تواجه جماعة الإخوان في الأردن أزمة حقيقية قريباً، قد تعصف بالتنظيم وتفتك به، بعد بروز قيادات داخل التنظيم تسمي ' الحمائم ' تطالب بتصحيح مساره ومراجعة أفكاره. ومن أهم أهداف التيار الجديد الذي اصطلح علي تسميته داخل الجماعة 'مؤتمر إربد' هي عزل القيادة الحالية للجماعة ' الصقور' التي يري فيها التيار الجديد سبب العزلة السياسية، وما آلت إليه الجماعة من ابتعاد عن المشاركة في الحكم. وبالتدقيق في أسماء القيادة الحالية للجماعة والمطالبين بالإصلاح يتضح أن هناك فرزاً في الخنادق علي أسس إقليمية وجهوية، بعيدة تماماً عن مبادئ الجماعة التي تصف نفسها بالتنظيم العالمي. ولعل أبرز تجليات الفوضي التنظيمية والسياسية التي تشهدها الجماعة حالياً تلويح المؤتمر الثاني ل'الإصلاح' الذي عقد في قاعة مستشفي الإسراء العاصمة عمان أمس السبت بالعصيان التنظيمي في حال لم تلبّ مطالب المشاركين فيه باستقالة المكتب التنفيذي وتشكيل قيادة توافقية للجماعة، واستبعاد عناصر التأزيم بالتنسيق مع لجنة الإصلاح الداخلي العليا. وهدد المؤتمر في بيان صدر في وقت متأخر من مساء أمس بمواصلة 'كشف التنظيم السري الذي يقود الجماعة'، موضحاً أن العصيان التنظيمي سيتضمن الاعتصام بمركز الجماعة والتوقف عن دفع الاشتراكات. وقال الدكتور شرف القضاة في بداية افتتاح المؤتمر إن الدعوة لهذا المؤتمر الذي غاب عنه القياديون سالم الفلاحات وحمزة منصور وعبد اللطيف عربيات، 'ضرورة دعوية وفريضة شرعية لأن الأمة لا تجتمع علي ضلالة'. وأكد القضاة أن هذا المؤتمر يأتي امتداداً لنظيره الأول الذي عقد في مدينة إربد شمالي الأردن أواخر مايو الماضي، الذي دعا صراحةً إلي تغيير القيادة الحالية للجماعة ممثلة بالمكتب التنفيذي، وعلي رأسه المراقب العام همام سعيد ونائبه زكي بني ارشيد..