة الياسمين في تونس تطيح بالنظام وأعوانه وتطهر مصر من الفساد والمفسدين وتعيد الحرية للشعب وأبنائه.. ومن خلال هذه المظاهرات نقول للنظام ها قد رأيت ما الذي يمكن أن يفعله الشعب المصري العظيم إذا غضب".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.