حذرت قيادات وشخصيات وطنية واسلامية ومسيحية مقدسية من خطر انتهاكات الاحتلال الصهيوني المتواصلة بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدسالمحتلة وفي مقدمتها المسجد الأقصي المبارك. جاء ذلك خلال ورشة عمل عقدها المؤتمر الشعبي الوطني في القدس في مقره برام الله اليوم الثلاثاء، بحضور ومشاركة شخصيات دينية إسلامية ومسيحية، ومؤسسات رسمية وأهلية وقانونية. وتحدث في الورشة عدد من المختصين من بينهم الدكتور ناجح بكيرات مدير المعاهد التعليمية التابعة للأوقاف واستعرض أساليب الاحتلال في استهداف القدس والمسجد الاقصي علي وجه الخصوص. وطالب أستاذ الهندسة المعمارية وعمارة المشهد في جامعة بيرزيت الدكتور جمال عمرو، بوحدة فلسطينية شاملة، لمواجهة الخطر المحدق بالقدس من تهويد متعمد من قبل سلطات الاحتلال. وقال: هناك 88 بيتا مهددا بالهدم في أحياء القدس القديمة، بسبب الحفريات المستمرة أسفل المدينة من جميع الجوانب، مشيرا إلي مدينة كاملة تحت الأرض، 'وهذه كارثة حقيقية لم توجه نحو القدس منذ النكبة'. وأضاف: هناك حرب ديموغرافية تقوم بها سلطات الاحتلال 'الإسرائيلي' ضد أبناء شعبنا المرابطين في القدس، من طرد وتهجير وتمليك اليهود داخل القدس، وتسهيل دخول المستوطنين يومياً لباحات المسجد الأقصي. وقال عمرو إننا نحن أمام جريمة العصر، لأنه في أقل من كيلومتر مربع واحد هناك 82 بؤرة استيطانية، وكل هذه الأفعال تؤدي إلي تهويد القدس وطرد سكانها الحقيقيين منها. من جهتها، قالت وكيل وزارة شؤون القدس بالسلطة الفلسطينية سلوي هديب، إن هناك 596 قرارا صدرت من منظمات دولية بشأن القدس منذ عام 1948، ولم يطبق منها قرار واحد لصالح الفلسطينيين. وأكدت أن القدس والأماكن المقدسة، إسلامية ومسيحية، تتعرض لهجمة وحشية من سلطات الاحتلال التي تعمل علي تهويدها بكل الأشكال. وبيّنت أن 120 طفلا مقدسيا تحت سن 18 عاما، داخل سجون الاحتلال، ليتم تشتيت العائلات المقدسية من جهة، والعمل علي خلق رادع لهم. ودعت هديب جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، إلي الوقوف لجانب فلسطين وخاصة القدس لما تمر به من تهويد، وقالت إن الوضع في القدس سيء علي جميع الأصعدة، التعليمية والاجتماعية والصحية. وقال عميد كلية القانون والعلوم الشرطية في جامعة الاستقلال الدكتور محمد شلالدة، إن 'إسرائيل' اخترقت جميع المعاهدات والاتفاقيات الدولية بشأن القدس والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية. وأوضح أن 'إسرائيل' سلكت كل السبل لتهويد القدس، ومنها تهويد مادي يتم من خلاله تغيير معالم القدس وفرض إجراءات تعسفية علي سكانها والاستيلاء علي الأراضي، وتهويد ثقافي حيث يتم فرض الثقافة 'الإسرائيلية' في القدس عن طريق المعاملات والتعليم، وتهويد الأحياء والأماكن العربية. وأضاف أن 'إسرائيل' تطبق القوانين الخاصة بها، ولا تعترف بالقوانين الدولية، لأن هناك الكثير من الاتفاقيات التي تمنع 'إسرائيل' من عمل أي شيء داخل القدس والأماكن المقدسة، ومنها اتفاقية لاهاي عام 1907، واتفاقيات جنيف الأربع. وأوصي شلالدة بمراجعة الاتفاقيات الدولية المعنية بحماية الأماكن الدينية والإسلامية والمسيحية، وتفعيل وتعزيز اللجان الدولية لخلق دور رقابي لحماية المقدسات، ومحاولة تنفيذ القرارات الصادرة عن الجمعية العامة، وهي الحماية القانونية الطارئة من الأممالمتحدة، والتنسيق بين لجنة القدس وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، لوضع حد لممارسات الاحتلال.