يصادف اليوم، الذكري السابعة والعشرين لاندلاع الانتفاضة الأولي 'انتفاضة الحجارة'، والتي كانت شرارتها الأولي في الثامن من ديسمبر 1987 حين دهست شاحنة يقودها إسرائيلي سيارة يركبها عمال فلسطينيون من جباليا - متوقفة في محطة وقود، ما أدي إلي استشهاد أربعة أشخاص وجرح آخرين. واندلعت مواجهات بين المواطنين وقوات الاحتلال أثناء تشييع جنازة الشهداء في اليوم التالي، وألقي الفلسطينيون خلالها الحجارة علي موقع لجيش الاحتلال في جباليا، وردّ الجنود بإطلاق النار دون أن يؤثر ذلك علي الحشود. وانتقلت لتشمل سائر مناطق قطاع غزة بأكمله و مدن الضفة والي القدسالمحتلة. وأمام ما تعرض له من الحجارة وزجاجات المولوتوف طلب الجيش الدعم، وهو ما شكل أول شرارة للانتفاضة. وتنوعت الأساليب القمعية للانتفاضة بين القتل والاعتقال والابعاد وهدم المنازل واقتحام واغلاق المؤسسات وحظر التنظيمات ومنع السفر وفرض حصار اقتصادي خانق علي الضفة الغربية وقطاع غزة. ولم تتوان سلطات الاحتلال عن استخدام كافة الوسائل المحرمة دوليًا في قمع تلك الانتفاضة والمشاركين فيها وكان من أدوات القمع تلك الرصاص بكافة أنواعه وقنابل الغاز والقيام بسياسة تكسير العظام وغيرها. ووصلت الانتفاضة أعلي مستوي لها في شهر فبراير عندما نشر مصور إسرائيلي صور جنود يكسرون أذرع فلسطينيين باستحدام الحجارة في نابلس عملاً بما هدد به رابين. وأطلق عليها الفلسطينيون اسم انتفاضة الحجارة لتعبر عن مدي التفاوت الواضح في قوة جيش الاحتلال بسلاحه الآلي ومدافعه المتعددة أمام طفل أو شاب فلسطيني يحمل حجرا، ولأن الحجارة كانت الأداة الرئيسة فيها، كما عُرف الصغار من رماة الحجارة بأطفال الحجارة وابتكر الشعب حينها ما سمي ب'اعلام الانتفاضة' لتوصيل صوتهم للعالم الخارجي وللسكان في الأرض بعد فرض الاحتلال لإجراءات صارمة علي الصحف التي كانت تصدر في الأراضي المحتلة، لتظهر الملصقات والكتابة علي الجدران في كافة مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة. واستشهد خلال الانتفاضة حوالي 1300 فلسطيني علي يد الجيش، كما قتل 160 إسرائيليّا علي يد المقاومة الفلسطينية.