أراني مضطرا لهذه المقدمة التي لابد منها، للدخول إلي واقعنا المر في الشرق العربي.. اتفقت لندن وباريس علي خطوط عامة لقسمة التركة العثمانية 1915-1916، وانه لابد من فصل الساحل عن الداخل في خريطة للعالم العربي، تعزل مصر عن سوريا، بوطن قومي لليهود في فلسطين.. فرنسا تريد سوريا الشمالية بيروت وجبل لبنان وما حولها من دمشق وحمص وحلب وحماة والموصل شمال العراق.. بريطانيا تريد بجانب مصر والسودان، منطقة مابين النهرين 'العراق' والخليج، وعينها لاتزال شاخصة نحو فلسطين، لتنفيذ خطتها في الفصل مابين مصر وسوريا بوطن قومي لليهود الصهاينة.. في بداية 1915 كانت القيادة العسكرية والسياسية للحلفاء علي أرض مصر.. في تلك الآونة، ظهر مارك سايكس علي مسرح الاحداث.. تلقي مارك سايكس من قيادته في لندن تكليفات برسم خريطة للشرق العربي.. التقي مارك سايكس، مع جورج بيكو قنصل فرنسا في القاهرة.. دارت المفاوضات بينهما وانتهت بالاتفاقية الشهيرة 'سايكس- بيكو'. في العام الذي تلا إقرار الاتفاقية المشئومة 'سايكس- بيكو' كان وعد بلفور في 2نوفمبر 1917 بإنشاء وطن قومي لليهود الصهاينة في فلسطين...تعالوا نقفز فوق أسطر التاريخ المؤلم، ونعرج إلي مشروع الهلال الخصيب لأنطون بك سعادة، ويضم 'الاردن- سوريا- لبنان- العراق' ومن بعده مشروع حلف بغداد 'العراق- تركيا- باكستان' مشروع من فكر أمريكي خالص، عهدت به أمريكا إلي بريطانيا العظمي، لإدارته ماليا وعسكريا...مصر لم تدخل الحلف مع من دخلوه.. أشارت أمريكا إلي أن من لهم تأثيرًا علي دخول مصر الحلف، هم الإخوان المسلمون.. طلبت الجماعة مقابل ذلك، أربعين مليون جنيه استرليني، وتم لها ما أرادت.. 'حاشية1' منظمة حماس الإرهابية، هي الابن الروحي والفكري للإخوان المسلمين، وطفلها المدلل، لافتعال الازمات بالمنطقة ليظل الشعب العربي، هو البقعة الساخنة الدائمة في العالم، غير القادر علي التنمية.. 'حاشية 2' تعاونها التخريبي مع جماعة الإخوان في مصر، 'قضية التخابر وفتح السجون وإحداث الفوضي الامنية، برجال قناصاتها – اللهو الخفي والطرف الثالث'.. 'حاشية 3' نؤكد مخلصين وباحترام، براءة الشعب الفلسطيني، المقاوم المناضل بغزة. يأتي إلينا بخطي سريعة المشروع الاستعماري، الشرق الاوسط بمسمياته 'الجديد- الكبير- الفوضي الخلاقة- مشروع كولن باول لتغيير المفاهيم في الشرق الاوسط، وسيطرته علي اقتصاديات الفنون والأدب والإعلام' وكانت البداية حرب لبنان إسرائيل 2006 وتصريح كونداليزا رايس ساعتئذ 'اليوم يولد شرق اوسط جديد'. سؤال محير أرجو ألا أكون به أقف علي عتبات نظرية المؤامرة.!! ظلت غزة هنية من 2011 لا تطلق بمبة أطفال واحدة علي الكيان الصهيوني تنفيذا لاتفاقية الهدنه السرية بين حكومة غزة هنية والإخوان في مصر، مع حكومة الكيان الصهيوني.. وبعيدا عن الجنوح إلي نظرية المؤامرة، لأي الاسباب والدوافع كان هذا التوقيت لإطلاق صواريخ الحمامسة، وتعريض الشعب الفلسطيني الاعزل، لوابل من الغارات الصهيونية؟! تكبد فيها أهل غزة مائة شهيد ومثليهم من الجرحي والمصابين!! فاتورة الخسائر كلها وقعت علي رؤوس شعب غزة، وكأنها دعوة صريحة من حماس لإسرائيل بالخلاص، من الشعب الفلسطيني المقاوم.. اتخذ الحمامسه هذا القرار، بإطلاق صواريخ لم تأت بأي مكاسب للقضية الفلسطينية، وبلا تشاورمن الحمامسة مع الاخوة العرب، او أنصار القضية علي قلتهم في أوربا.. معارك عبثية غير مجهز لها ولا مقادير محسوبة، من مكاسب سياسية او عسكرية.. تنادي الحمامسة برفع جعيرتهم، ينادون علي العرب، كان الأجدر بهم ان ينادوا علي أنفسهم أولا، بوحدتهم في حكومة واحدة.. أغفل الحمامسة حكاية الأب وأولاده وحزمة الحطب المتفرقة وعصيانها علي الكسر بعد جمعها.. حدوتة من أيام المدرسة الابتدائية. سياسيو العرب لايقرؤون، ولا لمحت أعينهم 'نظرية القضينة' للكاتب السياسي مأمون الفندي، وخلاصتها إن أردت ان تميت قضية رئيسية، فأت لها بقضية فرعية ليست علي البال ولا علي الخاطر، واطرحها في ذات التوقيت، لشغل الناس والعقول عن القضية الأساسية.. هكذا كانت قضية صواريخ غزة، أتت في توقيت مريب، خاصة ان الظهير القوي للأمة العربية مصر، منشغلة بتحقيق أهداف ثورة 30 يونية، وبناء اقتصادها المخَّرب بالايدي القذرة الامبريالية، وحكم جماعة الإخوان ومشروعهم التآمري، وتفتيت قوة الشرق العربي بأرض مصر، بعد العراقوسوريا واليمن وليبيا.. من الذي أشار إلي اجتماع للمجلس التنفيذي لمنظمة التعاون الإسلامي بجدة، وتحويل القضية من سياسية إلي دينية 'نظرية القضينة'، بينما كان من الاقرب للعقل والمنطق عقد اجتماع لجامعة الدول العربية.. من صاحب هذا التوقيت ومن وراءه؟! من صاحب الضربة العدوانية الاولي لمنطقة ساخنة علي حدود مصر، وهي علي أبواب تحقيق الاستحقاق الثالث لخارطة المستقبل، وانتخاب برلمانها الجديد.. كان الاجدر بالحمامسة، تفعيل وحدة القوي الامنية للشعب الفلسطيني، حفظا لأرواح الابرياء.. الامر يحتاج إلي وقفة للتفكير، في كل ما يجري علي أرض فلسطين، من إطلاق صواريخ غير ذات جدوي سياسية ولا عسكرية، وكأنها ألعاب نارية في شهر رمضان المبارك بأيدي أطفال الحمامسة.