سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن في بداية الأسبوع السبت 11 مايو 2024    انخفاض أسعار الدواجن لأقل من 75 جنيها في هذا الموعد.. الشعبة تكشف التفاصيل (فيديو)    هشام إبراهيم لبرنامج الشاهد: تعداد سكان مصر زاد 8 ملايين نسمة أخر 5 سنوات فقط    مندوب مصر لدى الأمم المتحدة: ما ارتكبته إسرائيل من جرائم في غزة سيؤدي لخلق جيل عربي غاضب    الطيران المروحي الإسرائيلي يطلق النار بكثافة على المناطق الجنوبية الشرقية لغزة    الإمارات تستنكر تصريحات نتنياهو حول دعوتها للمشاركة في إدارة مدنية بغزة    مأ أبرز مكاسب فلسطين حال الحصول على عضوية الأمم المتحدة الكاملة؟    على طريقة القذافي.. مندوب إسرائيل يمزق ميثاق الأمم المتحدة (فيديو)    حكومة لم تشكل وبرلمان لم ينعقد.. القصة الكاملة لحل البرلمان الكويتي    الخارجية الفرنسية: ندعو إسرائيل إلى الوقف الفوري للعملية العسكرية في رفح    البحرين تدين اعتداء متطرفين إسرائيليين على مقر وكالة الأونروا بالقدس    هانيا الحمامى تعود.. تعرف على نتائج منافسات سيدات بطولة العالم للإسكواش 2024    أوباما: ثأر بركان؟ يحق لهم تحفيز أنفسهم بأي طريقة    تفاصيل جلسة كولر والشناوي الساخنة ورفض حارس الأهلي طلب السويسري    «كاف» يخطر الأهلي بقرار عاجل قبل مباراته مع الترجي التونسي (تفاصيل)    جاياردو بعد الخماسية: اللاعبون المتاحون أقل من المصابين في اتحاد جدة    مران الزمالك - تقسيمة بمشاركة جوميز ومساعده استعدادا لنهضة بركان    نيس يفوز على لوهافر في الدوري الفرنسي    ضبط المتهم بقتل صديقه وإلقائه وسط الزراعات بطنطا    أنهى حياته بسكين.. تحقيقات موسعة في العثور على جثة شخص داخل شقته بالطالبية    الجرعة الأخيرة.. دفن جثة شاب عُثر عليه داخل شقته بمنشأة القناطر    حار نهاراً.. ننشر درجات الحرارة المتوقعة اليوم السبت فى مصر    مصرع شخص واصابة 5 آخرين في حادث تصادم ب المنيا    غرق شاب في بحيرة وادي الريان ب الفيوم    «آية» تتلقى 3 طعنات من طليقها في الشارع ب العمرانية (تفاصيل)    «عشان ألفين جنيه في السنة نهد بلد بحالها».. عمرو أديب: «الموظفون لعنة مصر» (فيديو)    عمرو أديب عن مواعيد قطع الكهرباء: «أنا آسف.. أنا بقولكم الحقيقة» (فيديو)    حج 2024.. "السياحة" تُحذر من الكيانات الوهمية والتأشيرات المخالفة - تفاصيل    تراجع أسعار الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 11 مايو 2024    سيارة صدمته وهربت.. مصرع شخص على طريق "المشروع" بالمنوفية    طولان: محمد عبدالمنعم أفضل من وائل جمعة (فيديو)    رؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية: العدالة الكاملة القادرة على ضمان استعادة السلام الشامل    حظك اليوم برج الجوزاء السبت 11-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    حلمي طولان: «حسام حسن لا يصلح لقيادة منتخب مصر.. في مدربين معندهمش مؤهلات» (فيديو)    هل يشترط وقوع لفظ الطلاق في الزواج العرفي؟.. محام يوضح    تراجع أسعار النفط.. وبرنت يسجل 82.79 دولار للبرميل    محمد التاجى: اعانى من فتق وهعمل عملية جراحية غداً    الإبداع فى جامعة الأقصر.. الطلبة ينفذون تصميمات معبرة عن هوية مدينة إسنا.. وإنهاء تمثالى "الشيخ رفاعة الطهطاوى" و"الشيخ محمد عياد الطهطاوى" بكلية الألسن.. ومعرض عن تقاليد الإسلام فى روسيا.. صور    وظائف جامعة أسوان 2024.. تعرف على آخر موعد للتقديم    جلطة المخ.. صعوبات النطق أهم الأعراض وهذه طرق العلاج    إدراج 4 مستشفيات بالقليوبية ضمن القائمة النموذجية على مستوى الجمهورية    أخبار كفر الشيخ اليوم.. تقلبات جوية بطقس المحافظة    زيارة ميدانية لطلبة «كلية الآداب» بجامعة القاهرة لمحطة الضبعة النووية    لتعزيز صحة القلب.. تعرف على فوائد تناول شاي الشعير    مادلين طبر تكشف تطورات حالتها الصحية    شهادة من البنك الأهلي المصري تمنحك 5000 جنيه شهريا    لماذا سمي التنمر بهذا الاسم؟.. داعية اسلامي يجيب «فيديو»    نقاد: «السرب» يوثق ملحمة وطنية مهمة بأعلى التقنيات الفنية.. وأكد قدرة مصر على الثأر لأبنائها    "سويلم": الترتيب لإنشاء متحف ل "الري" بمبنى الوزارة في العاصمة الإدارية    آداب حلوان توجه تعليمات مهمة لطلاب الفرقة الثالثة قبل بدء الامتحانات    حسام موافي يكشف أخطر أنواع ثقب القلب    5 نصائح مهمة للمقبلين على أداء الحج.. يتحدث عنها المفتي    فضائل شهر ذي القعدة ولماذا سُمي بهذا الاسم.. 4 معلومات مهمة يكشف عنها الأزهر للفتوى    نائب رئيس جامعة الزقازيق يشهد فعاليات المؤتمر الطلابي السنوي الثالثة    بالصور.. الشرقية تحتفي بذكرى الدكتور عبد الحليم محمود    واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن العامة، الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة القادمة    محافظة الأقصر يناقش مع وفد من الرعاية الصحية سير أعمال منظومة التأمين الصحي الشامل    دعاء الجمعة للمتوفي .. «اللهم أنزله منزلا مباركا وأنت خير المنزلين»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مؤامرة الإخوان لنشر الفوضي واختطاف حكم مصر
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 07 - 04 - 2014

خطة حسن البنا للاستيلاء علي السلطة بالقوة كما وردت بالنص:
1 نسف ثكنات الجيش المصري، وتعطيل أسلحته عن طريق الجنود والعمال الموالين للإخوان
2 نسف أقسام البوليس.. واغتيال ضباطها وجنودها والاستيلاء علي أسلحتها
3 استخدام جميع أنواع المفرقعات والمتفجرات لنسف مكاتب شركة قناة السويس وورشها ومعداتها..
4 تعطيل السكك الحديدية ونسف القطارات بواسطة الالغام ونسف الطرق والكباري
5 إطلاق موجة اغتيالات كفريضة واجبة ووسيلة لتأمين الجماعة والدعوة
مليارات التنظيم الدولي تعمل بكل حرية في مصر.. تمول الإرهاب وتشتري العقول والذمم
قرار النقراشي بحل الإخوان.. وحكوماتنا الغافلة.. وممتهني العمالة المنادين بالمصالحة
' استعدوا يا جنود.. وليأخذ كل منكم أهبته.. ويعد سلاحه.. ولا يلتفت منكم أحد.. امضوا إلي حيث تؤمرون وصفوا لهذه الأمة.. الدواء.. اعكفوا علي إعداده في صيدليتكم.. ولتقم علي إعطائه فرقة الانقاذ منكم.. فإذا الأمة أبت.. فأوثقوا يديها بالقيود.. واثقلوا ظهرها بالحديد.. وجرعوها الدواء بالقوة.. وإذا وجدتم في جسمها عضوا خبيثا فاقطعوه.. أو سرطانا خطيرات فأزيلوه.. استعدادا يا جنود فكثير من أبناء هذا الشعب.. في آذانهم وقر.. وفي عيونهم عمي'.
جاء كل ذلك في افتتاحية أول مجلة يصدرها الإخوان.. وهي مجلة 'النذير'.. وتأمل الاسم.. ومعه كلمات حسن البنا الذي يري في القوة والعنف أهم أسلحة الإخوان: 'وما كانت القوة إلا كالدواء المر الذي تُحمل عليه الانسانية العابثة المتهالكة حملا.. ليُرد جمالها.. ويُكسر جبروتها وطغيانها.. وهكذا كانت نظرية السيف في الاسلام.. فلم يكن السيف في يد المسلم إلا كالمشرط في يد الجراح لحسم الداء الاجتماعي'.. ثم 'فأعدوا أنفسكم وأقبلوا عليها بالتربية الصحيحة والاختبار الدقيق.. وامتحنوها بالعمل.. العمل القوي البغيض لديها.. الشاق عليها.. وافطموها عن شهواتها ومألوفاتها وعاداتها.. وفي الوقت الذي يكون فيه منكم معشر الإخوان.. ثلاثمائة كتيبة قد جهزت كل منها نفسها روحيا بالايمان والعقيدة.. وفكرية بالعلم والثقافة.. وجسميا بالتدريب والرياضة.. في هذا الوقت طالبوني بأن أخوض بكم لجج البحار.. واقتحم بكم عنان السماء.. وأغزو بكم كل جبار عنيد.. فإني فاعل إن شاء الله.. إني أقدر لذلك وقتا ليس طويلا بعد توفيق الله'..
والأمور علي ذلك واضحة وضوح الشمس، فالشيخ حسن البنا مؤسس الإخوان.. يتعجل إعداد رجاله.. ليس كدعاة.. دائما كجنود.. يخوض بهم لجج البحار.. ويقتحم بهم أعنة السماء.. وهو في عجلة من أمره.. يقدر لذلك وقتا ليس بالطويل.. لكي يتمكن من تحقيق ذلك.. وأداته الأساسية كما أكد مرارا.. هي القوة.. والعنف.. والإرهاب.. يراه دواه للأمة المريضة.. التي توهم نفسه هو وجماعته أوصياء عليها.. يوثقونها بالقيود ويثقلون ظهرها بالحديد.. ليجتثوا من جسدها ما يرونه 'مرضا' غير ملائم لهم.. وعليهم أن يكونوا مستعدين في كل وقت 'فكثير من أبناء هذا الشعب.. في آذانهم وقر.. وفي عيونهم عمي' وهو نوع عجيب من 'التربية'.. يعتمد علي فقدان الثقة في المجتمع ومعاداته.. والتربص به.. وتعقبه من قبل عناصر إخوانية تتمتع كما جاء في التعاليم ب 'سرعة الملاحظة.. والاستنتاج.. والتنكر' ووضع الشعب تحت ضغط التهديد بالإيذاء والعقاب الذي يصل حد القتل 'الذي يعتبر جريمة في الأحوال العادية.. ويفقد صفته تلك.. ويصبح فرضا واجبا علي الإنسان الإخواني.. إذا استخدم لتأمين الجماعة والدعوة'.. فالجماعة في جوهرها.. وكما تؤكد تعاليم مؤسسها حسن البنا.. جماعة جهادية.. عسكرية.. والجهاد في أدبيات الجماعة يعني القتال الذي يؤدي إلي الموت والشهادة.. والجهاد واجب علي كل مسلم.. والجهاد في عرف البنا وجماعته له مفهوم عضلي أو بدني.. يتأكذ ذلك من الربط بينه وبين نهاية الممكنة أو المحتومة: الموت والشهادة.. فالموت نهاية هامة للجهاد.. وكان البنا يردد دائما عبارات صكَّها عن 'فن الموت'.. و'الموت فن'.. و'الوصول إلي النصر يكمن في إتقان فن الموت'.. ولم يكن يكف يوما عن تذكير أتباعه بقول النبي: 'من مات ولم يغز.. ولم يحدث نفسه بالغزو.. مات ميتة جاهلية'.
والثابت أن حسن البنا ظل يخفي أهدافه الحقيقية.. وينكر أي علاقة لجماعته بالسياسة وكثيرا ما ردد بيت الشعر القائل: 'الدين شيء والسياسة غيره.. دعوي نحاربها بكل سلاح' وظل يردده لمدة عشر سنوات.. حتي شعر بقوته وقوة جماعته.. فأعلن أنهم سوف ينتقلون من دعوة الكلام وحده إلي دعوة الكلام المصحوب بالأعمال.. وقال صراحة إن 'الإسلام الذي يؤمن به الإخوان يجعل الحكومة ركنا من أركانه، ويعتمد علي التنفيذ كما يعتمد علي الارشاد.. والحكم معدود في كتبنا الفقهية من العقائد والأصول.. فالإسلام حكم وتنفيذ، كما هو تشريع وتعليم، كما هو قانون وقضاء'.. وقال: 'الإسلام عبادة وقيادة، ودين ودولة، وروحانية وعمل، وصلاة وجهاد، ومصحف وسيف، لا ينفك أحدهما عن الآخر'.. ثم أن بدأ يحرض أتباعه صراحة، ويؤكد لهم أن استخدام القوة للاستيلاء علي الحكم من فرائض الاسلام: 'أما والحال كما نري.. التشريع الإسلامي في وادٍ.. والتشريع الفعلي في واد آخر.. فإن العقود عن المطالبة بالحكم جريمة إسلامية.. لا يكفرها إلا النهوض واستخلاص قوة التنفيذ من أيدي الذين لا يدينون بأحكام الإسلام الحنيف'.. ثم يقرر أن 'الحكم من منهاج الإخوان.. وسيعلمون لاستخلاصه من أيدي كل حكومة لا تنفذ أوامر الله'.. بل إنه بدأ يتمادي لدرجة تهديد الحكومة.. أي حكومة: 'فإن ثرتم علينا.. ووقفتم في طريق دعوتنا.. فقد آذن الله أن ندافع عن أنفسنا'..
الإرهاب
يعترف قادة الإخوان بأن حسن البنا هو الذي فكر في تشكيل الجهاز السري المسلح، وقد استدعي خسمة من حلفائه وناقشهم في الأمر وأقنعهم.. ثم كلفهم بالمهمة علي أساس من السرية المطلقة.. وقد انتقلت القيادة منهم سريعا إلي 'عبد الرحمن السندي'.. الذي حقق للبنا كل أمانيه بالنسبة للتنظيم تنظيما وتدريبا.. وإعدادًا.. مع ضمان السرية المطلقة التي تبيح قتل من يفشي أدني سر بقصد أو بدون قصد ومهما كانت مكانته.. ويؤكد 'أحمد عادل كمال' أحد أهم معاوني السندي.. وهو ما زال علي قيد الحياة أمد الله في عمره.. وبيننا حوار متقطع يؤكد أنه كانت هناك لائحة للجهاز السري لا تترك شيئا للصدفة.. وضعت وروجعت تحت إشراف المرشد حسن البنا.. واعتمدت منه.. وكانت تشترط في العضو الصحة الجيدة، والمهارة.. والتنظيم الذاتي، والمكر، والقدرة علي التذاؤب ومع الذئاب.. كما حددت اللائحة طرق إعداد الأعضاء رياضيا وفنيا.. وتدريبهم علي الكهرباء واللاسلكي والتصوير والاختزال.. والزنكفراف.. والتمثيل وعمل المكياج، وتغيير الزي والهيئة، والتنكر، وقيادة كل وسائل المواصلات، والأعمال الغذائية.. وحرب العصايات.. وإعداد قنابل المولوتوف.. والتدريب علي تخريب المواصلات والسكك الحديدية.. واستخدام المفرقعات.. والالغام.. والأسلحة النارية بأنواعها.. وغير ذلك.. وقد تم تجهيز هذا الجيش السري بالرؤوس المفكرة.. والعقول المدبرة.. والمال الوفير.. والأسلحة والمفرقعات والذخائر ووسائل النقل.. وأدوات الاتصال.. فضلا عن 'الأوكار' التي تتخفي في مختلف الجهات.. داخل المدن والريف.. وتوفير جميع البيانات المفصلة عن منشآت الجيش المصري.. والسفارات والقنصاليات والمنشآت الحكومية من وزارات ومحافظات ومديريات وأقسام ومراكز ونقط البوليس والسجون ومكاتب التلغراف والتليفون والبريد.. والبنوك.. والمواصلات من سكك حديدية وطرق زراعية وخطوط أتوبيس.. الخ'.
وكانت الخطة التي وضع أساسها وتفاصيلها حسن البنا لنشر الفوضي والاستيلاء علي الحكم بالقوة محددة المعالم.. لم يتغير منها حرف حتي اليوم.. بعد ان استحالت في ظل الجمود والتخلف إلي 'نص مقدس' بالنسبة للإخوان: وأغلبهم يعيش في الماضي.. ويحيا علي اجترار تعاليم البنا.. وهي:
1 نسف ثكنات الجيش المصري.. وتعطيل أسلحته عن طريق الموالين للإخوان من جنود وعمال..
2 نسف أقسام البوليس واغتيال ضباطها وجنودها والاستيلاء علي أسلحتهم.
3 استخدام كل أنواع المفرقعات والأسلحة لنسف مكاتب شركة قناة السويس وورشها ومعداتها.
4 تعطيل السكك الحديدية.. ونسف القطارات بواسطة الألغام ونسف الطرق والكباري..
5 التوسع في عمليات الاغتيال كفرض واجب.. لأنه الوسيلة لتأمين الجماعة والدعوة..
والمتأمل لتفاصيل خطة البنا لنشر الفوضي والاستيلاء علي السلطة بالعنف.. يصاب الذهول.. من احتفاظ الإخوان.. أجيالا وراء أجيال لكافة التفاصيل.. واللجوء إليها عند الحاجة.. دون أدني محاولة للتفكير.. أو قراءة الظروف.. فقد لجأوا عليها عام 1948 1949.. ولجأوا إلي نفس الخطة عام 1954 1955.. كما دبروا لاستخدامها في 1965 ولكنها أحبطت عندما قبض علي سيد قطب ومعاونيه.. وتتم تجربتها طوال أيامنا هذه.. منذ 30 يونية 2013.. حتي الآن..
ومن يتأمل بنود الخطة لابد أن يفكر فيما يمثله جيش مصر الوطنين.. للإخوان.. ولماذا يخشونه؟ ثم حكاية قناة السويس ومحاولات تخريبها.. ثم تخريب مرافق الدولة.. بهذه البساطة.. وذلك الانتقام وكأنها دولة الأعداء.. ناهيك عن استباحة الدم.. واغتيال رجال الجيش والشرطة والمنافسين السياسيين.. ف'هل كان البنا يتنبأ' أم كان العقل الوحيد الذي يفكر ويقرر.. ثم خلت الساحة منه.. وتوقفت العقول.. وتجمدت الأفكار.. واكتفت الجماعة بعمليات الاستنساخ.. وتكرار الانماط. وإيجاد نسخ مكررة.. مما كان؟
وبالنسبة ل 'التار البايت' بين الإخوان.. وجهاز الشرطة.. يذكر صلاح شادي وأحمد عادل كمال.. إن الجهاز السري اتخذ من مراكز الشرطة أهدافا للتدريب.. منذ عام 1946.. فقد 'أعددنا لفافات الجلبونايت وبكل منها المفجر، وتم توزيعها علي أقسام البوليس.. في كل قسم عبوة بسيطة حيث لا تتسبب في إصابات.. وجري تفجير تلك العبوات في جميع أقسام الشرطة.. وكان لها صدي كبير، أعلنت الداخلية عن مكافأة '2500 جنيه' لمن يرشد إلي الفاعل، واستقالت علي إثرها وزارة اسماعيل صدقي..
البنا.. يتوسع
تؤكد كل الوقائع والاعترافات، والدراسات أن حسن البنا كان حفيًا بالجهاز السري.. يرعاه بنفسه.. ويتابعه بكل دقة.. وهو صاحب الأمر والنهي في كل أموره.. ويبدو أنه بدأ يشعر بسطوة عبد الرحمن السندي علي الجهاز.. وتعلق أعضاء الجهاز به.. حتي إن محمود الصباغ أحد قادة الجهاز البارزين قال عنه: 'لقد لمسنا من عبد الرحمن السندي الصدق في اللقاء.. والصبر علي العناء.. والبذل بالمال والوقت دون حدود.. مع صفاء النفس ورقة الشعور.. والتزام بأحكام الدين.. حتي أحببناه حبًا صادقا من كل قلوبنا لما جمع الله فيه كل هذه الصفات'..
خاصة بعد شعور البنا أن السندي يتصرف دون الرجوع إليه.. وأنه الوحيد بين الإخوان الذي يتعامل معه بندية.. فقرر أن يعيد تشكيل الجهاز حيث اقتطع منه القسم الخاص بضباط وجنود الجيش وسلمه للصاغ محمود لبيب الضابط السابق بالجيش كتنظيم مستقل عن تنظيم السندي.. كما سلخ القسم الخاص بضباط وكونستبلات وجنود الشرطة وسلمه للصاغ صلاح شادي ضابط الشرطة.. كتنظيم ثالث.. وهناك روايات أخري يقول بعضها إن البنا أراد أن يتوسع في الجهاز السري.. ويجعل منه عدة أنظمة.. وإن كان الجهاز الأساسي الذي يرأسه السندي ظل هو الأساس والفاعل الحقيقي.. بعد أن قرر ضباط الجيش الابتعاد عن الإخوان.. وهبوط همة رجال الشرطة الإخوان.. وهو ما أحال الجهازين إلي هوامش.. الأمر الذي تسبب في حنق صلاح شادي علي السندي حتي آخر يوم في حياته..
ومن الثابت أن البنا كان يشغله أمر الجهاز السري وتشكيله منذ البداية.. ومن ثم فقد أعد خطته محكمة للوصول إلي هدفه من خلال تدرج الفكر التنظيمي.. فبدأ ب 'الجوالة' التي يتدرب خلالها شباب الإخوان علي الانضباط.. والالتزام والطاعة التامة.. والتفاني المطلق.. وبعدها 'كتائب أنصار الله' وهي مجموعات تضم كل منها أربعين عضوا من النشطين الذين أبدوا استعدادا طيبا في الجوالة.. يلتقون معا ليلة كل أسبوع حيث يقضون الليل في العبادة والتلاوة.. وكان البنا شخصيا يشاركهم ليلتهم هذه.. ويختار بنفسه من يصلحون للالتحاق بالجهاز السري الذي يفكر فيه..
ولقد ظل البنا طوال حياته ينكر وجود ذلك الجهاز السري المسلح.. وينفي ذلك نفيا قاطعا.. وتبعته الجماعة في الإنكار.. حتي بعد الاعترافات التفصيلية التي أدلي بها مئات المتهمين من أعضاء الجهاز أمام المحاكم.. وقيل وقتها إنها أكاذيب أمليت عليهم تحت وطأة التعذيب.. وما زال بعضهم ينكر ذلك حتي بعد صدور عشرات المذكرات التي كتبها قادة الجهاز.. مفاخرين بما فعلوه.. إلي حد المزايدة والادعاء..
ومن المثير حقا هو لائحة الجهاز السري التي أقرها البنا.. وما فيها خاصًا بإزهاق الأرواح والقتل.. فكل من يفشي سرًا يقتل.. وللعضو الحق في القتل المباشر دون إذن من القيادة.. فكلهم قارئ لسنة الرسول في إباحة اغتيال 'أعداء الله' وخصومهم السياسيون هم أعداء الله.. بل إن اللائحة تقول إن قتل الخصوم السياسيين 'أعداء الله' غيلة هو من شرائع الإسلام.. ويعجب عصام حسونة وكيل النيابة المحقق في قضية سيارة الجيب الشهيرة.. التي ضبطت في 15 نوفمبر 1948 وفيها أرشيف الجهاز السري ووثائق وأسلحة.. وضبط معها عدد من قادة الجهاز السري يتقدمهم أحمد عادل كمال.. وقد أصبح عصام حسونة وزيرا للعدل.. وله كتاب مهم حول قضية سيارة الجيب.. جاء فيه نماذج من تعليمات الجهاز لأعضائه: 'إن كل من يحاول مناوأتهم، أو الوقوف في سبيلهم مهدر دمه.. وإن قاتله مثاب علي عمله' و'من سياسة الجهاز أن الإسلام يتجاوز عن قتل المسلمين إذا كان في ذلك مصلحة' و'إن من السياسيين من يجب استئصاله وتطهير البلاد منه، فإن لم توجد سلطة شرعية تصدهم.. فليتول ذلك من وضعوا أنفسهم للإسلام جنودا.. فالإسلام يتجاوز عن احتمال قتل المسلمين إذا كان في ذلك مصلحة'..
عام 1948
كان عام 1948 عاما فارقا في عمر الإخوان ومسيرتهم.. فهو العام الذي شهد أعلي معدلات الإرهاب الإخواني.. وإزهاق الأرواح ببساطة.. وقتل الخصوم بقلوب باردة.. متجمدة.. بشعة.. وكان الجهاز السري قد نجح في اغتيال أحمد ماهر رئيس الوزراء في 24 فبراير عام 1945 بزعم أنه زور انتخابات البرلمان، وأسقط حسن البنا وزملاءه الأربعة مرشحي الإخوان في الانتخابات.. وأيضا بزعم أنه ينوي حل الجماعة.. وكان السندي قد نجح في إلحاق القاتل الإخواني 'محمود العيسوي' بالحزب الوطني قبل الحادث بقليل.. ومن ثم استبعد الإخوان بسرعة من الاتهام.. وبعدها نجح الجهاز السري في ترويع المجتمع بأعمال النسف التي استهدفت شركات ومؤسسات أكثرها مملوك للأجانب.. وقد أوقعت المئات من الضحايا الأبرياء.. واستمرت أعمال العنف لتتصل بحرب فلسطين وفشل القوي العربية أمام العصابات اليهودية مدعومة بأمريكا وبريطانيا ودول الغرب.. ثم كان شعور البنا وجهازه السري بالقوة.. وكان اغتيال المستشار أحمد بك الخازندار رئيس محكمة استئناف مصر لأنه تجرأ وحكم بالسجن علي شباب الإخوان الذين ألقوا قنابلهم علي معسكرات الانجليز.. كان اغتيال الخازندار عملا بشعا تقززت منه مصر كلها.. فعند خروجه من منزله في حلوان.. إلي عمله وأسرته تودعه من شرفة المنزل هاجمه حسن عبد الحافظ وأطلق عليه ثلاث رصاصات أخطأته.. فتقدم زميله محمود زينهم وكان مصارعا.. فألقي بالمستشار أرضا وصوب له عدة رصاصات أمام أسرته التي استغاثت.. وخرج الناس يطاردون القتلة ويلقون القبض عليهم.. وقع الحادث في 22 مارس 1948 ليشكل افتتاحية لذلك العام الغريب.. فقد سقطت سيارة الجيب في يد الشرطة في 15 نوفمبر 1948 وكان لسقوطها وما بها من أسرار وأسلحة صدي عال بين الناس.. ليعقبها اغتيال سليم زكي حكمدار العاصمة في 4 ديسمبر 1948.. ليصدر قرار حل الإخوان بعدها بأربعة أيام في 8 ديسبمبر 1948.. ليقوم الإخوان باغتيال النقراشي رئيس الوزراء بعدها بعشرين يوما في 28 ديسبمر 1948.. ليلقي حسن البنا مرشد الجماعة مصرعه بعد ذلك ب 44 يوما وبالتحديد في 12 فبراير 1949.. ليبدأ الإخوان في تنفيذ خطة البنا لنشر الفوضي والاستيلاء علي الحكم بالقوة.. ولكن يد السلطة كانت ثقيلة.. فتم اعتقال 4 آلاف منهم في ليلة واحدة.. وتمكنت حكومة إبراهيم عبد الهادي من ضربهم بعنف وتصفية إمكانات الجماعة المادية.
كان الإرهاب الإخواني أبشع من أن يتحمله الشعب المصري.. فوقفت مصر كلها ضد ذلك الإرهاب وصدرت الفتاوي والبيانات من الأزهر الشريف ودار الإفتاء.. وهيئة كبار العلماء.. وبيان من الإمام الأكبر شيخ الأزهر وكلها تدين أفعال الإخوان.. وتجرم مرشدها وجهازها السري.. وأيامها كتب طه حسين: 'ما هذه الأسلحة.. وماهذه الذخيرة التي تدخر في بيوت الأحياء.. وفي قبور الموتي؟ ما هذا المكر الذي يكمن، وما هذه الخطط التي تدبر.. وما هذا الكيد الذي يكاد.. ولم كل هذا الشر.. ولم كل هذه النكر.. ولم رخصت حياة المصريين؟! يقال إنها رخصت بأمر الاسلام الذي لم يحرم شيئا كما حرم القتل.. ولم ينه عن شيء كما نهي عن التعاون علي الإثم والعدوان'..
النقراشي الببلاوي محلب
عندما تفاقمت الأمور وعربد الإخوان وجهازهم السري في البلد.. كان قرار النقراشي في 8 ديسمبر 1948 من تسع مواد.. تنص مادته الأولي: تحل فورا الجمعية المعروفة باسم جماعة الإخوان بشعبها أينما وجدت.. وتغلق الأمكنة المخصصة لنشاطها.. وتضبط جميع الأوراق والوثائق والسجلات والمطبوعات والمبالغ والأموال.. وعلي العموم كافة الأشياء المملوكة للجمعية.. ويحظر علي أعضائها والمنتمين إليها بأي صفة كانت مواصلة نشاط الجمعية وبوجه خاص عقد اجتماعات لها أو لإحدي شعبها.. أو تنظيم مثل هذه الاجتماعات أو الدعوة إليها أو جمع الإعانات، أو الاشتراكات أو الشروع في شيء من ذلك.. كما يحظر علي كل شخص طبيعي أو معنوي السماح باستعمال أي مكان تابع له لعقد مثل هذه الاجتماعات.. أو تقديم أي مساعدة أدبية أو مادية أخري'..
وتنص المادة الثالثة: 'علي كل شخص كان عضوا في الجمعية المنحلة أو منتميا لها وكان مؤتمنا علي أوراق أو مستندات أو دفاتر أو سجلات أو أدوات أو أشياء أن يسلمها إلي مركز البوليس المقيم في دائرته في خلال خمسة أيام من تاريخ نشر هذا الأمر'..
أما المادة الرابعة فتنص علي تعيين 'مندوب خاص مهمته استلام جميع أموال الجمعية المنحلة وتصفية ما يري تصفيته.. ويخصص الناتج للأعمال الخيرية أو الاجتماعية التي يحددها وزير الشئون'.
هذا ما جري واتبع مع الإخوان علي يد حكومة النقراشي باشا قبل 66 عاما.. والتي كان قرارها واضحا وشاملا ومحيطا.. لأن النقراشي كان يتصرف كرجل دولة.. لم ينس أنه المناضل القديم.. أحد قادة 'اليد السوداء' مع أحمد ماهر.. والتي روعت جيش الاحتلال.. وسجن وحكم عليه بالإعدام.. فكان حادا في مواجهة الجماعة الإرهابية كمسئولية وطنية.. أما ما جري بعد ذلك وخلال عام 2013 فأمر آخر تماما.. حيث أجبرت حكومة الببلاوي بعد الحكم القضائي بإعلان أن الإخوان جماعة ارهابية.. وكان الله يحب المحسنين.. وتركت كل شيء علي حاله.. فالإخوان يخترقون كل وزارات الدولة وأجهزتها.. يعرقلون مصالح الناس لدفعهم إلي التذمر.. و'أساتذة الجامعة' الإخوان.. يحملون زجاجات المولوتوف في سياراتهم إلي داخل الجماعة ليتسلمها طلبة الإخوان والبلطجية المستأجرون.. لحرق الجامعة وتخريب منشآتها.. والاعتداء علي 'الأساتذة الحقيقيين'.. والطلاب الوطنيين.. ومليارات الإخوان موجودة.. وتمارس فعلها في أعمال الحشد.. والحرق.. والنسف.. والقتل.. وشركات الإخوان المنتشرة في كل مكان.. تمارس دورها في أمان كامل.. وتدر دخلها بالملايين لدعم الإخوان.. وتمويل الارهاب.. والمعزول يمارس التحريض من خلف القضبان.. وهيئة الدفاع الإخوانية.. عن متهمي الإخوان تمارس كل أنواع اللوع والمراوغة لتعطيل القضاء.. وإلغاء 'العدالة الناجزة' والتحريض ضد الحكم القائم.. والاستهانة به.. والبعض من ممتهني العمالة.. الممولين من أمريكا والمنظمات الغربية المشبوهة.. يرتدون أردية الحكماء.. ويمارسون أحاديث الإفك.. حول المصالحة.. وأجهزة الإعلام العاجزة ترحب بهم.. وتفرد لهم أوقاتا يتمددون خلالها علي آرائك 'الحكمة الخرقاء'.. والارهابيون يمارسون القتل والنسف.. وازدراء الدولة.. والتطاول المهين علي المجتمع.. وحكومة مصر تداري عجزها الفكري أساسا.. بتنادي 'الإجراءات الاستثنائية' حتي لا يوجه لنا اللوم الدولي !! وهي أمور مضحكة.. ولكنه كالعادة ضحك كالبكاء.. وتصنعه في مصر وسوريا وليبيا واليمن.. وغيرها.. أو من بريطانيا التي أصبحت وكرًا للمجرمين.. وبؤرة كبيرة للإرهاب.. ومستودعا لشذاذ الآفاق.. والمجرمين المحترفين..
وعموما لقد ذهبت حكومة الببلاوي بكل ما لها وما عليها.. وما زلنا ننتظر ما سوف تفعله حكومة محلب.. والحلال بَيِّن.. والحرام بَيِّن.. والإرهاب الإخواني يهز هيئة الدولة بعنف.. ويدمر معنويات الشعب وشعوره بالتفاؤل.. والدماء البريئة تشيع الألم والاحباط.. وأموال الإخوان.. أموال التنظيم الدولي حرة طليقة.. تغدق علي المجرمين.. وتمول الإرهاب.. وتدعم الثورة المضادة.. وتشتري العقول والذمم.. وقرار النقراشي ما زال واضحا ومقروءًا ولعل محلب يقرأه.. ليتعلم كيف يواجه الإرهاب الذي وضع خطته حسن البنا قبل ثمانين عاما.. وما زالت بنودها وتفاصيلها قائمة.. وفاعلة حتي اليوم في ظل حكوماتنا الغارقة في الفشل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.