صرحت وسائل إعلام روسية رسمية إن أبناء القرم صوتوا يوم الأحد بأغلبية كاسحة لصالح الإنفصال عن أوكرانيا والإنضمام إلي روسيا في حين اتهمت كييف موسكو بإرسال قوات ضخمة إلي شبه الجزيرة وحذرت زعماء الإنفصاليين من أن 'الأرض ستحترق تحت أقدامهم'. وقال رئيس لجنة الاستفتاء ميخائيل ماليشيف بعد ساعتين من إغلاق مراكز الإقتراع وعقب الإنتهاء من فرز اكثر من نصف الأصوات أن 95.5% صوتوا لصالح الإنضمام لموسكو. وأضاف أن نسبة الإقبال بلغت 83 في المئة وهو رقم كبير نظرا الي أن كثيرين ممن عارضوا الخطوة كانوا قد قالوا إنهم سيقاطعون الاستفتاء. ونددت القوي الغربية والقيادات في كييف بالاستفتاء بوصفه صوريا. وقال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث هاتفيا مع الرئيس باراك أوباما وأضاف أن الرئيسين اتفقا علي الحاجة الي التعاون لتحقيق الاستقرار في أوكرانيا. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض إن 'الاستفتاء يتعارض مع دستور أوكرانيا.. المجتمع الدولي لن يعترف بنتائج استفتاء جري تحت التهديدات بالعنف والترويع من التدخل العسكري الروسي الذي ينتهك القانون الدولي. وقال الكرملين إن بوتين أبلغ أوباما بأن الاستفتاء مشروع وعبر عن قلقه من عدم قدرة الحكومة الأوكرانية علي وقف العنف ضد الناطقين بالروسية في البلاد. وأضاف 'نبه فلاديمير بوتين الي عدم قدرة وعدم استعداد السلطات الحالية في كييف لوقف العنف المتصاعد الذي تمارسه جماعات قومية متشددة وجماعات راديكالية بما يزعزع استقرار الوضع ويرهب المدنيين بما في ذلك السكان الذين يتحدثون الروسية.' وأشار الي أنه يجب إرسال المراقبين الأوروبيين الي كل أجزاء أوكرانيا بسبب العنف. وقالت كييف التي وجدت نفسها وسط أزمة بين الشرق والغرب تعيد إلي الأذهان الحرب الباردة إن حشد روسيا لقوات في منطقة البحر الأسود يمثل 'انتهاكا صارخا' لمعاهدة دولية وأعلنت عن خطط لتسليح وتدريب 20 ألف فرد من قوة الحرس الوطني التي شكلت مؤخرا للدفاع عن البلاد. وأبلغ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري موسكو بأن واشنطن لن تقبل نتائج التصويت التي ستأتي علي الأرجح لصالح الوحدة مع روسيا. وحذر البيت الأبيض موسكو من توقيع عقوبات في حين سيقرر وزراء خارجية الإتحاد الأوروبي -الذي يقيم علاقات تجارية كبيرة مع روسيا- إجراء مماثلا في اجتماع يعقد في بروكسل يوم الاثنين. لكن بوتين رفض الاتهامات الغربية بأن الاستفتاء غير قانوني قائلا إن الاستفتاء يحترم إرادة سكان القرم في حين قالت وزارة خارجيته إنها تتفق مع الولاياتالمتحدة في السعي للتوصل إلي حل للأزمة من خلال إصلاحات دستورية. وفي كييف هدد رئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك بعواقب وخيمة للسياسيين في القرم الذين دعوا إلي التصويت قائلا إن 'زعماء العصابة' الانفصالية يرغبون في تدمير استقلال أوكرانيا 'تحت غطاء القوات الروسية'. وقال في اجتماع لمجلس الوزراء 'سنظفر بهم جميعا حتي اذا استغرق الأمر عاما أو عامين وسنقدمهم للعدالة ونحاكمهم أمام المحاكم الأوكرانية والدولية. ستحترق الأرض من تحت أقدامهم.' وكان ياتسينيوك عاد للتو من زيارة للولايات المتحدة حيث حصل علي تأييد معنوي ولكن دون أي عروض بتقديم أسلحة. وعجزت كل من أوكرانيا والحكومات الغربية عن منع الاستفتاء أو الحيلولة دون حشد روسيا لقواتها في الأراضي الأوكرانية. وكان حكام كييف الجدد الموالون لأوروبا تولوا السلطة بعد سقوط الرئيس فيكتور يانوكوفيتش المدعوم من موسكو الشهر الماضي في انتفاضة شعبية. وكان أمام الناخبين في القرم البالغ عددهم 1.5 مليون خيارين اما الوحدة مع روسيا أو منح منطقتهم التي يسيطر عليها ساسة موالون للكرملين الحق في تحديد مصيرها واختيار إقامة علاقات مع من تريد بما في ذلك موسكو. ومن المتوقع أن تعلن النتيجة النهائية بعد يوم أو يومين. ولروسيا حق الاحتفاظ بقوات في شبه الجزيرة الواقعة في البحر الأسود بما في ذلك في قاعدتها البحرية في ميناء سيفاستوبول بموجب اتفاقية وقعت بعد نيل أوكرانيا الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي بعد انهياره عام 1991.