أثناء الحرب العالمية الأولي, وبينما كانت الإمبراطورية العثمانية رجل أوروبا المريض- في طريقها إلي النهاية, كانت هناك تفاهمات سرية تجري بين فرنسا والمملكة المتحدة البريطانية علي تقسيم منطقة الهلال الخصيب( حوض نهري دجلة والفرات والجزء الساحلي من بلاد الشام) بين فرنساوبريطانيا. وفي1916 تم بالفعل التوصل إلي ما يعرف ب اتفاقية سايكس بيكو والتي بموجبها حصلت فرنسا علي سوريا ولبنان ومنطقة الموصل في العراق, بينما حصلت بريطانيا علي بغداد والبصرة وجميع المناطق الواقعة بين الخليج العربي والمنطقة الفرنسية في سوريا, علي أن تكون فلسطين تحت إدارة دولية يتم الاتفاق عليها بالتشاور بين بريطانياوفرنسا والإمبراطورية الروسية.وبعد مائة عام تقريبا علي الاتفاق, في مارس الماضي تحديدا, وقف أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي أمام الطلاب في جامعة ديار بكر وأعلن أن اتفاقية سايكس بيكو الأولي قد انتهت, وأن ما حدث في المائة عام الماضية ليس أكثر من جملة اعتراضية في تاريخ تركيا, وأننا الآن في عهد جديد وحاجة لسايكس بيكو جديدة, وأنه حان الوقت لعودة المجد العظيم. وديار بكر أهم المدن الكردية في الجنوب الشرقي لتركيا, تراودها أحلام الانفصال, وقضيتها تسبب قلقا ليس لتركيا فحسب بل أيضا لسورياوالعراق. وأوغلو يري ومعه أردوغان رئيس الوزراء التركي أن الوضع في المنطقة الآن يقترب مما كان عليه قبل سايكس بيكو الأولي: عمليات تقسيم بدأت في العراق, ومحاولات تقسيم لسوريا. تلاقت الأحلام: حلم الانفصال الكردي وحلم العثمانية الجديدة والعودة بالتاريخ مائة عام إلي الوراء, وأن تنتهي الدولة القومية وتعود دولة الخلافة ومقرها تركيا.وكما نري فحلم عودة الإمبراطورية العثمانية ليس سرا, وما نعرضه هنا هو كيف يري بعض المغردين العرب تأثير هذا الحلم الإمبراطوري علي طبيعة الدور التركي في المنطقة, وخاصة في سوريا والكلام عن علاقة الثورة هناك بسيناريو التقسيم. فهناك من يدرك هذا ويرفضه, كما هو واضح من التغريدات التالية: هل تركيا دعمت الثورة حقا أم أنها غير راضية عن حصتها في سايكس بيكو وأحست بالغبن في هذه الاتفاقية الاستعمارية فأرادت ان تعيد اقتسام المنطقة حسب مايحقق لها نصيب عادل من منظورها بغض النظر اذا ما تسبب ذلك بنكبة الشعب السوري أم لا..!!؟؟(صخر إدريس ذ). ا بسايكس بيكو الثانية, هي تعتبر حلب والموصل جزء لا يتجزأ من أراضيها. تركيا تعتقد أن الغرب نهبها بسايكس بيكو الأولي بعد الثورة العربية الكبري وتريد استرجاع شيء من حقوقها بسايكس بيكو الثانية,شمالي العراقسوريا.( فاطمة, البحرين). هناك اتفاقيات سرية منذ سايكس بيكو بعدم إعطاء الأكراد حق إنشاء وطن مستقل لهم, فالدول العظمي لن تسمح وكذلك تركيا وإيران وإسرائيل.( فهد الشمري السعودية). هدف الإخوان كما قال طارق حجي هو إعادة إحياء الخلافة الإسلامية. وغالبا هيبقي كرسي الخلافة فيتركيا مش في مصر أو الحجاز.( محمد العسقلاني مصر). أردوغان يصر علي الاستمرار في إعادة إحياء التاريخ العثماني الأسود ومدن تركيا تعج بالمظاهرات المعارضة للمشروع. أردوغان حان رحيلك!( حساب تركيا للعرب). نقلا عن نيوزويك الأمريكية: تركيا تحاول إحياء الإمبراطورية العثمانية. الغرب يحاول إرضاء تركيا الآن عبر مشروع سياسي يشبه الدراما التركية المدبلجة باللهجة الشامية, تدعي الإسلام لتعويض ما فقدته في سايكس بيكو.( أحمد الدهشان مصر). وهناك أيضا من يدركه ويرحب به: من رائد صلاح في القدس لأردوغان في تركيا وصولا إلي الإخوان في مصر لمجاهدي الشام أمة واحدة تسحق سايس بيكو وحدودها المصطنعة.( علي العبيدي الكويت). الحراك العالمي اليوم الذي يتقدمه محور إقليمي لمواجهة تركيا أردوغان تتمحور لقتل أي رديف لفكرة تحرك إرادة الشرق وتحصين مزارع سايكس بيكو للغرب.( مهنا الحبيل السعودية). فهل يري هذا الحلم الإمبراطوري النور وسط طوفان فضائح الفساد الحكومي الذي يجتاح تركيا, والذي يعتقد البعض أنه سوف يطيح بأردوغان أحد الحالمين بعودة المجد العثماني؟ سوف نري!